تثبيت حكم بإعدام أخطر «إرهابي» في مصر/لأول مرة.. الإخوان تنفي رسميا علاقتها بحركة حسم الإرهابية/ «مرسى» يعود للقفص بـ «البدلة الزرقاء»/السيسي ينبه إلى دور الخطاب الديني

الأحد 11/ديسمبر/2016 - 09:36 ص
طباعة تثبيت حكم بإعدام
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف المحلية والعربية بخصوص جماعات الاسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات داخل مصر بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) صباح اليوم الأحد الموافق 11-12-2016

تثبيت حكم بإعدام أخطر «إرهابي» في مصر

تثبيت حكم بإعدام
أيدت محكمة النقض المصرية حكماً بإعدام عادل حبارة الذي أدين بالإرهاب والتورّط في قتل جنود في مدينة رفح في سيناء، في وقت قُتل ثلاثة من سكان المدينة إثر سقوط قذيفة مجهولة المصدر على بناية يقيمون فيها، بينما قُتل مدني وجُرح ثلاثة جنود في الشرطة في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية أمنية في مدينة كفر الشيخ شمال مصر.
وأبرمت محكمة النقض، أعلى محكمة مدنية جنائية في مصر، حكماً نهائياً وباتاً بإعدام عادل حبارة، وتأييد سجن ١٥ متهماً آخرين بأحكام متفاوتة، أدينوا بالتورط في ارتكاب مذبحة جنود الأمن المركزي في رفح في آب (أغسطس) 2013، المعروفة إعلامياً بـ «مذبحة رفح الثانية». وكانت محكمة جنايات القاهرة قضت في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، بإعدام حبارة وستة متهمين آخرين فارين، ومعاقبة ثلاثة متهمين بالسجن المؤبد لمدة ٢٥ عاماً، و٢٢ متهماً بالسجن المشدد لمدة ١٥ عاماً، وتبرئة ثلاثة متهمين آخرين، وهو الحكم ذاته الذي سبق وأصدرته محكمة جنايات القاهرة في المحاكمة الأولى للمتهمين.
ويعد حبارة من أخطر المتهمين بالإرهاب الموقوفين في السجون المصرية. وألقي القبض عليه في محافظة الشرقية في 2014، لكنه نفى تلك التهم عنه أمام المحكمة. وحاول في وقت سابق من العام الحالي، أثناء نقله لحضور إحدى جلسات المحكمة، الفرار من قوة التأمين، وتمكّن بالفعل من الركض في الشارع، لكن قوة أمنية ومواطنين ضيّقوا عليه الخناق وتم توقيفه.
وكانت محكمة الجنايات باشرت إعادة محاكمة حبارة و15 آخرين صدرت ضدهم أحكام بصفة حضورية في المحاكمة الأولى لهم، في القضية التي تتضمن أيضاً وقائع الشروع في قتل جنود الأمن المركزي في بلبيس في الشرقية، والتخابر مع تنظيم «القاعدة» في العراق. وأعيدت محاكمة المتهمين في القضية في ضوء الحكم الصادر من محكمة النقض في حزيران (يونيو) من العام الماضي، الذي ألغت في مقتضاه المحكمة الأحكام الصادرة بالإعدام والسجن المؤبد والمشدّد بحق المتهمين في المحاكمة الأولى لهم.
وأسندت النيابة العامة إلى المتهمين ارتكابهم جرائم الإرهاب والتخابر وتأسيس جماعة تعمل على خلاف أحكام القانون، بغرض الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وتخريب الممتلكات العامة ومقاومة السلطات وحيازة الأسلحة والذخائر والمفرقعات.
وأدين المحكومون بالتورط في مجزرة بحق الأمن المركزي في قطاع «الأحراش» في رفح في 19 آب 2013، أسفرت عن مقتل 25 جندياً، والهجوم على قوات الأمن المركزي في بلبيس، ما أدى إلى إصابة 18 ضابطاً ومجنداً. وكشفت تحقيقات النيابة أن تنظيماً إرهابياً يقف وراء ارتكاب تلك الجرائم، أسسه وتولى زعامته المتهم محمود محمد مغاوري وشهرته «أبو سليمان المصري» من محافظة الشرقية، والذي اعتنق أفكاراً متطرفة قوامها تكفير الحاكم وإباحة الخروج عليه، والاعتداء على مؤسسات الدولة وأفراد القوات المسلحة والشرطة، واستهداف الأقباط ودور عبادتهم.
وأشارت التحقيقات إلى انضمام متهمين إلى أبو سليمان، هما أشرف محمود أبو طالب وعادل حبارة، الذي سبق الحكم عليه بالإعدام غيابياً في قضية تفجيرات طابا، وكوّنا خلية عنقودية تحت اسم «خلية المهاجرين والأنصار» بلغ عددها 31 شخصاً.
وأضافت التحقيقات أنه تم إعداد أعضاء التنظيم فكرياً وحركياً، وتدريبهم تدريبات عسكرية خاصة، وتسليحهم ببنادق آلية وذخائر وقنابل مجهزة بمتفجرات متطورة، وأن حبارة اتصل بقيادي في «القاعدة» في العراق لتوفير التمويل اللازم لتنفيذ تلك الهجمات. وتمكّنت قوات الشرطة من ضبط 11 شخصاً من أعضاء التنظيم الإرهابي وفي حوزتهم قنبلتان دفاعيتان ومتفجرات خاصة بهما، كما أوقفت خمسة آخرين تباعاً.
ميدانياً، قالت مصادر طبية وشهود عيان أن ثلاثة مدنيين قُتلوا إثر سقوط قذيفة مجهولة المصدر على بناية يقيمون بها في منطقة الأحراش في رفح. ونقلت جثامينهم الى مبرد مستشفى العريش. ولفتت مصادر طبية وشهود عيان الى أن صبياً يبلغ من العمر 14 سنة جُرح بطلق ناري مجهول المصدر أثناء سيره في منطقة «عاطف السادات»، وهي إحدى المناطق العشوائية في مدينة العريش.
