دير شبيجل: توقيف تسعة سوريين في حملة أمنية تركية ضد "داعش"
الإثنين 28/نوفمبر/2016 - 05:10 م
طباعة
تقدم بوابة الحركات الإسلامية كل ما هو جديد يومًا بيوم وذلك من خلال تناول الصحف العالمية اليومية، وكل ما يخص الإسلام السياسي فيها اليوم الاثنين28/11/2016
دير شبيجل: توقيف تسعة سوريين في حملة أمنية تركية ضد "داعش"
أوقفت السلطات الأمنية في مدينة اسطنبول التركية امس تسعة سوريين في عملية أمنية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
وذكرت مصادر أمنية، لوكالة أنباء لأناضول، أن فرق فرع مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن إسطنبول، وبمشاركة فرق العمليات الخاصة داهمت موقع بمنطقة "الفاتح" بالمدينة، بهدف القبض على أشخاص يشتبه في انتمائهم للتنظيم الإرهابي.
وأسفرت العملية عن توقيف تسعة سوريين مشتبهين بالانتماء للتنظيم. وقالت المصادر إن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن الموقوفين التسعة دخلوا إلى البلاد بصورة غير قانونية، وشاركوا في الاشتباكات الدائرة في سوريا. وجرى نقل الموقوفين إلى مبنى مديرية الأمن، تمهيداً لإجراءات تحقيقات معهم.
وتركيا تقوم بشن حملات مداهمات للقبض على عناصر "داعش"، الذي تحمله المسؤولية عن العديد من الانفجارات.
دويتشه فيله:نزوح المئات من الأحياء الشرقية لحلب مع تقدم قوات النظام
فر المئات من السكان من المناطق القريبة من خطوط القتال شرقي حلب الخاضع لسيطرة المعارضة مع تقدم قوات النظام والقوات المتحالفة معها مما زاد مخاوف فصائل المعارضة من أن يؤدي ذلك إلى شطر أهم معاقلها إلى نصفين.
استعادت قوات النظام السوري وحلفاؤها السيطرة على ثلث الأحياء الشرقية لمدينة حلب على الأقل خلال الساعات الـ24 الماضية، في حين فر الآلاف من سكان هذه المناطق إلى أحيائها الغربية الواقعة تحت سيطرة النظام.
وتأتي سيطرة قوات النظام على عدد من أحياء شرقي حلب في إطار هجوم بدأته منتصف الشهر الحالي لاستعادة الأحياء الشرقية وتضييق الخناق على مقاتلي الفصائل المعارضة. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه بعد سيطرة قوات النظام السوري مساء السبت على حي مساكن هنانو أكبر أحياء شرقي حلب، تمكنت امس من السيطرة على خمسة أحياء أخرى هي جبل بدرو وبعيدين والانذارات والسكن الشباب وعين التل.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن الفصائل المعارضة المسلحة تكون بذلك "قد فقدت 30 بالمئة على الأقل من الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرتها".
كما تتواصل المعارك في حي الحيدرية وحي الصاخور الذي في حال سقوطه سيمكن قوات النظام من قطع شرقي حلب إلى قسمين شمالي وجنوبي.
وأوضح عبد الرحمن أن التقدم السريع يأتي "نتيجة خطة عسكرية اتبعها النظام في هجومه وتقضي بفتح جبهات عدة في وقت واحد، بهدف إضعاف مقاتلي الفصائل وتشتيت قواهم".
وتزامناً مع تقدم قوات النظام، تمكن المقاتلون الأكراد الأحد وفق المرصد من "السيطرة على جزء من حي بستان الباشا، كان تحت سيطرة الفصائل المعارضة، وحي الهلك التحتاني" وهما منطقتان مجاورتان لحي الشيخ مقصود ذات الغالبية الكردية.
وبحسب عبد الرحمن، "استغل المقاتلون الأكراد المعارك التي تخوضها الفصائل للتقدم من الشيخ مقصود والسيطرة على هاتين المنطقتين".
وفي ضوء هذه التطورات فر نحو 1700 مدني باتجاه الأحياء الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في حين لجأ 2500 إلى حي الشيخ مقصود الواقع تحت سيطرة الأكراد".
