موسكو ترفض قرار مجلس الأمن بشأن حلب..واتهامات للقوى الغربية باستمرار دعم المسلحين

الإثنين 05/ديسمبر/2016 - 09:12 م
طباعة موسكو ترفض قرار مجلس
 
كيري ولافروف
كيري ولافروف
تصاعدت الاتهامات الروسية للمحاولات الغربية بشأن تمرير قرار عبر مجلس الأمن لفرض هدنة انسانية فى حلب لمدة أسبوع، وهو ما اعتبرته فرصة للمعارضة السورية المسلحة لتعزيز تواجدها ومدها بالسلاح من بعض الدول الآخري، وهو ما يفتح باب استمرار المعارك وتقويض فرص الحل السياسي للأزمة.  
وفى هذا السياق أعلنت الخارجية الروسية عن استغراب موسكو من دعوات فرنسا وبريطانيا إلى وقف عملية مكافحة الإرهاب في شرق حلب السورية، بذريعة تدهور الوضع الإنساني هناك، معربة عن دهشتها الشديد إزاء الحملة الإعلامية التي تخوضها باريس ولندن على خلفية قلقهما المزعوم من استمرار القتال في شرق حلب وعدم ضمان أمن المدنيين وإيصال مساعدات إنسانية طارئة" إلى هناك.
أضافت الوزارة"إن زملاءنا الفرنسيين والبريطانيين القلقين على علم تماما أن هذه المساعدات يتم تقدم اليوم عملا وليس قولا، وهي الجهة الروسية التي تقدمها، بما في ذلك، عن بواسطة وزارة الدفاع الروسية ومركز المصالحة بين الأطراف في محميميم وكذلك وزارة الطوارئ الروسية".، موضحة أن "الدعوات المتكررة التي تسمع من عدد العواصم الغربية إلى وقف عملية مكافحة الإرهاب في شرق حلب تشبه أكثر فأكثر محاولة أخيرة ومستميتة لتبرير رعاياهم من الإرهابيين والمتطرفين المهزومين، أي هؤلاء الذين لا يتوانون عن فعل أي شيء من أجل بلوغ مآربهم. فهم الذين يستمرون في استخدام المدنيين دروعا بشرية وقصف وتلغيم منشآت البنية التحتية المدنية والممرات الإنسانية".
أشارت الوزارة إلى أن لا صوت يسمع من العواصم الغربية يندد بهذا الاعتداء، داعية الشركاء الغربيين لروسيا إلى "ترك الموقف المسيس والانضمام إلى الجهود الرامية إلى قمع التهديد الإرهابي في سوريا والبحث عن سبل سياسية لتسوية الأزمة السورية، بدلا من تأجيج المشاعر في الفضاء الإعلامي".
محاولات بين كيري
محاولات بين كيري ولافروف لانعاش الحلول السياسية
من جانبه أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن مشروع القرار المطروح على مجلس الأمن بشأن حلب هو استفزاز يهدف إلى تقويض الجهود الروسية الأمريكية الرامية لتسوية الوضع هناك، معتبرا أن المسلحين الذين سيرفضون الخروج من شرق المدينة سيتم التعامل معهم كإرهابيين
كشف لافروف عن بدء محادثات ستجري مع نظيره الأمريكي جون كيري في جنيف الثلاثاء أو الأربعاء بهدف وضع آليات خروج كل مقاتلي المعارضة من شرق حلب، مضيفا بقوله "كنا على استعداد للاجتماع في جنيف اعتبارا من اليوم، لكن الأمريكيين طلبوا إرجاء المشاورات"، مشيرا إلى أنه "من المرجح جدا أن تبدأ مساء غد أو صباح الأربعاء بهدف وضع آليات خروج كل مقاتلي المعارضة من شرق حلب".، مؤكدا على ضرورة أن يتفق الجانب الأمريكي مع الرؤية الروسية بأن "يتفقا حول المسارات الملموسة للانسحاب ومهل انسحاب" المقاتلين من شرقي حلب، مضيفا "فور الاتفاق على المسارات والمهل يمكن أن تدخل الهدنة موضع التنفيذ".
