صراع منتظر بين الفصائل السلفية والشيعة في مصر
الإثنين 21/نوفمبر/2016 - 05:37 م
طباعة

شن محمود جابر، القيادي الشيعي، هجوما حادا على الائتلافات السلفية وعلى رأسهم الائتلاف المسمى بالصحب وآل البيت، معتبرا السلفيين جزء من الإخوان.

وقال "جابر" في تصريحات لـ"اليوم السابع": "الجماعة السلفية، هي جزء من الجماعة الإرهابية المتشددة وهم الحلفاء الطبيعيين للإخوان، وكان هذا واضح في وقت وجود الإخوان على رأس السلطة، والآن هم يقومون بعمل تراجع تكتيكى يدعون أنهم على تواصل مع الدولة والجهات الأمنية وهذا كلام عار من الصحة مطلقا".
وأضاف "جابر": "هؤلاء – أي السلفيين- يهدفون إلى إشعال حرائق طائفية في مصر كجزء من مخطط هو انعكاس لشكل مصر الذى لا يبعث على الأمل او التفاؤل بوجود خلافات وطوائف متناحرة ومتربصة بعضها ببعض وهذا يعكس صورة سلبية عن واقع الدولة المصرية، الذى هو على العكس من هذا تماما".
وقال "جابر": "نحذر من هؤلاء الذين يدعون السلمية ويقومون بدور الشرطة المجتمعية وإزكاء الفتن وترويج الشائعات من اجل إشاعة جو من الخلاف والاحتراب يوشك ان يشتعل ويكونوا قد نفذوا مخططاتهم بذرائع الدفاع عن الدولة والاتصال بجهات أمنية وهذا كذب بواح".

وأشار القيادي الشيعي إلى أن الائتلاف السلفي "الصحب والآل" يقوم بأعمال مشبوه من أجل إلصاق التهم بالشيعة، مضيفا: "ينتظم أعضاءه في حركات إرهابية وكلهم من أصحاب السوابق والإجرام وكان لهم أدوار متعددة في التحريض على الشيخ حسن شحاته والاعتداء على الآمنين في بيوتهم كل هذه الجرائم المعروفة".
تجدر الإشارة إلى أن ائتلاف الصحب وال البيت نشر فيديو يوم السبت، لقيادات شيعية، واصفه بأنه سرى وفيه شيعة يحرضون على الدولة المصرية.
وائتلاف الصحب والآل ائتلاف سلفي، برز نجمه في الفترة الأخيرة بعد ثورة 25 يناير، وبالتحديد مع إعلان الشيعة عن مطالبتهم بإقامة حسينيات خاصة بهم وسعيهم للاحتفال بطقوسهم الدينية، فكان الظهور الأول لهم في ساحة سيدنا الحسين- نوفمبر 2012 - للتصدي لاحتفال الشيعة بعاشوراء بالمسجد، مما أدى فيما بعد الى اغلاق المشهد الحسيني في كل مناسبة دينية وفرض حصار امني عليه ومنع الشيعة المصريين من اقامة شعائرهم، ثم وقفتهم الاحتجاجية، أمام مشيخة الأزهر، اعتراضاً على زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد للأزهر، ومشاركته في قمة منظمة التعاون الإسلامي التي استضفتها مصر، ثم الظهور الأبرز لهم بعد احتشادهم أمام قاعة صالح كامل بجامعة الأزهر، ونجاحهم في إلغاء احتفالية الطريقة العزمية بمرور 14 قرناً على مولد السيدة عائشة - رضي الله عنها- والائتلاف كان عبارة عن غرفة على برنامج "البالتوك" تم تأسيسها منذ اثني عشر عاماً بهدف محاربة الشيعة، ونتيجة تضيّق إدارة "البالتوك" عليهم، وإغلاقها للغرفة أكثر من مرة اتجهوا إلى "الفيس بوك" منذ حوالي ثلاث سنوات.
ومن ابرز أراءهم ان الشيعة أخطر من الكيان الصهيوني لأنهم منافقون، والمنافق أخطر من الكافر، لذلك المنافق في الدرك الأسفل من النار، ويُسمى الطابور الخامس لخطره، كما أننا لم نسمع أن أحداً في فلسطين تهوّد، لكن كثيراً ما نسمع عمّن تشيعوا، والتشيّع خروج عن الإسلام، هذا لا يمنع أننا لو طلب منا الجهاد في فلسطين أو احتلال السفارة الإسرائيلية فلن نتأخر.
وهكذا فهم يتبنون نفس الموقف السلفي من الشيعة والذي يتبناه حزب النور الزراع السياسية للدعوة السلفية وحيث نتذكر انه منذ 2011 وحزب النور والدعوة السلفية لا يكلون ولا يملون في التحريض ضد الشيعة، فقد اعتاد الفصيل السلفي على توجيه الضربات والهجوم المتكرر على الشيعة وقد ظهر ذلك واضحا بعد قيام ثورة ٢٥ يناير وخلال الأعوام الماضية قاموا بتدشين حملات لتعقبهم، أهمها حملة (شعاشيع) التي أعلن عنها ائتلاف الصحب وآل البيت.