وأضاف شهود عيان أنهم شاهدوا صباح أمس، عدداً كبيراً من الآليات الأمنية مختلفة الأنواع يعتليها جنود مدججون بالسلاح في طريقهم الى تنفيذ حملة مداهمات بقرى جنوب غربي العريش لضبط عناصر مسلّحة مطلوبة لأجهزة الأمن. وبعد تضييق الخناق على الجماعات المسلّحة بالحواجز والتمركزات الأمنية وقطع طرق الإمداد لأوكارهم في العريش، لجأت عناصرها إلى مناطق المزارع والمناطق الصحراوية في الظهير الجنوبي خلف الطريق الدائري المار في مدينة العريش، وهي المناطق المرشحة لإطلاق حملة مداهمات واسعة النطاق فيها.
في غضون ذلك، قالت وزارة الداخلية في بيان مساء أول من أمس، أن عبوة ناسفة انفجرت على الطريق الدولي في كفر الشيخ في شمال مصر أثناء مرور إحدى الدوريات الأمنية، ما أسفر عن إصابة شرطيين بجروح طفيفة، فيما قُتل مواطن تصادف مروره قرب موقع الانفجار.
من جهة أخرى، أرجأت محكمة جنايات القاهرة أمس، محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، و24 متهماً آخرين في قضية «إهانة القضاء»، إلى جلسة 14 كانون الثاني (يناير) المقبل، لاستكمال مرافعة دفاع المتهمين. وأمرت المحكمة بضبط وإحضار نائب رئيس محكمة النقض السابق المستشار محمود الخضيري، وحبسه على ذمة القضية. وكانت هيئة التحقيق قالت أن المتهمين «أهانوا وسبوا القضاء والقضاة بطريق النشر والإدلاء بأحاديث في القنوات التلفزيونية والإذاعية ومواقع التواصل الاجتماعي، من خلال عبارات تحمل الإساءة والازدراء والكراهية للمحاكم والسلطة القضائية». وتضم قائمة المتهمين محامين وصحافيين ونشطاء ينتمون إلى تيارات سياسية ليبرالية ويسارية وإسلامية. 
 (الحياة اللندنية)

لأول مرة.. الإخوان تنفي رسميا علاقتها بحركة حسم الإرهابية

لأول مرة.. الإخوان
نفى طلعت مصطفى، المتحدث الرسمي باسم الإخوان، وجود أي علاقة بين الجماعة، وحركة حسم الإرهابية، التي تتبنى عمليات اغتيالات ضد السلطات المصرية، وكان آخرها الهجوم الذي وقع أمس الجمعة، وأودى بحياة 6 من أفراد الشرطة.
وأكد مصطفى في تصريح لوكالة الأناضول التركية الرسمية، أن الإخوان ليس لها علاقة بأي تنظيم، أو أفراد تسفك الدماء وليس لديها جناح مسلح بمصر.
ويعد تصريح القيادي الإخواني، والمتحدث الرسمي باسم الجماعة، أول تعقيب رسمي، منذ بداية تشكيل الحركات الإرهابية المسلحة، التي تستهدف رجال الأمن ورءوس النظام المصري.
من ناحيته، أكد الدكتور كمال الهلباوي، القيادي الإخواني المنشق، أن الإخوان تأخرت في أشياء كثيرة، منها هذا التصريح الذي يبرئ الجماعة من دعم أعضاء حركة حسم الإرهابية.
وشدد في تصريح لـ«فيتو» على أنه طالبهم أكثر من مرة، أن يكونوا مع الوطن، حتى لو اختلفوا مع النظام الحاكم، وأن يعلنوا رفضهم للعنف بشكل كامل لا لبس فيه، ولكنهم لم يستجيبوا لذلك. 
 (فيتو)
تثبيت حكم بإعدام
"عيش ندل تموت إخوان".. "تنظيم إسطنبول" يبلغ الشرطة عن شبابه بعد محاولة حضور اجتماع للعواجيز.. جبهة محمود حسين تستعين بالأمن التركى لإفساد لقاء الإطاحة بها.. وقيادى منشق: الوشاية جزء من تاريخ الجماعة
لم تكن أزمة بتحريك دعوى أمام الشرطة التركية، من قبل وليد شرابى، القيادى فيما يسمى بـ"المجلس الثورى" التابع لجماعة الإخوان الإرهابية فى تركيا، ضد هيثم أبو خليل، أحد قيادات الجماعة، ومطالبة أجهزة الشرطة باستدعائه، هو الجولة الأولى التى تُصعّد فيها عناصر وقيادات الجماعة الإرهابية لمعاركها ضد بعضها، فقد سبقتها واقعتان خلال الشهور الماضية، فى المدينة التركية ذاتها "إسطنبول".
الواقعة التى فجرها هيثم أبو خليل، بتقديم وليد شرابى بتحريك دعوى ضده أمام الشرطة التركية، جاءت بحسب ما أعلن "شرابى" بسبب تدوينة عبر مواقع التواصل الاجتماعى ضده، كتبها هيثم أبو خليل، ما دفعه للتعاقد مع محامين أجانب لتحريك دعوى قضائية ضد "أبو خليل".
