بوتين يواصل دعمه للأسد..وموسكو تعبر عن دهشتها من تناقض مواقف أنقرة

الخميس 01/ديسمبر/2016 - 08:07 م
طباعة بوتين يواصل دعمه
 
دعم لا محدود من موسكو
دعم لا محدود من موسكو لدمشق
تواصل موسكو مساعيها لحل الأزمة السورية بالرغم من العقبات التى تضععا المعارضة على مائدة المفاوضات، فى الوقت الذى تصدر فيه أنقرة مواقف متناقضة بخصوص موقفها من دمشق، وهو ما يثير علامات الاستفهام تجاه تركيا ونظرتها المستقبلية تجاه مكافحة الارهاب ومواجهة الجماعات المتطرفة فى سوريا.
يأتى ذلك فى الوقت الذى بحث فيه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مع الأعضاء الدائمين في مجلس أمن البلاد، الأوضاع الحالية في سوريا، مركزا على ضرورة مواصلة تقديم مساعدات إنسانية لسكان حلب، وأوضح المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن الاجتماع، بحث عددا من القضايا المتعلقة بتحقيق المبادئ الأساسية في رسالة الرئيس السنوية إلى الجمعية الفدرالية الروسية.
أضاف بيسكوف أن بوتين تطرق، خلال الاجتماع، إلى الشأن السوري، مشيرا إلى أنه "تم التشديد على ضرورة مواصلة الجهود المكثفة التي تبذلها روسيا من أجل تقديم مساعدات إنسانية لسكان شرق حلب".
من جانبه أكد ميخائيل بوجدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أن موسكو لا تحتاج إلى أي وسطاء في مفاوضاتها مع المعارضة السورية، بما في ذلك الولايات المتحدة.
بوجدانوف
بوجدانوف
قال بوجدانوف، إن السلطات الروسية تواصل اتصالاتها المباشرة مع ممثلين عن المعارضة السورية، مشددا على أنها تجري على "مختلف المستويات".، مشيرا إلى موقف موسكو الداعي إلى إجراء مفاوضات تشمل جميع أطراف الأزمة السورية، وتأكيده بقوله "نؤيد تطبيق الاتفاقات التي تم التوصل إليها في إطار عمل المجموعة الدولية لدعم سوريا ومجلس الأمن الدولي، والتي تتحدث عن التسوية السياسية القائمة على العملية التفاوضية الشاملة بين الأطراف السورية بمشاركة الحكومة والقوى المختلفة من المعارضة، بما في ذلك المعارضة الداخلية".
أوضح أن هذه الاتفاقات تنص على أن يشارك في المفاوضات كل من وفدي القاهرة والرياض للمعارضة السورية وعدد من المجموعات الناشطة الأخرى، مشيرا إلى أن موسكو تعتقد بضرورة أن تشمل العملية التفاوضية ممثلين عن مختلف المكونات العرقية والدينية بسوريا.
شدد على إمكانية لإجراء وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، في العاصمة الإيطالية روما، محادثات بشأن الوضع في سوريا مع المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، يوم غد أو بعد غد، معربا عن أمله في أن يشمل اللقاء المحتمل العملية السياسية.
من ناحية أخري أكد سمير نشار العضو في الائتلاف السوري المعارض، بأن اجتماعات بين الجانب الروسي وفصائل عسكرية من حلب تمت منذ أيام بوساطة تركية، مشيرا إلى عدم توصلها إلى نتائج ملموسة، مضيفا بقوله: "جرت اجتماعات منذ ثلاثة أيام بمساع تركية، وكان هناك تكتم شديد، والفصائل التي اجتمعت هي الفصائل التي تستطيع تركيا أن تمارس بعض النفوذ عليها، ولكن لم تخرج هذه الاجتماعات بأي نتائج ملموسة".
المعارضة السورية
المعارضة السورية عاجزة عن الوصول لحلول
نوه على أن عدم إحراز نتائج يعود إلى أن القرار الأساسي يعود إلى المجموعات المسلحة المحاصرة في مدينة حلب، مضيفا بقوله "لم تخرج هذه الاجتماعات بأي نتائج ملموسة لأن المحاصرين ضمن مدينة حلب أصبح قرارهم مستقل عن قياداتهم الموجودة خارج المدينة، وبالتالي أصبح القرار ذا استقلالية شديدة تتعلق بالمحاصرين داخل المدينة".
وفى سياق أخر كشفت صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" أن هناك دهشة روسية من التصريحات التركية الأخيرة بخصوص رحيل نظام بشار الأسد.
