الفيتو الروسي- الصيني وإجهاض "الجهد" المصري لوقف القتل في حلب السورية

الثلاثاء 06/ديسمبر/2016 - 11:16 ص
طباعة الفيتو الروسي- الصيني
 
 على الرغم من أن مصر لم يكن هدفها من طرح مشروع قانون في مجلس الأمن الدولي يطالب بهدنة مدتها 7 أيام في حلب السورية سوى وقف الدمار والقتل في المدينة المحاصرة- إلا أنه سرعان ما تعرض هذا المشروع لحصار من الفيتو الروسي- الصيني لإجهاضه في مهده، ليبقى القتل والدمار والخراب هو عنوان المرحلة في سوريا. 
الفيتو الروسي- الصيني
مشروع القرار نص على أن "يوقف جميع أطراف النزاع السوري جميع الهجمات في مدينة حلب لفترة سبعة أيام قابلة للتجديد، وأن يسمحوا بتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة عن طريق السماح لإغاثة عشرات الآلاف من السكان المحاصرين في مناطق المعارضة، وكان القصد من هذه الهدنة المؤقتة- بحسب النص- التحضير لوقف القتال في جميع أنحاء سوريا باستثناء العمليات العسكرية ضد "الجماعات الإرهابية"، مثل تنظيم "داعش" أو جبهة فتح الشام- النصرة سابقاً- قبل إعلانها فك ارتباطها بالقاعدة"، ولكن الصين وروسيا استخدمتا حق الفيتو ضد المشروع، كما عارضت فنزويلا مشروع القرار الذي قدمته إسبانيا ومصر ونيوزيلندا، في حين امتنعت أنجولا عن التصويت، وأيدت 11 دولة أخرى القرار، وهي المرة السادسة التي تستخدم فيها روسيا الفيتو حول سوريا، منذ بدء النزاع في مارس 2011، والمرة الخامسة بالنسبة للصين.
وكانت روسيا قد أعربت عن تحفظات قوية حيال النص الذي خضع لمفاوضات استمرت أسابيع، وحاولت في اللحظة الأخيرة الحصول على تأجيل التصويت حتى اليوم الثلاثاء 6-12-2016م، لكن بعد مشاورات قررت الدول التي قدمت النص بدعم من واشنطن ولندن وباريس المضي قدماً، فيما أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، أنه "لا يمكن لروسيا أن تدعم مشروع القرار بشأن حلب بصيغته الحالية، وأن الموافقة على مشروع القرار تضر بالوضع الإنساني في حلب، وأن التصويت على مشروع القرار يعد مخالفة إجرائية، وكنا نتوقع تحديد جدول زمني وممرات لانسحاب المقاتلين من شرق حلب، وأن مشروع القرار لا يشير لانسحاب المسلحين من شرق حلب، وأن مقاتلي المعارضة السورية استغلوا في السابق وقف النار لتعزيز مواقعهم، وأنه هناك في واشنطن من يحاول إحباط جهود لافروف- كيري بشأن سوريا، وأن الجانبين اتفقا على عناصر أساسية بشأن الوضع في حلب". 
الفيتو الروسي- الصيني
من جانبها، قالت نائبة سفيرة الولايات المتحدة، ميشال سيسون: إن روسيا تستخدم حججاً واهية لعرقلة مشروع القرار الأممي، وإن موسكو تفضل مصلحتها العسكرية على المساعدات الإنسانية وعدم وجود أي اختراق في المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا بدوره، عبر مندوب فرنسا، فرانسوا ديلاتر، عن الأسف، متهماً موسكو بأنها قررت أن تسيطر على حلب بغض النظر عن التكلفة البشرية؛ لتحقيق نصر عسكري، فيما ندد وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرولت، في باريس بـ"العرقلة الروسية"، معتبراً أن خطوة روسيا تمنع مجلس الأمن "من تحمل مسئولياته تجاه السكان المدنيين في سوريا الذين يواجهون الجنون المدمر لنظام بشار الأسد، والجماعات الإرهابية، بدءاً من داعش، وأن "التصعيد العسكري هو طريق مسدود يضاعف معاناة الناس ويغذي الإرهاب"، أما سفير الصين، ليو جيه يى، فقال إنه كان على المجلس الاستمرار في التفاوض لتحقيق التوافق وانتقد "تسييس القضايا الإنسانية"، في المقابل اعتبر الممثل الخاص للائتلاف الوطني السوري، نجيب غضبيان، في رد من قبل المعارضة على الفشل في مجلس الأمن، استخدام روسيا حق النقض ضد القرار المتعلق بحلب أمراً غير مستغرب، وأن روسيا لطالما كانت الداعم والمحرض الرئيسي لنظام الأسد على ارتكاب مجازر بحق المدنيين، وأن مجلس الأمن غير مستعد لإنقاذ الأرواح في سوريا.
الفيتو الروسي- الصيني
مصر أكدت في بيان رسمى لوزارة الخارجية إنها كانت تفضل استمرار عملية التشاور حول مشروع القرار الذي تقدمت به، وإسبانيا ونيوزيلندا للتعامل مع الأوضاع الإنسانية المتردية في حلب، وإنفاذ وقف لإطلاق النار يضمن دخول المساعدات الإنسانية إلى أبناء الشعب السوري، وأن استمرار عملية التشاور كانت لضمان تحقيق التوافق الكامل بين جَمِيع الأعضاء فِي مجلس الأمن عليه، لا سيما وأن مصر قد بذلت جهداً كبيرة على مدار الأسابيع السَّابِقَة بالتشاور مع جَمِيع الأعضاء فِي المجلس لتقريب وجهات النظر حول مشروع القرار، إلا أن أَغْلب الدول الأعضاء أصرت على طرح المشروع للتصويت في صورته الحالية التي لم تكن تحظى بموافقة كافة الدول، وأن مصر تأمل أن يستمر مجلس الأمن في الاضطلاع بمسئولياته تجاه الشعب السوري، ويواصل جهوده من أجل التوصل إلى رؤية واضحة ومتفق عليها للتعامل مع التحديات الإنسانية في حلب وباقي المدن السورية بِصُورَة تحقن دماء الشعب السوري الشقيق.
الفيتو الروسي- الصيني
مما سبق نستطيع التأكيد على أنه بالرغم من الجهود المضنية التي بذلتها بعثة مصر الدائمة لدى الأمم المتحدة على مدار الأسابيع الأخيرة لتحقيق التوافق المطلوب على مشروع القرار، إيماناً من جانب مصر بأولوية التعامل مع الأوضاع الإنسانية المتردية في حلب، واتساقاً مع الموقف المصري الواضح فِي غُضُون بداية الأزمة بضرورة وضع حد لمعاناة الشعب السوري، وأن يسمو الجميع فوق أية اعتبارات، وهو ما أدى إلى إدخال تعديلات جوهرية على المشروع- بالرغم من ذلك كله إلا أن الفيتو الروسي- الصيني سرعان ما أجهض المشروع في مهده ليبقى القتل والدمار والخراب هو عنوان المرحلة في سوريا. 

شارك