بعد تحرير الساحل الأيسر.. القوات العراقية تستنجد بالحشد الشعبي لتحرير الموصل
السبت 10/ديسمبر/2016 - 04:57 م
طباعة

مواصلة لمساعي القوات العراقية في تحرير مدينة الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، استنجدت القوات العراقية بالحشد الشعبي اليوم السبت 10 ديسمبر 2016، لمساعدتها في تحرير المدن المتبقية تحت سيطرة التنظيم الإرهابي، وقالت مصادر عراقية مطّلعة إن قيادات الجيش العراقي بدأت تقتنع بضرورة إدخال ميليشيات الحشد الشعبي لكسر التقدم البطيء للعمليات في الموصل وخاصة في الساحل الأيسر، وذلك في ظل تكتيكات التنظيم المتشدد القائمة على المباغتة والسيارات المفخخة.

يأتي ذلك بعد 53 يوماً من القتال المتواصل بين القوات العراقية المدعومة من ميلشيات الحشد الشعبى والقوات الكردية وبغطاء جوى من التحالف الدولى التى لم حيث حررت حتي الأن وفق ما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها، سوى 28 حيّاً من أصل 70 هى عدد أحياء الموصل وتستمر المعارك على المحوران الشرقي والشمالي الشرقي للجبهة الشرقية لمركز المدينة الذان يشهدا تقدماً كبيراً لقوات مكافحة الإرهاب حيث شهدا تقدماً كبيراً لقوات مكافحة الإرهاب التي أتمت سيطرتها اليوم 10-11-2016م على أحياء العدل والتأميم والأعلام، واستمرت عملياتها في أحياء الصحة والمثني والنور والسكر والقاهرة ومشارف حيي المصارف والزهور، بالتزامن مع عمليات تطهير أحياء الإخاء وعدن وحي البكر الذي تعرضت القوات فيه لهجوم بسيارة مفخخة.
وتواصل القوات العراقية تقدمها في عمليات تحرير نينوى ومركزها الموصل، منذ 17 أكتوبر الماضي، لطرد تنظيم "داعش" الإرهابي الذي استولى على المحافظة في منتصف عام 2014.
وتتوقع المصادر أن يقوم رئيس الوزراء حيدر العبادي خلال الأيام القادمة، بصفته قائدا عاما للقوات المسلحّة العراقية بتوجيه أمر رسمي لعدد من فصائل الحشد الشعبي والمتمركزة في الوقت الراهن بجبهات خلفية، بالتقدّم صوب المدينة للمساعدة في “تحريرها” بعد أن تعذّر ذلك على القوات الحكومية.
في ذات السياق، أعلن المتحدث باسم متطوعي نينوى، محمود السورجي، في تصريح صحافي اليوم، انتهاء المرحلة الأولى من عمليات تحرير الساحل الأيسر لمدينة الموصل أكبر وأخر معاقل تنظيم "داعش" الإرهابي، مؤكدًا أن القوات العراقية طوت الصفحة الأولى من تحرير وتطهير الساحل الأيسر من الموصل مركز نينوى شمال البلاد، باقتلاع "داعش" من حي النور الواقع في الخط الفاصل للساحل الأيسر تحت سيطرة القوات العراقية.
وتطرق السروجي إلي اجتماع لقيادة عمليات، بشأن طي الصفحة الأولى بانتظار انطلاق الثانية خلال اليومين المقبلين، مضيفًا أن الغرفة اتفقت على تغيير الخطط العسكرية في المرحلة الثانية للقضاء على تنظيم "داعش" في المساحات المتبقية من الأيسر للموصل.
وأكد السورجي، وصول تعزيزات عسكرية لمسك الأرض في الساحل الأيسر، كي تستأنف القوات القتالية تقدمها في "عمليات قادمون يانينوى" نحو حيي المثنى والبلديات ليصبح ثلثي الأيسر محرر بالكامل من تنظيم "داعش".
ضباط ميدانيون في الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب، أكدوا أن هناك نقصا واضحا في عدد القوات اللازمة لحسم المعركة، مشيرين إلى أن القطعات العراقية تعرضت في أربع حالات على الأقل إلى هجمات من خطوطها الخلفية في الساحل الأيسر، أي من المواقع التي يفترض أنها مؤمنة.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، غيرت القطعات العسكرية في الساحل الأيسر خطط تقدمها، من الزحف الأفقي في جبهة يبلغ عرضها نحو ثلاثة كيلومترات، إلى التقدم العمودي، أي الدفع بالقوات نحو هدفها على شكل رتل طويل، واختراق مناطق يسيطر عليها داعش.
وحقق هذا التكتيك تقدما الخميس، إذ بلغت القوات العراقية نقطة لا يفصلها عن نهر دجلة سوى ألف متر، عند مستشفى السلام وحي الوحدة، في الساحل الأيسر، لكن ذلك كلفها، في الوقت نفسه، خسائر بشرية ومادية كبيرة.
واضطرت تلك القطعات إلى الانسحاب، لأن هجمات داعش لم تتوقف على جناحيها، وما إن عادت إلى أطراف حي سومر، حتى تبين أنها خسرت ما لا يقل عن سبعين جنديا ونحو مئة جريح، وآليات عديدة، بينها دبابة أميركية الصنع من طراز أبرامز.