القيادي السلفي ناصر رضوان أحد المهاجمين للشيعة، يعلن دائما أنه سيمنع الشيعة من إقامة طقوسهم، وحذرهم من الذهاب إلى مسجد الحسين للاحتفال بذكرى عاشوراء. وشكل ائتلاف الدفاع عن الصحابة وآل البيت لجنة مكونة من ١٠ أفراد لرصد الشيعة أمام مسجد الحسين يوم عاشوراء لمنعهم من القيام بطقوسهم داخل المسجد.
وفي بداية يناير 2016 أعربت الدعوة السلفية عن استيائها من الهجمات الوحشية الإيرانية على السفارة السعودية في طهران، مشيرة إلى أنها تدل على أن النظام الإيراني لا يلتزم بالشريعة التي جاءت بالنهي عن إيذاء المبعوثين ولو كانوا ممثلين لدولة كافرة محاربة.
وأضافت الدعوة في بيان لها، أن الواقع العملي للشيعة أنهم يعاملون أهل السنة بمعاملة الكفار المحاربين، أو ربما بما هو دونها، كما أن هذا دليل على أن إيران لا تحترم المواثيق الدولية، ولا الأعراف الدبلوماسية، ولا غيرها من الأمور التي تلتزم بها كل الدول التي تحرص على مصداقيتها.

وأوضحت الدعوة أن الهجمات جاءت كجزء من رد الفعل الإيراني المتشنج على تنفيذ حكم القتل في الإرهابي الشيعي السعودي الجنسية «نمر النمر»، والذي تم قتله تنفيذًا لحكم قضائي صدر وفق النظام القضائي المطبق في المملكة العربية السعودية.
واستنكرت الدعوة السلفية حالة التعاطف مع الإرهابي التي أبداها أفراد وجماعات وحركات من المفترض أنها سنية، بل ربما وصف بعضها نفسه بـ«السلفية»، -في إشارة منهم إلى الجبهة السلفية -، في الوقت الذي سكتوا فيه عن جريمة «إيران» في حق المقار الدبلوماسية السعودية في إيران.
وأكدت الدعوة السلفية أن مقاومة الغزاة والمحتلين هي من صور الجهاد الشرعي، وفي المقابل فإن حمل السلاح في بلاد المسلمين لإيذاء المسلمين أو غيرهم من المواطنين أو الزائرين المستأمنين يُعَد من الإفساد في الأرض، ويستحق من تورط فيه العقوبات المقررة شرعًا وفق ما يثبت عليه من جرائم.
وفي مايو 2015 أعادت الدعوة السلفية، إحياء نشاط اللجنة الدائمة لمواجهة المد الشيعي، التي يترأسها الدكتور أحمد فريد عضو مجلس الأمناء، وذلك ضمن الحملة التي أطلقتها بقيادة ياسر برهامي لمساندة الأزهر ضد الشيعة، فيما طالب أبناء الطائفة الرئيس السيسي بحمايتهم ووقف التحريض ضدهم.
وقد كانت الدعوة السلفية، أنشأت اللجنة في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، لمواجهة ما وصفته وقتها بمواجهة خطر التشيع الناتج من التقارب الحكومي مع إيران، في إشارة لزيارة الرئيس الإيراني الأسبق أحمدي نجاد لـ"مرسي" و"الأزهر" الشريف، واستقبال وفود سياحية إيرانية في مصر وقتها.
وقال الدكتور أحمد فريد رئيس اللجنة: "سنكثف نشاطنا خلال الفترة المقبلة، عبر تنظيم دروس توعوية عن خطر الشيعة في المحافظات خاصة منطقة جنوب الصعيد، التي لوحظ فيها نشر التشيع، تحت غطاء التصوف، إضافة إلى توزيع كتب ومطويات عن أبناء هذا المذهب، وعقائدهم، وخطورتهم على أهل السنة، ونشرهم الفكر الطائفي، والتلاعن وسب الصحابة الأمر الذي يكرهه المصريون ويرفضونه.
وأضاف "فريد"، أن اللجنة ستعمل بصورة لا مركزية عبر مسؤولي الدعوة السلفية في المحافظات، والمدن والمراكز والقرى والنجوع، وعبر مؤتمرات شعبية كبرى لمشايخ الدعوة.
الدعوة السلفية والحرب
وقالت مصادر سلفية، إن موقف الأزهر الشريف الرافض للتشيع، والذي تمثل في بيان أصدره شيخ الأزهر لرفض ممارسات ميلشيات الحشد الشعبي الشيعية في العراق ضد أهل السنة، وموقفه الأخير المحذر من نشر التشيع في مصر، بمثابة ضوء أخضر لإعادة إحياء نشاط لجنة مواجهة المد الشيعي بالدعوة السلفية.

