موسكو تتهم المعارضة باستخدام غازات سامة وقصف المدنيين وسط صمت غربي
السبت 26/نوفمبر/2016 - 07:14 م
طباعة

تتواصل الاتهامات الروسية لفصائل المعارضة السورية باستخدام الخردل السام في سوريا وأنها سلمت الجانب السوري أدلة مادية تثبت إطلاقهم قذائف تحتويه في أم حوش في حلب، بالرغم من نفى المعارضة، مع الاشارة إلى أن جماعة "أحرار الشام" وتنظيمي "جبهة فتح الشام" و"داعش" قصفت بلدات وأحياء سكنية في محافظات حلب ودمشق والقنيطرة وحماة واللاذقية، فى ظل الصمت الغربي تجاه هذه الممارسات.

يأتى ذلك فى الوقت الذى أكد فيه مركز المصالحة الروسي في قاعدة "حميميم" السورية في ريف اللاذقية أن 17 مدنيا تمكنوا من الخروج من الأحياء المحاصرة في حلب خلال الـ24 ساعة الماضية، والتأكيد على انه خلال الساعات الـ24 الماضية تم رصد 34 انتهاكا لنظام وقف الأعمال القتالية من قبل الفصائل المسلحة الخارجة عن القانون، 17 منها في محافظة حلب و12 في محافظة دمشق وخرقان اثنان في كل من محافظتي حماة واللاذقية وخرق واحد في محافظة القنيطرة".
أكد المركز أن مقاتلي "الجيش السوري الحر" قصفوا بلدة النيرب وحي صلاح الدين في محافظة حلب، فيما قصفت تشكيلات تنسب نفسها لجماعة "جيش الإسلام" مناطق في بلدة دوما ومنطقة ملعب العباسيين بحي جوبر في محافظة دمشق، معتبرا أن جماعة "أحرار الشام" وتنظيمي "جبهة فتح الشام" و"داعش" قصفت بلدات وأحياء سكنية في محافظات حلب ودمشق والقنيطرة وحماة واللاذقية، والإشارة إلى أنه تم خلال 24 ساعة الماضية التوقيع على اتفاقات المصالحة مع ممثلين عن بلدتين في محافظتي دمشق واللاذقية ليرتفع بذلك عدد البلدات والمناطق التي انضمت إلى عملية المصالحة إلى 978، والتأكيد على أن القوات الفضائية الجوية الروسية والجوية السورية لم تشن غارات على مواقع الفصائل المسلحة التي أعلنت وقف الأعمال القتالية وأبلغت المركزين الروسي أو الأمريكي بمواقعها.

وفى سياق متصل أعلنت مصادر في المعارضة السورية عن التوصل لاتفاق في منطقة التل بريف دمشق بين القوات السورية والفصائل المسلحة عقب أيام من الاشتباكات بين الطرفين في محيط المدينة، وتضمن الاتفاق تسليم الأسلحة فيما عدا الفردية منها وخروج المسلحين ومن يرغب بالخروج من مدينة التل، وتسوية أوضاع المتخلفين عن التجنيد الإجباري والمنشقين بمدة لا تتجاوز 6 أشهر، وفتح الطرق الواصلة بين مدينة التل وباقي المناطق السورية، وتشكيل جهاز أمني من أهالي المدينة يكون قائما على حماية المدينة من الداخل، وعدم دخول السلطة السورية إلى المدينة إلا في حال وجود أسلحة وبمرافقة اللجنة الأمنية الأهلية.
ومن المنتظر أن يتم البدء خلال الساعات أو الأيام القادمة بتنفيذ بنود الاتفاق ، كذلك أعلنت مصادر المعارضة عن التوصل إلى اتفاق بين السلطات السورية والفصائل المسلحة الموجودة في بلدة خان الشيح في ريف دمشق إلى اتفاق يقضي بخروج المسلحين كافة بسلاحهم الفردي إلى محافظة إدلب، وجاء الاتفاق بين الجانبين عقب حملة عسكرية استمرت عدة أشهر شنتها القوات السورية على خان الشيح تمكنت خلالها من تطويقها وفصلها عن ريفها، لكن المصادر أشارت إلى أن تنفيذ الاتفاق مرتبط بالتوافق على تفاصيله كاملة مع السلطات السورية وهذا يحتاج فترة زمنية.
من ناحية اخري تواصلت العمليات العسكرية للجيش السوري ضد مواقع وتجمعات المسلحين في أرياف إدلب وحماة وكذلك حمص والسويداء كما شهدت بعض الجبهات اشتباكات متقطعة، وفي حين تحدثت وسائل إعلام رسمية عن خروج العشرات من سكان أحياء شرق حلب الى مناطق سيطرة الدولة السورية ، تتحدث مصادر من المعارضة عن توصل السلطات السورية الى اتفاقات مع مسلحي كل من مدينة التل وخان الشيح الى اتفاقات تسوية تقضي بإنهاء الوجود المسلح في تلك البلدتين ، في التفاصيل الميدانية كثف الطيران الحربي السوري صباح اليوم ضرباته ضد مقرات وتحركات مسلحي ما يعرف بجيش الفتح في ريفي حماة وإدلب، وذكر مصدر عسكري سوري أن الضربات الجوية طالت تجمعات وخطوط إمداد للتنظيمات المسلحة في مدينة مورك وقرية سكيك وشمال مدينة صوران بريف حماة الشمالي وفي بلدتي خان شيخون والتمانعة وشمال بلدة أبو الضهور بريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، مشيرا الى مقتل العديد من المسلحين من بينهم قادة بعد تدمير مراكز قيادة وتحصينات وعربات مدرعة ومستودعات أسلحة وذخيرة لهم خلال الضربات الجوية.

