مرصد الإفتاء وتحذيرات من تمدد "داعش" وفتح جبهات جديدة
الإثنين 05/ديسمبر/2016 - 02:25 م
طباعة

يتابع مرصد الإفتاء للفتاوى الشاذة والتكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية رصد تحركات "داعش"، ليس في المنطقة العربية فقط بل أيضًا على مستوى العالم؛ فقد نشر المرصد اليوم الاثنين 5 ديسمبر 2016، تقريرين عن تحركات "داعش" في الفلبين وأوروبا؛ حيث فيهما من تغلغل تنظيم داعش الإرهابي في جنوب شرق آسيا، وخطورة إعلان تنظيم ولاية جديدة في جنوب الفلبين، خاصة مع إعلان الجماعات الإرهابية هناك، وعلى رأسها جماعة أبو سياف انضمامها لداعش.
وأضاف المرصد أنه رغم خسارة تنظيم داعش الإرهابي الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا والعراق إلا أنه يشق طريقه عبر جنوب الفلبين، مما يزيد الأوضاع هناك سوءا، ورغم الجهود التي يبذلها جيش الفلبين في المعارك ضد تنظيم داعش، وما يلحقه به من هزائم، إلا أن المعركة الأخيرة، التي دارت رحاها الأسبوع الماضي، كانت كاشفة عن ذلك حيث تحصن مقاتلون بايعوا تنظيم داعش في مبنى حكومي مهجور في جنوب البلاد،

الأمر الذي يؤكد أن التنظيم الإرهابي في طريقه لإعلان ولاية جديدة على جزيرة منداناو جنوب الفلبين والتي تعد ثاني أكبر جزيرة في البلاد.
وأكد مرصد الإفتاء أن الجماعات المسلحة التي أعلنت ولاءها للتنظيم ستكون أكثر حضورًا في هذا الصراع، وفي مقدمتها جماعة "أبو سياف"، خاصة وأن جزيرة منداناو تعد مركزًا لنشاط تلك الجماعات تتمتع فيه بحرية الحركة وإقامة معسكرات تدريب وشن هجمات، وأنه في ظل هذا المستوى من الفوضى الأمنية، وعدم قدرة قوات الأمن والمؤسسات الحكومية على السيطرة على هذه المنطقة يجعلها المكان الأكثر ترجيحًا لإعلان ولاية داعش.
وأوضح المرصد أن تنظيم داعش يستعرض قوته وقدرته على الانتشار، من خلال تجنيد مقاتلين في صفوفه من جنوب شرق آسيا، وضم جماعات إرهابية تحت لوائه في الفلبين، ما يدل على أنه يؤكد من جديد أن ساحة المعركة التي يقودها لا حدود لها وأنه تغلغل في جنوب الفلبين، ما يعني أن حربا من نوع جديد مرشحة للاندلاع في أدغال مندناو.
وحذر مرصد الفتاوى التكفيرية من أن التنظيم الإرهابي لا يزال قادرًا على حشد الدعم في دول أخرى، رغم ما ألحقته به الجيوش العربية والغربية من هزائم في العراق وسوريا وليبيا، مشيرًا إلى أن داعش يستخدم أسلوب الذئاب المنفردة في أوروبا، بينما يستعين بقوات مقاتلة جاهزة لمواجهة الجيوش الوطنية ومستعدة لشن هجمات إرهابية ضد المدنيين في دول جنوب شرق آسيا، حيث سيتقاطر متطرفون من دول الجوار ومن الأطراف البعيدة، تحت قيادة تنظيم داعش الذي يستغل اضطراب الأوضاع الأمنية في الفلبين، ليؤسس لنفسه موطء قدم هناك، يتعلم مقاتلوه في أدغاله القتل والتدمير، ليتحولوا إلى خطر داهم يهدد جنوب شرق آسيا والعالم بأسره.
وعلى صعيد آخر أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أنه بعد متابعة العديد من التقارير عبر الأدوات الإخبارية لتنظيم داعش الإرهابي،