مدحت الحداد يطلب الشرطة للقبض على شباب الجماعة
الواقعة الأخيرة، سبقتها واقعة مماثلة خلال عقد الجبهة المحسوبة على "عواجيز الإخوان" جمعية عمومية غير معلنة فى أحد مقرات الجماعة بمدينة "إسطنبول" التركية، دون علم قيادات مجلس شورى الإخوان بالخارج، إلا أن شباب الجماعة الإرهابية حاولوا المشاركة فى هذه الجمعية وإفسادها، إلا أن مدحت الحداد، رئيس تنظيم الإخوان فى تركيا، أبلغ الشرطة التركية لإلقاء القبض على هؤلاء الشباب، وهو ما أحدث أزمة كبرى داخل التنظيم خلال الفترة الماضية.
بعدها مباشرة أصدر ما يسمى بـ"مجلس شورى الإخوان فى تركيا"، بيانًا يستنكر فيه واقعة إبلاغ الشرطة التركية عن شباب الإخوان، فى الوقت الذى أعلن فيه شباب الجماعة التمرد ضد العواجيز، وأن الممثل الوحيد لإخوان تركيا هو المكتب الإدارى للجماعة فى الخارج، الذى يرأسه أحمد عبد الرحمن، المحسوب على جبهة اللجنة الإدارية العليا.
جبهة محمود حسين تبلغ الشرطة عن أعضاء "مجلس شورى الجماعة"
واقعة أخرى حاولت جماعة الإخوان التغطية عليها خلال الفترة الماضية، كى لا تصل للرأى العام، إلا أن الأزمة الداخلية التى تشهدها الجماعة كشفت عنها، فعندما احتدم الخلاف بين قيادات الجماعة فى الخارج خلال الفترة الماضية، عقد مجلس شورى الجماعة فى إسطنبول اجتماعا بأحد المقرات، لاتخاذ قرارات ضد "عواجيز الإخوان" بعد إصدار وثيقة سحب الثقة، ما دفع الجبهة المحسوبة على محمود حسين، الأمين العام للجماعة، لإبلاغ الشرطة التركية بأن هذا المقر الذى يُعقد فيه الاجتماع ليس ملك مجلس شورى الجماعة بتركيا، فى محاولة لإفساد الاجتماع ومخطط الجبهة للإطاحة بالعواجيز.
قيادى منشق عن الجماعة: الوشاية جزء من تاريخ الحركات الإسلامية
وحول تلك الوقائع، يقول طارق البشبيشى، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية، إن الوشاية جزء من تاريخ وآليات عمل الحركات الإسلامية، تستخدمه عندما تجد مصالحها فى التنظيم بدأت تتعرض للخطر، وهو ما يدفعهم للإبلاغ عن بعضهم، سواء كانوا داخل مصر أو خارجها، فعندما يشتد الصراع على المصلحة تزداد تلك الوقائع.
ويضيف القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، أن هذه الوقائع كان لها تأثير كبير على قواعد الجماعة، وساهمت فى فقد ثقتهم فى قياداتهم، ولعل هذا هو ما دفعهم لإعادة بث مقطع فيديو قديم لـ"إبراهيم منير"، يعترف فيه بالعمالة خلال فترة الستينيات.
 (اليوم السابع)

«مرسى» يعود للقفص بـ «البدلة الزرقاء»

«مرسى» يعود للقفص
استأنفت محكمة جنايات القاهرة، محاكمة الرئيس الأسبق، محمد مرسى، و٢٤ متهماً آخرين، بينهم إعلاميون ومحامون ونشطاء، بتهمة إهانة السلطة القضائية والإساءة إلى رجالها والتطاول، بالاستماع إلى مرافعة دفاع المتهمين.
عقدت الجلسة باعتلاء هيئة المحكمة المنصة برئاسة المستشار حمادة محمد شكرى، وعضوية المستشارين ناصر صادق وأسامة محمد على، وأمانة سر ياسر عبدالعاطى وعبدالمسيح فل وهانى حمودة، بإثبات حضور المتهمين المحبوسين على ذمة القضية، وتبين غياب المتهم عصام سلطان، رئيس حزب الوسط، والقيادى محمد البلتاجى لمثولهما بقضية أخرى فى معهد أمناء الشرطة، والمعروفة إعلامياً بـ«فض اعتصام رابعة»، إضافة إلى عدم إحضار المستشار محمود الخضيرى لسوء حالته الصحية.
استمعت المحكمة إلى مرافعة دفاع توفيق عكاشة، والذى قدم عدة دفوع قانونية لتبرئة ساحة موكله من الاتهامات المنسوبة إليه، حيث دفع بعدم جواز القضية لسابق صدور قرار من النيابة بحفظ البلاغ المقدم ضد موكله، إضافة إلى حفظ الشكوى المقدمة من القضاة فى غضون عام ٢٠١٢، إضافة إلى دفعه بانتفاء القصد الجنائى لجريمة إهانة القضاء، لأن «عكاشة» لم ينتقد قاضياً بصفته، بل انتقد نتيجة إعادة الانتخابات الرئاسية بين «مرسى» والفريق أحمد شفيق، وأنه بصفته إعلامياً فإن له حق النقد المباح بموضوعية، كما دفع بعدم تطابق مواد الاتهام على الواقعة المسندة لـ«عكاشة». وأوضح الدفاع أن الحصانة داخل مجلس الشعب مطلقة، ويحق له التحدث والانتقاد من أجل المصلحة العامة، وأنهى الدفاع مرافعته بتوجيه رسالة من «عكاشة» بأنه ظلم كثيراً، ولكنه يثق فى القضاء الذى سبق أن حفظ العديد من البلاغات المقدمة ضده، والتمس من المحكمة براءته.
وقال دفاع المتهم حمدى الفخرانى، خلال مرافعته، إن موكله كان يشرف له أن يحضر ويمثل أمامكم، لكنه ينفذ عقوبة الحبس عامين فى جنحة اتهم فيها بانتحال صفة واستغلال نفوذ. وتابع مرافعته قائلاً «إن المتهم الذى أترافع عنه سبق أن شارك فى مؤتمرات بنادى القضاة، وكان عضواً بمجلس الشعب المصرى وقت ارتكاب الواقعة، ومعروف أن الدساتير المصرية قررت أن عضو مجلس الشعب لا يُسأل عن آرائه ومقترحاته التى أبداها خلال الجلسات المنعقدة بمجلس الشعب، وإن تحدث موكلى أمام المجلس ناتج عن الأمانة التى كان يحملها من أهل دائرته».
