بدأ الجيش الفيلبيني عملية عسكرية واسعة  لمواجهة تنظيم "داعش" في البلاد، وتعد جماعة “أبو سياف” التي تأسست هذه الجماعة عام 1991 على يد عبد الرزاق جنجلاني «المكنى بأبي سياف» احد اهم اذرع "داعش" في الفلبين.

وقد حاصر الجيش الفيليبيني السبت  خلايا تنزظيم "داعش" في «مينداناو» جنوب البلاد، والتي يوجد بالمنطقة الجبلية في«مينداناو» حوالي 100 عنصر  من تنظيم داعش وأعضاء في شبكة مسؤولة عن اعتداء دام في الفيليبين، بحسب السلطات.

وقال المتحدث العسكري الجنرال ريستيتوتو باديلا أن الأهالي فروا من بوتيغ (17 ألف ساكن) بعد أن تحصن هؤلاء المتشددين بمبنى حكومي مهجور.

وأضاف أن قوات الجيش شنت عملية ضد قادة مجموعة إسلامية بإسناد من المدفعية وسلاح الجو. وأوضح أن جنديين أصيبا بجروح منذ بدء العملية العسكرية الخميس.

وكان تنظيم "داعش" روّج مؤخرا لمعلومات عن نشاطات الجماعات المسلحة التابعة له في الفلبين، وادعى أن قواته هناك تضم عشر كتائب، وأن مسلحيه قتلوا 289 جنديا فلبينيا منذ بداية العام الجاري من بينهم 100 جندي في شهر أبريل.

وفي يونيو الماضي، أصدر تنظيم «داعش» الإرهابى فيديو جديدًا على شبكة الإنترنت يروج لفرع جديد للتنظيم في «مينداناو» بالفلبين.

 وازدادت التكهنات حول ما سيشمل الفيديو، فيدعى البعض أنه سيعلن المنطقة ولاية لـ«داعش»، أو أنه سوف يتضمن أيضًا لقطات الذبح الوحشي للكنديَّين جون ريديسدل وروبرت هول، وفقًا لموقع «هيفي».

كما جاء في الفيديو تعيين إسنيلون حابيلون المعروف باسم أبوعبدالله الفلبيني "أميرا" لما سمتها "ولاية الفلبين".

واحتوى شريط "داعش" الدعائي على مشاهد لمبايعة عدة مجاميع من المسلحين الفلبينيين للبغدادي، وهي تنتمي إلى كتيبة "أبي دجانة" التابعة لحركة أبي سياف الإسلامية، وكتيبة أبي خبيب، وكتيبة جند الله، وكتيبة أبي صدر. وظهر بين المسلحين العديد من الفتيان الصغار، وأطفال يحملون بنادق تتساوى مع أطوالهم.

 وتضم "مينداناو" بالفعل إحدى الفروع غير الرسمية التابعة لـ«داعش»، وهي جماعة «أبو سياف»، ووفقًا لصحيفة إنترناشونال بيزنس تايمز، فإن كبار قادة أبو سياف تعهدوا بالولاء للتنظيم في صيف عام 2014.

ويأتي حصار مقاتلي "داعش" من قبل الجيش الفيلبيني، في بوتيغ بعد توقيف ثلاثة من عناصرها الشهر الماضي بتهمة تنفيذ اعتداء في سبتمبر في دافاو كبرى مدن منطقة مينداناو. وقتل 15 شخصاً في انفجار قنبلة

وفي يونيو سيطرت القوات الحكومية على معسكر تدريب للمجموعة في بوتيغ بعد عشرة أيام من المعارك.

ويشهد جنوب الفيليبين تمرداً إنفصالياً إسلامياً منذ أكثر من 40 عاماً خلف أكثر من مئة ألف قتيل، بحسب تقديرات حكومية.

ويعد القوام الرئيسي لمتطرفين الاسلاميين في أرخبيل مندناو جنوب الفلبين يعود لجماعة أبي سياف، وهي مجموعة متطرفة جهادية كانت انشقت عام 1991 عن جبهة تحرير مورو، التي قادت حربا ضد القوات الحكومية لعدة عقود للحصول على حكم ذاتي في هذه المنطقة ذات الأغلبية المسلمة.

وقد أسس هذه الجماعة الجهادية المتطرفة عبد الرزاق أبو بكر جنجلاني الذي تلقى تعليمه في ليبيا، حيث عاش فترة من الوقت قبل أن يعود إلى بلاده ليقود هذا الفصيل المتطرف حتى مقتله في اشتباك مع وحدة أمنية فلبينية عام 1998، ليخلفه شقيقه الأصغر، قذافي جنجلاني الذي قتل بدوره عام 2007.

وهكذا يتغلغل داعش في جنوب الفلبين حيث زاد انتشاره مؤخرا بشكل كبير، وتمكن من جمع معظم الكتائب المقاتلة تحت لوائه، ما يعني أن حربا من نوع جديد مرشحة للاندلاع في أدغال مندناو.

وقد حذرت جبهة "مورو للتحرير"، أكبر تنظيم متمرد في الفلبين، الاثنين من سعي تنظيم داعش لترسيخ وجوده في جنوب البلاد الذي يشهد اضطرابات.

وقال رئيس جبهة مورو مراد إبراهيم إن التنظيم يسعى لاستغلال مشاعر الإحباط في المنطقة إزاء تعثر عملية السلام مع حركة التمرد الانفصالية في منطقة مينداناو جنوب البلاد.

وأبرمت جبهة مورو للتحرير التي تضم عشرة آلاف رجل، في 2014 اتفاق سلام مع الرئيس بينينيو أكينو، لكن النص الذي يمنح المنطقة مزيدا من الحكم الذاتي، لم يمر في البرلمان الشهر الماضي وجمدت عملية السلام.

بدأ معكرة الجيش الفليبيني ضد خلايا "داعش"  في جنوب البلاد، هو بداية لمواجهة الخطر الأكبر من تواجد وتممد التنظيم الارهابي في جنوب شرق اسياي عبر استقطاب المتطرفون من دول الجوار ومن الأطراف البعيدة، ويتخذون من جنوب الفلبين موطأ قدم  لتتوسع والنقوذ نظرا للتضاريس الصعبة والوعرة في جنوب الفلبين، وهوما يعد نقطة قوية للانطلاق في اي عمليات ارهابية تستهدف الفلبين ودول جنوب شرق اسيا.