دمشق تبدى استعدادها لاستئناف المفاوضات ..والمعارضة تنتقد واشنطن
الأحد 20/نوفمبر/2016 - 09:43 م
طباعة


المعارضة السورية
يواصل المبعوث الأممي للأزمة السورية مشاوراته لاستئناف مفاوضات السلام فى ظل استعداد دمشق لجولة جديدة من المفاوضات، فى حين لم تعلن المعارضة السورية موقفها من إمكانية استئناف المحادثات قريبا، إلا انه فى الوقت نفسه صبت المعارضة هجومها على واشنطن بسبب مواقفها المترددة بشأن الأزمة السورية.
من جانبه أعلن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أن وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، سأله عن موعد استئناف الحوار السياسي السوري السوري، نظرا لجاهزية دمشق لاستئنافه، موضحا استعداد حكومة دمشق لإعادة الحوار السوري السوري لأن الحكومة جاهزة.
أضاف "زرت عدة عواصم من أنقرة إلى موسكو وطهران وجنيف ونيويورك للاستماع إلى آراء الجميع قبل بدء الحوار السياسي السوري السوري الضروري جدا.. نحن نسابق الزمن ونتصارع معه، وما نسمعه من زملائنا عن الوضع الإنساني في شرق حلب وأجزاء أخرى من سوريا مأساوي بسبب وأنه الأعمال العسكرية".، مشيرا إلى أن محادثاته مع وزير الخارجية السوري كانت "مفيدة ومكثفة" و"وفرت فرصة لنقاش واضح ومثمر".
نوه المبعوث الأممي بأنه أعرب عن قلق المجتمع الدولي لما يحدث من تبادل للقصف من كلا الطرفين في مدينة حلب، وقال، " بكل صراحة، عبرت عن قلقي الشديد ومشاركة غضب المجتمع الدولي بخصوص القصف الجوي على مشافي عدة بحلب، وعبرت عن قلقي الشديد عن قصف مناطق غرب حلب الذي خلف قتلى ، مشيرا إلى نفى دمشق أي قصف لمستشفيات حلب، الا أنه من الواضح أن تقارير الصحة العالمية تشير إلى وجود مشكلات وجدد طلبه بوقف القصف على مناطق حلب الشرقية، مشيرا إلى أن السياسة الأمريكية السابقة تجاه سوريا كانت خاطئة، ومفتاح تصحيحها يكون عبر الحوار الروسي الأمريكي والتفاهم على أسلوب القضاء على الإرهاب".

دى ميستورا والمعلم
على الجانب الاخر قال وليد المعلم إن دمشق رفضت جملة وتفصيلا اقتراح دي ميستورا بمنح منطقة حلب الشرقية، التي يسيطر عليها المسلحون، "إدارة ذاتية" كونه "ينتقص من سيادة الدولة السورية على أراضيها"، مشيرا إلى أن المقترح "اجتهاد شخصي" من دي ميستورا، وأكد وزير الخارجية السوري أن المبعوث الأممي ليس لديه ضمانات، ولم يقدم ما يساعد على استئناف الحوار السياسي، مضيفا أن "دمشق قدمت مقترحات بديلة تضمن السماح للمسلحين بالخروج إلى أي مكان يختارونه، وأن هناك اتفاقا على ضرورة خروج الإرهابيين من شرق حلب لإنهاء معاناة المدنيين في المدينة".
شدد المعلم على أن دمشق كانت قد حددت 3 هدن وفتحت معابر لمنح فرصة لخروج المدنيين من أحياء حلب الشرقية، إلا أن الإرهابيين منعوهم وقصفوا هذه المعابر، وفيما يخص "قوات سوريا الديمقراطية" أشار وزير الخارجية السوري إلى أن واشنطن تستخدم العنصر الكردي مرحليا لتحرير الرقة من تنظيم "داعش"، مؤكدا رفض دمشق التدخل التركي في شمال سوريا، مضيفا: "لا نقبل أي قوات غريبة على أراضينا".
وبخصوص التسريبات حول إمكانية عقد مؤتمر داخل سوريا للمعارضة السورية في الداخل مع بعض رموز المعارضة في الخارج، قال وزير الخارجية السوري: "نرحب دائما بأي لقاء سوريي-سوري بعيدا عن التدخل الخارجي، من أجل الحوار حول المستقبل، بغض النظر عن مكان عقد المؤتمر، إن كان في سوريا أو في جنيف كما يريد دي ميستورا". ، وأكد المعلم على أن سورية ترحب وتؤمن بدور للأمم المتحدة يحترم ميثاقها وسيادة الدول الأعضاء، وفيما يخص الموقف الروسي أكد المعلم أن دمشق وموسكو على تنسيق يومي في الميدان السياسي والعسكري، وأن روسيا تدين أي انتهاك للسيادة الوطنية السورية.
شدد على أن هناك مصالح مشتركة بين الجيشين السوري والعراقي لمنع تسرب إرهابيي "داعش" من الموصل إلى سورية، وبين المعلم أن "أمريكا أرادت احتواء تنظيم داعش وليس القضاء عليه، وطيلة سنتين من غارات التحالف الدولي لم يتم القضاء عليه".
على صعيد آخر انتقد رياض حجاب، رئيس الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض لتعامل إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع الأزمة في سوريا، منوها إلى أن إدراة أوباما كانت مترددة ومرتبكة في اتخاذ موقف واضح تجاه قضية الشعب السوري، مضيفا أنها لم تتخذ الخطوات اللازمة من أجل إنهاء هذه الأزمة.
جاء ذلك خلال فعاليات "مؤتمر السياسات العالمية" التاسع الذي تنظمه "المؤسسة الفرنسية للعلاقات الدولية" في الدوحة بالتعاون مع المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية القطرية، ويستمر ثلاثة أيام.
وأعرب رياض حجاب عن أمله في أن تكون إدارة ترامب جادة في إنهاء الأزمة وتحقيق الانتقال السياسي الحقيقي، وأشاد حجاب في كلمته بعملية "درع الفرات"، التي بدأتها القوات لتأمين الحدود ومواجهة التنظيمات المسلحة وعلى رأسها تنظيم "داعش".

