محاولة اممية لانقاذ الحل السياسي... وسط استمرار احتدام الحرب في اليمن
الأحد 27/نوفمبر/2016 - 05:35 م
طباعة

تواصل اعمال القتال في اليمن، مع عودة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الي عدن حيث من المتوقع ان يلتقي المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ احمد في عدن.
الوضع الميداني:

وعلي صعيد الوضع الميداني،حررت قوات الشرعية اليمنية مناطق استراتيجية في بلدة باقم المحاذية لمنطقة عسير السعودية، بعد اشتباكات ومواجهات كثيفة مع الانقلابيين، وذلك حسبما أورد موقع "يمن برس" الإخباري، اليوم الأحد.
وأكدت مصادر عسكرية، أن "قوات الجيش الوطني سيطرت فجر اليوم، على مبنى جمارك منفذ علب الحدودي، كما سيطرت على مباني الجوازات والزراعة في مديرية باقم الحدودية، إضافة إلى موقع عسكري تابع لسلاح حرس الحدود شمال صعدة".
وقالت المصادر إن "مواجهات عنيفة تدور في المواقع الجبلية القريبة من منفذ علب والحدود السعودية، حيث تواصل قوات الجيش تقدمها شمال صعدة، بإسناد جوي من التحالف العربي، وغطاء ناري كثيف".
وأوضحت المصادر أن المواجهات امتدت إلى منطقة مندبة مركز قيادة الانقلابيين في جبهة عسير، والمطلة على مركز مديرية باقم الحدودية.
وبحسب المصادر، فإن المواجهات مستمرة بمحيط مواقع الميليشيات في منطقة مندبة والتي تحاول القوات الحكومية استعادتها أولاً والتقدم إلى مركز مديرية باقم.
كما قتل سبعة حوثيين على الأقل وجرح أخرون في مواجهات شرسة شهدتها بلدة كرش الحدودية، بين تعز ولحج جنوبي اليمن اليوم الأحد، فيما أعلنت مصادر ميدانية تدمير التحالف العربي لأليات عسكرية في تعز.
وقالت مصادر متعددة لموقع "24 الاماراتي"، إن "سبعة من عناصر الميليشيات قتلوا وجرح آخرون لم يتم تحديد عددهم خلال معارك استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة، حيث تمكنت القوات الموالية للشرعية من استعادة موقع سخابرة الاستراتيجي في كرش وتخوض معارك مع الانقلابيين لاستعادة قمة جبل الصرور الاستراتيجي الهام".
وفي تعز دمر طيران التحالف العربي دبابة ومدفعية شرق مدينة تعز، فيما أكدت مصادر مقتل وجرح عدد من عناصر الميليشيات في القصف.
وصعد الطرفان في اليمن (الانقلابيون والشرعيون) من مواجهاتهم، بالتزامن مع تأكيدات حكومية عن الاستعداد لإطلاق عملية عسكرية لتحرير المدينة يشرف عليها الرئيس هادي المتواجد في عدن.
كما شن طيران التحالف بقيادة السعودية، أهداف لجماعة الحوثيين في ساحل الخوخة ومنطقة كود عنبة بمديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة.
فيما اعترضت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي السبت صاروخا باليستيا أطلق من الأراضي اليمنية باتجاه مدينة خميس مشيط جنوب غربي المملكة.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، عن بيان لقيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن إنه "تم اعتراض الصاروخ وتدميره دون أي أضرار".
وأشار إلى أن "قوات التحالف الجوية بادرت في الحال باستهداف موقع إطلاق الصاروخ".
ويُعد هذا أول صاروخ باليستي يتم إطلاقه على المدن الحدودية السعودية بعد انتهاء هدنة شهدتها اليمن لمدة 48 ساعة، يوم الإثنين.
المسار التفاوضي:

