تقدم للجيش اليمني في تعز.. وفشل الهدنة يهدد استئناف المفاوضات
الإثنين 21/نوفمبر/2016 - 05:16 م
طباعة

اعلن التحالف عدم تمديد الهدنة في اليمن، مع تقدم الجيش اليمني في تعز واستمرار غارات التحالف علي مواقع الحوثيين، وسط تراجع الأمل حول استئناف المفاوضات اليمنية قريبا.
الوضع الميداني:

وعلي صعيد الوضع الميداني، أعلن المتحدث باسم قوات التحالف، اللواء أحمد عسيري، إن الهدنة في اليمن انتهت ولن تمدد بعد خرقها مئات المرات من قبل ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، مشيراً إلى أنه لا فرصة لتمديدها وذلك لانتفاء شروط تجديدها.
وكان عسيري قد أكد، في وقت سابق، أن عدد الاختراقات التي ارتكبتها الميليشيات منذ بداية الهدنة تجاوز 500 خرق، 80% منها في الداخل اليمني.
وأوضح أن الاختراقات أتت منذ الساعات الأولى من الهدنة، شملت خروقات في الداخل اليمني وعلى قطاعي نجران وجازان في الحدود السعودية، حيث بلغت 113 اختراقاً.
وقد شن طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية غارات جوية مكثفة، مساء اليوم ، على تجمعات وآليات للحوثيين في مديرية ميدي الحدودية التابعة لمحافظة حجة، شمال غرب اليمن.
وإستهدفت الغارات إجتماعاً لنحو 30 عنصراً من مليشيا الحوثي وصالح شرقي مدينة ميدي وعربة عسكرية من نوع "حميضه" على متنها ثمانية مسلحين وفقاً للمركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة.
كما دمرت مدفعية التحالف العربي والجيش الوطني عربة عسكرية للانقلابيين في مزارع الجماعي
بمدينة حرض ، بالإضافة الى مدفع هاوزر 130 غرب مدينة حرض.
في سياق متصل, صدت قوات الجيش الوطني هجوما للمليشيا شرقي مدينة ميدي وتقدمت باتجاه مواقع تمركزها وتمكنت من الإستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر.
وشهدت جبهة حرض ميدي خلال الهدنة التي أعلن التحالف العربي عن انتهائها اليوم إشتباكات وقصف مدفعي متبادل فيما أطلق الحوثيون وقوات صالح الموالية لهم نحو 5 صواريخ من نوع زلزال 1 على مواقع الجيش الوطني في ميدي.
كما سيطرت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في تعز على معسكر الدفاع الجوي شمال غرب المدينة، بعد معارك ضارية مع ميليشيات الحوثي.
وقال مصدر ميداني إن قوات الشرعية اقتحمت مواقع معسكر الدفاع الجوي وتمكنت من دحر الميليشيات، وشوهدت عناصرها وهي تفر أمام ضربات قوات الجيش.
كما ذكرت المصادر أن تسعة من عناصر ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح قتلوا خلال المعارك التي لاتزال مستمرة بين الجانبين.
وعلى الصعيد ذاته، كثف الانقلابيون قصفهم المدفعي على الأحياء السكنية في تعز منذ الصباح.
وأحبطت قوات الشرعية هجوماً للحوثيين في مديرية صرواح غربي محافظة مأرب، عندما حاول المتمردون التقدم لاستعادة مواقع خسروها في الفترة الماضية.
و تستعد قوات التحالف العربي وقوات الجيش الوطني والمقاومة لمعركة كبرى ضد الحوثيين في باب المندب.
وبحسب تقرير نشره"عربي21"، فإن الإستعدادات جارية لمعركة باب المندب غرب عدن وحتى مناطق الساحل الغربي في محافظة تعز .
وقالت مصادر مطلعة إن الترتيبات جارية من قبل الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بإشراق التحالف العربي بقيادة السعودية، ومن المنتظر أن يشارك التحالف العربي بالقوات الخاصة خلال المعركة التي ستنطلق قريبا.
الوضع الانساني:

