احتدام القتال في اليمن.. وهادي يسلم "ولد الشيخ" موقف الحكومة من خارطة الطريق

الخميس 01/ديسمبر/2016 - 06:40 م
طباعة احتدام القتال في
 
احتدمت المعارك في اليمن علي وقع لقاء المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ احمد مع الرئيس اليمين في عدن، في وقت يستجدي فيه الحوثيين الاعتراق بحكومتهم في صنعاء.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلي صعيد المسار التفاوضي، سلّم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، اليوم الخميس، المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، رداً رسمياً هو الأول حول خريطة الطريق لحل النزاع في بلاده، حملت “تصحيحاً لمسارها”، في إشارة إلى إمكانية تعديلها
و. استقبل ف الرئيس عبدربه منصور صباح اليوم بالعاصمة المؤقتة عدن المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ بحضور رئيس الوزراء الدكتور احمد عبيد بن دغر وذلك في إطار مساعي المبعوث الحميدة لبحث فرص السلام وآفاقها المتاحة والممكنة.
وفي اللقاء نوه الرئيس اليمني بجهود المبعوث الأممي الدؤوبة ومساعيه المبذولة لتحقيق السلام في اليمن وفقا ومرجعياته المعلنة المتمثّلة بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات الامم المتحدة وفي مقدمتها القرار2216.
واكد  هادي مجددا حرصه التام على السلام وتطلعه الى سلام جاد لا يحمل في طياته بذور حرب قادمة وبما يؤسس لمستقبل أمن لليمن واجياله القادمة، لافتا الى محطات السلام المختلفة التي ذهب اليها وفد الحكومة للتشاور بنوايا صادقه نحو السلام استجابة لدعوات الامم المتحدة والمجتمع الدولي من رعاة التشاور والسلام والتي للأسف جوبهت بتعنت وصلف واستكبار من قبل الانقلابيين الحوثي وصالح الذين لا يعولون او يعيرون اهتماما للدماء اليمنية التي يسفكونها في عدوانهم السافر على اليمنيين من الأطفال والعزل الأبرياء.
وقال الرئيس اليمني " ان اعمالهم وخطواتهم الاستفزازية في تواصل مستمر للمجتمع الدولي وقراراته وكذلك جهود ومساعي السلام لتعبر عن سلوك المليشيا والعصابات والتي يجب ان يقف امامها المجتمع الدولي بجديه لوضع حدا لغطرستها وهمجيتها التي لا تعي معنى ومفهوم السلام وانعكاساته على الشعب اليمني.
من جانبه عبر المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ عن سروره بلقاء هادي الذي يعد الثاني في العاصمة المؤقتة عدن وما تمخض عنه من حرص تام نحو السلام لمصلحة اليمن وأمنه واستقراره، مشيدا بجهود فخامة الرئيس نحو السلام من خلال المشاورات السابقة لوفد الحكومة والمرونة والجدية التي اتسم بها.
ولفت ولد الشيخ الى البيان الذي اصدره يوم امس المندد بالخطوة التي اتخذها الانقلابيون عبر تشكيل حكومة تعد في الاتجاه المعاكس لمسار السلام وهي خطوة استنكرها المجتمع الدولي واخرها بيان الخارجية الروسية.
واكد حرص المجتمع الدولي لتحقيق السلام في اليمن المرتكز على المرجعيات المحددة المتمثلة بالمبادرة الخليجية ومخرجات الخوار الوطني والقرارات الاممية ذات الصلة ومنها القرار2216.
 ويرفض الرئيس اليمني خريطة الطريق الأممية بنسختها الحالية، باعتبارها تهمّش دوره المستقبلي، وتمنح صلاحياته لنائب رئيس جمهورية جديد توافقي، يكون هو المخول بتكليف شخص بتشكيل حكومة جديدة، فيما يظل هادي رئيساً شرفياً حتى إجراء انتخابات رئاسية بعد عام من توقيع الاتفاق.
وتقول الحكومة إن هادي هو الرئيس المنتخب والشرعي والذي يجب أن يُشرف على المرحلة الانتقالية حتى موعد الانتخابات، وفقاً للمرجعيات المذكورة.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلي صعيد الوضع الميداني، سيطر الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، اليوم الخميس، على مواقع جديدة كانت تحت قبضة الحوثيين وقوات صالح، في مديرية “نهم” شمال شرق صنعاء، وفق المقاومة.
وقال عبد الله الشندقي، الناطق الرسمي باسم المقاومة، في بيان صحفي إن “أفراد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية شنوا هجوما على مواقع الميليشيات (في إشارة لمسلحي الحوثي وقوات صالح) في منطقة يام بمديرية نهم”.
وأضاف في البيان الذي نشره على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أن الطرفين تمكنا من  تحرير جبل بابين، والتلال الجبلية المحيطة به.
وأشار الشندقي إلى مقتل ستة من الحوثيين وقوات صالح، إضافة إلى جرح اثنين من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، خلال الهجوم.
فيما جدد الحوثيون وقوات صالح قصفهم المدفعي على نقيل هيجة العبد الرابط بين مدينة التربة جنوبي تعز (جنوب غرب اليمن) وطور الباحة شمال محافظة لحج (جنوب)، اليوم الأربعاء.
وقال مصدر ميداني لـ"المصدر أونلاين" أن المليشيات المتمركزة في الاكبوش والكعاوش في عزلة الأحكوم أطراف حيفان جددت قصفها الليلة على نقيل هيجة العبد وقرى المحرقة والجاي والماورة شرق المقاطرة.