وبحسب المرصد، "نقلت قوات النظام الفارين ليلاً إلى مناطق سيطرتها شمال مدينة حلب وتحديداً الشيخ نجار، قبل أن يصل قسم منهم صباح الأحد إلى الأحياء الغربية في المدينة". وهي المرة الأولى، بحسب المرصد، التي ينزح فيها هذا العدد من السكان من شرق حلب منذ 2012، حين انقسمت المدينة بين أحياء شرقية تحت سيطرة الفصائل وغربية تحت سيطرة قوات النظام.
وبث التلفزيون السوري الرسمي مشاهد فيديو تظهر عشرات المدنيين معظمهم من النساء والأطفال لدى وصولهم إلى مساكن هنانو حيث كانت حافلات خضراء بانتظارهم لنقلهم.
واستأنفت قوات النظام في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري حملة عسكرية عنيفة ضد الأحياء الشرقية، تخللها هجوم ميداني على أكثر من جبهة وغارات كثيفة على مناطق الاشتباك والأحياء السكنية. وتتهم قوات النظام الفصائل المعارضة بمنع المدنيين من الخروج من الأحياء الشرقية لاستخدامهم كـ"دروع بشرية".
ويعيش أكثر من 250 ألف شخص محاصرين في الأحياء الشرقية. وكانت آخر قافلة مساعدات دخلت شرق المدينة في تموز/يوليو. وحذر الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا الأحد الماضي في دمشق من "كارثة إنسانية" في شرق حلب مع استمرار التصعيد العسكري.
من جانبه، اعتبر ياسر اليوسف، عضو المكتب السياسي لحركة نور الدين زنكي، أحد أبرز الفصائل المقاتلة في حلب، في تصريحات لفرانس برس، أن نزوح المدنيين من شرق حلب "أمر طبيعي جداً بعد حملة القصف الجوي والاجتياح البري وتدمير منازلهم وحرمانهم من كل مقومات الحياة في أحيائهم ومناطقهم".
واتهم اليوسف "النظام والروس والإيرانيين بأنهم قرروا إبادة الثورة في ثاني اكبر مدن سوريا عبر اتباع سياسة الأرض المحروقة مستفيدين من العجز الدولي الناجم عن التعطيل الأمريكي".
وأضاف "على مرأى ومسمع الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، يتم تطبيق سياسة التجويع أو الركوع من دون أي التزام بمواثيق حفظ السلم والأمن الدولي".
وتعمل الفصائل في حي الصاخور حالياً وفق اليوسف على "تعزيز نقاط الدفاع عن المدينة والأهالي"، لكنه أشار إلى أن "الطيران يدمر كل شيء بشكل منهجي" محذراً من أنه "إذا لم يتم حظره، فسيدمر الطيران ما تبقى من مدينة حلب، حياً تلو آخر".
ومنذ بدء الهجوم قبل 13 يوماً، أحصى المرصد مقتل 225 مدنياً بينهم 27 طفلاً جراء القصف والغارات على شرق حلب، فيما قتل 27 مدنياً بينهم 11 طفلاً في غرب المدينة جراء قذائف الفصائل.
دويتشه فيله :توثيق جرائم "داعش" ـ مطلب لن يتنازل عنه مسيحيو العراق
بعد استعادة الجيش العراقي بلدة "قرقوش" المسيحية، أجرت دويتشه فيله لقاءات مع السكان الذين كانوا شهود عيان على احتلال تنظيم "داعش" لبلدتهم. وطالب من قابلتهم دويتشه فيله بتوثيق جرائم هذا التنظيم الإرهابي بحقهم وبحق بلدتهم.
أفضل المنازل احتلت من قبل قادتهم"، هكذا بدأ الأب عمار من كنيسة السريان الكاثوليك كلامه لـدويتشه فيله . وبحث رجل الدين، الذي يعمل بشكل وثيق مع أسقفية الموصل، في هاتفه حتى وجد صورا، وقرأ عددا من الأسماء بدأت كلها بكلمة "أبو". وأوضح الأب عمار قائلا: "كتبوا أسماءهم على جدار كنيستنا"، وتابع "وأحد هؤلاء القادة كان يسكن في بيت ملحق بالكنيسة".
