مع تكرار زياراته لموسكو.. هل تنجح مساعي "حفتر" في كسب الدعم الروسي؟

الأربعاء 30/نوفمبر/2016 - 03:16 م
طباعة مع تكرار زياراته
 
يبدو أن القائد العام للجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، بدأ يغازل روسيًّا، في الوقت الذي أبدت فيه الأخيرة استعدادها، للتدخل بجانب الجيش الليبي، في مواجهة التنظيم الإرهابي "داعش".
مع تكرار زياراته
وسبق أن ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها، أن حفتر نجح في فتح قنوات اتصال مع موسكو في الفترة الأخيرة لدعم قواته في حربها ضدّ الإرهاب وتثبيت دورها في المشهد الليبي الذي طغت عليه أخبار حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج وتحركات قواتها في سرت.
وقام المشير بزيارة العاصمة الروسية موسكو الأحد الماضي في زيارة رسميّـة، وذلك بعد زيارة في شهر يونيو الماضي لبحث الأزمة الليبية مع مسئولين روس.
وأثارت الزيارة، للمرة الثانية، عدة تساؤلات، حول الدور الروسي المتوقع في ليبيا؟ وماذا يريد حفتر من بوتين؟ وما إذا كان سيطلب حفتر مجددًا تزويده بالأسلحة، بعدما تم رفض ذلك خلال الزيارة الأولى في 27 يونيو الماضي.
والتقى حفتر في زيارته الأخيرة، كلا من وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، ووزير الخارجية سيرغي لافروف، لمناقشة الأوضاع الراهنة في ليبيا على الصعيدين العسكري والسياسي.
وفي 16 مايو 2014، أطلق القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر عملية عسكرية باسم الكرامة، ضد تنظيم أنصار الشريعة وجماعات متشددة أخرى، متهمًا تلك الجماعات بالوقوف وراء تردي الوضع الأمني في بنغازي والقيام بسلسلة اغتيالات.
ويؤكد مراقبون أن سلاح الجيش الليبي يأتي دومًا من روسيا، وأن الخبرات العسكرية لدى الجيش الليبي أتت على أيدي الخبراء الروس، إلى جانب موقف روسيا الإيجابي والداعم للحفاظ على مؤسسات الدولة الليبية وعدم التدخل في الشئون الداخلية.
وبحسب مراقبين، فإن حفتر يبحث عن دعم دولي لقواته المقاتلة في الشرق الليبي، وأن روسيا وجهة مفضلة لحفتر التي يرى أنها رببما تقوم بدور كبير في حسم الأمر في ليبيا، ورغم النفي من قبل الخارجية الروسية بوجود نية لتوريد أسلحة لقوات حفتر، إلا أن مقربون من الأخير صرحوا بأنه طلب رسميًّا تزويده بأسلحة حتى يحسم معاركه. 
في هذا الصدد أوضح حفتر، في مقابلة لإحدي الوكالات الروسية، فيما يخص مسألة طلب أسلحة من روسيا- أن موسكو ملتزمة بقرار الحظر، مشيرًا إلى أن المواقف الثابتة لروسيا حيال القضية الليبية كافية في هذه المرحلة.
وقال حفتر: "روسيا ملتزمة بقرار الحظر، ونحن والحمد لله لدينا مصدر مهم للسلاح وهو ما نغنمه من العدو أثناء المعارك، وبهذه المناسبة ننصح الذين يرسلون السلاح إلى الجماعات الإرهابية أن يرسلوا سلاحهم إلينا مباشرة لأنه في نهاية المطاف سيقع في أيدينا". 
وأضاف حفتر: "نحن لا نريد أن نحرج أصدقاءنا الروس في مسألة التسليح، تكفينا في هذه المرحلة المواقف الثابتة لروسيا تجاه القضية الليبية، ووقوفها إلى جانبنا في المحافل الدولية، وقد لمسنا خلال هذه الزيارة أن أصدقاءنا الروس يتابعون باهتمام بالغ انتصارات الجيش الليبي ضد الإرهاب، وحرصهم على أن تستقر الأوضاع". 
حفتر قال: "إن روسيا دولة عظمى وعضو دائم في مجلس الأمن، ومن هنا يمكن أن تلعب دورا هاما في منع أي قرارات من شأنها أن تضر بالجيش الليبي ومصالح الشعب الليبي، وبإمكانها أيضًا أن تؤثر في قرار رفع الحظر عن الجيش الليبي"، مضيفًا أن "روسيا لديها شركات عملاقة في مختلف المجالات ويمكن أن تسهم في عمليات إعادة الإعمار والاستثمار والاستكشافات النفطية، هذا كله يخدم الاقتصاد الليبي ويعزز العلاقة بين البلدين".
مع تكرار زياراته
 وأضاف حفتر، فيما يخص الاستعانة بمستشارين عسكريين روس، أن لدى القوات المسلحة الليبية خبرة كبيرة ومعظم الخبراء العسكريين الليبيين تلقوا التعليم في روسيا، ولم يستثن المشير أن يتم النظر في هذه المسألة مستقبلا بعد رفع حظر استيراد الأسلحة.
