بعد مرور 40 يومًا على معركة الموصل.. الدواعش معزولون داخل المدينة المحاصرة

الخميس 24/نوفمبر/2016 - 01:27 م
طباعة بعد مرور 40 يومًا
 
بعد مرور 40 يومًا على بدء معركة الموصل أصبح الدواعش معزولين  تمامًا داخل المدينة المحاصرة؛ حيث أنهت القوات الحكومية العراقية، يوم الأربعاء 23-11-2016م قطع خطوط الإمداد الغربية عن مدينة الموصل في شمال البلاد، منهيةً بذلك عملية عزل آخر معاقل تنظيم داعش عن باقي المحافظات العراقية، وذلك بعد أن حاصرت القوات العراقية المشاركة في عملية تحرير الموصل، المدينة من الشمال والشرق والجنوب على مدى 6 أسابيع متواصلة منذ انطلاق المعركة في 17 أكتوبر 2016م ، لكن "داعش" لا يزال يرتبط بمناطق نفوذه في الجهة الغربية من المدينة، على الرغم من تمكن ميليشيات الحشد الشعبي من السيطرة على مدينة تلعفر الواقعة إلى الغرب من الموصل.
بعد مرور 40 يومًا
وكشف شهود عيان عن أن ميليشيات الحشد الشعبي وصلت إلى الطريق، الذي يربط بين تلعفر وسنجار الواقعتين تحت سيطرة تنظيم داعش غرب الموصل؛ حيث التقت مع القوات الكردية، وفصلت المنطقتين عن بعضهما وأنها سيطرت على الطرق الاستراتيجية غرب مدينة الموصل، والمتمثلة فيما يلي: 
1- طريق الموصل – بعاج.
2- الموصل – سنجار.
3- الموصل – تل عبطة.
4- الموصل – محافظة الأنبار.
 كما سبق وتمكنت ميليشيات الحشد والقوات المشتركة، من عزل الموصل تماماً عن سوريا، بعد أن حاصرت ميليشيات الحشد قضاء تلعفر من 3 جهات؛ حيث تقدمت على المحور الغربي من مطار تلعفر باتجاه الشمال، وسيطرت على قرية الشريعة الجنوبية والشمالية وقرية خراب جحاش ووصلت إلى طريق تلعفر- سنجار ليعلن مجلس محافظة نينوى في وقت سابق يوم الأربعاء 23-11-2016م أن قضاء تلعفر محاصر من ثلاث جهات من قبل ميليشيات الحشد ففي المحور الأول، انطلقت وحدات ميليشيات الحشد من مطار تلعفر باتجاه غرب تلعفر. وفي المحور الثاني انطلقت من المطار باتجاه شرق المدينة قاطعة الطريق ما بين تلعفر ومدينة الموصل شرقاً وبالتالي بات قضاء تلعفر محاصراً تماماً، حيث تطوقه ميليشيات الحشد من الجنوب والغرب والشرق أما في الجهة الرابعة شمال تلعفر، فتنتشر القوات الكردية، وهكذا تصبح الموصل منعزلة إلى حد ما عن سوريا.
بعد مرور 40 يومًا
وكانت ميليشيات الحشد الشعبي شاركت في معركة تلعفر غرب الموصل رغم التحذيرات المناشدة بعدم دخولها القضاء، إلا أنها واصلت عملياتها وحاصرته من ثلاثة اتجاهات ومحاور، تمهيداً لاقتحامه، وسط مخاوف من انتهاكات وجرائم جديدة ترتكبها بحق الأهالي، ويشكل القضاء موقعاً استراتيجياً، فهو يربط الموصل بسوريا، ويبعد نحو خمسين كيلومتراً عن الحدود العراقية- السورية، ونحو خمسين كيلومتراً عن حدود إقليم كردستان العراق، وقرابة ثمانين كيلومتراً عن الحدود التركية كما أن الميليشيا الشيعية لا تنوي ترك المناطق التي تسيطر عليها غرب الموصل حتى بعد انتهاء العمليات العسكرية، وتعمل على بناء قواعد ومقرات لها هناك. 
 كما تحولت شوارع مدينة الموصل إلى جبهات قتال داخل أحيائها وتواصل القوات العراقية التقدم ببطء عبر بناء السواتر الترابية بعد تأمين كل شارع، ويخوض القتال ضد الدواعش على مسافة اشتباك قريبة من بيت إلى بيت ويعد جهاز مكافحة الإرهاب العراقي القوة الوحيدة التي تمكنت من اختراق المدينة في الجانب الشرقي، وهي الآن تسيطر على عدد من الأحياء السكنية بصعوبة بالغة ويبلغ عددها 10 أحياء تقع جميعها شرق الموصل وهي الكرامة، الملايين، الاربجية، القادسية، السماح، الزهراء، الانتصار، كوجلي، المعلمين، المحاربين، وهي عينة صغيرة من المدينة التي تضم أكثر من ستين منطقة ويقول النقيب في قوات مكافحة الإرهاب أحمد العبيدي: "بكل تأكيد المعارك داخل الأحياء السكنية معقدة جدًّا ولدينا ثلاثة واجبات في وقت واحد، علينا حماية المدنيين الأبرياء، تحرير المناطق، وحماية أنفسنا من كمائن داعش، بينما لا يكترث المتطرفون بحياة المدنيين وغايتهم تدمير القوات الأمنية بأي ثمن ولهذا المعركة صعبة".