وكان ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة، أعرب من قبل عن تقديره لحملة شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، في التحذير من الشيعة، وبيان فضل الصحابة، مضيفاً، في تصريحات له: "أسأل الله أن يحفظ منهج أهل السنة والجماعة، وأن يجزي فضيلة شيخ الأزهر خيرًا عن هذا البرنامج".
ووصف برهامي، أصحاب المنهج الشيعي بالخبثاء المفسدين، موضحًا أنهم أفسدوا في العراق وفي سوريا، وفي اليمن، مشيرًا إلى أن أعينهم الآن على مصر الحبيبة، سائلا الله أن يكف شرهم عن بلادنا.
كما قال برهامي، إن على جميع الدعاة التحذير من المنهج الشيعي، ولا أن يكون مِن بينهم دعاة للتقارب معه والالتقاء به في منطقة وسط. وأضاف برهامي في بيان له على الموقع الرسمي للدعوة السلفية، أنه من يوم أن قامت ثورة إيران والخلاف في كيفية التعامل معها محتدم بين أفراد الصحوة الإسلامية، فمنهم مَن أيَّدها تأييدًا كاملًا، وصفَّق لها كثيرًا، ثم بعد أن اختلف معها لعنها لعنًا شديدًا، وهناك مَن أقام توازنات سياسية معها، أما الدعاة الذين يبنون مواقفهم على العقيدة الصحيحة، فإن موقفهم كان واحدًا عبر التاريخ، وإنما عصمهم الله باتباعهم لسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، الذى أمر أن نعتزل تلك الفرق كلها، وأوضح أن السبيل الوحيد لوحدة المسلمين هو اجتماعهم على المنهج الصحيح بتفاصيله، فإن الدعاة الذين لم تختلف مواقفهم ولم يختلفوا فيما بينهم هم الدعاة، الذين يبنون مواقفهم على العقيدة الصحيحة، أما غيرهم فقد اختلفوا فيما بينهم وتغيرت مواقفهم بتغير الأحوال والسياسات، وقد كان شيخ الأزهر، خصص حلقات حديثه اليومي، الذي يذاع طوال شهر رمضان على الفضائية المصرية قبيل الإفطار للتعريف بمنزلة الصحابة الكرام، وبيان عقيدة أهل السنة والجماعة فيهم، وبيان خطر الشيعة على البلاد وفساد منهجهم.
كل هذا انما يؤكد على اقتراب حرب جديدة في مصر تشعلها الفصائل السلفية ليس لشيء اكثر من عدم ايمانها بفكرة المواطنة ويساعد هذه الفصائل ان الدولة غير قادرة حتى الان على تفعيل الدستور والقانون وما زالت تفسح المجال لهؤلاء المتشددون لاعتلاء المنابر وترويجهم للتطرف.