وقدم دفاع «الفخرانى» عدة دفوع قانونية، مطالباً بعدم قبول الدعوى الجنائية لمخالفتها أحكام الدستور والقانون، إضافة إلى عدم دستورية المادتين ٢١٥ فقرة ٢ و٢١٦ من قانون الإجراءات الجنائية، ودفع ببطلان التحقيق واتصال المحقق لمخالفته لنص المادتين ٦٤ و٦٥ من قانون الإجراءات الجنائية، كما دفع بانتفاء علم المتهم بركن العلانية بإذاعة الجلسة التى تحدث فيها. وأشار الدفاع إلى أن مقدمى الشكوى ضد موكله ليسوا أصحاب صفة، وأن الشكاوى تم التحقيق فيها بعد الميعاد، وأن ما قاله موكله كان فى حدود سلطته كنائب بمجلس الشعب الذى يدخل فى حدود النقد المباح، مؤكداً عدم جواز نظر الدعوى فى حق موكله، وطلب فى نهاية مرافعته من المحكمة براءته من الاتهامات المنسوبة إليه.
وأجلت المحكمة المحاكمة إلى جلسة ١٤ يناير لاستكمال سماع مرافعة الدفاع، وأمرت المحكمة بضبط وإحضار المستشار محمود الخضيرى وحبسه على ذمة القضية.
صدر القرار برئاسة المستشار حمادة محمد شكرى وعضوية المستشارين ناصر صادق وأسامة محمد على وأمانه سر ياسر عبدالعاطى وعبدالمسيح فل وهانى حمودة.
 (المصري اليوم)

سيد القمني: لا بد من تحطيم أوثان العقل الغيبي

سيد القمني: لا بد
الكواليس الخاصة بالحوار، عادة لا تخص ولا تهم سوى المحاوِر، إلا أنه في أحيان قليلة يصبح من حق القارئ أن يطّلع عليها؛ لأنها قد تحمل بعدًا إضافيًا للشخص المحاوَر سواء في فكره أو شخصيته، أو ربما لأهميتها في تفسير النهج الذي سار عليه الحوار الذي سيطّلع عليه القارئ.
قبل عدة أشهر، كانت الاتصالات الأولى مع المفكر المصري سيد القمني لإجراء حوار مُطوّل، في البداية كان هناك نوع من الترحيب والموافقة. أيامٌ مضت قبل تحديد موعد الحوار ليواجَه القمني بسيل من الاتصالات الإعلامية بعدما حُرِّكت دعوى قضائية ضده بتهمة ازدراء الأديان، على خلفية محاضرة له نظمتها منظمة بلجيكية تدعى “آدهوك”، ليتعطل الحوار المُرتقب بعد انشغالات جديدة للقمني متعلقة بالقضية المرفوعة ضده.
بعد ما يقرب من شهر، عاودنا الاتصال به وحددنا موعدًا، إلا أنه اعتذر عنه في اليوم التالي، وبعد عدة أسابيع قمنا باتصالات أخرى فيها قدر كبير من الإلحاح لا يستجيب له القمني، ويرفض الحديث أكثر من مرة، وتحت ضغط الإلحاح، وافق القمني على إجراء المقابلة، على مضض.
في منطقة نائية شرق القاهرة، يعيش القمني منذ سنوات طويلة، هربًا من التهديدات اليومية بالقتل على خلفية الأفكار التي لا يكفّ عن بثّها، وبعدما جابه الكثير من المتاعب والمزيد من الهجوم، قرر أن تكون حياته بعيدة عن الصخب، هو ضجرٌ من أيّ صخب إعلامي ورافض لأيّ جدال حول ما يطرح من أفكار.. حالة من اليأس يعيش فيها القمني وبها أراد أن يُنهِي حوارنا قبل أن يبدأ.
استغرق الوصول إلى منزل القمني في منطقة العاشر من رمضان ما يقرب من ثلاث ساعات. المنزل القابع في تلك المنطقة النائية تحدوه الأقفال والأبواب.. أقفال خارجية وداخلية ومنزل يقبع في عزلة كصاحبه، بعد اجتياز القفل الأول فتحت القفل الثاني وأغلقت الاثنين -بالمفاتيح التي ألقاها إليَّ من شرفته- ثم صعدت للمقابلة التي طال انتظارها.
أهديته نسخة من المجلة. اطّلع بسرعة على عناوين الغلاف ثم سألني بسخرية “هل قرأتِ هذا الكلام؟”، أجبت “طبعًا”. إذن لماذا تلبسين هذا الحجاب؟ لو عرفت أنكِ محجبة ما كنت قابلتك، إن كنتِ غير قادرة على التحرّر من شيء لا يمتّ للدين بصلة فكيف بغير المثقفات؟
حاولت أن أتجنب الجدل قدر الإمكان حفاظًا على فرص إتمام الحوار. قلت “على أيّ حال أتمنى ألا يكون ذلك الحجاب حائلًا بيننا في الحديث”.. وبدأ الحوار. وعلى عكس ما توقعت من أن يأتي حديثه مقتضبًا لمقابلة جاءت على مضض، وجدته ينفعل في إجابته لكلّ سؤال أوجّهه له، إلا أنه بعد عدد من الأسئلة اعتذر عن استكمال الحوار لأنه أُرهق بشدة وغير قادر على الحديث مجددًا. قال لي “المشكلة أنني أتحدث بكل خلية في جسمي، أنا حزين حقًا على الحال الذي وصلنا إليه”. قبل أن أغادره انتابته حالة من الغثيان إثر العصبية الشديدة في حديثه.
