كوريا الشمالية.. أخطر دولة تمارس الاضطهاد ضد الأقليات المسيحية

الثلاثاء 29/نوفمبر/2016 - 02:24 م
طباعة كوريا الشمالية..
 
هناك دائمًا حالة اهتمام وترقب ومتابعة ورصد للأقليات المسيحية في الشرق الأوسط، ومن حين لآخر تصدر بيانات ونشرات وتقام مؤتمرات لمناقشة أوضاعهم المزرية، وفي نفس الوقت لا نجد اهتمامًا يقابل هذا الاهتمام بالأقليات المسيحية في دول أخرى مثل كوريا الشمالية التي يظهرالاهتمام بها على استحياء، ومؤخرًا قالت جمعية "بورت أوفرت فرانس"  (Portes Ouvertes France) ومقرها فرنسا على لسان مديرها ميشال فارتون، خلال مؤتمر صحافي: إن الاضطهاد المقصود به لا يقتصر على أعمال العنف فقط، بل يشمل أيضًا "الضغوط والممنوعات والتمييز على أساس ديني".
وللسنة الـ14على التوالي، بقيت كوريا الشمالية الأكثر خطورة على وجود المسيحيين فيها. وتقول وكالة زينيت الكاثوليكية بإيطاليا: لا شكّ في أنّ النظام الكوري الشمالي هو الأكثر انغلاقًا في العالم. 
وبالرغم من كلّ ذلك، وبفضل صور الأقمار الصناعية والمعلومات الواردة عن المنظمات غير الحكومية يمكننا أن نستشفّ معلومات دقيقة نوعًا ما حول ما يحصل داخل حدود كوريا الشمالية. وقد تمّ التعرّف على معسكر اعتقال على بعد 72 كيلومترًا من شمالي عاصمة بيونغيانغ بحسب ما كشفت عنه منظمة الأبواب المفتوحة التابعة وهي منظمة غير حكومية هدفها الدفاع عن المسيحيين المضطهدين.
إنّ المساجين الموجودين في المخيّم المعروف بشوما بونغ يعملون في الحقول المجاورة والمناجم القريبة. لا شك في أنه يوجد مسيحيين من بينهم وهم من بين الأهداف الرئيسة لكيم جونغ. ومنذ نشأة النظام الشيوعي في كوريا الشمالية عام 1949 مع وصول كيم ايل سونغ إلى سدة الرئاسة، جدّ الزعيم الحالي، ألغيت حرية الدين والضمير مما أجبر المسيحيين على الاختباء.
يُقدَّر عدد المسيحيين في هذه البلاد بين 300 وو400 ألف، من 50 إلى 70 ألف منهم هم بين صفوف المساجين. تذكّر منظمة الأبواب المفتوحة للمنظمات غير الحكومية في شمالي كوريا بأنّ الحيازة على الكتاب المقدس هو أمر غير شرعي. وإن كان يوجد أي كنيسة رسمية فهي تصلح للمعالم السياحية إذا ما أتى سياح لزيارة البلاد تحت رقابة مشددة.

نظام شمالي كوريا يخاف المسيحية

نظام شمالي كوريا
إنّ السلطات الكورية الشمالية قد أقامت عبادة شبه إلهية حول مؤسسها كيم إيل سونج؛ لذا فإنّ عبادة أي إله آخر هو ممنوع ويدخل في صراع جوهري مع الإيديولوجية الرسمية. إنّ إيمان المسيحيين بإله واحد ينافي النظام مما يجعلهم عاجزين عن عبادة كيم إيل سونغ واصفين إياهم بأنهم أعداء للدولة.
وقد تم إعدام 80 شخصًا في الثالث من نوفمبر 2013 في كوريا الشمالية؛
حيث أمر رئيس كوريا الشمالية "كيم جونغ أون" بإعدام 80 شخصًا في الثالث من الشهر الجاري، بحسب أنباء كوريا اليومية. وهذا أول إعدام يقوم به الرئيس بعد توليه الحكم بعد موت أبيه.
وقد ألقت الشرطة الكورية الشمالية القبض على المتهمين في سبع مدن مختلفة. الأشخاص الذين شاهدوا أشرطة فيديو كورية جنوبية "إباحية" أو الذين امتلكوا أناجيل مقدسة، أُعدموا. وقد تم تنفيذ حكم الإعدام في عدة مدن مختلفة، تقريبًا 10 في كل مدينة بحسب الإعلام الكوري.
وقال مصدر إعلامي إنه تم تقييد ثمانية أشخاص وتغطية رءوسهم بأكياس بيضاء في الاستاد المحلي في مدينة ووسان، وبعد أن جمعت الحكومة 10 آلاف شخص من رجال ونساء وأطفال في الاستاد الذي يتسع لـ 30 ألف شخص لمشاهدة عملية الإعدام، أطلقوا النيران عليهم من مدفع رشاش حتى أصبح من الصعب التعرف على الجثث.
وتتعامل الحكومة الكورية الشمالية بيد من حديد مع كل من يتعاطف مع كوريا الجنوبية أو حكومتها ذات النمط الغربي، أو يتورط في الدعارة أو يُضبط وفي حوزته كتاب مقدس (الإنجيل).
وتشكّل كوريا الجنوبية مصدر رُعب حقيقي لجارتها الشمالية؛ لأن الكثير من سكان كوريا الجنوبية مسيحيين وتحتوي على أكبر كنيسة في العالم؛ حيث تضم الكنيسة الت يرعاها القس الشهير "يونغي تشو" أكثر من 1,000,000 عضو بحسب ويكيبيديا، الأمر الذي يشكل مصدر رعب فوري للرئيس الكوري الشمالي "كيم جونغ أون".
مع هذا العدد الكبير من المسيحيين في الجارة الجنوبية والعمل التبشيري بين سكانها بحُريّة، أصبحت كوريا الجنوبية والكتاب المقدس مصدر تهديد ورعب للدكتاتور الشيوعي المتعقّد من المسيحية.
وتُحظر بصرامة حيازة أشرطة الفيديو المسيحية والكتاب المقدس في كوريا الشمالية، التي تدعوها في كثير من الأحيان بالـ "إباحية".
ومن المحزن أن تقوم الحكومة الدكتاتورية بإعدام أشخاص مهما كان عددهم بسبب جرائم تافهة، بل والمقلق أن يقوم هذا الدكتاتور بجمع 10 آلاف شخص في الاستاد المحلي لاجبارهم على مشاهدة عملية الإعدام.

شارك