أنقرة والدوحة يصران على إسقاط الأسد.. والبنتاجون يعترف بضرب مواقع للجيش السوري

الثلاثاء 29/نوفمبر/2016 - 07:45 م
طباعة أنقرة والدوحة يصران
 
تتواصل محاولات الكشف عن الدول التى تقوم بتأجيج الصراع السوري، فبعد اعتراف قطر بدعمها للمعارضة السورية، أكدت أنقرة دعمها لبعض الفصائل والتدخل فى سوريا لاسقاط نظام الأسد، فى الوقت الذى اعترفت فيه وزارة الدفاع الأمريكية باستهداف مواقع للجيش السوري بالخطأ فى سبتمبر الماضي.  

أنقرة والدوحة يصران
من جانبه أعلن البنتاجون عن نتائج تحقيقاته في الغارات التي شنها التحالف الدولي في سبتمبر الماضي على مواقع الجيش السوري في دير الزور، مؤكدا أن بعض تفاصيل التحقيق ستبقى سرية، والاشارة إلى أن الغارة كانت ناجمة عن خطأ بشري، مصرا على أن الضربات الجوية توقفت فور تلقي اتصال من الجانب الروسي الذي أبلغ العسكريين الأمريكيين بوقوع الخطأ.
وصرح اللواء ريتشارد كاو الذي يترأس التحقيقات"كان ذلك مؤسفا ونجم عن خطأ بشري".، ومن قام بالقصف العسكريين من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، كانوا واثقين من أن القصف الذي استمر لأكثر من ساعة يوم الـ17 سبتمبر الماضي، كان يستهدف مواقع إرهابيين، والتأكيد على أن التحالف الدولي أبلغ روسيا مسبقا بنيته توجيه الغارة في دير الزور، حيث يحارب الجيش السوري تنظيم "داعش الإرهابي، لكنه أخطأ لدى تقديم إحداثيات المواقع التي كان يعتزم استهدافها، وقدم إحداثيات موقع آخر يبعد 9 كيلومترات جنوبي مدينة دير الزور، فيما تقع النقطة التي ركزت عليها الضربات الجوية المتكررة في اتجاه مختلف.
شدد على أن التقرير التي أعدته اللجنة المعنية بالتحقيق، سيبقى سرية. وتابع أن التحقيقات استغرقت 6 أسابيع، إذ قدم قرابة 70 شخصا شهاداتهم حول الحادث، ولم يشر كاو إلى إمكانية ملاحقة أي من العسكريين الذين كان له دور في توجيه الضربات. قائلا: "يمكنني أن أقول إن جميع الأشخاص الذين تحدثنا معهم، يبذلون كل ما بوسعهم من أجل القضاء على داعش".
كانت موسكو قد أشارت إلى أن واشنطن هي التي تتحمل مسؤولية انهيار الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في سوريا يوم الـ 12 سبتمبر الماضي وفق الاتفاق الروسي الأمريكي، باعتبار التحالف الدولي بقيادة أمريكا، أول من خرق نظام وقف إطلاق النار بغاراته التي قتلت أكثر من 80 عسكريا سوريا،  بينما كان الجيش السوري يمتنع عن الرد على قصف المعارضة المسلحة.
على الجانب الآخر وفى ظل استمرار اعتراف بعض الدول بدعمها للمعارضة السورية المسلحة، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الجيش التركي بدأ عملياته داخل الأراضي السورية من أجل إنهاء حكم الرئيس السوري بشار الأسد، وقال أردوغان "حسب تقييماتي، لقي قرابة مليون شخص حتفهم في سوريا. ومازال الناس يموتون، بينهم أطفال ونساء ورجال. أين الأمم المتحدة؟ ماذا تفعل؟ هل هي في العراق؟ لا! لقد دعونا إلى الصبر، لكننا لم نقدر على تحمل هذا الوضع في نهاية المطاف ودخلنا سوريا مع الجيش السوري الحر".
استدرك أردوغان قائلا: "لماذا دخلنا؟ لا نخطط للاستيلاء على الأرض السورية، بل المهمة هي إعطاء الأراضي لأصحابها الحقيقيين. وهذا يعني إننا هنا من أجل إحلال العدالة. دخلنا لكي نضع الحد لحكم الطاغية الأسد الذي يرهب السوريين بدولة الإرهاب. ولم يكن دخولنا لأي سبب آخر".