وطبقا للمصدر، ردت قوات الجيش الوطني المتمركزة في رأس النقيل والأهلي ومواقع أخرى شرق المقاطرة بقصف مواقع المليشيات في تباب الدبعي والخزان والخضر والكعاوش والاكبوش.
وأشار المصدر إلى أن حركة السير توقفت في هيجة العبد صباح اليوم و فتح الخط مجدداً، مؤكدا على أن الخط غير آمن بعد تصعيد اليوم ووصول تعزيزات إلى مواقع المليشيات في الاحكوم من اتجاه سوق الربوع شرق المقاطرة.
في سياق متصل، انسحب عناصر المليشيات من جبال الصوالحة والاشبوط شرق المقاطرة إلى الأحكوم في عبر الأثاور، آخرها، ثلاثه أطقم انسحبوا قبل نصف ساعة من أجل تعزيز مواقعهم في الأحكوم المشرفة على الطريق.
كما قُتل ثلاثة عناصر يُشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة، اليوم الخميس، في غارة لطائرة دون طيار، استهدفتهم بين محافظتي مأرب وحضرموت شرقي اليمن
ونفذت طائرة دون طيار غارة جوية استهدفت سيارة تقل ثلاثة عناصر يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة، ما أسفر عن مقتلهم، بحسب تقارير إعلامية.
وأفاد شهود عيان أن المناطق الصحراوية بمحافظة مأرب تشهد منذ أيام تحليقاً مستمراً لطائرات دون طيار. ولم يصدر عن التنظيم أي بيان رسمي بهذا الخصوص.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلي صعيد المشهد السياسي، طالعت صحيفة “الثورة” الواقعة تحت سيطرة الميليشيات في صنعاء، قراءها صباح أمس الأربعاء، بنشر خبر يتناول تصريحا لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي بشكل بارز وعريض بينما همشت رئيس ما يُسمى بـ(المجلس السياسي) الأعلى صالح الصماد.
وأثارت الواقعة سخرية الناشطين اليمنيين من الثقافة التي تنتهجها مليشيات الحوثي في ترسيخ فكر ولاية الفقيه المتبع في إيران فيما يخص الحكم ومحاولة نقلها إلى اليمن.
و قال القيادي المنشق عن جماعة الحوثي علي البخيتي، في منشور له على صفحته الشخصية بموقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك”: “عبدالملك الحوثي عملياً هو رئيس صالح الصماد، يعني رئيس الرئيس، ذلك ليس من وحي خيالي أو من بنات أفكاري وتحليلاتي، ذلك واقع عملي”.
وتابع منشوره، قائلاً: “من يُطالع غلاف صحيفة الثورة الرسمية الصادرة بتاريخ 30 نوفمبر 2016م، يلحظ خبر عن (السيد) عبدالملك بالبنط العريض، وخبر تحته عن صالح الصماد الذي من المفترض أنه رئيس الجمهورية، (السيد) هنا يسبق ويعلو على الرئيس مع أنه لا منصب رسمي له”.
 وأضاف البخيتي: “هنا الإمامة تنتصر على الجمهورية؛ وإن كانت تتوارى في عباءتها؛ هنا تتجلى ولاية الفقيه في أبهى صورها، لكنها ولاية فقيه أسوأ وأخطر من الموجودة في إيران لأنها لا تستند إلى أي نص دستوري، وهذا يجعل العلاقة بين الرئيس ورئيسه غير شرعية”.
 وتساءل البخيتي في ختام منشوره: “هل يعتبر عبدالملك الحوثي نفسه أكبر من الجمهورية ومن منصب الرئيس؟”.
فيما تبرأت عائلة القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، ياسر العواضي منه، بعد أن عينه الحوثيون وزيرا للتخطيط والتعاون الدولي، في حكومتهم التي أعلنوا عن تشكيلها بمشاركة حليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
ونقلت الوطن السعودية عن الشيخ طارق العواضي، شقيق الوزير قوله ” إنه يتبرأ من أخيه وإن رابطة الأخوة لن تكون على حساب الوطن، وإنه لا يمكن أن يقبل أن يكون أخا لمن يشارك في تلك الحكومة، أو يعلن الولاء لها”.
ووصف العواضي التشكيل الحكومي بأنه “محاولة استفزاز”، مضيفا “لا أعتقد أن هؤلاء الانقلابيين يبحثون عن حلول، وفي حال قام أخي ياسر بتأدية اليمين الدستورية فإنني بهذا أعلن تبرئي منه على الملأ، وما زلت أتوقع ألا يقدِم على هذه الخطوة، وأن يرفض المنصب ولا يقبله. لذلك أدعوه إلى أن يكون أعلى وأكبر من أن يكون وزيرا مع هذه الجماعة الانقلابية، فكل عائلته كانت دوما ضد دعاة الإمامية”.
كما أعرب ما يسمى “المجلس السياسي الأعلى” المشكل من قبل الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، أمس الأربعاء، عن أسفه لبعض ردود الأفعال السلبية التي صدرت تجاه تشكيل حكومة جديدة في صنعاء.
وقال المجلس، في بيان: “إنه كان حريًا بأمين الجامعة العربية، أن يكون حصيفًا في تصريحاته ومواقفه، وكان المفترض به أن يبذل مسعاه للتوفيق بين الأطراف المختلفة وتقريب وجهات النظر بدلًا من الانحياز لطرف محدد”، على حد تعبيره.
كما أبدى المجلس استغرابه من موقف المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، مشيرًا إلى أنه “يجب أن يكون محايدًا وغير منحازٍ لأي طرف”، بحسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).

المشهد اليمني:

تستمر الأعمال القتالية في عدة جبهات في اليمن، مع استمار موقف حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي  من خارطة الطريق في وقت فشل فيه الحوثيين الحصول علي اعتراف بحكومتهم.

شارك