منذ آب/ أغسطس 2014، وهو تاريخ سيطرة تنظيم مقاتلي "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ "داعش" على البلدة المسيحية في سهل نينوى، عاش الأب عمار في بلادة "عينكاوا" بالقرب من العاصمة الكردية أربيل. وهو حال معظم أفراد رعيته الذين يشكلون الجزء الأكبر من سكان قرقوش. وبعد أيام من تحرير البلدة من قبل الجيش العراقي عاد مرة أخرى إلى مسقط رأسه.
ويقول الأب عمار عن عودته "لقد كانت مشاعر صعبة تلك التي واجهتها، لأول ما شاهدت كان المستشفى ولم أستطع تمييز المبنى (جراء الدمار والتغيرات التي طرأت عليه)، وبكيت حقا". ويتابع "سكنت في غرفة بالقرب من كنيسة مارت شموني، حيث تقدم الكنيسة لأعضائها العون والمساعدة".
وأضاف الأب عمار "السكان غاضبون من رد فعل الحكومة، هي تريد تنظيف قرقوش، لإخفاء الجرائم". وتابع "نحن نريد توثيق كل شيء، كل الضرر والدمار، نريد أن نوثقه قبل أن يتم تنظيف أي شيء". ويقول "على كل حال توجد الآن بعض الاختلافات، ومنها مسح شعارات داعش من على الجدران".
ويتابع بأن العديد من مقاتلي "داعش" جاؤوا من القرى المحيطة، وزودوا قادة التنظيم بالوقود لتوليد الكهرباء، بالإضافة إلى المواد الغذائية. وتحولت بعض المنازل إلى مستشفيات وصيدليات للمقاتلين. فيما تحول قسم آخر من المنازل إلى مخازن للأسلحة، وحولوا كنيسة مار جورج إلى مصنع للقنابل.
ويصف الأب عمار ما حصل بقوله: لقد نهبت جميع المنازل، تماما مثل المقابر، حيث تم فتح القبور لسرقة أي شيء له قيمة تم دفنه مع الموتى. فيما أبقى تنظيم "داعش" بعض النساء من الطائفة الإيزيدية كجوار لأعضائه.
ظريفة بادوس دادو (77عاما)، عايشت هذه المرحلة تماما، فهي مكثت في بيتها في قرقوش أثناء سيطرة "داعش"، وذلك مع صديقاتها المسنات اللواتي كان بينهن مكفوفات. وهي دفنت زوجها خلال الأسابيع الأولى بعد وصول "داعش". وبالرغم من إخلاء التنظيم لمجموعة كبيرة من المسيحيين المسنين من القرية، إلا أن أمرا ما يبدوا أنه قد حصل معها كما قالت لـ دويتشه فيله. حيث أن مسلحي التنظيم سجلوها وصديقاتها الأخريات، وأبلغوهن بأنهن سوف يسمح لهن بالذهاب إلى أربيل. لكن يبدو أن مقاتلي التنظيم نسوا ظريفة وصديقاتها فبقين في بلدتهن.
ومن منزل أخيها في عينكاوا وصفت ظريفة أيام معايشتها السابقة للتنظيم بأنها كانت "صعبة"، وذلك بدون ماء أو كهرباء، متوافرة، كما أنها عاشت هي وصديقاتها على الطعام الذي كان يجلبه لهن "مسلحو داعش". وعن هؤلاء المقاتلين تقول ظريفة: "كان بعضهم لطفاء معنا، وكانوا يعتنون بنا" حتى أن أحد المقاتلين حذرها من الخروج إلى فناء منزلها لجلب المياه، حيث طائرات التحالف كانت دائمة البحث عن أية تحركات على الأرض.
ومن نافذتها التي تطل على المدينة كانت تشاهد المقاتلين يتحركون. "وكان بعضهم يطلق لحيته، وبعضهم لم يكن يفعل ذلك"، كما تقول. وبحسب المسنة العراقية فإن المشاكل بدأت مع قدوم المقاتلين الشباب الذين هددوها بأسلحتهم لاعتناق الإسلام "كما أنهم بصقوا على الصليب، وعلى صورة لمريم العذراء". وقالت إنها "في بعض الأوقات كانت متعبة نفسيا، وظنت أنها سوف تجن جراء الضغوط العصبية التي مرت به".