بعد مرور 40 يومًا
وتابع: "قبل أيام فوجئت الوحدة العسكرية التي أقودها بقصف صاروخي عشوائي نفذه "داعش" على منطقة القادسية شرق الموصل دون اكتراث بالسكان الأبرياء، وقتل وأصيب العشرات، وقامت وحدتى العسكرية بنقل الجثث وعلاج الجرحى وبينهم أطفال وكانت الأوامر التي تلقيتها من القيادة العليا صارمة جدا بحماية السكان؛ لأن حماية مدني واحد أفضل من قتل عشرة متطرفين، هذا ما أبلغني به قائدي الأعلى، ولهذا نتقدم ببطء خوفًا على المدنيين ولكننا نخسر العديد من الجنود يوميًّا؛ ولذلك تعد المعركة الدائرة في الأحياء الشرقية للموصل شرسة فكل شارع أصبح جبهة، والمسافة بين جنودنا والمتطرفين لا تزيد عن 50 مترًا في بعض الأحيان، وعلينا استخدام الجرافات لبناء ساتر عند نهاية كل شارع للقتال خلفها ومن ثم إزالتها وبناؤها في الشارع التالي، هكذا تسير المعركة بعدما اختار داعش القتال داخل المدينة".
وأشار إلى أنه على الرغم من دخول الجيش إلى بعض أحياء المدينة ما زال الرجال من السكان بلحى كثة وطويلة بسبب قوانين "داعش"؛ ولذلك يشعر عناصر الوحدة العسكرية التي أقودها بالقلق خلال تجولهم راجلين داخل الشوارع، فربما يكون بعض هؤلاء الملتحين متطرفين وانتحاريين يتسللون بين السكان الأبرياء والمشكلة الأخرى هي العجلات المفخخة التي تنفجر علينا من كل جانب، وفي بعض الأحيان تتم محاصرة الوحدات العسكرية داخل أحد الشوارع من كافة الجوانب لساعات، قبل أن تأتي التعزيزات العسكرية لفك الحصار عنهم.
بعد مرور 40 يومًا
وفي حي الزهور المجاور إلى حي القادسية، يروي الجندي قصي سلام الأيام الثلاثة الصعبة من القتال ضد الدواعش قبل أن تتمكن وحدته العسكرية من السيطرة على المنطقة، قائلًا: "كان هناك كمين وضعه داعش عند مدخل المنطقة عبارة عن خمس عبوات ناسفة متراصفة على طول الطريق الرئيسية، ولكننا تمكنا من كشفها وتفجيرها عن بعد بعدها أسرعت مع الزملاء بتأمين الطريق وبناء ساتر من الركام وبقايا السيارات المدمرة عند نهاية أحد الشوارع لمنع وصول العجلات المفخخة اليهم، وابتعادنا عن الساتر 30 مترًا، وبعد ساعات من الانتظار والترقب بدأ الجنود يسمعون وقع أقدام وصراخ على الجانب الآخر من الساتر؛ حيث اعتلى الساتر نساء ورجال يحملون أطفالهم قادمين من الجانب الآخر يركضون نحو الجنود والرعب ماثل على وجوههم".
وتابع: "من أشد صعوبات المعركة عدم امتلاك القوات العراقية معلومات استخباراتية دقيقة عن أماكن المتطرفين داخل الأحياء؛ ولذلك نستعين بالسكان الهاربين من منازلهم للحصول على معلومات عن الشوارع المفخخة والمنازل التي يتحصن فيها مقاتلو داعش، في بعض الأحيان نحصل على معلومات مفيدة ولكن بعض السكان ما زال خائفًا من عودة التنظيم مجددا إلى المنطقة وقتله بتهمة التعاون مع القوات الأمنية ومع اقتراب غروب الشمس في أحد الأيام، طرق قائد الوحدة العسكرية التي يعمل فيها قصي أحد أبواب المنازل". ويقول: "بعدها شاهدنا علماً ابيض يخرج من أحد نوافذ المنزل ورجل يصيح بأعلى صوته نحن أبرياء أرجوكم عندي أطفال" وبعد اطمئنان صاحب المنزل للجنود فتح باب منزله وهو يؤدي التحية العسكرية الرسمية لهم والدموع تنهمر من عينيه وقال لنا انها دموع الفرح ورحب بنا في منزله ونادى على زوجته لتحضير الشاي، قضينا ساعات الليل في منزله حتى بدأ الفجر بالبزوغ، ودّعنا صاحب المنزل الذي بادر بالقول: حفظكم الله، رجاء أنقذونا من هؤلاء المجرمين". 
 مما سبق نستطيع التأكيد على أنه وبعد مرور 40 يومًا على بدء معركة الموصل أصبح الدواعش معزولين تمامًا داخل المدينة المحاصرة؛ الأمر الذي يزيد من فرص نجاح عملية تحرير الموصل رغم صعوبتها وشراستها. 

شارك