وسط دعم من "حزب الله" والأسد.. تشكيل "سرايا التوحيد" يعمق الخلافات داخل الدروز
الإثنين 21/نوفمبر/2016 - 01:06 م
طباعة

ميليشيات على أساس طائفي جديدة تنضم إلى كوكبة الميليشيات المسلحة في لبنان وسوريا، مع إعلان السياسي والوزير اللبناني السابق الدرزي وئام وهاب، حليف الرئيس السوري بشار الأسد وحزب الله اللبناني، عن تشكيل "سرايا التوحيد" عبر عرض عسكري عام، وسط رفض من قبل الطائفة الدرزية في لبنان وسوريا.
"سرايا التوحيد"

وأطلق الوزير اللبناني السابق الدرزي ورئيس "حزب التوحيد اللبناني" وئام وهاب أمس الأحد 20 نوفمبر2016 ميليشياته الخاصة تحت اسم "سرايا التوحيد" بعرض عسكري عام لتلك الميليشيات، في محاكة "لسرايا المقاومة" التي انبثقت عن "حزب الله" عند تأسيسه.
قال رئيس "حزب التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب: إن "سرايا التوحيد ليست سرايا عسكرية أو أمنية أو تخريبية بل انها سرايا التغيير"، مشيرًا إلى أن "السرايا ترفض استعمال السلاح إلا دفاعًا عن النفس ودعمًا للجيش اللبناني، وهي جزء من المقاومة في مواجهة أي عدوان إسرائيلي".
ولم يكتفِ النائب اللبناني بدعوة الشباب للانضمام لميليشياته ضمن لبنان، علماً أنه أعلن أن هدف إنشاء هذه الميليشيا هي الدفاع عن لبنان، بل وعمل على استقدام عدد من أبناء الطائفة الدرزية إلى لبنان للمشاركة في هذا الاحتفال من سوريا.
وأضاف خلال المهرجان السياسي لأول عرض لسرايا التوحيد في الجاهلية أن "سرايا التوحيد هي تحت سقف الدولة وهذا الإجراء سيكون في خدمة أهلنا جميعًا من دون تمييز".
ووجه وهاب تحية إلى تحية كبيرة لرئيس البناني ميشال عون، وقال: "نحن إلى جانبه طالما التزم العهد الجديد بوعده في التغيير والإصلاح ومحاربة الفساد".
ودعا وهاب الوزير وليد جنبلاط والنائب طلال أرسلان والنائب السابق فيصل الداوود إلى "التضامن تحت راية المشايخ وليس تحت راية أي أحد آخر".
واستنسخ «معاليه» الرايات الحسينيّة ونقل تجربة «لبيك يا حسين» إلى «المعروفيين» بعصباتٍ سوداء ربطت على الجبين وكتب عليها بالأبيض: «لبيك يا سلمان». وليكتمل المشهد، صار لزاماً على المنظمين أن يقولوا شيئاً من أقوال السيّد حسن نصرالله، فاختاروا العبارة الأشهر: «إنّه اليوم المجيد». ليس هناك أفضل من هذا الوصف كي يتمّ إسقاطه على إطلاق «سرايا التّوحيد».
التأسيس

ذكر الأمين العام للإعلام في حزب التوحيد هشام الأعور أن "سرايا التوحيد ليست حديثاً إعلامياً بل هي خطوة جدية، ومنذ فترة بدأنا برسم هيكليتها وتحديد أهدافها، وفي 20 أكتوبر سننظم احتفالاً تضامنياً مع أهلنا العرب في الجولان المحتل وجبل الشيخ وجبل العرب، وسيكون هناك مجموعة من الكلمات لدروز سوريا وفلسطين وكلمة لوهاب ومشايخ في لبنان، وسنشهد خلال الاحتفال استعراضاً رياضياً لسرايا التوحيد".
وتندرج "سرايا التوحيد" بحسب الأعور "تحت الإطار العسكري؛ لأنه لديها عمل على الأرض ودورها عسكري"، مذكراً بما قاله وهاب بأن "السرايا" هدفها درء أي خطر على لبنان ومساندة الأجهزة الأمنية، حسب وصفه.
وكشف الأعور لـ"صحيفة النهار" اللبنانية، أن "العدد أصبح جاهزاً" بالنسبة لتلك السرايا، دون أن يحدد ذلك، مكتفياً بالقول: "اإهم مئات حتى الآن، وهناك مجموعة من المنتسبين لسرايا التوحيد وهي تتوسع في غالبية المناطق وهي ليست مقتصرة على المناطق الدرزية".
وكان لافتاً في حديث وهاب دعوته الشابات إلى الانضمام إلى "السرايا"، ويؤكد الأعور: "وجود شابات ضمنه"، موضحاً أن "وهاب تأثر بتجربة المواجهة في بلدة حضر السورية خلال زيارته الأخيرة؛ حيث كانت مجموعة من الشابات تقاتل في المنطقة، ونحن لدينا مجموعة من الشابات قادرات على التحمل مثل هذه المسئولية ومدربات عسكرياً". ولـ"سرايا التوحيد" هيكلية مستقلة ولباس موحد للعناصر.
ويأتي استعراض ميليشيات وهاب "المؤيد لحزب الله والأسد" بعد أيام من استعراض حزب الله العسكري في القصير بسوريا. وحول هذه النقطة قال وهاب خلال العرض: "السرايا ليست عسكرية أو أمنية أو تخريبية بل هي للتغيير وترفض استعمال السلاح إلا دفاعًا عن النفس ودعما للجيش اللبناني".
تسهيلات سورية