على الرغم من أن منزلها هو الوحيد في قرقوش الذي لم يتم نهبه تماما، إلا أن المقاتلين قدموا عدة مرات للسؤال عما إذا كان بحوزتها ذهب أو مقتنيات ثمينة، وفي نهاية المطاف وجدوا مبلغ 15 مليون دينار عراقي حوالي (11000 يورو) كانت موضوعة في وعاء داخل الثلاجة، وذلك قبل أيام قليلة من تحرير البلدة.
وأثناء المعارك التي أسفرت عن تحرير البلدة، انقطعت عن الطعام الذي كانت تحصل عليه من "داعش" لعدة أسابيع، وكان قادة التنظيم قد غادروا منذ فترة، وشاهدت ظريفة البيوت المجاورة كتلة من النيران، وكان المشهد مخيفا حقا بالنسبة لها، وبالأخص عندما بدأ مقاتلو التنظيم بثقب جدران البيوت للتحرك من بيت لبيت كي لا يتم رصدهم.
إجمالي عدد المسيحيين المفقودين من البلدة لا يزال غير معروف بعد سيطرة "داعش" عليها. وتتراوح التقديرات بين 30 -70 شخصا. أحد الأشخاص ويدعى إدمون قدم من لندن للبحث عن قبر والده فرج سقات، الذي يعتقد أنه دفن في الشتاء الماضي من قبل صديق مسلم. وقال إدمون لـدويتشه فيله : "رأيت بعض الحجارة في الحديقة الأمامية للمنزل وكانت عصاه مدفونة هناك، إلا أنني أعتقد أن هذا القبر يعود لمسلم". وتابع أنه فور التعرف على جثة والده فسوف يدفنه في مقبرة قرقوش، حيث كان والده يريد أن يدفن.
نيويورك تايمز: هل يدمر ترامب الصفقة الإيرانية؟
قليلة هى الموضوعات التى تتفق عليها أوربا وروسيا والصين جميعًا، ولكن من بينها بالتأكيد الرغبة فى ضمان ألا يعمد الرئيس المنتخب "دونالد جيه ترامب" إلى تقويض الصفقة النووية الإيرانية.
ثمة أسس مشروعة للتخوف من أن تخرب إدارة الكونجرس القادمة الصفقة التى أشار إليها السيد "ترامب" بوصفها "كارثة" وتعهد بـ "تفكيكها". فضلا عن إحاطة الرئيس المنتخب نفسه بأمثال "رودلف دبليو جولياني" و"جون آر بولتون" ـ ويقال:"إن وزير الخارجية القادم سيكون أحدهما ـ حيث قال كل منهما:"إنه يرغب فى أن يرى نهاية فورية للصفقة ودعا إلى تغيير النظام فى إيران. لقد كتب "مايك بومبيو" مغردا ـ الذى اختاره "ترامب" لرئاسة المخابرات المركزية الأمريكية ـ على تويتر يقول: "إننى أتطلع إلى أن أقلب رأسا على عقب تلك الصفقة الكارثية المبرمة مع أكبر راع للإرهاب فى العالم".
وعلى"ترامب"أن يقرر فى أى اتجاه ستسير سياسته تجاه إيران، فلا بد أن تنتبه الدول التى شاركت الولايات المتحدة فى مسألة إيران. يجب عليها أن تقول للرئيس المنتخب: إنه ما دامت إيران تلتزم بما تلزمها به الاتفاقية فعلى هذه الدول أن تلتزم بالمثل. ويجب عليها أن توضح له أنه فى حال إلغاء الكونجرس أو الرئيس الأمريكى الاتفاقية فإن قوى العالم الأخرى سوف تسلك طريقها المنفصل مع إيران.
