بعد 42 يوماً من المعارك.. القوات العراقية تحرر 10% من مدينة الموصل و50% من محافظة نينوي

الثلاثاء 29/نوفمبر/2016 - 12:38 م
طباعة بعد 42 يوماً من المعارك..
 
 على الرغم من مرور 42 يوماً على المعارك المتواصلة بين القوات العراقية والحشد الشعبي والقوات الكردية، تحت مظلة جوية من التحالف الدول بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية من جهة وتنظيم داعش الدموى من جهة أخرى- إلا أنه لم يتم تحرير سوى 10% فقط من مدينة الموصل و50% من محافظة نينوي بالكامل، وذلك بعد أن أعلنت القوات العراقية السيطرة الكاملة على منطقة سهل نينوي جنوب الموصل. 
بعد 42 يوماً من المعارك..
هذا ما أكد عليه  قائد قيادة عمليات ‹قادمون يا نينوي› الفريق الركن عبد الأمير يارالله قائلًا: "القوات الأمنية تمكنت، من تحرير مناطق سهل نينوي جنوب الموصل بالكامل، وإن القوات الأمنية مستمرة بالعمليات حتى تطهير جميع مناطق المحافظة"، كما أكد القائد في الجيش العراقي اللواء سامي العارضي أن تنظيم ‹داعش› دفع بأكثر من 200 سيارة مفخخة، وهو رقم قريب من الذي أعلنه التنظيم في إحصائيات سابقة، منذ بدء معركة الموصل في 17 من شهر أكتوبر 2016م، وأن القوات العراقية لم تواجه مثل تلك الأعداد من المفخخات في كل المعارك التي خاضتها مع تنظيم ‹داعش› في العراق.
من جانبه بث تنظيم ‹داعش› الدموي صوراً ملتقطة من الجو لعملية ‹انتحارية› ضد الجيش العراقي بالقرب من بلدة حمام العليل جنوب الموصل وقال المكتب الإعلامي لـ ‹ولاية دجلة› التابع للتنظيم، أنها عملية استشهادية لأبي شام العراقي على تجمع للحشد الرافضي قرب قرية (المصايد) شمال غرب بلدة حمام العليل " وهو ما أعتبره رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي امراً محتملاً قائلا " إن خسائر الجيش في معركة استعادة السيطرة على مدينة الموصل الواقعة شمالي البلاد من أيدي تنظيم الدولة الإسلامية محتملة ولكن التنظيم ينهار، وإن تحرير مساحة كبيرة من الأراضي خلال الأسابيع الستة الماضية يظهر أن مسلحيه ليس لديهم حافز للقتال كما كانوا من قبل ولم يعد لديهم شجاعة كافية لمواصلة القتال في الموصل على مدى طويل، بالرغم من استخدامهم للسيارات الملغومة التي قتلت وأصابت جنودا عراقيين ومدنيين، في القتال الذي يعتقد باستمراره حتى العام القادم أن الموصل الآن محاصرة بالكامل، وأن سرعة تأمين المنطقة فاقت توقعاته وان إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب الجديدة من المتوقع أن تقدم مزيدا من الدعم اللوجيستي للعراق في حربه على الإرهاب وانه ملتزم بشأن استعادة السيطرة على مدينة الموصل هذا العام، بالرغم من التقدم البطيء على الأرض.
بعد 42 يوماً من المعارك..
لكن قادة القوات العراقية في شرق مدينة الموصل قالوا: إن مقاومة مسلحي التنظيم أشرس مما عرفوه عنهم وانهم يستخدمون المئات من السيارات المفخخة، والشاحنات المتفجرة، التي يؤدي حجمها الكبير أحيانًا إلى وقف الدبابات وهو السمة الأهم في عمليات معركة الموصل على مدار يومي الأحد والاثنين 27-28 -11-2016م؛ حيث كان النشاط الهجومي الملحوظ لعناصر داعش بشكل عام، والتي شملت شرقاً حيي الشيماء والمحاربين وشمالاً مناطق على أطراف بعويزة وغرباً حول قرية خرايب جحاش وجنوباً باتجاه قرية المصايد كان الهجمات باتجاه قريتي المصايد وخرايب جحاش على شكل هجمات مضادة حققت في الساعات الأولى بعض النجاحات لكن تمت إبادة القوات المهاجمة، وبات واضحاً أن تنظيم داعش قد أستنزف المخزونات المتوفرة لديه من الصواريخ المضادة للدروع ولم تعد صواريخ الغراد المتوفرة لديه فعالة نظراً لسوء تخزينها والذي ظهر واضحا في ما تم مصادرته من صواريخ في الجبهة الجنوبية أو في انعدام تأثير ما تم إطلاقه منها خلال معارك الجبهة الغربية.