المعارك فى سوريا تؤرق المجتمع الدولى
أكد رئيس الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض أن العملية العسكرية التركية سيكون لها أثر كبير في تغيير الواقع على الأرض خاصة فيما يتعلق بمنطقة حظر الطيران وتوفير ملاذات آمنة للمدنيين، ودعا الأمم المتحدة إلى إطلاق رؤية جديدة تتلافى فيها أخطاء الجولات الثلاث السابقة في جنيف، مشيرا إلى أن على الأمم المتحدة تبني أجندة انتقال سياسي حقيقي، وفرض جدول زمني واضح لتحقيق الانتقال السياسي.
وخلال مشاركته بالمؤتمر حث وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك ايرلوت، واشنطن على تفادي "المغامرة الانعزالية" أو أي صيغة انفصال في أعقاب انتخاب المرشح الجمهوري دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، داعيا إلى حلول جماعية في مواجهة الازمات الدولية في المنطقة.
قال إيرولت: "نحن بحاجة إلى شريك أمريكي منفتح على العالم، منخرط بشكل كامل، يستخدم بطاقة التعاون مع حلفائه ويعتمد تعددية التحرك في الرد على التحديات الدولية، ومنها مكافحة الإرهاب، والتغير المناخي وموجات الهجرة المتنامية والتنمية المستدامة.
ويشارك في المؤتمر أكثر من 250 شخصية من نحو 40 بلدا، لمناقشة الرهانات الدولية الكبرى على خلفية انتخاب الجمهوري دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، خلفا لباراك أوباما الذي يغادر منصبه رسميّاً في يناير 2017.

دى ميستورا
نفى وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرولت، أن يكون الوضع في سوريا قد بلغ حدا لم يبق فيه سوى الخيار بين "نظام بشار الأسد" وتنظيم "داعش".
وفي اليوم الأول من أعمال الدورة التاسعة من مؤتمر السياسات العالمية المنعقد في العاصمة القطرية الدوحة، جدد إيرولت موقف باريس من الأزمة السورية، قائلا إن أي حوار محتمل مع الرئيس السوري "سيكون عقيما ولن يقود إلى نتيجة".
ووصف الوزير الفرنسي حكومة الأسد بـ"الهمجية"، منددا بما أسماه بقصف الأحياء المحاصرة في مدينة حلب، كما أكد إيرولت رفض فرنسا "تقسيم سوريا"، قائلا إن معركة استعادة مدينة الرقة من قبضة التنظيم قد بدأت وإنها ستستغرق "وقتا طويلا".
وأشار، بهذا الصدد، إلى أن السؤال الآن هو من الذي سيحل محل "داعش" في المدينة بعد تحريرها. وأوصى الوزير بضرورة أن يكون لجميع فئات النسيج الاجتماعي السوري تمثيل في الرقة، مضيفا: "بالتالي: سيكون ذلك نموذجا لسوريا الموحدة".