ليس غريبًا أن تدعم الأغلبية الساحقة بين دول العالم الصفقة الإيرانية وأن يكون الرئيس "أوباما" قد تعهد باستعمال حق"الفيتو" ضد مساعى الجمهوريين إلى إلغاء هذا الانجاز الدبلوماسى التاريخي. لقد قامت إيران بتفكيك جوانب من برنامجها النووى أو الحد منه فى مقابل تخفيف العقوبات. فلم تدعم بذلك أجندة منع الانتشار النووى الغربية فقط، بل حالت بين الولايات المتحدة واللجوء إلى الردود العسكرية.
وثمة فرصة طيبة لأن يدرك السيد "ترامب" أهمية عدم المساس بالصفقة النووية بعد أن تكشف له تقارير المخابرات مدى استفادة أمن الولايات المتحدة منها، بل ولعل الحشد المشترك والمصالح التجارية تقنعه بالحفاظ عليها، فى ضوء ما يحتمل أن تجنيه الشركات الأمريكية من وصولها إلى الأسواق الإيرانية.
من شأن ذلك أن يؤمِّن دعم قطاع الأعمال الأمريكى والحلفاء فى أوربا وروسيا والصين. ومن شأنه أن يقوى مصداقية الولايات المتحدة دوليًّا ويعين الرئيس الجديد على فتح فضاء دبلوماسى تنفذ من خلاله إدارته هدفها بالتعاون مع روسيا لمواجهة الدولة الإسلامية.
لكن الصقور الذين أحاط بهم "ترامب" نفسه قد يقنعونه بذلك أيضًا. فقد يوجه بسرعة ضربة قاضية للصفقة بالانصراف عن التزامات أمريكا فى ما يتعلق بتخفيف العقوبات أو إهمالها أو السعى إلى إعادة التفاوض بشأنها. وقد يفضى ذلك إلى إعادة أمريكا فرض عقوباتها الثانوية على الشركات العاملة فى إيران.
وبوسع الولايات المتحدة ـ شأن جميع الموقعين على الصفقة ـ أن تلغيها بزعمها أن إيران قد خرقت بنودها. وفى هذه الحالة "تعود بسرعة" عقوبات مجلس الأمن . لكن ليس من المرجح فى الواقع أن تفعِّل بقية دول العالم هذه العقوبات مثلما فعلت من قبل إذا ما شعرت أن الولايات المتحدة هى التى تخرق روح الاتفاقية.
وقد يتفادى السيد "ترامب" ـ بدلا من ذلك ـ المسئولية السافرة ويترك الصفقة تموت بتوقيع تشريع يفرض عقوبات جديدة على إيران أو يطرح إجراءات إشراف على برنامج إيران النووى يتجاوز بنود الاتفاقية.
وفى جميع هذه السيناريوهات سيبدو أن الولايات المتحدة تدمر الصفقة من خلال استفزاز إيران لكى تحيد عن التزاماتها. وفى هذه الحالة سيكون تعاطف بقية دول العالم مع إيران.
وسيكون على "ترامب" ـ بوصفه الرئيس ـ أن يتعامل مع هذه العواقب. ولأن التحالف الدولى القديم الذى سبق أن دعم العقوبات على إيران لن يتكون مرة أخرى، فستكون القوة الاقتصادية الأمريكية أضعف تأثيرا على إيران، مما يزيد من احتمال أن تندفع قُدما إيران فى برنامجها النووى بما يزيد بالتبعية خطر العمل العسكرى الأمريكي.
فى الرابع عشر من نوفمبر كرَّر 28 من الزعماء الأوربيين بالإجماع "الالتزام الأكيد" بالصفقة بغض النظر عن نتيجة الانتخابات الأمريكية. وسوف يشعر قادة الدول الخمس الأخرى التى تفاوضت بشأن الاتفاقية مع إيران بأنهم تعرضوا بصفة شخصية للخيانة بانسحاب الرئيس الأمريكي. ومن المحتمل أن يضع هذا الولايات المتحدة فى مواجهة مع روسيا والصين وأوربا،ليس فيما يتعلق بإيران فقط، بل وفى ما يتعلق بقضايا أخرى سيحتاج السيد"ترامب" إلى تعاونهم فيها، ومن بينها الحرب السورية.
