ضغوط سعودية على شيخ الأزهر تجعله يتبرأ من مؤتمر جروزني
الإثنين 21/نوفمبر/2016 - 02:15 م
طباعة

تعرض شيخ الأزهر لانتقادات واتهامات بالخضوع للمملكة العربية السعودية وتراجعه عن موقفه أو حتى أرائه التي أشيع بأنه تبناها في زيارته العالمية للشيشان، وادعاء البعض بأنه أخرج "السلف" من تعريف أهل السنة والجماعة، دون أن يكون هناك دليل واحد ظاهر على من أدعى ذلك.
وبدأت الأزمة من مؤتمر الشيشان الذي حضره الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف في "جروزنى" وكان في بيانه الختامي استثناء لاتباع الدعوة السلفية من تعريف أهل السنة، الأمر الذي أثار حفيظة علماء المملكة التابعين والمؤسسين للدعوة حول العالم.
وزادت حدة الأزمة بعد الحلقة التلفزيونية المسجلة التي عرضت على التلفزيون المصري، وأوضح فيها الأمام الأكبر أن السلف جزء من أهل السنة والجماعة، الأمر الذي فسر للكثير بأنه تراجع للأزهر عن موقفه.

الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر
واستنكر الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، ما وصفه البعض بضغط المملكة العربية السعودية على شيخ الأزهر ليتراجع ويبرئ نفسه من البيان الختامي الصادر عن مؤتمر الشيشان قائلًا: "إنه وصل الحد إلى زعم البعض وجود ضغوط على شيخ الأزهر ليغير موقفه، بل إن الأمر كل ما صدر من الأزهر لم ولن يقبل إلا من شيخ الأزهر ولست أدري كيف توهم هؤلاء أن أحدًا سيصدقهم بأن شيخ الأزهر يمكن أن يسمح لأحد بالضغط عليه فضلا عن استجابته لهذه الضغوط؟!".
وأكد وكيل الأزهر، أنه لم يضغط ولا يجرؤ أحد على الضغط على شيخ الأزهر كما لم يرفض أحد تصريحاتى في المملكة عن رأى الأزهر في أهل السنة والجماعة بل قدرها الجميع، ولم تثر هذه القضية خلال زيارتي الأخيرة للمملكة في إطار اللجنة التنسيقية الأزهرية السعودية والتي عقدت في وقتها الذي تزامن مع افتعال الأزمة، وكانت ردًا مخيبًا للآمال لمن ظنوا تمكنهم من الإيقاع بين الأزهر وعلماء المملكة.
وأضاف شومان، أن رد الطيب خلال لقائه التلفزيوني لم يكن بقصد الحديث عن المؤتمر ولكن أجاب على سؤال في الموضوع في إطار برنامجه الأسبوعي الذي تسجل حلقاته لتعرض بعد فترة من تسجيلها، وهذه المشكلة مشكلة لا وجود لها إلا في أذهان من صنعوها ويحاولون إحداث وقيعة بين الأزهر وعلماء المملكة فشلت وستفشل كل محاولاتها.
وأوضح وكيل الأزهر، أن إجابة الطيب خلال برنامجه كانت معبرة عن موقفه وموقف الأزهر الثابت دون أدنى تغيير، ولم يكن من المناسب أن يمتنع شيخ الأزهر عن الإجابة لأنه ليس لديه ما يخشى من التصريح به.

الدكتور حامد أبو طالب عميد كلية الشريعة والقانون السابق
وأكد الدكتور حامد أبو طالب عميد كلية الشريعة والقانون السابق، أن منهج الأزهر واضح لا اعوجاج فيه لا نعرف تغيير أو تبديل وكلام الأمام الأكبر لا رجوع فيه وهو ليس كلمة أو رأي بل هو منهج كل الأزهر شبابًا وكبارًا يتبعونه وكلمته نابعة من دراسته وتعاليمه ولا علاقة لها بأي فصيل أو جماعة أو دعوة بل هو نقلًا للحق.
وأشار أبو طالب إلى أن الأزهر قامة علمية لا تعرف انتماء أو ضغوطات بل هي منهج علمي وتحتل مركز القيادة الكل يثق في رأيها ويتبعه، لأنها لا تنشر سوى الاعتدال والوسطية والمبادئ السمحة التي تركها النبي "صلى الله عليه وسلم" لأتباعه، بعيدة عن الفتن والتشدد والتكفير وتحارب نشر البغض والفتن والحقد والكراهية.
وبغض النظر عن كلام وكيل الأزهر وغيره من المدافعين عن شيخ الأزهر الا ان واقع الحال وتصريحات شيخ الأزهر تؤكد ان هناك ضغوط ما عليه مما أدى إلى تراجعه عن تصريحاته التي أخرجت السلفية من أهل السنة والجماعة حيث

شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب
قال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، الجمعة 18 نوفمبر 2016: إن مؤتمر غروزني الخاص بتعريف من هم "أهل السنة" "استُغل من قبل المتربصين بالأزهر"، مؤكدًا أنه غير مسئول عن بيان المؤتمر الختامي الذي استثنى السلفية من قائمة المشمولين بصفة "أهل السنة"، ورفض اتهامه بـ"إقصاء طائفة دون أخرى"، مشددا على أنه وفقاً لـ"منهج التعليم بالأزهر الذي تربى عليه" فإن "السلفيين من جملة أهل السنة والجماعة."
وأضاف الطيب أن الوفد الأزهري الذي شارك في المؤتمر لم يكن على علم بالبيان الختامي وأنه لم يُعرض عليهم قبل إصداره، "بل لم يكن وفد الأزهر الرسمي موجودًا في غروزني حين أعلن، ومن ثَمَّ فإن الأزهر غير مسئول عن هذا البيان، وما يُسأل عنه فقط هو الكلمة التي ألقاها شيخ الأزهر،" حسبما نقل موقع التلفزيون المصري الرسمي عن الطيب في حديثه الأسبوعي الذي يذاع يوم الجمعة.
وتابع شيخ الأزهر بأن إجابته على سؤال من هم "أهل السنة والجماعة"، "استدعاها من منهج التعليم بالأزهر، الذي تربى عليه ورافقه منذ طفولته، ودرسه عبر ربع قرن،" على حد قوله.
ووجه الطيب رسالة لمن وصفه بأنه "يتربص بالأزهر ووحدة المسلمين،" قائلا: "من يتربص بالأزهر وبوحدة المسلمين يقول: يا أهل الحديث يا سلفية! شيخ الأزهر أخرجكم من أهل السنة والجماعة، لكن من يستمع إلى الفقرة التي جاءت بعد ذلك يأتيه الرد: ’تعلمنا في أبحاثنا بالدراسات العليا أن أهل السنة والجماعة هُم الأشاعرة والماتريدية، وأهل الحديث- وهم السلفيون- وأن فقهاء الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، لم يخرجوا من عباءة هذا المذهب، كما يقول سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام."
وقال إمام الأزهر: "يا أهل السلف أنتم من جملة أهل السنة والجماعة، وهذا المفهوم بهذا العموم الذي يشمل علماء المسلمين وأئمتهم من المتكلمين والفقهاء والمحدثين وأهل التصوف والإرشاد، وأهل النحو واللغة، أكده قدماء الأشاعرة أنفسهم منذ البواكير الأولى لظهور هذا المصطلح بعد وفاة الإمام الأشعري، وهنا أؤكد أن مفهوم أهل السنة والجماعة ليس بقاصر على الأشاعرة والماتريدية فقط بل وأهل الحديث، وأهل التصوف والإرشاد المنضبطين بالكتاب والسنة، ولم نتوقف عند ذلك بل أضفنا إليهم الفقهاء، بل وعلماء النحو واللغة؛ لأن هذا الذي كان يشكل جمهور الأمة من مذهب أهل السنة والجماعة."
وشدد الطيب: "أنا لا أجامل السلفيين حين أقول ذلك، ولكن مذهبي الأشعري هو الذي علمني هذا."
ويُذكر أن مشاركة الأزهر في المؤتمر الذي انعقد في الشيشان في أغسطس الماضي، أدى إلى موجة غضب سعودية حادة تمثلت في انتقادات قاسية وجهها عدد من الإعلاميين والناشطين في الأوساط السعودية للأزهر بشكل خاص، ولمصر بشكل عام.