بعد أكثر من ساعة ونصف من الحديث المتواصل، أخذ القمني نسخة من التسجيل الصوتي للحديث، واشترط ألا يحدث سجال حول حديثه قائلًا “من يناقشني لا بد أن يكون على قدري، أنا المعلم الأكبر ولا أقبل مثل تلك المناقشات”.
سيد محمود القمني هو ذاك المفكر الذي امتدت رحلته البحثية لما يقرب من خمسين عامًا، بدأها في العام 1967 عقب تهاوي الأحلام الناصرية القومية إثر النكسة، تلك الفترة التي شهدت صحوة فكرية وأدبية وفنية كانت وليدة الصدمة غير المتوقعة، ليكون مشروع سيد القمني الفكري انطلاقًا من تلك اللحظة الكاشفة للمثقفين في العالم العربي كله.
كتب القمني العديد من المؤلفات والأبحاث التي فنّد فيها التراث الإسلامي والديني بشكل عام. في كتابه “الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الإسلامية” تحدث القمني عن الإرهاصات الأولى لتأسيس الدولة الإسلامية بقيادة النبي محمد مستندًا لأدلة تاريخية، ومخالفًا للكثير من المؤرّخين الذين اعتمدوا على الغيبيات في تفسير التاريخ الإسلامي. وفي “حروب دولة الرسول” سلّط القمني الضوء على الحياة السياسية والحربية لدولة الرسول محمد، ليواصل أبحاثه في مناطق مثيرة من التاريخ الإسلامي بعدد من المؤلفات منها “رب الزمان”، “النبي إبراهيم والتاريخ المجهول”، “النسخ في الوحي”، “النبي موسى وآخر أيام تلّ العمارنة”.
كنت من المؤيدين للرئيس المصري السيسي طلبا للخروج من ظلام الحكم الديني، واعتقدت وقتها أنه الحل الوحيد للخروج من ثنائية الحكم الديني والصراعات الأهلية، لكنني أقر بخطئي وقدمت اعتذاراتي وأعيد تقديمها؛ لقد كنت قاصر الرؤية
في كتابه “الأسطورة والتراث” عرض القمني تحليلًا علميًا ومنهجيًا للأساطير القديمة وتأثيرها على الديانات، وإيضاح للعلاقة بين تلك الأساطير والنصوص الدينية، فيما قّدم سلسلة من المؤلفات تحت عنوان “فقهاء الظلام” تناول فيها عددًا من الموضوعات منها الحجاب، الإخوان والدولة المدنية، الإرهاب، وغيرها. فضلًا عن مؤلفاته الأخرى التي مثّلت عصارة أفكاره في المقالات التي كتبها لعدد من الصحف والتي جمعها في أكثر من كتاب.
"الجديد" التقت القمني في حديث عن آخر معاركه، التي لم يمنعه من خوضها يأسه الشديد من الإصلاح ورغبته في الانعزال، متطرقين معه إلى البعض من ملامح الحياة الاجتماعية والدينية الراهنة للوقوف على أوجه العِلل التي جعلته يائسًا من إمكانية التغيير نحو الأفضل في ذلك الواقع الراهن.
الجديد: في كتابك “الأسطورة والتراث” كانت لك قراءات جريئة فيما يخص التوراة والإنجيل، كشفت من خلالها عن العلاقة بين الدين والأسطورة، لكنك عدت مؤخرًا لإثارة الجدل من خلال مقالك عن “الأزمنة الأخيرة لإسرائيل” والذي فسرت فيه الإصحاح التاسع عشر من سفر إشعياء في العهد القديم بأن أنبياء العهد القديم تمنوا خراب مصر وإذلالها.. ما الذي جعلك تثير هذه المسألة حديثًا؟ وما تفسيرك لذلك الهجوم الضاري عليك؟
* سيد القمني: في الفترة الأخيرة، وجدت عددًا كبيرًا من المسيحيين في مصر ينشرون على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي نبوءات للمدعو زورًا وبهتانًا بالنبي إشعياء، ليقولوا إن نبوءاته تتحقق الآن. عندما أجد في الظروف الصعبة التي تمرّ بها بلدي أناسًا شامتين ينشرون هذا السفر الذي يتنبّأ بخراب مصر من جميع الجوانب وجفاف النيل وقتل المصريين بعضهم بعضا، والقول إن مصر إلى دمار حتى لا يعود رئيس لها، وفي ذلك الوقت ستعود مصر للرب الحقيقي يهوه. من ينشر هذا الكلام لا يجب أن يقول إن الإسلام فقط فيه إرهاب وهو متمسك بسفر إشعياء والتوراة وهما أصل الإرهاب. من يعتمد إشعياء والتوراة يكون أسوأ ممّا جاء في تاريخ الإسلام من حروب فاتكة، وما دامت هذه مرجعيته لا يجب أن يغضب حين يتم إخضاعه لحكم إسلامي يفرض عليه الجزية.
عندما اعترضت في مقالي على نشر مثل هذا الكلام، قامت ضدّي كتائب السلفية المسيحية أو الصليبية بمعنى أصح، وهم الذين يُقدّمون الدين على الوطن، وهذا لا يختلف عما فعله جماعة الإخوان والسلفية الجهادية الذين لم يرتقوا من مرتبة الإنسان السائر على قدمين الذي لا يستخدم عقله سوى في الشؤون اليومية. العبيد إذا أمطر عليهم سيد القمني سيل الحرية فتحوا المظلات؛ هؤلاء عبيد الكهنة، المسيح الحقيقي مواطن مصري قبل كل شيء.