ولو بدا أن رئيس الولايات المتحدة أو الكونجرس يخربان الصفقة، فلا بد أن يسعى الاتحاد الأوربى وروسيا والصين إلى إنقاذ القيود النووية باقتراح تخفيف حقيقى للعقوبات على إيران. وسوف ينبغى أن يتضمن هذا رفعًا مستمرًّا للعقوبات البنكية الأوربية ورفعًا للحظر المفروض على النفط بسبب برنامج إيران النووى. كما أنه سوف يتطلب تصرفات جريئة ـ وإن لم تكن غير مسبوقة ـ لحماية الشركات الأوربية من تفعيل العقوبات الأمريكية المفروضة من وزارة الخزانة بهدف منع العمل مع إيران.
هناك خطوات يمكن اتخاذها الآن لتفادى الحاجة إلى اللجوء لمثل هذه الإجراءات. فعلى الزعماء الدوليين أن يعلموا الإدارة القادمة فورًا بأهمية المحافظة على الصفقة.
كما أن ثمة مجالا قبل بدء رئاسة "ترامب" لأن تعزز قوى العالم المكتسبات التى تحققت بسبب الصفقة بإزالة العراقيل البنكية والتشريعية التى تواجهها الشركات من خلال السعى إلى تنفيذ الصفقات الكبيرة المبرمة بالفعل مع إيران.
وعلى الدول الأوربية خاصة أن تعمل مع إيران وإدارة "أوباما" على خلق قنوات اتصال بين طهران وواشنطن تدوم بعد ولاية "أوباما" وأن تبعث إشارات قوية تؤكد استمرار التزامها السياسى بالصفقة. وعلى زعماء العالم أيضًا أن يوضحوا أن الصفقة النووية تخدم المصالح الأمنية لأمريكا وللعالم.
وسيكون موقف السيد "ترامب" من إيران أحد الاختبارات الحاسمة لرئاسته. وسيختبر أيضًا شرعية مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. كما يجب على الشعب الأمريكى ـ مثله مثل زعماء العالم ـ أن يوضح للرئيس المنتخب أنه غير راغب فى الوقوع فى براثن أزمة عسكرية أخرى فى الشرق الأوسط، لا سيما وأنها أزمة بذل العالم جهدًا كبيرًا من أجل اجتنابها.
نيويورك تايمز: الاختيار المزعج لترامب
الجنرال "مايكل فلين" من المرجح أن يشجع أسوأ النزعات لدى "ترامب" ويعمق شكوكه حيال المسلمين.
من بين كل المشاهد المزعجة فى الحملة الرئاسية الأمريكية، يتجلى للعيان خطاب المؤتمر الجمهورى الذى أدلى به الجنرال المتقاعد" مايكل فلين"، ففى سياق هذا الخطاب المحموم الذى أعرب من خلاله عن أسفه بشأن تراجع النزعة الاستثنائية الأمريكية وهاجم المرشحة الديمقراطية( هيلارى كلينتون)، شارك الجنرال( فلين) الجموع فى هتافاتهم" احبسوها".
وقد كان مثيرًا للسخرية إلا أنه لم يكن مثارًا للدهشة العارمة بالنسبة لشخص مخضرم من الاستخبارات العسكرية اشُتهر بحدته وتهوره وسوء حكمه على الأمور، وينبغى على الأمريكيين من جميع الخلفيات السياسية الانتباه إلى أن الجنرال" فلين" سوف يصبح مستشار الأمن القومى للرئيس المنتخب" دونالد ترامب" ومن المرجح أنه -فى ظل سجله المعروف- سوف يشجع أسوأ النزعات لدى "ترامب" ويعمق الشكوك حيال المسلمين ويثير صراعات جراء عمله الاستشارى الدولى.
وقد ازداد مستشار الأمن القومى نفوذًا وقوة خلال الأعوام الأخيرة حيث عززت إدارتا" بوش" و"أوباما" هذا المنصب بسلطة كبرى فيما يتعلق بأمور، من بينها العمليات العسكرية والانتشار النووى والدبلوماسية والمساعدات الأجنبية والتعامل مع الأوبئة العالمية.
