الأزهر والحوار المجتمعي

الإثنين 05/ديسمبر/2016 - 05:25 م
طباعة الأزهر والحوار المجتمعي
 
بأمر من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال تواجده في مؤتمر شرم الشيخ، انطلقت قبل أسبوع فعاليات الحوار المجتمعي من الأزهر الشريف؛ من أجل التواصل مع كافة أبناء الوطن، وتصحيح الأفكار المغلوطة الشاذة التي ينشرها أصحاب الفكر المتطرف، ومناقشة القضايا المجتمعية المهمة التي يحتاج الشعب إلى تفنيدها والوصول فيها إلى الرأي الصحيح، وهذا كله لا يجد انسب من الأزهر الشريف لتحقيقه.
انتهج الأزهر خلال الأسبوع السابق طريقًا يبدو بعيدًا عن المجتمع نسبيًا بالنسبة للبعض، ولكنه جزء من حوار مطول لم يكتمل بعد ولن تظهر صورته الحقيقة الا باكتماله، وكان من المرجو للكثير أن يسلك الأزهر طريق الشارع والمساجد والنوادي ليصل إلى كافة بيوت المصريين ولكن الأزهر اختار صفوة المحافظات أولًا.

الأزهر والحوار المجتمعي
وأكد الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، ان الحوار المجتمعي هو خير وسيلة للتواصل مع الشعب بكل فئاته وأجناسه وأشكاله، ولكن الشعب الحقيقي هو كل فرد يتواجد في الشارع وليس الموظفين الحكوميين ولا المسئولين بالمحافظات ولا فئة معينة من الجمهور لانهم لا يستطيعون نقل أفكار الأزهر لباقي الشعب.
وأوضح كريمة، أن الحوار المجتمعي يؤكد دور الأزهر الفعال في خدمة المجتمع وتجديد الخطاب الديني بالتقرب إلى المواطنين، ولكن الأزهر أخطأ في تقدير احتياجات الشارع وضل طريق الحوار المجتمعي بالاقتصار على وعظ وتحاور فئة معينة من الجمهور خلال صالات وقاعات مغطاة.
وأكد أستاذ الفقه المقارن، أن الأزهر قادر على التغيير والرجوع من ذلك الطريق والنزول إلى الشارع والاحتكاك المباشر بالجمهور، لما يملكه من وعاظ متدربين حافظين للمنهج الوسطى الصحيح متشعبين في جميع أنحاء البلاد، ومسئولين عن الخطبة في آلاف المساجد بجميع المحافظات، وهذا هو الطريق الأفضل والأسرع للوصول إلى الجمهور.

الأزهر والحوار المجتمعي
وأشار الدكتور عبد المنعم فؤاد عميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين، الى أن الحوار المجتمعي حتى الآن وصل إلى جزء كبير من هدفه وهو الاندماج التام مع كافة مؤسسات الدولة بالمحافظات وهى الخطوة الأولى نحو الوصول إلى جميع فئات الشعب في بلادهم، عن طريق التواجد بالمساجد الكبرى والنوادي وأماكن التجمعات الشهيرة هناك.
وأوضح فؤاد، أن مهمة الحوار المجتمعي ثقيلة للغاية ولكن الأزهر قادر على تحقيق الأهداف المرجوة منها والتي طالب بها رئيس الجمهورية في مؤتمر الشباب بشرم الشيخ، وخلال الأيام القليلة المقبلة سنرى الأزهر في كل بيت من بيوت المصريين ولن نكتفى بالتواجد في أماكن التجمعات، وان ذلك ضمن الخطة التي وضعها الأزهر لتحقيق اهداف الحوار المجتمعي.
وبين عميد الكلية، أن الأزهر بدأ حواراته المجتمعية بالتجمعات الكبرى في المحافظات وكانت نتيجة الحضور إيجابية للغاية، وهذا يشير إلى اننا نسير في الاتجاه الصحيح وعلينا البدء بالجزء الثاني من خطتنا في النزول إلى الشارع تدريجيًا وبمساعدة القيادات الحكيمة في المحافظات لجذب أكبر عدد من الجمهور دون الحاجة إلى إنشاء قنوات اتصال جديدة وغريبة عنهم.
وأشاد عميد الكلية، بالجهد المبذول من قيادات الأزهر في المحافظات الذين سهلوا مهمة الحوار وتجمع فئات مختلفة من المواطنين في مكان واحد، وهذا اصبح صعبًا للغاية في ظل تلاحم الأحداث واختلاف الرأي الذى أصبح سمة الحوار بين الشعب، مشيرًا إلى حسن استغلال الأزهر لفكر علمائه في ترسيخ الأفكار الصحيحة في عقول الشعب بأقل مجهود.
وقد أسفرت جلسة الحوار المجتمعي التي نظمها الأزهر الشريف بدمياط تحت رعاية الإمام الأكبر شيخ الأزهر د.أحمد الطيب وحضور د.عباس شومان وكيل الأزهر ود.محيي الدين عفيفي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية ومحافظ دمياط ورئيس جامعة دمياط وبحضور ممثلين عن الأوقاف ووفد من بيت العائلة والشباب والرياضة والثقافة وعدد من شباب الجامعات والمدارس والمعاهد وأعضاء هيئة التدريس من جامعات دمياط؛ عن إصدار عدة توصيات أكدت على ضرورة استمرار هذا النوع من الحوار والخروج برؤى متنوعة لمختلف القضايا التي تهم الشباب.

الأزهر والحوار المجتمعي
وقال د.محيي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية إن توصيات الحوار المجتمعي بدمياط أكدت على أهمية ودور الشباب في المرحلة الراهنة والتي تنطلق من موقع فئة الشباب في معادلة التنمية والتطوير، وضرورة مشاركة الشباب في شتى المجالات وإعطائهم الفرصة للتغيير والاستماع لحلولهم مما يتطلب تأهيل وتدريب الشباب والاهتمام بتنمية مهاراتهم العلمية في مختلف المجالات التي تخدم عملية التنمية الشاملة التي يسعى إليها الوطن.
أضاف الأمين العام أن الجلسة طالبت في توصياتها على ضرورة البعد عن أية مهاترات والتعامل مع القضايا الكبرى التي تشغل بال أكبر عدد من المصريين ووضع المصلحة العليا للوطن في مقدمة مهام كل مؤسسة للخروج من التحديات التي يمر بها الوطن.
أوضح عفيفي أن جلسة الحوار المجتمعي بدمياط أوصت أيضا بضرورة استمرار الحوارات المجتمعية مع الشباب ومختلف أطياف المجتمع في جميع المحافظات لأداء الرسالة التي طالما حافظ عليها الأزهر في تاريخه وهي الحوار ونشر المعرفة لاستعادة منظومة القيم.
كما أكدت توصيات الجلسة أيضاً على أن الأسرة هي نواة المجتمع ، ولذلك فإن الحفاظ عليها وتحصين أفرادها هو الهدف الذي ينبغي أن نسعى إليه جميعًا.

شارك