العراق و"مغامرة " تحويل الحشد "الشيعي " من ميلشيات الى قوات رسمية

السبت 26/نوفمبر/2016 - 12:56 م
طباعة العراق ومغامرة  تحويل
 
 ستشكل محاولة الحكومة العراقية تحويل   الحشد الشعبي الشيعية  من  مجرد ميلشيات تساعد القوات العراقية  الى قوات مسلحة  رسمية "مغامرة " كبيرة بلاشك قد تشكل خطورة على مستقبل العراق بالكامل نظرا لتعدد ولاءات هذة المجموعات ولكن على مايبدو الى الطريق الرسمى  اصبح حتميا بعد أن قام البرلمان العراقي بمناقشة  قانون يشرّع تشكيل "الحشد" حيث  كشف الناطق باسم الحشد الشعبي، النائب أحمد الأسدي عن  أن جلسة البرلمان العراقي  ستشهد خلال ساعات  عرض مسودة قانون الحشد على التصويت، بعدما اكتملت المراحل القانونية، وذلك فيما يستعد مجلس النواب لمناقشة قانون يشرع تشكيل الحشد، ويعتبره جزءاً من المنظومة الأمنية.
العراق ومغامرة  تحويل
وأكد  أن غالبية الكتل البرلمانية الشيعية ستصوت لمصلحة القانون بعد أن طُرح للنقاش منذ فترة طويلة وأدخلت عليه الكثير من التعديلات وأن تحويل الحشد إلى مؤسسة رسمية في هذا التوقيت أمر ضروري لاسيما، أن المعارك ضد تنظيم "داعش" باتت وشيكة، وأن أول خطوة لترتيب أوضاع البلاد في المرحلة المقبلة هي إقرار قانون الحشد الذي كان له الدور الأبرز في تحرير البلاد و أن القانون، خلال تنظيمه، سيحفظ حقوق عناصر ميليشيات الحشد وامتيازاتهم، علاوة على أنه سيحد من الاتهامات التي يتعرضون لها  كذلك سيضمن أن يكون الحشد هيئة مستقلة تابعة لرئاسة الوزارات، وتكون نسب التمثيل على مستوى المحافظات وليس على مستوى العراق، ويتم تقليص العدد المبالغ فيه.
 وتتمثل خطورة القانون الذى تضمن 70 مادة و طرحت مسودته الاولى من قبل برلمانيين عراقيين  وحذف  وعدل  منها نحو 40 مادة فى انه يضمن للحشد صلاحيات واسعة منها : 
1- أن قيادة الحرس الوطني تتمتع بالاستقلالية المالية والإدارية، وترتبط بالقائد العام للقوات المسلحة.
2- ان اسمه سيكون  الحرس الوطني  وسيتكون من قوات عسكرية تشكل من أبناء المحافظات غير المنتظمة، ودمج مقاتلي الحشد الشعبي وأبناء العشائر من غير منتسبي وزارتي الدفاع والداخلية في الحرس الوطني.
العراق ومغامرة  تحويل
3- يكون تسليح الحرس الوطني، وفق المسودة، أثقل من تسليح الشرطة وأخف من تسليح الجيش.
4- ومن مهامه المساهمة في مكافحة الإرهاب، وحفظ الأمن في المحافظة، وإسناد الشرطة وحماية البنى التحتية والمنشآت الاستراتيجية في حالات معينة، والدعم والإسناد عند الطوارئ والكوارث الطبيعية، وكذلك المساعدة في حفظ أمن المحافظات الأخرى بأوامر من القائد العام للقوات المسلحة، والتنسيق والتعاون المعلوماتي مع الجهات الأمنية الاستخبارية.
5-  أن اختيار قائد الحرس الوطني يتم بعد ترشيح القائد العام للقوات المسلحة 3 أسماء، واختيار مجلس الوزراء لأحدهم، ومن ثم مصادقة مجلس النواب عليه.
6-  أن الخدمة به نوعان، دائمة واحتياط، ويتقاضى منتسبو الخدمة الدائمة رواتب ومخصصات أقرانهم في وزارة الدفاع، ويشترط عليهم عدم انتمائهم إلى أي حزب سياسي، أو القيام بأي نشاط يدعم ويقوض مصالح أي حزب مع ان معظم عناصر الحزب تابعة لتكوينات عراقية سياسية ودينية 
7-  إمكانية طلب المحافظ من القائد العام للقوات المسلحة استدعاء كل أو بعض قوات الحرس الوطني الاحتياط عند حصول تهديد أمني أو في حالات معينة.
8- يبقى للقائد العام خيار استدعاء القوة التي طلبها المحافظ أو جزء منها أو رفض الطلب، وفقا لتقييمه الشامل للتهديدات، كما ذكرت مسودة القانون وهذة المادة من المواد محل الاعتراض في المسودات السابقة.
العراق ومغامرة  تحويل
وأعتبر الدكتور ماجد السامرائي الكاتب والاكاديمى العراقى  انه على ما يبدو أن هناك اتفاقا داخل مؤسسة الحكم التي يديرها البيت الشيعي حول وضع الحشد الشعبي  لجعله إحدى مؤسسات القوات المسلحة التابعة له، وجعله تشكيلا موازياً لتلك القوات،  وأن موضوع تبعية الحشد الشعبي لم تعد مسألة شكلية، وإنما لها دلالات تكشف عن التعقيدات التي تلف وضع الأحزاب الحاكمة وصراعاتها الداخلية، وما يمكن أن تقود إليه الأوضاع السياسية بعد داعش من نفوذ متعدد الجوانب لقيادات الميليشيات المسلحة بدعم إيراني  وان هذا القرار تواجه مشاكل دستورية وقانونية حيث ان  الدستور العراقى يمنع  أي تشكيل ميليشياوي مسلح غير القوات العسكرية النظامية،  وان هناك تعبئة حزبية طائفية لتضخيم دور الحشد الشعبي إعلامياً في معارك التحرير ضد داعش أمام إهمال مقصود لدور الجيش العراقي وإن جميع المؤسسات الحزبية الطائفية في العراق تنتظم اليوم تحت خط تعبوي واحد يهدف إلى تأهيل الحشد ليصبح القوة العسكرية والأمنية الأولى في البلد، وليصبح الجيش العراقي رديفاً شكلياً بعد أن صرف على إعادة تأهيله مبلغ 25 مليار دولار عام 2015 فقط.  