وقال: "لم نتطرق إلى موضوع المستشارين العسكريين باعتبار أن المقاتلين في القوات المسلحة العربية الليبية لهم خبرة كبيرة في التعامل مع ما لديهم من أسلحة، ويحسنون استخدامها بكفاءة عالية، وكما تعلمون أن معظم خبرائنا العسكريين قد تلقوا تعليمهم في روسيا". 
وأضاف حفتر: "لكن في مراحل متقدمة عندما يتم رفع الحظر ويتم استيراد أسلحة حديثة سننظر في مدى حاجتنا إلى خبراء أسلحة روس لتأهيل مستخدميها من قواتنا المسلحة.
 أما المستشارون في الخطط العسكرية والعمليات القتالية فنحن لدينا فائض من الخبراء العسكريين الذين اكتسبوا من خلال معارك الجيش الليبي ضد الإرهاب خبرات لا تتوفر حتى في الدول العظمى، وفق تصريحاته.
من جانبه، قال الضابط في رئاسة الأركان الليبية بطرابلس، العقيد عادل عبد الكافي: إن "هدف حفتر من زيارة روسيا هو إدخالها على خط الصراع داخل ليبيا، فالآن الولايات المتحدة الأمريكية تساعد بشكل عسكري في عمليات سرت، وهو يريد إشراك موسكو لإحداث توازن عسكري، مضيفًا: "أما بالنسبة لروسيا، فهي تريد أن يكون لها حصة من الكعكة الليبية، وطمعا في الوعود التي يعطيها حفتر لفرنسا وروسيا بأن يكون لهما قواعد عسكرية داخل ليبيا في ظل التحالف الروسي- الفرنسي غير المعلن، وأمام التمدد الصيني الهندي في إفريقيا"، موضحًا أن "روسيا تأمل في وجود قاعده عسكرية لها في الشرق الليبي؛ من أجل تواجد مستمر في البحر الأبيض المتوسط"، وفق رأيه.
من جهته، رأى المحلل السياسي الليبي، أحمد الروياتي، أن "التسليح هو كلمة السر في زيارات حفتر المتكررة للدول الكبرى، ومنها روسيا، وهذه الزيارة تأتي لمواكبة المتغيرات السياسية العالمية، وأهمها وصول دونالد ترامب لرئاسة أمريكا".
مع تكرار زياراته
موقع ديبكا الإسرائيلي، يرى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى للتدخل العسكري في ليبيا إلى جانب قوات حفتر، مقابل الحصول على قاعدة عسكرية بحرية جوية ثانية في البحر المتوسط، على مسافة 700 كم فقط من أوروبا، بحسب الموقع المتخصص في التحليلات العسكرية.
 ونقل الموقع عما قال إنها مصادر العسكرية والاستخبارية أن روسيا تقترح الآن على حفتر تسليح قواته بطائرات ومروحيات مقاتلة، ومدرعات وصواريخ من أنواع مختلفة، وكذلك دعمًا جويًّا في حربه على "الإرهاب"، لكن كل هذه التكهنات متوقفة ومرهونة من موقف حكومة الوفاق المعترف بها دوليًّا من هذه التحركات والزيارات، وخاصة أن موسكو ضمن المجتمع الدولي الداعم لحكومة الوفاق التي يرفضها حفتر، ومن ثم يظل الأمر مرهون للموقف الرسمي للدولة، بحسب متابعين للشأن الليبي.
فيما يرى خبراء أن هناك تدخلًا روسيًّا مستقبليًّا في ليبيا؛ حيث أكدوا أنه من الممكن أن تقصف روسيا مواقع داعش في ليبيا، لكن بعد تسوية الأزمة السورية، موضحين في تصريحات صحافية سابقة، أن الدور الأمريكي المحدود في ليبيا قد يسهل مهمة روسيا المستقبلية، غير أن عددًا من المراقبين اعتبروا أن التدخل العسكري الروسي في ليبيا مستبعد رغم أن قرار مجلس الاتحاد الروسي خوّل للقوات الروسية التدخل خارج الحدود، مشددين على أن ليبيا تختلف عن سوريا، خاصة وأن روسيا تملك قاعدة بحرية في طرطوس شرق البحر المتوسط وتريد الحفاظ على مصالحها الجيواستراتيجية في المنطقة.
وفي مارس الماضي، نقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن وزير الخارجية سيرجي لافروف قوله، إنه لا يمكن القيام بأي عملية عسكرية في ليبيا إلا بموافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وقال لافروف بعد محادثات مع نظيره التونسي خميس الجهيناوي في موسكو نعلم بخطط التدخل العسكري بما في ذلك التدخل في الوضع في ليبيا. وجهة نظرنا المشتركة هي أن ذلك ممكن فقط بإذن من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مضيفًا أن أي تفويض محتمل لعملية ضد الإرهابيين في ليبيا يجب أن يكون محددا بوضوح بما لا يسمح بتفسيرات منحرفة أو خاطئة.
وتمكنت قوات حفتر التابعة لمجلس النواب خلال العامين الماضيين، من السيطرة على أجزاء من بنغازي، وبدأت مؤخرًا بشن هجوم شامل على بنغازي لتحريرها بالكامل.

شارك