وصلت حافلات من سوريا تحمل عدداً كبيراً من السوريين من الطائفة الدرزية للمشاركة في الاحتفال بإطلاق الميليشيات الجديدة. وقالت "السورية.نت": إن "جميع القوافل التي خرجت إلى لبنان لم تفتَّش ولم يُطلب أي أوراق ثبوتية من أصحابها، كذلك تم إدخالها عبر الحدود دون الحصول على أي كفالة أو حجوزات فندقية بعكس الإجراءات المشددة التي تفرضها الحكومة اللبنانية على دخول باقي السوريين".
كما قالت: إن وهاب هو من يتحمّل تكلفة خروج ووصول وتنقل السوريين الواصلين للمشاركة بالاحتفال، إضافة لدفع مبلغ 100 دولار كتعويض عن السفر لكل شخص وصل من سوريا.
عناوين المقاومة والجيش وسوريا والجولان وفلسطين ومواجهة الإرهاب كانت حاضرة في العرض العسكري لسرايا التوحيد.
وكان دعم حزب الله قويا لوئام وهاب، ممثلًا عضو المجلس السياسي في «حزب الله» محمود قماطي، العرض العسكري.
رفض درزي

من جهة أخرى، فإن عدداً كبيراً من دروز سوريا استنكروا استقدام أبناء طائفتهم من سوريا للبنان، حيث وبحسب "السورية.نت" رفضت جميع الهيئات الرسمية والدينية دعوة وهاب، واقتصر الحضور على عدد من الموالين لنظام الأسد ووهاب من أصحاب الجنح والسوابق الذين يسعون للانضمام والانخراط في هذه الميليشيات.
وفي ذات السياق، أصدر لؤي الأطرش، ابن الأمير منصور الأطرش، بياناً خاطب فيه أبناء طائفته قائلاً: "نحن الآن وباسم كل حريص على وحدة بني معروف نرى أن الذهاب إلى لبنان على طريقة المسيرات القديمة؛ حين يجمعون الناس كي تهتف مسائل تجاوزناها ولن نرضى أن يعيدونا إليها من جديد".
وأضاف: "بالتالي وحتى لا نكون مسلوبي الإرادة تُحركنا المزاودات ومن منظور أن الذهاب إلى لبنان بهذه الطريقة لتنظيم مسيرات تأييد نحو قصر بعبدا غاية في التفرق، لأن هناك وفي لبنان أيضاً من ينظر من زاوية ثانية.. نهيب بالجميع عدم الذهاب بهذه الطريقة حتى لا نسبب شرخاً بين أبناء الطائفة الواحدة".
وبدا واضحاً أن الزعيم الدرزي النائب اللبناني وليد جنبلاط لم يكن راضياً عن إطلاق "سرايا التوحيد"، وقال: إن ما تكلم عنه وهاب ليس أكثر من "ضجيج مختلق وسهام ورقية طائشة"، فيما تحدثت وسائل إعلام لبنانية عن وصول المئات من مؤيدي نظام الأسد من بلدة جرمانا ومحافظة السويداء إلى بلدة "الجاهلية" بلبنان لتأمين المشاركة البشرية في التجمع الذي دعا إليه وهاب.
المشهد الدرزي:

تشكيل سريا التوحيد دخلت الطائفة الدرزية في تشكيلة الطوائف التي لديها أذرع مسلحة، لتعيد لعمق الأزمات داخل الدولة اللبنانية، وترفع من وتيرة الصدام والصراع في ظل عودة الميليشيات المسلحة لأغلب الطوائف اللبنانية.
الأمر الآخر الإعلان عن "سرايا التوحيد" يعمق الخلافات"الدرزية- الدرزية"، في ظل رفض مشايخ الطائفة الدرزية التشكيلات المسلحة، في ظل انقسام بين القادة السياسيين ما بين داعم للأسد وحزب الله وآخر يقف ضد الأسد أو حزب الله، وهو ما يدخل الطائفة الدرزية في الصراع الإقليمي وصراع الولاءات، ويهدد تماسك القوى الذي تعرف به الطائفة.