عندما كنت أنقد التراث الإسلامي كان المسيحيون يصفّق لي، ولكن عندما اقتربت من تراثهم المسيحي شنّوا هجماتهم الضارية ضدي، مع هذا، أنا لم أقترب بعد من نقد الأناجيل، وقد حذرهم تلاميذي من أن أقترب من تلك المنطقة. من يضع الدين قبل الوطن هو ذميّ وليس أكثر من ذلك، ويحتاج لمن يتكلم معه اللغة الإسلامية؛ اركع يا ذليل لسيدك المسلم وسأطبق عليك الشريعة ما دمت طالبًا لمصر خراب إشعياء.
هؤلاء المسيحيون كنت أدافع عنهم وقتما كانوا كالأنعام لا يفهمون، وعندما كانت الكنيسة مصابة بخرس لساني وشلل رباعي كنت أطالب بحقوقهم، ليس لأنهم أقباط ولكن لأنهم مواطنون مصريون في المقام الأول. نتيجة لذلك اعتبروني تنصّرت بل أقرّوا بذلك، لكنني أوضحت لهم أنني لا أستطيع أن أكون نصرانيًا.
انهيار أخلاقي
الجديد: تقول إن لديك العديد من الانتقادات للأناجيل، وأنك لا تستطيع أن تكون نصرانيًا.. لماذا؟
*سيد القمني: لا أستطيع أن أكون نصرانيًا لأسباب عدة؛ في المسيحية يصومون كثيرًا وأنا مؤمن بأن الفرد لا يستطيع أن يُنتِج شيئًا وهو صائم، بالنسبة إليّ رمضان شهر البهجة والسرور؛ أستيقظ قبيل المغرب بنصف ساعة ثم أتناول الإفطار وأقضي الليل في مشاهدة النساء الجميلات في التلفزيون، فأنا رجل عجوز أُحبّ أن أُمتّع نظري.
من جهة أخرى، لا يوجد مسيحي واحد بوسعه تطبيق كلام المسيح وبالتالي لو اتبعت هذا الدين سأكون منافقًا. المسيحيون اخترعوا أسطورة تقول إن رجلا يُدعى سمعان الخراز قام بنقل جبل المقطم ويحتفلون به كل عام، وهي إحدى الخرافات التي إن قالها شخص يجب أن يُودع مستشفى الأمراض العقلية فورًا. وفي إنجيليهم “لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل”. الشعب المصري يعيش الخرافة بكاملها. أودّ أن أُعلن أنني مستعد أن أتعمّد غدًا لو استطاع واحد من أصحاب المعجزات في المسيحية أن يشفيني من جميع الأمراض المستعصية التي ابتلاني الله بها، وإلا فليخرسوا ويتوقفوا عن نشر الجهالة.
سيد القمني: لم أقدم إنجازا إلا وتفوقت فيه على نفسي
المسيحية كدين ليس لديَّ اعتراض عليها ولا تسبب لي أيّ مشكلة، هي ديانة سلامية شأنها شأن البوذية وغيرها. المشكلة عندي عندما تتحول إلى الصليبية ممثلة في هؤلاء المنتمين إلى إشعياء. لقد شرحت للبشرية سلّم القيم الذي يمكن أن نصعد من خلاله. وقلت إن الدرجة الأولى التي تُمثِل الرباط المتين في هذا السلّم هي الوطن، ولا يجوز أن تكون الدين بأيّ حال من الأحوال لتعدد مذاهبه وطوائفه. يليها العلم في الدرجة الثانية، ثم يأتي الدين والمذاهب في آخر السلّم لتمزقه ويمكن التغلب على ذلك وقتها. الشارع الآن (إسلامي ومسيحي) وصل إلى أقصى درجة من الانهيار الأخلاقي. الرباط لأيّ مجتمع الوطن. وفي الوقت الراهن، غابت قيم الوطن عند المواطنين وعند الحكام، وأخص بالذكر، الحكام الحاليين، ومن ثم غابت قيمة العلم.
الاحتلال المتحضر
الجديد: هاجمت الفتوحات الإسلامية في عهد عمرو بن العاص في أكثر من حديث لك.. ما السبب؟
* سيد القمني: تمنيت لو أن عمرو بن العاص لم يدخل إلى مصر؛ أعتقد أن تاريخ المنطقة كلها كان سيتغير تمامًا آنذاك، فمصر عندما كانت تُحتل كان ذلك يتم على أيدي متحضرين، فالمتحضر الأقوى يُقدّر حضارة المتحضر الأضعف أمامه فيضيف له ولا يمحو حضارته. عندما دخل الإسكندر مصر أبقى على جيشه خارجها وكانت مصر في حالة انهيار تامة لكنها كانت بلد الحضارة، فنزل بقارب وطلب أن يحج لآمون، هذا المثقف الذي علّمه أرسطو لم يقل إما زيوس أو الجزية أو القتل.
الروم أيضًا أضافوا لمصر وأكملوا المكتبة بعدما تم حرقها، أما عمرو بن العاص وقف على الحدود وطلب ثلاثة أشياء إما الإسلام أو الجزية أو القتل، وقتها لم يكن القرآن قد جُمِع بعد، كما أن حفظة القرآن منعهم عمر بن الخطاب من الخروج للغزو، والنصائح الجميلة للقوات الغازية بألاّ تقتل قعيدًا أو كبير السن أو عجوزًا، قتلتها الاستثناءات “إلا من شارك ولو بالمال أو الأدوات أو الطعام أو التحريض ضد الغزاة العرب”، ومن ثم كان يتم قتل كل من يحاول الدفاع عن أهله أو بيته حتى لو كان قعيدًا.