وعلي صعيد المسار التفاوضي، ذكر المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد السبت بعقده في العاصمة العمانية مسقط، في أوقات سابقة ثلاث جلسات متتالية مع وفد ميليشيات الحوثي و صالح، تطرقت إلى النقاط الواردة في خريطة الطريق، ومنها الترتيبات الأمنية ووقف النار وتفعيل لجنة التهدئة والتنسيق.
وأكد ولد الشيخ أحمد على ضرورة التحضير لجولة جديدة من المحادثات، مشيراً إلى توجهه الأحد إلى الرياض ثم الكويت لبحث جولة جديدة.
وأبدى استعداده للقاء الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في عدن إذا تطلب الأمر، كاشفاً أن الحكومة اليمنية سلمته جوابا حول خريطة الطريق.
ونوّه إلى أن الجولة المقبلة لابد أن تكون قصيرة ولا تتجاوز أسبوعا إلى 10 أيام من أجل التوقيع على اتفاق نهائي
واعلن لن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، أنه سيزور الأحد الرياض والكويت لاستئناف جهود إعادة إطلاق مشاورات السلام بين أطراف النزاع اليمني المعلقة منذ أشهر.
وأفاد أنه أجرى اتصالات "مكثفة" مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ناقلاً عن الأخير اعتباره أن ثمة "فرصة تاريخية لا تعوض لتحقيق السلام في اليمن".
فيما أكدت مصادر حكومية يمنية، أن المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد وصل إلى الرياض أمس لمتابعة مساعيه الرامية لإقناع أطراف الأزمة اليمنية بالعودة للحوار. ولم تستبعد المصادر أن يتوجه ولد الشيخ إلى عدن للقاء هادي ووزير الخارجية عبدالملك المخلافي.
وقال مصدر مسؤول في الرئاسة اليمنية، لصحيفة عكاظ، إن "الملاحظات التي قدمتها الشرعية للمبعوث الدولي شددت على أنه لا حوار قبل إجراء تعديل جذري على خطة ولد الشيخ".
وأشار إلى أن "الرسالة التي ستسلمها الحكومة إلى ولد الشيخ تتضمن مجموعة من الملاحظات على مبادرته أبرزها التعديل الجذري في حالة رغب المجتمع الدولي دخول الشرعية في مشاورات قادمة مع الانقلابيين".
وتابع المصدر أن "من أبرز ملاحظات الرئاسة على مبادرة ولد الشيخ أنها تلغي تماماً المبادرة الخليجية التي تحدد صلاحيات وفترة الرئيس الانتقالي، وتعارض مع قرارات مجلس الأمن التي تؤكد انسحاب الانقلابيين من جميع المدن وتسليم السلاح، لكن ما طرحه ولد الشيخ يتحدث عن تسليم السلاح إلى طرف ثالث مبهم، ولا تحدد نوع السلاح وكميته".
واعتبر المصدر أن ما طرحته المبادرة الأممية يشرعن الانقلاب ويزيح الشرعية.
ووصل ولد الشيخ أمس إلى الرياض للقاء الحكومة اليمنية التي ستسلمه ملاحظاتها النهائية حول مبادرته، على أن يتوجه بعدها إلى مسقط للقاء الانقلابيين.
الوضع الاقتصادي:

وعلي صعيد الضوع الاقتصادي، بشّر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اليوم الأحد اليمنيين بقرب انتهاء أزمة شح الموارد.
ولفت في اجتماع لمجلس إدارة البنك المركزي اليمني في عدن إلى "الإجراءات والجهود التي اتخذتها الدولة في هذا الصدد"، من دون ذكر أية تفاصيل.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عنه اتهامه للحوثيين باستنزاف أموال المركزي "لمصلحة مجهودهم الحربي على حساب حياة المواطن وقوتهم اليومي، وصولاً إلى مرحلة الإفلاس وعدم القدرة على دفع مرتبات موظفي الدولة حتى في المناطق التي تقع تحت سيطرتهم".
وخلال الاجتماع، قدم محافظ البنك المركزي شرحاً لـ"الجهود التي تم القيام بها والتي أفضت وستفضي في النهاية إلى تحقيق الغايات المطلوبة التي يتطلع إليها المواطن".
وكان هادي عاد من الرياض إلى عدن أمس برفقة العديد من المسؤولين الحكوميين والعسكريين.
ولم يعرف حتى الآن، ما إذا كانت عودة الرئيس اليمني إلى عدن نهائية أم فقط زيارة مؤقتة، سيما أن المدينة ما زالت تعاني من ضعف في الجانب الأمني والخدمات الأساسية.
المشهد اليمني:
تستمر الاعمال القتالية في عدة جبهات في اليمن، مع وصول الرئيس عبدربه منصور هادي الي اليمن، في ظل مساعي اممية لعودة مفاوضات الحل السلمي، وسط غموض حول مستقبل البلاد في ظل التصعيد العسكري.