كان الجيش التركي قد بدأ عملية "درع الفرات" في شمال سوريا يوم 24 أغسطس الماضي، بالتعاون مع بعض الفصائل المنضوية تحت لواء "الجيش السوري الحر". وكان الهدف المعلن للعملية هو تطهير المناطق المحاذية للحدود التركية من أي وجود لتنظيم "داعش" الإرهابي، لكن القوات التركية والفصائل المدعومة من قبلها دخلت مرارا في المواجهة مع القوات الكردية التي تحارب في صفوف تحالف "قوات سوريا الديمقراطية". كما اتهمت أنقرة الطيران الحربي السوري بقتل 3 ضباط أتراك بقصف جوي على مواقع الجيش السوري قرب مدينة الباب السورية الحدودية الأسبوع الماضي.
وسبق أن أعلنت قطر دعمها لفصائل المعارضة السورية والاصرار على ارغام نظام الأسد على الرحيل، وهو ما أثار غضب دمشق.
أنقرة والدوحة يصران
يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلنت فيه الأمم المتحدة عن نقل مساعدات إنسانية إلى 4 مدن سورية محاصرة هي مضايا والزبداني في ريف دمشق، والفوعة وكفريا في ريف إدلب، لأول مرة منذ شهرين ، ضمن ما يسمى "اتفاق المدن الأربع".، وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لاركي، إن قوافل أممية نقلت المساعدات إلى المدن الأربع مساء الاثنين، لتكون هذه الشحنات الإنسانية هي الأولى التي يحصل عليها سكان تلك المدن منذ 25 سبتمبر الماضي.
أوضح لاركي أن العملية الإنسانية جاءت بعد إجراءات تنسيق معقدة بين موظفي الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري، إذ تكن عمال الإغاثة من إيصال شحنات من المواد الغذائية والمياه والمستلزمات الطبية لمساعدة ما يربو عن 60 ألف شخص، مشددا على أن عدد المحتاجين في الفوعة وكفريا يبلغ 20 ألف شخص، وفي مضايا والزبداني نحو 43.7 ألف شخص.
ومن المقرر أن تستكمل اليوم عملية خروج ماتبقى من المسلحين من بلدة خان الشيح جنوب غرب العاصمة السورية دمشق ،
ويري محللون أن هناك معلومات تشير إلى عودة المسلحين والسلطات السورية إلى العمل لتفعيل تسوية مدينة التل شمال غرب دمشق بعد تعثرها خلال الأيام الماضية بسبب عودة الاشتباكات المسلحة بين الجانبين، وبينما تحث عملية التسويات خطاها في محيط العاصمة تستمر الاشتباكات والعمليات العسكرية على جبهات القتال في حلب وإدلب وريفها شمال البلاد وفي ريفي حماة وحمص وسطها.
كانت عملية التسوية في خان الشيح قد بدأ تنفيذها عمليا يوم أمس حيث أقلت عشرات الحافلات الدفعة الأولى من المسلحين وتقدر بحوالي ألف مسلح مع عائلاتهم إلى مدينة إدلب شمال سوريا على أن تستكمل العملية اليوم بحيث يتم خروج بقية المسلحين وفق بنود التسوية المبرمة بينهم وبين السلطات السورية التي تنص على فتح الطرقات وتسليم السلاح الثقيل والمتوسط والخفيف، وقد وافق الجيش السوري على تسوية أوضاع من يريد تسوية أوضاعه من المسلحين وبقائهم في البلدة، أما الرافضون للتسوية والبالغ عددهم نحو 1700 عنصر فاختاروا الترحيل إلى إدلب على أن يتم تسليم كامل العتاد والسلاح والذخائر وتسليم المصانع العسكرية وخرائط الألغام والأنفاق.