كشف فريق تحقيق يمني عن قيام ميليشيات الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح بتدمير 159 منزلا ومنشأة عامة وخاصة في حي الجحملية بمدينة تعز جنوب غربي اليمن.
وتمكن فريق اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان من الدخول إلى حي الجحملية بمدينة تعز بعد تحريره من الميليشيات الانقلابية التي تسببت في إحداث دمار كبير في المنازل والمنشآت العامة والخاصة من خلال زراعة الألغام وقصفها بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وأوضحت رئيسة الفريق إشراق المقطري بأن عدد الممتلكات الخاصة والعامة التي دمرت وقاموا بتوثيقها والتحقق منها بلغ عددها 159، مشيرة إلى أن تلك الممتلكات تقع في مساحة ما نسبته 70 بالمائة من مساحة الحي الذي لا يزال 30 بالمائة منه مزروع بالألغام ولم يسمح للفريق الذي تترأسه بدخوله.
وأكد التقرير أن عدد المنازل المدمرة بلغ 124 منزلا، بينها 109 منازل دمرت بواسطة قصفها بالقذائف، و15 منزلا تم تفخيخها وتفجيرها، فيما بلغ عدد المحلات التجارية المدمرة 21 محلا تجاريا.
وأشار التقرير الى تدمير أربع مدارس حكومية، وخمسة مساجد، وخمس مؤسسات إعلامية وأمنية وخدمية تتبع الحكومة.
فيما اهمت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) التحالف العربي والقوات الحكومية اليمنية بارتكاب 114 خرقا للهدنة الأخيرة في عدة مناطق من البلاد.
جاء ذلك على لسان العميد الركن شرف لقمان، الناطق الرسمي باسم القوات الموالية لـ"الحوثيين" والرئيس السابق علي عبد الله صالح، حسبما أفاد موقع "سبأ" التابع لـ"الحوثيين"، في وقت متأخر من مساء الأحد.
يأتي ذلك بعد ساعات من اتهام التحالف العربي والقوات الحكومية قوات الحوثيين وصالح بارتكاب 405 خروقات للهدنة، والتأكيد على أنهم يردون فقط على هذه الخروقات.
المسار التفاوضي:

وعلي صعيد المسار التفاوضي، جدد وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، قبل ساعات على حسابه بموقع “تويتر” علي احل السياسي في اليمن، مشيدا بالتزام جميع الأطراف في اليمن بوقف الأعمال العدائية، خلا يويم الاحد والاثنين.
واضاف كيري، أن “الولايات المتحدة تقف بجوار شعب اليمن، وتدعم بشدة جهود مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ للوصول لاتفاق شامل باستخدام خارطة الطريق أساسا للحوار”.
وقال “ندرك أن الوصول لحل مستقر ودائم يتطلب تنازلات، ونشجع كل الأطراف للسعي لحل وسط، يركز على صالح بلدهم ومستقبل أفضل لشعب اليمن”.
من جانبه اكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، مساء اليوم ، علي أن الحل في اليمن ياتي وفق المرجعيات المتمثلة في المبادرة الخليجية والياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، والقرارات الاممية ذات الصلة وفي مقدمتها القرار2216 .
وجدد الرئيس اليمني، خلال استقباله اليوم، وزير الدولة البريطاني لشئون الشرق الاوسط وشمال افريقيا توبياس الوود، حرصه الدائم نحو السلام الحق الذي يؤسس لبناء يمن اتحادي جديد يسوده العدالة والمساواة والحكم الرشيد.
من جانبه عبر الوزير البريطاني عن سعادته بهذه الزيارة والتي بحث من خلالها مع فخامة الرئيس جوانب مهمة على صعيد الاوضاع الراهنه باليمن وما يتصل منها بمساعي السلام وتحقيق اهدافه، معبراً عن ثناءه لمجمل الجهود التي يبذلها الرئيس اليمني في ظل واقعاً صعب ومعقد يستدعي تظافر الامكانات والجهود للوصول الى ما يستحقه الشعب اليمني في السلام والعيش الكريم وتحقيق تطلعاته وفقا لمرجعيات السلام والقرارات ذات الصلة.
المشهد اليمني
ومن المتوقع أن يؤدي انهيار الهدنة إلى انهيار اتفاق مسقط الذي رعاه وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، ونص على وقف إطلاق النار حتى انطلاق مشاورات سلام أواخر نوفمبر الجاري لمناقشة خارطة الطريق الأممية، وكذلك الاتفاق على حكومة وحدة وطنية في صنعاء، قبيل نهاية العام الجاري 2016، مما تشير التوقعات الي استمرارالحل العسكري في ظل فشل جولات المفاوضات والهدنة في اليمن.