وتشير تقديرات عراقية إلى أن استمرار الضغط على داعش في هذا المحور، سيحقق عدة أهداف في وقت واحد؛ فهو يمنع التنظيم من إعادة ترتيب صفوفه، ويضمن بقاء القتال في نقطة محددة من الموصل، وعدم انتقاله إلى مناطق أخرى، لا سيما بعد الدمار الهائل الذي أصاب عددا من أحياء الساحل الأيسر بفعل القتال، وهناك أحياء سويت كليا بالأرض، كحي المحاربين.
وتؤكد مصادر عراقية أن داعش خسر في معارك حي الوحدة ومستشفى السلام، نحو 80 عنصرا مع عدد كبير من الجرحى، فضلا عن الدفع بثلاثة عشر انتحاريا وتسع سيارات مفخخة.
واضطر التنظيم إلى نقل عدد من عناصر نخبته وانغماسييه الذين يحرسون مواقع حساسة في الساحل الأيمن، إلى مواقع القتال في الساحل الأيسر، تحسبا لموجات هجوم عراقية جديدة.
ويري مراقبون أن إدخال الحشد إلى الموصل سيكسر الخطة الأمريكية، بعد ضرب خطة "حذوة الفرس" (الخطة الأصلية) عرض الحائط، لكن ضباطا عراقيين يقولون إن ذلك هو البديل الوحيد عن تدمير بطيء للموصل.
ويري معارضون لمشاركة الميليشيات الشيعية في اقتحام الموصل، حدّ التشكيك في أن خطة اقتحام المدينة أعدتّ أصلا بطريقة تضمن فشلها بما يجعل من الاستعانة بالميليشيات أمرا لا مناص منه.
ويقول هؤلاء إنّ الحشد الشعبي بحد ذاته ساهم في تعقيد المعركة بسدّه المنفذ الغربي لمدينة الموصل الذي ترك مفتوحا بمقتضى الخطة الأصلية بغرض فتح طريق الهروب أمام عناصر داعش خارج المدينة حتى لا يكونوا جميعا مضطرين إلى القتال داخلها بشكل انتحاري ما يؤدي إلى دمارها ويعرّض المدنيين للخطر.
ويقول متابعون في الشأن العراقي إنّ من اليسير تخيل سيناريو صفحة جديدة من معركة استعادة الموصل، يكون للحشد الشعبي دور رئيس فيها.
من جانبه، قال الضابط في قيادة عمليات نينوى العميد الركن عباس محمد الصافي إن قوات من جهاز مكافحة الإرهاب والفرقة التاسعة والشرطة الاتحادية شرعت خلال ساعات الليل في التقدم نحو حيي الوحدة والميثاق، من أجل استعادة السيطرة عليهما من جديد، مضيفًا أن التنظيم أبدى ولساعات عدة مقاومة عنيفة جدا، واعتمد على مجموعة كبيرة من القناصة والمقاتلين الذين يستخدمون الأسلحة المتوسطة في إعاقة تقدم القوات.
وكانت قوات الفرقة التاسعة تكبدت خسائر جسيمة في الأرواح والمعدات عند اقتحامها حي الوحدة وسيطرتها على مستشفى السلام العام، وأجبرتها تلك الخسائر على التراجع والفرار نحو المناطق التي تمتلك فيها مواقع محصنة في المحور ذاته.
فيما قال نقيب في الفرقة المدرعة التاسعة إن داعش أجبر سكان حيي الوحدة والميثاق جنوب شرقي الموصل على إخلاء منازلهم والتوجه إلى الجانب الغربي الذي ما زال تحت سيطرته.
وشن التنظيم أمس الجمعة على قوات جهاز مكافحة الإرهاب في أحياء شرق الموصل وقصفها بقذائف الهاون، كما دارت اشتباكات عنيفة في حيي النور والتأميم شرقي الموصل.
وتتقدم القوات العراقية ببطء وتواجه مقاومة عنيفة من مسلحي التنظيم وقناصته، فضلا عن ترقبهم لأي هجوم قد تشنه السيارات المفخخة، ما أدي إلي استنجدها بالحشد الشعبي لمواصلة العملية سريعا.