موسكو تواصل مساعيها لحل الأزمة السورية..ودمشق تجدد اتهامها لقطر بتأجيج الصراع
الإثنين 28/نوفمبر/2016 - 07:01 م
طباعة


المعارضة المسلحة تؤجج الصراع
تواصل موسكو محاولات تهدئة الصراع السوري فى ضوء تسليح المعارضة المسلحة من قبل قطر ودول الخليج، وهو ما أزعج النظام السوري، واتهم دولا وأنظمة بتأجيج الأزمة وعدم الوصول إلى نهاية لها، مع استمرار معاناة المدنيين وفشل القوى الغربية فى توصيل المساعدات الانسانية للقري المحاصرة.
من جانبها قللت الخارجية السورية من أهمية تصريحات الدوحة حول نيتها مواصلة تسليح المعارضة السورية حتى في حال أوقف الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الدعم الأمريكي لها، ووصفت دمشق التصريح بهذا الشأن الصادر عن وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني السبت الماضي، بأنه ليس سوى "جرعة لرفع معنويات المجموعات الإرهابية أمام الهزائم والانهيارات".
شددت الخارجية السورية على انه فى خطوة جديدة يفضح أزلام مشيخة دويلة قطر علاقتهم العضوية بالعصابات الإرهابية المسلحة في سوريا من خلال تقديم كافة أشكال الدعم العسكري والمالي والسياسي لهذه العصابات الأمر الذي جعل من النظام القطري أحد خزانات التطرف والإرهاب والفكر التكفيري، أما الحديث عن الاستمرار في تزويد الإرهابيين في سوريا بالأسلحة رغم بوادر التغيير في المواقف الدولية إزاء الإرهاب في سوريا فهو ليس سوى جرعة لرفع معنويات المجموعات الإرهابية أمام الهزائم والانهيارات المتلاحقة التي تمنى بها يوميا على يد بواسل الجيش العربي السوري".
أكدت الوزارة أن "الإرهاب في سوريا إلى زوال وعلى المجتمع الدولي مسؤولية تأديب الدول الراعية للإرهاب"، معتبرة أن "رعاة الإرهاب سيدفعون ثمن سياساتهم التخريبية عاجلا وليس آجلا".

استمرار الصراع السوري
كانت وكالة "رويترز" نقلت عن وزير الخارجية القطري قوله في مقابلة صحفية في معرض تعليقه على مستقبل مساعدات الدوحة للمعارضة السورية: "هذا الدعم سيستمر، ونحن لن نوقفه، وهذا لا يعني أنه إذا ما سقطت حلب فإننا سنتخلى عن مطالب الشعب السوري". وتابع قائلا: "قطر لن تذهب بمفردها وتقدم للمعارضة صواريخ تحمل على الكتف، للدفاع عن نفسها ضد الطائرات الحربية السورية والروسية".
من ناحية اخري كشف الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحدث مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي تقدم الجيش السوري في شرق مدينة حلب، وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف "جرى خلال الاجتماع بحث موضوع تقدم الجيش السوري في شرق حلب وتحرير العديد من أحياء المدينة من الإرهابيين".، كما أشار بيسكوف إلى أن اجتماع مجلس الأمن تناول كذلك عددا من المسائل المتعلقة بحضور الإعلام الروسي في العالم، إضافة إلى إعداد الرسالة التي سيوجهها الرئيس إلى الجمعية في 1 ديسمبر.
شارك في الاجتماع رئيس الوزراء دميتري مدفيديف ومدير الديوان الرئاسي أنطون فاينو وأمين مجلس الأمن نيكولاي باتروشيف ووزراء الداخلية فلاديمير كولوكولتسيف والخارجية سيرجي لافروف والدفاع سيرجي شويجو ومدير مصلحة الأمن الفدرالي ألكسندر بورتنيكوف ورئيس الاستخبارات الخارجية سيرجي ناريشكين ومفوض الرئيس لشؤون البيئة والنقل سيرغي إيفانوف.
وفى سياق متصل دعت وزارة الخارجية البريطانية إلى وقف إطلاق النار بشكل عاجل في حلب حيث تتواصل المعارك بين الجيش السوري ومسلحي المعارضة.