تأتي هذه المصالحة بعدما أطبق الجيش السوري خلال شهرين ونصف على المدينة حيث تمت السيطرة بشكل كامل على مداخل ومنافذ المسلحين إلى خان الشيح، وبعد السيطرة على أحياء داخل المدينة وتضييق الخناق على المسلحين لمدة 20 يوماً في حي النَوَر وحي النهر والديرخبية والكتيبة الصاروخية بين زاكية وخان الشيح ، فضلاً عن عزل خان الشيح عن محيطها وقطع طرق إمداد المسلحين ، وبهذه التسوية يكون الجيش السوري وحلفاؤه  قد قطعوا خطوط امداد المسلحين بين درعا وريف دمشق.       
كذلك عادت مدينة التل شمال غرب دمشق الى واجهة الاهتمام حيث أفادت مصادر اعلامية بأنه تجري اليوم عمليات تسجيل الأسماء للراغبين من المسلحين  والمدنيين بالخروج من مدينة التل التي تشهد هدوءاً منذ يوم أمس بعد توقف الاشتباكات بين الفصائل المسلحة ووحدات من الجيش السوري في محاولة لتفعيل الاتفاق من جديد بعد التوصل إليه بين الطرفين، حيث ينص الاتفاق على تسليم الأسلحة فيما عدا الفردية منها، وخروج المسلحين  ومن يرغب بالخروج من مدينة التل الى ادلب ، وتسوية أوضاع من يتبقى  بمدة لا تتجاوز 6 أشهر، وفتح الطرق الواصلة بين مدينة التل وباقي المناطق السورية، وتشكيل جهاز أمني من أهالي المدينة يكون قائماً على حماية المدينة من الداخل، وعدم دخول السلطات السورية  إلى المدينة إلا في حال وجود أسلحة وبمرافقة اللجنة الأمنية الأهلية، ومن المنتظر أن يتم البدء خلال الساعات أو الأيام القادمة بتنفيذ بنود الاتفاق.
يُذكر أنّ منطقة التّل أكثر اكتظاظاً من خان الشيح سكّانيّاً، وذلك بعد حصول موجات نزوح إليها سابقاً من مناطق ساخنة في محيط دمشق، حيث غدت تؤوي أكثر من 600 ألف مدني.
أنقرة والدوحة يصران
وكشف محللون أن سلاح الجو في الجيش السوري كثف من الطلعات على تجمعات ومناطق انتشار التنظيمات المسلحة  وتحصيناتها في قرى كبانة ورويسة العالية وضهرة الدغلة وبعربايا وحلوز مؤكدا أن الطلعات الجوية أسفرت عن القضاء على العديد من المسلحين  وتدمير عربات وآليات لهم بعضها مزود برشاشات متوسطة وثقيلة، حيث تنتشر في الريف الشمالي الشرقي للاذقية تنظيمات مسلحة من بينها جبهة النصرة وما يسمى لواء أحرار الساحل ولواء السلطان عبد الحميد وحركة أحرار الشام، أما في ريف حمص فقد دمرت وحدات من الجيش مواقع  واليات لتنظيمي داعش وجبهة النصرة . 
وقالت مصادر أن وحدات من الجيش أوقعت العديد من القتلى والمصابين في صفوف إرهابيي تنظيم داعش ودمرت آلياتهم في تلة العواميد وشمال سد القريتين بالريف الجنوبي الشرقي، وأن وحدات من الجيش العاملة في ريف حمص الشمالي استهدفت تجمعات لعناصر تنظيم  جبهة النصرة في الغنطو وقرية السمعليل الواقعة على بعد نحو 18 كم شمال مدينة حمص، كما تنتشر في ريف حمص الشمالي تنظيمات مسلحة أغلبها تابع لتنظيم جبهة النصرة وحركة أحرار الشام.
كما نفذ الطيران الحربي السوري غارات على تجمعات وتحصينات التنظيمات المسلحة  المنضوية تحت مسمى جيش الفتح في مورك وعطشان والقنيطرات ومنطقة الأربعين وشمال صوران وشمال بلدتي معان وسكيك وتل ترعي في الريف الشمالي لحماة ، وكفرومة والتمانعة وخان شيخون وغربها بريف إدلب الجنوبي ، وأوضح مصدر عسكري  أن الغارات أسفرت عن تدمير مستودعات أسلحة وذخيرة ومقرات عربات مدرعة مزودة برشاشات  والقضاء على أعداد من المسلحين .

شارك