ماذا تريد إيران من دعم نظام الأسد في سورية؟

السبت 26/نوفمبر/2016 - 10:00 م
طباعة ماذا تريد إيران من
 
بدا أن كُلفة تحالف الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع دولة روسيا الاتحادية إزاء تسوية للأزمة السورية تخدم بشكل مباشر مصالحهم في المنطقة لن تتوقف على تناغم التصريحات بين الطرفين بل ما هو أكبر ذلك، إذ قال وزير الدفاع الإيراني، العميد حسين دهقان، اليوم السبت، إن دولته ستسمح لروسيا باستخدام قاعدة "همدان" الجوية الإيرانية لمساعدة نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، بالمخالفة للدستور والقانون الإيراني.
وإيران تسعى لحفظ نفوذها في سورية عبر دعم نظام بشار الأسد، وأنها تسعى حال إقرار مُخطط تقسيم سورية، الحفاظ على مصالحها المتمثلة في حماية الممر الذي يربط ما بين المنطقة الساحلية في غرب سورية، وسلسلة جبال لبنان الشرقية، وهو ما يكفل الحفاظ على أهم مصالح إيران الاستراتيجية، وهو طريق إمدادات حزب الله إلى لبنان.

ماذا تريد إيران من
وعلى الرُغم من أن الدستور الإيراني يحذر إباحة القواعد العسكرية والمطارات الإيرانية لأي قوة أجنبية، إلا أن النظام الإيراني بزعامة القيادة الروحية على أكبر خامنئي لا يجد غضاضة في الحفاظ على النفوذ الإيراني ونشره في دول الجوار حتى وغن كان ثوابت الدستور والقانون الإيراني.
ويبدو أن اتجاه إيران في دعم الاتجاه الروسي في سورية لا يتوقف فقط على تحقيق رغبة إيران في حفظ مصالها في سورية، بل تحقيق مكاسب نوعية آخرى عبر تسهيل النظام الإيراني دعم الروس في الحفاظ على مصالحهم في سورية، إذ أن نظام الأسد هو فقط القادر على حفظ النفوذ الروسي في سورية، إذ يضمن الأسد للروس الإطلال على المياه الدافئة في مياه البحر المتوسط، عبر قاعدتي "طرطوس" و"اللاذقية".

ماذا تريد إيران من
وربط مراقبون بين اتجاه إيران في دعم الروس في تحقيق نفوذهم في سورية، مقابل حصول إيران على أحدث المنظومات العسكرية في العالم، ففي حين منحت روسيا إيران منظومة صواريخ S300 وهي من أحدث أنظمة الدفاع الجوي في العالم، وتبحث تزويدها بنظومة S400، قال دهقان، إن طهران تبحث شراء عدد من المقاتلات الروسية متعددة الأغراض "سو- 30." 
وأكد دهقان أن شراء هذه المقاتلات الروسية ضمن جدول أعمال وزارته، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية "تسنيم"، مضيفا أن طهران ستتفاوض مع أي جهة تستطيع تلبية حاجة دولته الدفاعة، "باستثناء أمريكا وإسرائيل"، كما أشار عدد من مسؤولي الدفاع الإيراني إلى نية طهران شراء دبابات "T-90" روسية أيضاً.
وحول التقارير التي تُفيد باحتمال استخدام روسيا لقاعدة "نوجيه" الجوية الإيرانية، قال دهقان: "نتعاون مع أصدقائنا وخاصة الروس لدعم وإسناد الحكومة السورية الشرعية وسد حاجاتها ونتخذ خطوات عملية بالتناسب مع ذلك، وإذا كان الأمر يقتضي استخدام الروس لقاعدة نوجيه في همدان من اجل إسناد العمل الميداني فإننا سنفعل ذلك."
ويُذكر استخدام روسيا لقاعدة "همدان" الجوية الإيرانية، في أغسطس الماضي، لإطلاق قاذفات جوية روسية في ضربات موجهة لأهداف قالت إنها ضد تنظيم "داعش" في سوريا، ويُشار إلى أن استخدام روسيا تلك القاعدة الإيرانية أثار ضجة كبيرة باعتبارها خطوة هي الأولى من نوعها تسمح فيها طهران لطائرات أجنبية مقاتلة باستخدام منشآتها العسكرية منذ ثورة العام 1979.

ماذا تريد إيران من
الأمر لا ينحصر على إيران فقط، بل هي المرة الأولى أيضا التي تستخدم فيها روسيا قواعد عسكرية خارج سوريا لتنفيذ مهمات وطلعات جوية، الأمر الذي يعتبره محللون على أنه تطور استراتيجي كبير لموسكو ويوطد قدمها في منطقة الشرق الأوسط. 
إيران لا تستهدف فقط الاستفادة من دعم توجه الروس في الحفاظ على مصالحهم في سورية، بل كما أوضحنا تسعى أيضاً إلى حفظ نفوذها في سورية عبر تأمين الخط الممتد من المنطقة الساحلية غرب سورية، حتى سلسة الجبال الشرقية في لبنان، فتضمن استمرار تدفق الدعم لجماعة "جزب الله" اللبناية.
التطور الجديد الذي كشفه رئيس هيئة الأركان الإيرانية، عكس رغبة جديدة لإيران في الاستفادة من دعم نظام الأسد، حيث أعلن رئيس هيئة الأركان الإيرانية، اللواء محمد باقري، أن بلاده تتجه نحو "بناء قواعد بحرية في سواحل سوريا واليمن، وذلك لحاجة الأساطيل الإيرانية لقواعد بعيدة".
ونقلت وكالة "فارس" عن باقري قوله، خلال اجتماع صباح السبت، مع قادة القوة البحرية، إن هناك الكثير من المتطوعين من "مدافعي الحرم" وهو لقب تطلقه إيران على مقاتليها في سوريا والمنطقة، "مستعدون للتضحية ضمن القوات البحرية لو أتيح لهم المجال"، واعتبر مراقبون التصريحات بانها تعكس نية إيران إرسال قوات بحرية إلى سورية واليمن للمزيد من التدخل العسكري في المنطقة.

شارك