وبعد تحليلها كشفت في مجملها مساعي التنظيم الإرهابي لتغيير طرق عملياته التخريبية في أوروبا مستخدمًا السيارات الملغومة في عملياته التي ينوي القيام بها مستقبلاً.
وأوضح مرصد الإفتاء أن تقرير مكتب الشرطة الأوروبية (يوروبول)- المتخصص في تنسيق الجهود الأوروبية لمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة- أكد ما توصل إليه مرصد الإفتاء من تحليلات حول مساعي الشبكات الإرهابية مثل داعش لتغيير طرق عملها في أوروبا، كما كشف "اليوروبول" في تقريره عن إمكانية أن تصبح ليبيا- بعد سوريا- قاعدة خلفية جديدة لتنظيم داعش ينطلق منها في شن هجمات داخل الاتحاد الأوروبي وشمال إفريقيا، مستخدمًا عبوات يدوية الصنع أو متفجرات عسكرية أو تجارية في سيارات ملغومة، كما حدث في سوريا والعراق.
ودلَّل "يوروبول" على استنتاجه بأن المسئول عن هجمات باريس وبروكسل فكَّر في ذلك قبل أن يغير خططه في مواجهة تدخل الشرطة، كما أنه في سبتمبر الماضي عُثر في باريس على سيارة معبأة بعبوات غاز بالقرب من كاتدرائية نوتردام.
وبناء على هذه المعطيات الجديدة أشار مرصد الإفتاء في ختام بيانه أن الفترات المقبلة سوف تشهد تنافسًا محتملاً بين تنظيمي "القاعدة" و"داعش" في تنفيذ هجمات إرهابية بأوروبا، وفقًا لما رصده مكتب الشرطة الأوروبية (يوروبول) أو ما توصل إليه المرصد من تحليل البيانات الجديدة لكلا التنظيمين.

وكذلك أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أن نجاح تنظيم "داعش" في استقطاب الشاب الصومالي "عبد الرازق على أرتان" الذي نفذ عملية إرهابية بجامعة أوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي أسفرت عن إصابة 11 شخصًا أحدهم في حال خطرة، بعد ما صدمهم بسيارة وضربهم بساطور، يعود بالأساس إلى انتشار موجات الإسلاموفوبيا التي دفعت بالطالب الصومالي إلى الانعزال عن مجتمعه وبيئته والخوف من ممارسة شعائره الدينية كي لا يتعرض للأذى على أيدي المتشددين هناك.
وأوضح المرصد أن الطالب الصومالي عبد الرازق على أرتان كان قد أفصح في مقابلته مع صحيفة الجامعة، قبيل أيام من تنفيذ العملية الإرهابية، أنه طالما أراد أن يصلي في العلن داخل الجامعة، لكنه كان يخشى على سلامته "كإنسان مسلم"، وأضاف: "حين ينظر الناس إلى كمسلم يصلي، لا أدري بم سيفكرون، وما الذي قد يحدث"، معبرًا عن غضبه من الطريقة التي يصور بها الإعلام المسلمين.
وأكد المرصد أن الصورة النمطية المشوهة عن الإسلام والمسلمين والتي تتبناها الكثير من وسائل الإعلام الغربية وتدعمها ممارسات وتنظيمات اليمين المتطرف تدفع الكثير من الشباب المسلم بالغرب إلى الانعزال عن المجتمع والشعور بالاغتراب عن وطنه ومن ثم يصبح لقمة سهلة وصيدًا ثمينًا لأجنحة تنظيم "داعش" الإعلامية المنتشرة على صفحات التواصل الاجتماعي لتتلقف تلك النماذج وتستثمر الحالة التي تعاني منها والممارسات العنصرية التي تتعرض لها لتحولها لحافز ودافع نحو الانتقام من المجتمع عبر العمل الإرهابي المنطوي تحت عباءة الدين.
وشدد المرصد على أن مواجهة التطرف والقضاء عليه لا بد أن تكون بالتوازي مع مواجهة موجات العنصرية والإسلاموفوبيا المنتشرة في الغرب، وأن إهمال الأخير لحساب الأول هو درب من العبث المفضي إلى الاضطرابات والانقسامات والتحزبات.
ودعا المرصد وسائل الإعلام الغربية بشكل عام، والأمريكية على وجه الخصوص إلى الحيادية في تناول الموضوعات والقضايا ذات الصلة بالإسلام والسلمين، والبعد عن التعميمات التي دأبت على استخدامها إزاء التعامل مع المسلمين بشكل عام، وهو ما خلق لدى فئة كبيرة من الرأي العام الأمريكي صورة سلبية حول المسلمين أدت إلى الخوف والتوجس من كل ما هو إسلامي، ومن ثم رفض الوجود المسلم ومحاربته ودفعه إلى ترك وطنه ومجتمعه.