أشار لافروف إلى أن مشروع القرار حول الهدنة في حلب الذي من المقرر أن يناقشه مجلس الأمن "غير بناء لأنه يتعارض مع الإجراءات التي نسعى للاتفاق عليها" مع واشنطن.
كانت مصر ونيوزيلندا وإسبانيا قدمت مشروع قرار يطالب بشكل خاص بإقرار هدنة في حلب لمدة سبعة أيام، وتعارض روسيا هذه الهدنة لأنها تعتبر أن الفصائل المسلحة قد تستفيد منها "لإعادة تجميع عناصرها وتعزيز قواتها،  وسيصبح من الأصعب عندها تحرير حلب الشرقية من المتمردين".
وسبق وأن أعلن لافروف إثر لقاء مع نظيره الأمريكي جون كيري في روما أن الأخير قدم إليه "اقتراحات أمريكية تأتي في السياق نفسه للمقاربات لتسوية النزاع في حلب التي يدعمها الخبراء الروس منذ فترة طويلة".
فرصة لفرض هدنة لدعم
فرصة لفرض هدنة لدعم المسلحين
وتم التأكيد على استعداد الجانب الروسي لإرسال خبراءه العسكريين إلى جنيف على الفور للتنسيق مع نظرائهم الأمريكيين الخطوات المشتركة التي يمكن أن تتيح ضمان رحيل كل المتمردين من دون استثناء من شرقي حلب"..
من جانبها أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن فريقا من الأطباء العسكريين الروس وصل إلى حلب وبدأ بتقديم المساعدات لسكان أحيائها الشرقية التي حررت من المسلحين، وأن الأطباء العسكريين الروس تمكنوا خلال فترة قصيرة من إقامة عيادة ومركز لاستقبال المرضى وقسم خاص لعلاج الأطفال وقسم للعمليات الجراحية وغرفة إنعاش وقسم للتخدير الطبي وقسم للفحص الشعاعي ومختبر طبي وقسم للمساعدات الطبية المتخصصة، ويضم الفريق الروسي أيضا أطباء متخصصين في مجال الولادة وعلاج الأطفال.
استمرار دعم المعارضة
استمرار دعم المعارضة المسلحة يقوض فرص الحل السياسي
يذكر أن المركز الطبي الروسي المتعدد الوظائف يتسع لـ100 سرير، وتبلغ قدرة استقبال العيادات للمرضى 420 شخصا يوميا، والاشارة إلى أن المركز الطبي مزود بكل الأدوية والمعدات الطبية المطلوبة.
وتمت الاشارة إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين كلف وزارتي الدفاع والطوارئ بإرسال مستشفيات متنقلة لتقديم المساعدة الطبية لسكان حلب والمناطق القريبة منها.
من ناحية اخري تحقق قوات النظام السوري تقدما في أحياء عدة من حلب الشرقية منذ بدء هجومها الواسع في 15 نوفمبر الماضي، وقال متابعون إن المسلحين في شرق حلب شنوا هجوما معاكسا على مواقع للجيش السوري وقواته الرديفة في الأحياء الشرقية لحلب كالقاطرجي وحي الميسر، والتأكيد على أن حي الإذاعة يشهد اشتباكات عنيفة أيضا تستعمل فيها مختلف الأسلحة الثقيلة والخفيفة وقذائف الهاون.
مندوب مصر في مجلس
مندوب مصر في مجلس الامن
يأتى ذلك فى الوقت الذى اعترفت فيه المعارضة السورية المسلحة أمس بأن مقاتليها خسروا حيين رئيسيين جديدين شرق حلب، بفعل مواصلة الجيش السوري تقدمه نحو مواقع المسلحين، والاشارة إلى بدء مسلحين في شرق مدينة حلب السورية مفاوضات سرية مع القوات الحكومية بشأن شروط استسلامهم.

شارك