وترافقت تطورات هذه الجبهات مع إعلان مصدر عسكري أن وحدات من الجيش السوري والقوات الرديفة والحليفة فرضت سيطرتها على مساحة تزيد على 120 كم مربع في ريف حلب الشمالي الشرقي بعد القضاء على آخر تجمعات المسلحين فيها.
ونقلت وسائل اعلام محلية عن قائد ميداني سوري قوله إن وحدات الجيش والقوات الرديفة والحليفة تابعت تقدمها في محيط مدرسة المشاة وخاضت معارك عنيفة مع المجموعات المسلحة وكبدتها خسائر فادحة في الأفراد والعتاد ، وأضاف بأنه نتيجة المعارك تمت السيطرة على 25 قرية ومزرعة منها تل شعير والمزارع المحيطة بها والطعانة، وحريصة، والوردية وجوبة والمزارع القريبة منها ، مشيرا إلى أن وحدات الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة تتصدى في الوقت ذاته لاعتداءات إرهابيي "داعش" والمجموعات المسلحة الأخرى على نقاط الجيش في الريف الشمالي الشرقي لمدينة حلب.
وكشفت تقاير عن خروج دفعة جديدة من الأهالي قادمة من الأحياء الشرقية لمدينة حلب ، والاشارة إلى أن 21 شخصا خرجوا من حيي بستان القصر والصالحين بمدينة حلب وتم نقلهم إلى مكان آمن وتأمين جميع مستلزماتهم واحتياجاتهم من قبل الجهات المعنية في المحافظة ، وكان وصل أمس 23 شخصا من أهالي حي مساكن هنانو معظمهم من الأطفال والنساء إلى نقاط تمركز الجيش السوري بعد أن تمكنوا من الفرار من الحي.
من ناحية أخرى نفذ سلاح الجو السوري سلسلة طلعات وغارات على مقار ومحاور تحرك لمسلحي تنظيم "داعش" في ريف حمص تركزت على تجمعات ومقرات التنظيم جنوب شرق مدينة القريتين ومحيط حقل شاعر للغاز بريف تدمر وفي قرية رسم حميدة شرق مدينة حمص بنحو 73 كم، أما في ريف القنيطرة الشمالي فقد تصدت وحدات من الجيش ومجموعات الدفاع الشعبية لهجوم شنه عناصر من تنظيم جبهة النصرة على نقاط عسكرية ، وأشارت مصادر رسمية إلى وقوع اشتباكات عنيفة مع المجموعات المهاجمة المنتشرة في أحراج طرنجة ومحيط تل الحمرية وجباتا الخشب حيث هاجمت بعض النقاط العسكرية في موقع النقار الغربي ومزارع الأمل بالريف الشمالي.
كانت وحدات من الجيش السوري قد أحكمت الأربعاء الماضي السيطرة على تلة النقار الغربية بريف القنيطرة الشمالي.

من جانبها أكدت الدفاع الروسية أن المسلحين استخدموا الخردل السام في سوريا وأنها سلمت الجانب السوري أدلة مادية تثبت إطلاقهم قذائف تحتويه في أم حوش في حلب، وذكر المكتب الإعلامي لدى وزارة الدفاع الروسية أن الخبراء العسكريين الروس المختصين يعكفون في الوقت الراهن على تحديد مصدر المواد الكيميائة التي وقعت في أيدي المسلحين، وقنوات وصولها إليهم من خارج سوريا، وذلك بعد معاينة قذائف كيميائية أطلقها المسلحون في حلب ولم تنفجر.
أضافت الدفاع الروسية: "كشفت العينات المأخوذة وتحليلها وفقا لمعايير المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية عن احتوائها على مادة الخردل السامة وهو ما يثبت امتلاك المسلحين دورة إنتاجية مضبوطة لإنتاج الأسلحة الكيميائية".، موضحة "لا نستبعد حصول المسلحين على الخردل وغيره من المواد الأخرى عالية السمية من خارج سوريا، ومستمرون في العمل على تحديد القنوات الممكنة لإيصال المواد السامة إلى سوريا".
أوضح المصدر أن خبراء وزارة الدفاع الروسية، سلموا الجانب السوري في الـ16 من نوفمبر الجاري عينات من مكان إطلاق القذيفة ومن التربة المحيطة بمكان سقوطها، إضافة إلى عينات من القذيفة نفسها المصنوعة على شكل قذيفة هاون واستهدفت المدنيين في أم حوش في الـ16 من سبتمبر الماضي، وأشار إلى أن القذيفة يدوية الصنع ومن عيار 240 مم، وتحتوي في الجزء الذيلي منها على سدادة تستخدم في تصنيع العبوات الكيميائية من هذا النوع.
نوهت "لدى سحب القذيفة من الحفرة التي أحدثتها في التراب، تسرب من الفتحة الواقعة أسفل صاعقها سائل كثيف بلون بني غامق. وكشفت أجهزة الفحص المتوفرة لدى الخبراء العاملين في مكان سقوط القذيفة عن احتواء السائل المذكور والتربة المحيطة بالقذيفة على مواد سامة حارقة للجلد. لقد أخذنا عينات من السائل والتربة وأرسلناها إلى المختبرات الكيميائية العسكرية الروسية لدراستها".