53 يوماً من "الدماء" الداعشية والعراقية والنتيجة تحرير28 حيّاً من أصل 70 في الموصل

السبت 10/ديسمبر/2016 - 01:15 م
طباعة 53 يوماً من الدماء
 
بعد 53  يوماً من  القتال المتواصل بين القوات العراقية المدعومة من ميلشيات الحشد الشعبى والقوات الكردية وبغطاء جوى من التحالف الدولى  التى لم تحرر حتى الان سوى 28 حيّاً من أصل  70   هى عدد أحياء الموصل  وتستمر  المعارك على  المحوران الشرقي والشمالي الشرقي للجبهة الشرقية لمركز المدينة الذان يشهدا  تقدماً كبيراً لقوات مكافحة الإرهاب حيث شهدا تقدماً كبيراً لقوات مكافحة الإرهاب التي أتمت سيطرتها  اليوم  10-11-2016م على أحياء العدل والتأميم والأعلام، واستمرت عملياتها في أحياء الصحة والمثني والنور والسكر والقاهرة ومشارف حيي المصارف والزهور، بالتزامن مع عمليات تطهير أحياء الإخاء وعدن وحي البكر الذي تعرضت القوات فيه لهجوم بسيارة مفخخة.
53 يوماً من الدماء
وتحافظ القوات العراقية على المناطق التي تسيطر عليها في الأحياء المحررة والتي بلغت 28 حيّاً، منها القدس والكرامة والزهور والأوربجي والزهراء والولاء والعلماء والمحاربين والملايين 3 والذهبي والسماح1 و2 والتحرير والمصارف والبريد والإعلام والشهداء  ولكن فى المقابل  استمر جمود المحور الجنوبي الشرقي لليوم الثالث على التوالي بعد تراجع قوات الفرقة التاسعة المدرعة عن معظم المناطق التي حررتها في حي السلام وفشل محاولة استعادة هذه المناطق خلال يومي 9-10-12-2016م  كما حافظت قوات الفرقة على مواقعها في أحياء الوحدة والميثاق وسومر الذي شهد اشتباكات عنيفة مع عناصر داعش، كما استمرت عمليات القصف بالهاون باتجاه مواقع داعش في حيي دوميز وفلسطين، وحافظت على خط السيطرة في مناطق المعلمين والشيماء والسلام والانتصار وجديدة المفتي ويونس السبعاوي.
53 يوماً من الدماء
وفي الجبهة الغربية، تمكنت قوات الحشد الشعبي من إفشال محاولات من قبل عناصر داعش لفك الطوق عن تل عبطة في معركة استمرت 5 ساعات شاركت فيها قوات النخبة في داعش "لواء الفاروق"، بالتزامن مع ذلك يستمر الجهد الهندسي والطبي في تطهير أنحاء مركز تل عبطة وشرعت في رفع الألغام والشراك الخداعية وبسط السيطرة على الطرق باتجاه قضاء الحضر جنوباً وقضاء البعاج غرباُ، وفي تأمين العوائل النازحة و عقب انتهاء هذه المرحلة من العمليات  تبدأ عمليات المرحلة السادسة للوصول إلى الحدود السورية باتجاه قضاء البعاج وتطهير المناطق الجنوبية باتجاه قضاء الحضر.
 وفي المحور الجنوبي للجبهة الجنوبية  "جبهة سهل الحويجة"، استمرت قوات الحشد العشائري ولواء المشاة 60 في تأمين الفري الواقعة شمال المحور مثل كنعوص الشمالية، كما استمرت عمليات قوات الشرطة الاتحادية والرد السريع التحضيرية في المحور الشمالي لهذه الجبهة بالتمهيد المدفعي باتجاه معسكر الغزلاني ومنطقة البوسيف للتحرك قريباُ باتجاه مطار الموصل  ليعلن  قائد قوات جهاز مكافحة الإرهاب العراقية  عبد الغني الأسدي، انتهاء المرحلة الأولى من العمليات العسكرية في معركة استعادة محافظة نينوى ومركزها الموصل، بعد 53 يوماً على انطلاقها  وأن قواته سيطرت حتى الآن على 28 حياً في الجبهات الشرقية للموصل ومستمرة في تطهير باقي الأحياء،  وأنه لم يتبق إلا القليل لاستعادة الساحل الأيسر في المدينة بالكامل، بينما أفادت مصادر أمنية بأن قوات مكافحة الإرهاب اقتحمت حي التآميم وتخوض معارك شرسة لطرد مسلحي "داعش" منه  كما دارت معارك عنيفة في الجبهة الجنوبية للمدينة بين قوات الشرطة الاتحادية وعناصر التنظيم، قتل على إثرها نحو 20 متطرفاً، فضلاً عن تدمير خمس سيارات ملغمة، وفرضت القوات الأمنية السيطرة في المحور الشمالي على أحياء النوافل ومسياك والعباسية  فيما  أعلنت ميليشيات الحشد الشعبي  من جانبها تأمين الحدود العراقية السورية بالكامل بعد معارك عنيفة خاضتها ضد عناصر "داعش" في ناحية تل عبطة غربي الموصل.
