الجيش السوري يسيطر على نصف حلب.. وتحذيرات من توافق المعارضة المسلحة مع الارهابيين
الأحد 04/ديسمبر/2016 - 06:14 م
طباعة

نجح الجيش السوري فى تحقيق مكاسب على حساب المعارضة المسلحة فى الأحياء الشرقية لحلب، وسط تأكيدات من المعارضة بعدم مغادرة حلب، بالرغم من التحذيرات الأمريكية بخطورة توافق المعارضة المسلحة مع التنظميات الارهابية وخاصة القاعدة والنصرة.

من جانبها أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش السوري تمكن من بسط سيطرته على 30 حيا في الجزء الشرقي من حلب، ما يشكل أكثر من 52 بالمئة من أراضي المدينة التي خضعت للمسلحين سابقا، والاشارة إلى أن القوات السورية حررت "اليوم حي كرم القاطرجي من بقضة المسلحين، والذي تبلغ مساحته حوالي 3 كيلومترات مربعة". ، وأن الجيش السوري يواصل تقدمه الميداني في المناطق الشرقية من حلب، بعد أن تمكن من السيطرة على حي كرم الميسر شرق حلب، إثر اشتباكات عنيفة مع مجموعات مسلحة.
وتواصلت الاشتباكات بين وحدات الجيش السوري والفصائل المسلحة على أكثر من جبهة، وسط قصف جوي ومدفعي ينفذه الجيش السوري ، في حين ظلت جبهات شرق حلب تتصدر المشهد السوري ميدانيا وسياسيا، ففي محافظة حمص تجددت الاشتباكات صباح اليوم في عدة محاور بريف حمص الشرقي بين وحدات الجيش السوري والمسلحين من تنظيم داعش الارهابي، وذلك ضمن محاولات متكررة من قبل الجيش السوري للتقدم في محاور حويسيس وتل الصوانة وجب الجراح ومناجم الفوسفات في المنطقة ، وتترافق الاشتباكات، وفقا لمصادر اعلامية، مع قصف صاروخي مكثف بين الطرفين، أما في محافظة حماة فقد نفذت طائرات حربية صباح اليوم عدة غارات على مواقع المسلحين في بلدتي مورك وحلفايا وقرى الزلاقيات وحصرايا والزكاة بريف حماة الشمالي، في حين استهدف المسلحون بعدة صواريخ أماكن في منطقة مطار حماة العسكري، دون معلومات عن خسائر بشرية. كما نفذت طائرات حربية 3 غارات على مواقع عناصر تنظيم داعش الارهابي في أطراف بلدة عياش ومنطقة البغيلية شمال غرب مدينة دير الزور، بينما قصف الطيران الحربي مناطق في قرية حطلة بريف دير الزور الشرقي، ومناطق أخرى في قرية الحسينية بالريف الغربي.

وكشف متابعون أن طائرات حربية قفت مواقع المسلحين في مدينة معرة النعمان بريف إدلب، وفي بلدة كفرنبل بريف معرة النعمان، كما قصف الطيران الحربي مواقع المسلحين في أطراف مدينة جسر الشغور ومواقع أخرى في مدينة خان شيخون وبلدة التمانعة وقريتي كفرسجنة وحيش بريف إدلب الجنوبي، وفي أطراف بلدة سراقب الجنوبية ومنطقة مرديخ ، وفي محافظة درعا أكد مصدر عسكري سوري سقوط قتلى وجرحى بين صفوف مسلحي تنظيم جبهة النصرة فجر اليوم بضربات مكثفة على مقري قيادة لتلك المجموعات في حيي طريق السد والأربعين بمنطقة درعا البلد. واشار المصدر إلى مقتل أفراد مجموعة تابعة لتنظيم جبهة النصرة على الطريق الواصل بين بلدتي النعيمة وأم المياذن خلال ضربات مدفعية على مواقعهم شرقي مدينة درعا.. وكان الجيش السوري قد صد أمس هجوماً لمجموعة من تنظيم جبهة النصرة في درعا البلد.
من ناحية اخري أبلغت المعارضة السورية الولايات المتحدة أنها لن تغادر مدينة حلب، ردا على دعوة موسكو لإجراء محادثات مع واشنطن بشأن انسحاب كامل لمسلحي المعارضة من الأحياء الشرقية للمدينة.