فيديو بروكسل
الجديد: في محاضرتك الأخيرة ببروكسل، والتي كانت سببًا في تحريك دعوى قضائية ضدك بتهمة ازدراء الأديان، تم تداول فيديو للمحاضرة تقول فيه بأن الخطر الحقيقي على العالم هو الإسلام ويجب التحرك للتخلص منه، وأن الأديان كلها حلت مشكلتها مع الحداثة عدا الإسلام.. ما حقيقة هذه الأقوال؟ وما تفسيرك لها؟
* سيد القمني: يرد بغضب: لم أقل هذا وأرفض هذا السؤال لأنه معتمد على فيديو مقتطع نشره العدوّ الخسيس وتداوله الكثيرون على المواقع الإلكترونية. من يسمع المحاضرة الأصلية سيعرف أنني قلت “الإسلام المعمول به حاليًا والمتداول بين الناس في العالم الإسلامي أشدّ خطرًا على العالم ويجب التخلص منه”، ولم يكن الحديث بهذا الشكل المقتطع الذي هدف إلى التشويه المتعمد.
في المحاضرة: الغرب لديه مشكلة في التعاطي مع الإسلام، أقول لكم: زيدوا حقن الإسلاموفوبيا في العالم وعرّفوا العالم أنه في خطر ساحق، أيّ مسلم يعتقد أن دينه صالح لأيّ زمان ومكان فهو إرهابي بالضرورة، عندما يتبع أدنى ما فيه ينفذه كالزيّ واللحية، هذا رجل إرهابي. كل الأديان حلّت مشكلتها مع الحداثة إلا الإسلام لأنه يرفض التخلي عن فكرة الصلاحية لكل زمان ومكان، المشكلة أنك تواجه مجتمعًا بكامله، حكومات تريد المجتمع هكذا وتريد أن تقتلك أو تحبسك، عندما عجزت الأديان عن حماية البشرية وظهر منهج التفكير العلمي تمكّن العلم من إيقاف الكوارث التي كانت تصيب البشرية رغم وجود الأرباب، ووجد أن المشاكل لن تحلّ سوى بالعلم.
مراجعات فكرية
الجديد: على مدار أكثر من أربعين عامًا قدمت الكثير من الجهود البحثية والفكرية. هل ثمة مراجعات فكرية عدّلت فيها من أفكار تبنّيتها في وقت سابق؟
* سيد القمني: المراجعات الفكرية سمة رئيسية لأيّ باحث حقيقي، فالثبات على المبدأ ضد مفهوم البحث. قد أتبنى فكرًا ما وأجد براهين أخرى فيما بعد فأنتقل إلى فكر آخر أكثر صحة. مثلًا.. كتاب “النبي إبراهيم والتاريخ المجهول” واحد من عثراتي الكبرى، كنت آنذاك باحثًا مبتدئًا يملؤني الغرور، تحدثت فيه عن هجرة مصرية في نهاية الدولة القديمة وسقوطها وتفتت مصر وانتشار الاستقلالات المحلية، وعثرت في البحرين على (أبو هول مصري وحية مصرية من الذهب)، واعتبرتهما من الدلائل على هذه الهجرة والحضور، كان هذا نوعًا من الفانتازيا. هذا الكتاب الذي أبهر الكثيرين أعتبره كتابًا شديد التواضع، ولم أعد طباعته لهذا الخطأ الذي اكتشفته أثناء عملي في كتاب “النبي موسى وآخر أيام تلّ العمارنة”.
نحن في العالم العربي نعيش في الأساطير ذاتها منذ آلاف السنوات، وفكرة التوفيق بين الواقع العلمي والمعتقد الديني ليست سوى استجلاب للرزق. أدعو المروّجين لمثل هذه الإعجازات أن يأتوا من المقدس باكتشاف علمي جديد لم يأت به العلم، وإلا فما يحدث ليس سوى تعطيل للعقل وحجب له عن التعلم
أيضًا، هناك فصل في كتاب “الأسطورة والتراث” أخطأت فيه؛ ففي باب “الأساطير التوراتية” قلت إنهم سرقوا من التراث البابلي والفرعوني، الأدلة التي قدمتها سليمة، لكنني في ذلك الوقت كنت عروبيًا ناصريًا بشكل متزمّت فكنت أكره اليهود باعتبارهم خونة التاريخ وغيره، وكتبت بهذه العقلية أنهم سرقوا لكن الحقيقة أنها لم تكن سرقة، كان من الطبيعي في ذلك الوقت أن تتلاقح الأفكار. مثل هذه الأخطاء اكتشفتها بنفسي ولم ينبّهني أحد لها، لكن ما أسمعه من ردود أفعال ليس سوى هراء لا قيمة له.
كتابي القادم: إلحادولوجي
الجديد: وهل من اشتغالات فكرية جديدة تكتب عنها في الوقت الراهن؟
* سيد القمني: كنت أعمل على موضوع لكنني متوقف عنه منذ فترة، وصلت للفصل الثالث عشر من كتاب عنوانه “إلحادولوجي- تأملات ثانية في الفلسفة الأولى”، أقدّم فيه تأملات في الفلسفة الأولى، الوجود، متجاوزًا لديكارت، الذي لم يأت بعده شخص يقدم تأملات في الوجود. أهم شيء درسناه لديكارت كتابه “تأملات في الفلسفة الأولى” وهو مُكوّن من عشرة فصول بعشرة تأمّلات. في هذا الكتاب “إلحادولوجي” لا توجد مصادر أو مراجع، هناك عقل وفلسفة بحتة ومخاطبة للعقل المرتب، ولن يفهم الكتاب سوى هؤلاء الذين يمتلكون منهجًا ويعرفون الفلسفة. في هذا الكتاب أُزيّن اسمي في التاريخ بعد أن قدمته بشكل جيد طوال السنوات الماضية.