العراق ومغامرة  تحويل
وتابع وفى مقابل التضخيم المقصود  للحشد ماذا قال الجنرالات الأميركان عن الحشد الشعبي، فلقد أفصحوا في مناسبات عدة حول “انتهاكات” الحشد وصدرت عن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر اعترافات خطيرة؛ إذ قال “شاهدت جميع جرائم الحروب العسكرية التي حصلت على الأرض لكن ما وصل لنا من فيديوهات خاصة عما يحصل في معارك الفلوجة وما حصل في الصقلاوية أوقع لي صدمة كبيرة جدا! هذه الفيديوهات لعناصر استخبارات لنا من الداخل وهي تسجيلات متواصلة وخاصة.. المقاطع التي تتسرب وتشاهدونها على مواقع التواصل (وما تحتويه) من جرائم هي فيديوهات حقيقية ولو شاهدتم ما خفي لما صدقتم أبداً.. جرائم شاهدتها لم أرها في حروب الأرض ولم أتوقع أن تحصل مثل هذه الجرائم أبدا.. أطفال تمزق جماجمهم وهم أحياء، نساء يتم اغتصابهن بطريقة وحشية! فتيات صغيرات يغتصبن وبعدها يتم قتلهن.. رجال تقطع ذكورهم وبعدها يتم تمزيقهم في العربات وهم أحياء.. لن أتكلم عن الجرائم الأخرى فهي صعبة وصادمة تفوق الخيال.. الصور التي يتم التقاطها تفيد بأنه يتم استقبالهم وإعطاؤهم الماء فعلا حقيقة! لكن بعدها ينقلب كل شيء، ما تشاهدونه في مواقع التواصل الاجتماعي 0 بالمئة من الحقيقة وان الانتقادات الموجهة للحشد من قبل الأوساط العراقية لا تمس المكون الشيعي، فهذه الطائفة رغم الانتعاش العام المحاطة به حيث تحكم الأحزاب باسمها، فإن غالبيتها تعاني الحرمان من الخدمات وان  الانتقادات موجهة نحو مؤسسة ميليشياوية تشكل أدوات لخدمة أغراض حزبية وتضع المستقبل السياسي العراقي أمام مخاطر التشرذم والصراعات الإثنية والعرقية، وتسهّل طريق النفوذ الإقليمي بدلاً من أن ينتقل البلد إلى ظروف تساعد على بناء المصالحة وإشاعة السلم الأهلي. فما بعد داعش سيكون أقسى على العراقيين.
العراق ومغامرة  تحويل
 يذكر ان العمل العشوائى لقوات الحشد الشعبى أثارت موجة من الانتقادات على رأسها إنتقادات شيخ الأزهر لها من خلال بيان أكد فيه على أن إن ما ترتكبه هذه الجماعات من عمليات تهجير وقتل وإعدامات ميدانية ومجازر بحق المدنيين السنة وحرق مساجدهم وقتل أطفالهم ونسائهم بدم بارد بدعوى محاربة تنظيم الدولة لهو جريمة وحشية يندى لها جبين الإنسانية جمعاء، كما أدان ما ترتكبه المليشيات المتطرفة من جرائم بربرية نكراء في مناطق السنة التي بدأت القوات العراقية ببسط سيطرتها عليها، خاصة في تكريت والأنبار وغيرهما من المدن ذات الأغلبية السنية» وهو الامر الذى أثار استدعاء الخارجية العراقية للسفير المصري في بغداد اعتراضا على بيان  الأزهر الشريف وطالبت في  مذكرة احتجاج سلمت للسفير المصري في بغداد، الدولة المصرية بـالتعبير عن موقفها الرسمي تجاه مثل هذه التصريحات التي تسيء إلى طبيعة العلاقات الأخوية.
ودخلت منظمة "هيومن رايتس ووتش" على خط الانتقاد حيث  وثقت ونشرت في تقارير عديدة شهادات مواطنين عن أعمال عنف نسبت لأعضاء الحشد الشعبي بعد بسط نفوذهم على مناطق كانت تحت قبضة التنظيم، مؤكدة على أهمية التزام طرفي الصراع بقوانين الحرب والحفاظ على سلامة المدنيين من سكان أو نازحين،  وينبغي على القوات الحكومية وتلك المساندة لها والمؤتمرة بأمرها أن تنقل الأسرى إلى منشآت رسمية تابعة لوزارة العدل، وذلك لحمايتهم من أعمال انتقامية وغيرها من الانتهاكات التي قد ترتكب بحقهم على أيدي جنود الجيش أو منتسبي الحشد الشعبي.
العراق ومغامرة  تحويل
 مما سبق نستطيع التأكيد على ان  محاولة الحكومة العراقية تحويل   الحشد الشعبي الشيعية  من  مجرد ميلشيات تساعد القوات العراقية  الى قوات مسلحة  رسمية ستعد بلا شك"مغامرة " كبيرةقد تشكل خطورة على مستقبل العراق بالكامل بل وسيدفع ثمنها كافة العراقيين فى جميع أنحاء البلاد  .

شارك