وقد لعب الجنرال" فلين" أدوارًا محورية فى الحملات العسكرية بالعراق وأفغانستان، وبينما استفاد من مهاراته جيدًا فى تلك الأوضاع، إلا أنه عندما وقع عليه الاختيار لرئاسة وكالة الاستخبارات الدفاعية، سرعان ما اتضحت نزعته المثالية وما لديه من أوجه قصور كمدير ومفكر استراتيجى، وباتت جلية بشكل صارخ.
ولم يرحل الجنرال" فلين" فى هدوء بعد فصله من جانب إدارة" أوباما" عام 2014. فمنذ ذلك الحين نسج لنفسه خطابًا يخدم مصالحه الذاتية، حيث أكد أنه قد تم فصله من منصبه لما أثاره من مخاوف بشأن التهديد الذى تمثله الجماعات الإسلامية المتطرفة والتى يدفع بأن إدارة" أوباما" تتهاون معها".
ولقد كان لاذعًا بشكل مفرط وغير عادى فى وصفه للإسلام. ففى شهر فبراير نشر فيديو عبر موقع" تويتر"، حذّر فيه من التهديد الذى يشكله الإسلام، حيث كان يحمل عنوان:" الخوف من المسلمين منطقى."
وما يروج له الجنرال( فلين) من مخاوف" لا يسفر إلا عن خدمة الخطاب الذى يردده تنظيم القاعدة من أن هناك صراع حضارات، حيث صرح النائب( أدم شيف)، العضو البارز فى لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، قائلاً:" إن ما أعرب عنه خطير وضار بالنسبة لنا".
وخلال الشهور الأخيرة، وحتى بينما كان يسدى المشورة "لترامب"، فقد اضطلع بعمل استشارى مثير للجدل، حيث تضمن الإدلاء بخطاب فى منتدى استضافته المحطة الإذاعية الرسمية( روسيا اليوم). كما أنه يدير شركة استشارية كانت قد مارست ضغوطًا لصالح شركة ذات علاقات بالرئيس التركى المستبد.
الجارديان: المعارضة السورية تتقهقر بينما يفر الآلاف من حلب
يقول وينتور كاتب المقال إن هناك دلائل على أن فصائل المعارضة المسلحة في شرق مدينة حلب شمالي سوريا قد بدأت في التفكك وفقدان السيطرة في الوقت الذي بدأ فيه آلاف المدنيين النزوح من المناطق التي تسيطر عليها إلى مناطق سيطرة القوات السورية والقوات المتعاونة معها.
ويضيف وينتور أن القصف الجوي المستمر الذي يشنه الجيش السوري والقوات الروسية أدى إلى نقص الطعام والإمدادات وهي من بين العوامل التي ساهمت في الوصول إلى هذا الموقف.
وينقل وينتور عن المرصد السوري لحقوق الإنسان تأكيداته ان عدد الفارين من المناطق الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة بلغ نحو 3 آلاف شخص خلال يوم واحد فقط نتيجة تقدم القوات السورية والقوات المعاونة لها في هذه المناطق.
ويوضح وينتور أن التقدم السريع للقوات السورية أصبح يهدد بكسر صفوف الفصائل المعارضة إلى جبهتين منفصلتين في المنطقة.
ويعتبر وينتور أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى للسيطرة على حلب قبل تولي الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب في يناير ثاني المقبل والاستفادة من الفراغ السياسي الحالي في الولايات المتحدة الامريكية ورفض الرئيس أوباما التورط في الساحة السورية.
ويضيف وينتور أن ترامب يعين مستشارين للأمن القومي يفضلون التعاون مع روسيا على الساحة السورية للحفاظ على وضع الرئيس بشار الاسد والتركيز مقابل ذلك على التخلص من تنظيم الدولة الإسلامية.
ويؤكد وينتور أن التطورات السياسية في فرنسا وانتخاب اليميني المتشدد فرانسوا فيلون كمرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة يعزز من سياسة موسكو أيضا حيث عبر الرجل عن رغبته في التعاون مع روسيا في مختلف المجالات بما فيها تقليل العقوبات الاقتصادية ضدها.