 فيما كشف عبد الرزاق الحمداوي، العميد في قوات الرد السريع التي تتبع وزارة الداخلية العراقية عن أن تنظيم "داعش" الإرهابي بات يلجأ لاستخدام الزوارق بغرض التنقل بين جانبي مدينة الموصل الغربي والشرقي، بعد استهداف 4 جسور من أصل 5 بالمدينة كانت تستخدم في التنقل، وأن التنظيم يعتمد الآن على 13 زورقاً نهرياً في نقل الأسلحة والذخيرة والمواد المتفجرة إلى عناصره الذين يقاتلون في جانب الموصل الشرقي وأن عمليات تنقل داعش بالزوارق تتم في أوقات ذروة تواجد السكان في المناطق القريبة من ضفاف نهر دجلة لغرض التمويه ومنع استهدافه من قبل طيران التحالف الدولي وأنه جرى تزويد قيادة التحالف والقوة الجوية العراقية بهذه المعلومات من أجل رصد حركة التنظيم النهرية ومعالجتها على الفور، وأن لجوء التنظيم إلى هذه الأساليب أمر متوقع ولن يدوم طويلاً".
بعد 42 يوماً من المعارك..
 وعلى جبهات القتال الأربع حول الموصل لم يختلف الأمر؛ حيث اتسمت بالنشاط المكثف فعلى الجبهة الغربية سيطرت قوات الحشد الشعبي مدعومة بألوية من الفرقة السادسة عشر مشاه والفرقة التاسعة المدرعة على المزيد من القرى في المحور الجنوبي الغربي للجبهة، القرى المحررة هي "البينونة – العجبوري – تل سمير الكبير – فطسه - مفلكة الشمالية – سيطه – تل أم جدعان – المليحة – تل فارس"، كما تقدمت القوات خلال اليوم الثاني باتجاه قرية السلام التي يتوقع السيطرة عليها قريباً.
 وعلى الجبهة الجنوبية: سيطرت قوات الشرطة الاتحادية على قرية أم المصائد ومفرق الطرق المجاور لها شمال غرب حمام العليل، ونفذت القوات قصفاً مركزاً لمواقع داعش في قرية البوسيف وفي الجبهة الشرقية: أستمر تقدم قوات الفرقة التاسعة المدرعة بمعاونة اللواء الثالث التابع للفرقة الأولى في هذه الجبهة باتجاهين الأول جنوبي وسيطرت فيه على قرية "جاليخان" ومصنع الإسفلت المجاور لها لتقترب حثيثاً من الأحياء الجنوبية لمركز الموصل وتحقق التأمين لطريق الكوير – الموصل. الاتجاه الثاني كان في المحور الجنوبي الشرقي لمركز الموصل و في الجبهة الشرقية استمرت الفرقة التاسعة المدرعة بمعاونة اللواء الثالث التابع للفرقة الأولى في المحور الجنوبي الشرقي لمركز الموصل في التقدم في أحياء الوحدة وفلسطين والميثاق وسومر ودوميز، تحافظ القوات على خط السيطرة في أحياء المعلمين والشيماء والسلام والانتصار وجديدة المفتي ويونس السبعاوي.
بعد 42 يوماً من المعارك..
 وفي المحورين الشرقي والشمالي الشرقي لمركز الموصل تمكنت قوات مكافحة الإرهاب من إتمام تطهير شقق الخضراء وشقق الكرامة وحي الأمن بجانب استمرار عمليات تطهير أحياء القادسية الأولى والقاهرة والإخاء والبكر وعدن والزهور والمصارف، ما زالت القوات محافظة على خطّ السيطرة في 21 حي منها القدس والكرامة والأوروبجي والزهراء والولاء والعلماء والمحاربين والملايين 3 والذهبي والسماح 1 و2 والتحرير.
 كما كان لسلاح الجو العراقي في هذين اليومين نشاط ملحوظ، في الجبهة الجنوبية شاركت المروحيات في التصدي للهجوم المضاد على قرية المصايد والهجمات بالسيارات المفخخة في محيط قرية العذبه، وقصفت مواقع في الجبهة الغربية منها قرية تل زلط ونفذت مقاتلات اف 16 غارات على قضاء تلعفر استهدفت مواقع تابعة لداعش، وتزامن هذا النشاط مع غارات لمقاتلات التحالف الدولي على مركز الموصل وعلى قرى تقع جنوب شرق المركز منها قرية "الشميسات".
بعد 42 يوماً من المعارك..
مما سبق نستطيع التأكيد على أنه بالرغم من مرور 42 يوماً على المعارك المتواصلة بين القوات العراقية والحشد الشعبي والقوات الكردية تحت مظلة جوية من التحالف الدول بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية من جهة وتنظيم داعش الدموي من جهة أخرى- إلا أنه لم يتم تحرير سوى 10% فقط من مدينة الموصل و50% من محافظة نينوي بالكامل، وهو ما يؤكد أن المعركة شرسة وسوف تستمر لوقت أطول. 

شارك