53 يوماً من الدماء
سياسيأ شدد عراقيون عدة  على ان تأخر معركة الموصل، الفاصلة مع تنظيم «داعش»  ربما يمتد لشهرين إضافيين، بعد أن واجهت قوات الجيش و«البيشمركة» و«الحشد الشعبي» المدعومة بقوات من التحالف الدولي تعقيدات جدية على الأرض، بعد 53  من الاقتتال العنيف التعقيدات برزت بعد اكتشاف الجيش العراقي عقب سير المعارك استعداد التنظيم للمعركة بشكل لم تتوقعه القيادات العراقية والتحالف الدولي، فالتنظيم رتب نفسه من خلال بناء التحصينات الدفاعية والخنادق في مدينة الموصل وما حولها، مما أعاق تنفيذ خطط اقتحام المدينة في الوقت المحدد للخطط، التي تم وضعها لطرده بشكل نهائي كما  أن التأخير في حسم معركة الموصل، سيجلب المزيد من التعقيدات، وسيعيد خلط الأوراق في المنطقة برمتها، وليس العراق فقط، خاصة وأن التنظيم سيستفيد من الإحباط الذي يتولد لدى المقاتلين، إلا أن القوات العراقية تبدو مصممة على إنهاء المعارك مهما طالت، لأنها تعدها أهم المعارك في البلاد منذ سيطرة «داعش» على مدن عدة في البلاد قبل مدة.
وربما تحمل التطورات الأخيرة في المنطقة الكثير من الأنباء غير السارة لتنظيم «داعش»، خاصة مع قدوم دونالد ترامب رئيساً جديداً للولايات المتحدة الأمريكية، بعد انتخابات مثيرة للجدل والانقسام في أمريكا وخارجها؛ حيث يبدو ترامب أكثر حزماً ضد التنظيم، الذي تمدد بشكل واسع خلال فترة حكم الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما خلال الشهر الماضي، الذي تلى انتخابه لم ينفك ترامب عن الحديث عن رؤية مختلفة للحرب ضد «داعش»، ورغبة إدارته الجديدة في التعاون من أجل القضاء على التنظيم، الذي صار تمدده يخيف دول المنطقة والعالم أجمع.
53 يوماً من الدماء
من هنا تبدو تعقيدات المعركة في الموصل ضد تنظيم «داعش» متوقعة، بل وطبيعية، قياساً بالمواجهة القائمة فيها؛ حيث يحشد التنظيم لمعركة مصيرية لتواجده، لأنه يدرك أن الموصل هي معركته الأخيرة، وبانتهائها سيتشرذم التنظيم إلى جزر متناثرة يسهل التخلص منها في وقت لاحق، في الوقت نفسه تبدو القوات العراقية مصممة أكثر من أي وقت مضى على عدم ترك النصر يفر من قبضتها، خاصة وأن الأجواء الحالية لن تتوافر في المستقبل؛ لذلك لن يسمح التنظيم بكسر ظهره في الموصل، وسيعمل بكل ما أوتي من قوة للحيلولة دون تحقيق ذلك، وسيحاول إطالة أمد المعركة؛ للبقاء في المدينة، وبالتالي استمرار مشروعه للتدمير والخراب، ليس فقط في الموصل، بل في كل العراق والمناطق التي وصلت أقدامه إليها واستمرار الحرب من عدمها، يعتمد إذاً على النفس الطويل، الذي ستتبعه القوات العراقية والتنظيم معاً، فالتنظيم يدرك أن هذه آخر تحصيناته، وأن مصيره لم يعد بيده وحده، بل بأيدي غيره؛ لذلك ستكون الفترة القادمة حبلى بالمفاجآت، ومملوءة بالخسائر البشرية والعسكرية للجميع .
53 يوماً من الدماء
 مما سبق نستطيع التأكيد على انه وبعد 53 يوماً من  القتال المتواصل بين القوات العراقية المدعومة من ميلشيات الحشد الشعبى والقوات الكردية وبغطاء جوى من التحالف الدولى   لم تحرر حتى الان سوى 28 حيّاً من أصل  70   هى عدد أحياء الموصل  ولازالت   المعارك  مستمرة على كافة المحاور  وهو ما يصعب الامر ويؤشر على المزيد من الدماء التى ستهدر خلال الفترة القادمة . 

شارك