وصرح زكريا ملاحفجي، المسؤول في المعارضة السورية المسلحة بقوله" نحن لا يمكن أن نترك مدينتنا وبيوتنا في حلب، ومسلحي المعارضة دعوا أشقاء وأصدقاء الشعب السوري لأن يقفوا معنا، يصمدوا معنا، ما دمنا صابرين وواقفين، وبنفس الوقت نطالب بشكل عاجل بدخول مساعدات إنسانية وإجلاء الجرحى والمصابين".
وفى سياق متصل كشفت صحيفة "واشنطن بوست" أن مقاتلي المعارضة السورية يفكرون في إمكانية التحالف مع تنظيم "القاعدة" ومجموعات متطرفة أخرى، إذا خسروا دعم واشنطن عندما سيتولى دونالد ترامب منصب الرئاسة، والاشارة إلى انه من الخيارات المطروحة أمام عشرات الآلاف من مقاتلي فصائل المعارضة السورية المجابهة للقوات الحكومية في حال استمرار الرئيس المنتخب دونالب ترامب في اتباع المنهج الذي قد أعلنه مرارا أثناء حملته الانتخابية ويقضي بتركيز الولايات المتحدة على محاربة "داعش" بالتنسيق مع روسيا وحكومة دمشق، مع النأي بالنفس عن الصراع الداخلي الدائر بين القوات الموالية للرئيس بشار الأسد والمعارضة.

أكدت الصحيفة أن المسؤولين الأمريكيين والخبراء الإقليميين ومقاتلي المعارضة أنفسهم أكدوا لها أنهم يدرسون إمكانية التقارب مع تنظيم "القاعدة" وغيره من التنظيمات الإرهابية التي تحظى بتسليح متطور من الدول الخليجية السنية المعارضة لاستبعاد الولايات المتحدة المتوقع من الصراع، فضلا عن الخيار الثاني وهو الانتقال إلى استراتيجية حرب العصابات وشن ضربات موجعة محددة على مواقع القوات السورية والروسية، والاشارة إلى أن ترامب قد أكد مرارا معارضته للسياسات التي تنتهجها إدارة الرئيس باراك أوباما حيال الأزمة السورية، لاسيما فيما يخص تسليح مقاتلي المعارضة الذين "يبدون في نهاية المطاف أسوأ من الذين يحاربونهم"، كما قال ترامب لمنافسته في السباق الرئاسي هيلاري كلينتون أثناء المناظرة المتلفزة بينهما.
تم التأكيد على أن المسؤولين في المعارضة المسلحة شددوا أكثر من مرة خلال السنوات الأخيرة على أن الدعم الذي يحصلون عليه من الولايات المتحدة متواضع ومشروط إلى حد كبير، علما بأن إدارة أوباما امتنعت وحذرت حلفاءها في المنطقة من تزويد المعارضة بأسلحة متطورة، خوفا من أن تقع في الأيدي الآثمة.
فى حين أعرب قيادي معارض لم تكشف الصحيفة عن هويته عن خيبة أمل المعارضة من المساعدة الأمريكية، متهما واشنطن بعدم تنفيذ تعهداتها.
نوهت الصحيفة إلى تصريحات الجنرال المتقاعد مايكل فلين الذي سيتولى منصب مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب بقوله "إن التحالف العملياتي بين فصائل المعارضة السورية والمجموعات المتطرفة بات يتبلور منذ وقت طويل، وترعرع المتشددون خاصة على حساب المساعدات التي قدمتها واشنطن إلى المعارضين للأسد".