وسبق أن صرح أردوغان بقوله " في سوريا قتل قرابة مليون شخص، ولا يزال الناس يقتلون هناك حتى الآن، من دون تمييز بين الأطفال، النساء أو الرجال. لقد صبرنا طويلا، ولكن صبرنا في النهاية نفد ولم نعد نحتمل ودخلنا إلى سوريا. لماذا دخلنا إلى سوريا؟ ليس لدينا أطماع بالأراضي السورية، نحن هناك من أجل إقامة العدالة، وإنهاء حكم الطاغية الأسد، الذي يرهب بلاده. وهذا هو السبب الوحيد، الذي من أجله توجد تركيا في سوريا".
أكدت الصحيفة أن الخبراء يرون أن "إطاحة الأسد" كانت في الواقع الهدف الرئيس لأردوغان منذ بداية الأحداث في سوريا. وعلاوة على ذلك، إنها كانت "طلبية" أو "طلبا"، أو "اتفاقا" بين أردوغان والشيوخ العرب، الذين دفعوا له مقابل ذلك ثمن حملته الانتخابية للرئاسة التركية، لكن القادة العسكريين في الجيش التركي كانوا يمنعونه من الدخول إلى سوريا، فأين هؤلاء العسكريون الآن؟ لقد اختفوا وأصبحوا بكل بساطة غير موجودين. ويهلكون وراء جدران السجون المحصنة، "كخونة للوطن".
أوضحت انه بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، ومساندة بوتين لأردوغان خلافا لشركاء أنقرة وحلفائها الغربيين، أقيمت بين الطرفين علاقة جيدة ولكن يصعب وصفها بالموثوقة، فقد سادها نوع من الشعور "بالامتنان" لموسكو.
موسكو مندهشة من مواقف
موسكو مندهشة من مواقف أنقرة
وتمت الاشارة إلى التصريحات التركية حول الرغبة بالانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون والرسائل التي وجهت إلى أوروبا، مثل: "أنتم لا تحبوننا، ولكن يوجد من سيكون سعيدا بوجودنا معه". هذا، إضافة إلى لقاءات زعيمي الدولتين، والمكالمات الهاتفية المتبادلة، واجتماعات رئيسي هيئتي الأركان العامة ومسؤولي استخبارات الدولتين، وكل ذلك كان يقول إن مؤشر السياسة التركية يكشف عن تغير كبير، موضحة أن هذا التغير في السياسة التركية حدث بسبب مسألة الكرد السوريين، حيث لم يحسب الأمريكيون أي حساب للرأي التركي. وعلى الرغم من أن موسكو لم تتخل عن علاقاتها الجيدة مع الأكراد السوريين، فإنها تلاقت مع تركيا هنا على هدف مشترك وهو وحدة سوريا.
أكدت الصحيفة على أن  حزب "الاتحاد الديمقراطي" السوري و "وحدات حماية الشعب" يشكلان السبب الرئيس في الخلاف بين أنقرة وواشنطن، فالأمريكيون يرون أن هذه القوة الكردية، هي الأكثر فعالية في الحرب ضد تنظيم "داعش"، في حين أن تركيا ترغب في أن تقطع الولايات المتحدة علاقاتها كافة مع الأكراد، والتوقف عن دعم تقدمهم من شرق نهر الفرات إلى الغرب. ولكن الأمريكيين بالنتيجة تجاهلوا الموقف التركي كليا، واستمروا في تقديم الدعم إلى الحركات الكردية.
 وعبر الأكراد نهر الفرات ودخلوا منبج ويكفي أن يتقدموا مسافة 90 كم أخرى نحو الغرب في جنوب تركيا ليصبح من الممكن إنشاء كردستان السورية. وتركيا لم تستطع تحمل ذلك واضطرت إلى الدخول إلى سوريا بموافقة ضمنية روسية، وحتى سورية، وهذا تحديدا يؤكد الاعتقاد بأن أنقرة لن تتجاوز حدود الرؤية الروسية لحل الأزمة السورية. ولن يحدث مع الأسد أي شيء؛ لأن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم قال: "سواء أعجبنا ذلك أم لا، فالأسد هو اللاعب الرئيس في الأزمة السورية ويجب أخذه بعين الاعتبار". ومن الممكن أن نسمع تصريحات شبيهة بعد زيارته إلى موسكو قريبا.
أشارت الصحيفة إلى كلمة ألقاها أردوغان في ندوة حول قضية الشرق الأوسط في مدينة اسطنبول، وكان موضوعها الرئيس فلسطين. وأردوغان شخص يعرف كيف يجير مثل هذه الفعاليات لحسابه السياسي الشخصي، وخاصة عندما تصغي له الغرفة العربية المتعاطفة معه، إذ لا يمكن أن يفوت الفرصة ليقول لها ما ترغب بسماعه، وبعد مقتل الجنود الأتراك إثر الغارة الجوية التي نفذها الطيران الحربي السوري في الأسبوع الماضي، من الممكن أن تكون تركيا قد أرادت التذكير بنفسها.

شارك