المساعدات الانسانية فى انتظار توصيلها للمدنيين
جاء ذلك في تصريح لوزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون قال فيه:" أدعو كل من يملك التأثير على النظام السوري وخاصة روسيا وإيران إلى استخدام كل ما في وسعهم من أجل وقف العنف في شرق حلب وضمان تنفيذ الخطة الإنسانية للأمم المتحدة، موضحا ان استمرار المواجهات يهدد بوقوع كارثة إنسانية، وضرورة وقف النار في حلب فورا ويجب السماح بدخول قوى إنسانية مستقلة لضمان خروج المدنيين العزل من تحت النيران".
من جانبها رصدت صحيفة "فزغجلياد" أن الخارجية الأمريكية لا تتخلى عن محاولاتها للتوصل إلى اتفاقية مع روسيا يُفك الطوق بموجبها عن حلب، والتأكيد على خشية الإدارة الأمريكية الحالية أن تترك إدارة ترامب المقبلة ما يسمى "المعارضة المعتدلة" تحت رحمة الأقدار، غير أن الوقت على وشك النفاد، ولم يعد كما كان يبدو سابقا: ففي يومي العطلة الأسبوعية الفائتة تمكن الجيش السوري من تحقيق الكثير – فقد شُق "المرجل" الحلبي إلى نصفين، وأخذت جبهة المسلحين تتداعى بالمعنى الحرفي للكلمة.
وتمت الاشارة إلى أن الخطة، التي تفترض تقطيع الجزء الشرقي من المدينة وتقسيمه إلى عدة "مراجل" أثبتت فاعليتها ليس فقط من الناحية العسكرية، بل ومن الناحية النفسية. فالمسلحون، خوفا من وقوعهم في "مرجل" جديد أشد ضيقا في الجزء الشمالي-الشرقي، كانوا ينسحبون من هناك بشكل جماعي، وهكذا، تركت جماعة "فتح حلب" حي الحيدرية وتستمر بالانسحاب من حي بستان الباشا الذي أعلنت سابقا أنها ستقاتل فيه حتى آخر طلقة. كما أحكمت القوات السورية سيطرتها على الجزء الأكبر من حي بهاء الدين، وحررت حي مصنع الجندول وحي عين التل.
تمت الاشارة إلى انهيار جبهة قتال "المجاهدين" بعد الهجوم الخاطف الذي شنته القوات السورية والتي تضم "رجال النمر" والحرس الجمهوري و"صقور الصحراء" على حي هنانو، بعد سيطرتهم على جبل بدرو وحي أرض الحمرا. وخلال يومين فقط اختزل "النمور" المسافة ما بين الجبهتين الغربية والشرقية إلى كيلومتر واحد. أما الآن، ومن أجل "تقطيع" أوصال "الجهاديين" لم يبق أمام الجيش، فقط سوى الدخول إلى هذا الكيلومتر في حي الصاخور. وقد أثار ذلك هلعا بين المسلحين وجزء من السكان المحليين. ولأول مرة منذ بدء فتح المعابر الانسانية نستطيع الآن، التحدث بثقة عن خروج جماعي للمدنيين من حلب الشرقية على الرغم من استمرار المسلحين في عمليات العرقلة ووضع الألغام على الطرق المؤدية إلى المعابر، كما بدأ الوضع يشهد عمليات استسلام وتحديدا من قبل جماعة "فتح حلب". في حين أن جماعة "جيش الفتح" لا تزال تتمسك بحي الصاخور، من أجل تغطية الانسحاب العشوائي للمسلحين، من منطقة الشمال-الشرقي إلى الجنوب من المدينة. والآن تشن القوات الحكومية هجومها من اتجاهين: أحدهما من حي هنانو، والآخر من حي سليمان الحلبي. وكل البنايات التي تمتد في مسافة الكيلومتر الواحد تقع تحت سيطرة نيران القوات الحكومية. وهناك تخوف من احتمال أن ينتهي الامر بمجزرة، فيما لو استمر هروب المسلحين العشوائي نحو الجنوب جارين خلفهم أجزاء من السكان المدنيين الموالين لهم.
من جهة أخرى، مددت دمشق إلى عدة أسابيع أخرى فترة العفو عن المسلحين. وخلال الساعات الـ 48 ساعة الماضية، استسلم للجيش قرابة 50 مسلحا من جماعة "فتح حلب"، ويبدو أن هذه هي البداية فقط، وعلى مقطع آخر من جبهات القتال في محيط دمشق، أذعن المسلحون لإنذار الحكومة السورية في خان الشيح، وسلموا للجيش الأسلحة الثقيلة كافة وأطلقوا سراح الرهائن وجرى ترحيل الإرهابيين إلى محافظة إدلب. ومن الممكن القول إن مقاومة المسلحين الذين كانوا محاصرين في جيوب متقطعة حول العاصمة دمشق انتهت في الواقع الفعلي.
نوهت الصحيفة إلى أن القوة الجو-فضائية الروسية، فتابعت مع الطيران الحربي السوري عمليات القصف الجوي لمواقع "الجهاديين" في محاور القتال الأساسية. وتحديدا ساند الطيران الحربي الروسي هجوم القوات الحكومية في حي هنانو، وتأمين نجاح الهجوم على الأرض. ولعب دورا كبيرا تلقي الجيش السوري تعزيزات كبيرة يوم الجمعة الماضي حيث وصل إلى جبهة القتال وحدة دعم عسكري قوامها ألف جندي، ما أفسح المجال لعدم التخفيف من سرعة الاندفاع باتجاه تركيا، والآن اصبحت القوات الحكومية والكرد على بعد 8 كم من مدينة الباب، وعاجلا أم آجلا يجب ان يصطدما مع القوات التركية التي تتحرك من الشمال لمواجهتهم، وبلغت وتيرة سرعة الهجوم في شرقي حلب، ذلك الحد، الذي حرم معه "الجهاديين" من أي مقدرة على اتخاذ خطوات مضادة.
فى حين بدأت الحكومة في دمشق حشد الإمكانيات، وإعداد القوى الخاصة من أجل إعادة بناء مدينة حلب.