منظمات الإغاثة تحذر من الأوضاع الانسانية فى حلب..وترقب لموقف موسكو من الهدنة

الإثنين 21/نوفمبر/2016 - 09:34 م
طباعة منظمات الإغاثة تحذر
 
مجلس الأمن
مجلس الأمن
تواصل لجان الاغاثة الدولية شكواها من خطورة الوضع الانسانى فى سوريا وخاصة مدينة حلب، فى ظل عدم مقدرة هذه المنظمات عل تقديم المساعدات نتيجة اشتداد المعارك بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة من جانب ومع الجماعات الارهابية من جانب آخر، فى الوقت الذى يناقش فيه مجلس الأمن سبل تقديم المساعادات والتوصل إلى قرار جديد يسمح بوقف المعارك وارساء هدنة جديدة فى ضوء توجه الأنظار إلى موسكو وانتظار دورها فى تحقيق هدنة انسانية جديدة. 
من جانبه أعلن مستشار المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا للشؤون الإنسانية، يان إيجيلاند، أن الأمم المتحدة تعول على تلقي موافقة موسكو ودمشق على إعلان هدنة إنسانية في حلب، بحلول 24 من هذا الشهر.
فى الوقت الذى قال فيه وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، ستيفن أوبراين إن الظروف الإنسانية في حلب أكثر من كارثية، مشيرا خلال جلسة في مجلس الأمن بشأن التطورات في سوريا، بأن جميع المستشفيات في مناطق شرقي حلب توقفت عن العمل، والتأكيد على أن الأمم المتحدة لا يمكنها الوصول إلى المدنيين شرقي حلب بسبب الحصار التي تفرضه القوات السورية.
وصرح أوبراين بأن استمرار الاشتباكات يعرقل إدخال المساعدات إلى شرقي حلب، داعيا جميع الأطراف التحرك لضمان إدخال المساعدات إلى شرقي حلب، مشددا على أن الوضع في حلب يزداد سوءا يوما بعد آخر، وبين أن حوالي مليون شخص يعيشون في مناطق محاصرة في سوريا، مؤكدا على أن المنظمة الأممية لم تتمكن من إدخال المساعدات للمناطق المحاصرة، منذ شهر أكتوبر ، مضيفا أن السلطات السورية عرقلت دخول مساعدات إلى دوما بريف دمشق وإلى حماه، موضحا أن هناك 750 عاملا في المجال الطبي، خلال سنوات الحرب في سوريا.
ترقب لموقف موسكو
ترقب لموقف موسكو من الهدنة
يأتى ذلك بعد أن عقد مجلس الأمن، جلسة استمع فيها إلى التقرير الشهري من وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين، حول الأوضاع في سوريا، وركزت الجلسة على الوضع الإنساني في مدينة حلب بشكل خاص، وشح المساعدات الداخلة إليها.
يذكر أن كلا من مصر ونيوزيلندا وإسبانيا طرحت مناقشات مغلقة، في مجلس الأمن، لمشروع قرارها المشترك الذي يطالب بهدنة 10 أيام في حلب، إضافة إلى وقف الأعمال العدائية في كافة أنحاء البلاد، تماشيا مع القرار 2268، فى حين طالب ستيفن أوبراين تطبيق القرارات الدولية السابقة المتعلقة بالأزمة السورية، دون اللجوء إلى قرارات جديدة، والتأكيد على أن الأمم المتحدة ستطرح خطة عاجلة لإجلاء الحالات الطبية الحرجة وإيصال الأدوية إلى شرقي حلب، مضيفا أن المنظمة تحاول الوصول إلى 6 ملايين سوري بحاجة إلى مساعدات شهرية عاجلة، خاصة وأن هناك 69 طفلا قتلوا في قصف استهدف عددا من المدارس منذ بداية العام 2016.
وعلى صعيد متصل شددت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، إليزابيث هوف، على أن سوريا قبل الأزمة كانت من أكثر الدول تقدما في منظومة التأمين الصحي والتلقيح ضد الأمراض في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن الوضع الآن مخالف تماما وأن ذلك مؤسف للغاية، وأكدت أن الجرحى في سوريا معرضون للموت بسبب انعدام الأدوية، مشيرة إلى أن 11 مستشفى تعرضت لهجمات في حلب وإدلب وحماه، خلال شهر نوفمبر ، مؤكدة توقف جميع المستشفيات في شرقي حلب عن العمل، وطالبت هوف بوقف استهداف المستشفيات والعاملين بالقطاع الطبي في سوريا، وأكدت ممثلة المنظمة الأممية وجود صعوبات تعترض إدخال المساعدات وخاصة الطبية منها للمناطق المحاصرة في سوريا.
مساعدات الصليب الأحمر
مساعدات الصليب الأحمر
قالت إليزابيث هوف، مباشرة من مقر المنظمة بدمشق، إن أكثر من ربع مليون شخص محاصرون في شرقي حلب، موضحة أن منظمة الصحة العالمية مستعدة لإجلاء الجرحى وإدخال المساعدات لشرقي حلب.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير أن المنظمة تحتاج إلى ضمانات أمنية من قبل جميع الأطراف المتحاربة في حلب، لكي يعمل ممثلوها في المناطق الشرقية من هذه المدينة، موضحا أن الأوضاع الإنسانية في المدينة، لا سيما في مجال الرعاية الصحية وإمداد المياه والسلامة الصحية ، تظل تستدعي القلق البالغ، مشددا على ضرورة إدخال معدات طبية وقطع غيار مطلوبة لترميم المرافق العامة في الأحياء المنكوبة.
أضاف رئيس اللجنة الدولية أن الصليب الأحمر لم تتوفر لديه منذ أبريل الماضي فرصة لإيصال مساعدات إلى المناطق الشرقية من حلب، موضحا أن اللجنة تحتاج إلى ضمانات أمنية من قبل جميع أطراف الصراع الجاري في المدينة، فضلا عن إمكانية الوصول دون عوائق إلى جميع أحيائها، وشدد رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر على أن المنظمة تنطلق من أن العمليات الإنسانية يجب ألا تهدف إلى تحقيق أهداف سياسية، وقال : "بصرف النظر عما إذا كان هناك وقف لإطلاق النار أو لا، ينبغي أن تتوفر لنا فرصة للعمل ومساعدة المواطنين المتضررين جراء القتال".
أكد ماورير ضرورة أن تلتزم جميع أطراف الصراع وكل من له نفوذ عليها بمعايير القانون الدولي الإنساني، دون نسيان التداعيات المباشرة وغير المباشرة التي تلحقها عملياتها بالبنى التحتية في سوريا، بما في ذلك المؤسسات الصحية، ودعا المسؤول جميع الأطراف إلى عدم استخدام أسلحة متفجرة في المناطق المأهولة من حلب لتجنب استهداف المدنيين بشكل عشوائي.
تجدر الإشارة إلى أن تصريحات رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر هذه جاءت قبيل زيارته المقررة إلى موسكو 23-25 الشهر الجري، والتي سيعقد فيها اجتماعا مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
مصر تعد لمشروع قرار
مصر تعد لمشروع قرار جديد فى الأزمة السورية
من ناحية اخري كشفت تقارير اعلامية مقتل 10 مدنيين بغارة شنتها، الاثنين 21 نوفمبر ، طائرات التحالف الدولي ضد "داعش" على قرية الصالحية بريف الرقة الشمالي، والتأكيد على أن هناك طائرات حربية تابعة للتحالف الدولي استهدفت معملا بسيطا لغزل القطن في قرية الصالحية، ما أدى إلى استشهاد 3 عمال وجميع أفراد أسرة مهجرة وتسكن في القرية مؤلفة من 6 أشخاص بينهم أطفال إضافة إلى أحد أبناء القرية، مع وقوع عدد من أهالي القرية جرحى والتسبب بأضرار مادية كبيرة في ممتلكات الأهالي ومنازلهم".
كانت السلطات السورية قد اتهمت التحالف الدولي بقتل وإصابة عشرات الأشخاص جراء غارات شنها على قريتي حساجك وثلثانة بريف حلب، في أكتوبر الماضي، وكذلك توجيه ضربات جوية على قريتي طوخان الكبرى والغندورة بريف حلب، مؤكدة أن هذه العمليات تسببت بمقتل أكثر من 165 مدنيا وجرح عشرات الآخرين.
يذكر أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ينفذ، منذ أغسطس 2014، حملة عسكرية في سوريا يقول إنها لمحاربة تنظيم "داعش" المصنف إرهابيا على المستوى الدولي، بما في ذلك في روسيا، وجاء هذا التدخل في سوريا دون حصول التحالف على أي موافقة من قبل الحكومة السورية.

شارك