حال الأزهر
الجديد: قدت مؤخرًا دعوة لإدراج الأزهر ضمن المؤسسات الإرهابية. ما سبب ذلك الهجوم القويّ على الأزهر وشيوخه رغم الصورة العربية السائدة عنه بأنه مؤسسة الفكر الوسطي والمعتدل في الإسلام؟
*سيد القمني: مؤسسة الأزهر أشاعت عن نفسها تبنيها للفكر الوسطي، والناس خاضعة لهذا الفكر الذي حرّم عليهم التفكير، فانتشر الدجل والشعوذة. عُدنا إلى عبادة الأوثان في المسيحية والإسلام؛ فأصنام مكة لم تكن سوى وسيط بين العبد والإله وهذا ما يحدث الآن. ومن هذا يجنون أموالًا طائلة. إن كانت مهمة شيخ الأزهر هي الهداية فأنا أطلب منه أن يواجهني ويهديني أمام الناس في أيّ قناة فضائية، وأن يدير المناقشة محاور موضوعي، أو أن يكفّ عن تكفيري ويصمت.
من الغريب أن يعتقد الأزهر حتى الآن “أن السماء بها سقف” والله يجلس على عرش هناك ويحمله ثمانية ملائكة، وهذا السقف له بوابات بها أقفال، هذا ما يتصوره العلماء الذين تعطيهم الدولة من ميزانيتها 12 مليارًا شهريًا، كما تحصل وزارة الأوقاف على 8 مليارًات هي الأخرى. الأزهر يتحول إلى مؤسسة متغوّلة تأكل عقل المصريين وتقضي على وعيهم. إن كان ذلك حال المشايخ والأساتذة فكيف سيكون التلاميذ؟
ارجعوا لوظيفتكم
الجديد: لك العديد من المؤلفات التي أوضحت من خلالها رؤيتك لضرورة التعامل مع القرآن كنص تاريخي في بعض أجزائه وفي البعض الآخر كجانب أسطوري تراثي، وهو ما يخرج به عن القدسية. كيف تنظر إلى الاتجاهات التوفيقية التي تبناها البعض في تقسيم النص الديني إلى جزء تاريخي متعلق بالسياق التاريخي الذي نزل فيه القرآن، وجزء آخر متعلق بالقيم العليا وهو ثابت بتغير الزمن؟
* سيد القمني: أول من دعا هذه الدعوة التوفيقية هو المفكر محمد محمود طه السوداني الذي تم شنقه، قال إن الآيات المدنية مرتبطة بزمانها وتتبدل بتبدل الأحداث، أما الآيات المكية فبها قيم عليا يجب أن نلتزم بها لأنها تصلُح لكل زمان ومكان، مثل “لا تزر وازرة وزر أخرى”، “كل إنسان ألزمناه طائره في عنقه”، “من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر”. أنا متفق جدًا مع هذه الرؤية، إن أرادوا أن يعيش الإسلام مزيدًا من الوقت، لأنه وفق الوضع الحالي لن يعيش أبدًا فهو الديانة الآفلة. الكنيسة تراجعت إلى أن قامت بوظيفتها الحقيقية في الإحسان للفقير وإغاثة المحتاج وغيرها من المهام. وأنا أقول “ارجعوا لوظيفتكم كي لا تخرجوا من التاريخ خروجًا مهينًا مثلما حدث مع جماعة الإخوان”. وأقول للمنادين بتطبيق الشريعة: إن أردت تطبيق القرآن كما هو أعطني حقوقي كاملة قبل تطبيق الشريعة. سبعون في المئة من فقة الفقهاء عن الجواري. لا أحتاج جنتهم تلك؛ فأنا لا أستطيع أن أجلس في الجنة دون أن أقرأ كتابًا مهمًا أو أستخدم الكمبيوتر وغيره.
أقول للمنادين بتطبيق الشريعة: إن أردت تطبيق القرآن كما هو أعطني حقوقي كاملة قبل تطبيق الشريعة. سبعون في المئة من فقة الفقهاء عن الجواري. لا أحتاج جنتهم تلك؛ فأنا لا أستطيع أن أجلس في الجنة دون أن أقرأ كتابًا مهمًا أو أستخدم الكمبيوتر وغيره
مخاطبة العقل
الجديد: كثيرًا ما يُطلب من المثقفين أن يجنبوا العامة مناقشة الجدليات الفكرية المتعلقة بالأديان تجنبًا لإثارة اللغط وتشويشهم.. كيف تنظر إلى تلك المسألة؟
*سيد القمني: أرفض ذلك الاتجاه وأعتبره احتكارًا للعلم؛ فالعامة إن استخدموا عقولهم سيكونون من البارزين في عملهم. عندما يخاطب المفكّر أو المثقف رجل الشارع فإنه يخاطب عقله على عكس غيره من رجال الدين الذين لا يخاطبون سوى مشاعره وعواطفه. الناس تم إلغاء عقولها، ولا يجب أن نستسلم ونقضي عليهم. بنو آدم كرّمهم الله بالعقل وليس بالدين، وكل فرد لو وُلِد على دين مختلف لكان متعصبًا له طوال الوقت. العالم الغربي استطاع أن يراجع مثل هذه المواضيع بثورة علمية، أما نحن فلم يصل لنا العلم حتى الآن ولا نعرف عنه شيئًا. والحكومات الحالية تثبت كل يوم أنها لا تعرف شيئًا عن العلم ولا علاقة لها به. مثل هؤلاء أقول لهم اقرأوا فقط كتابا واحدا هو “التفكير العلمي” للدكتور فؤاد زكريا الذي صدرت منه العديد من الطبعات حتى الآن، أطالب بقراءة كتاب واحد فقط كي ينتقل هؤلاء من مرحلة “الحيوان” إلى مرحلة “العقل البدائي” للإنسان.
تدمير العقل
الجديد: تعاني الثقافة العربية من حساسية مرضية تجاه إعمال العقل في شؤون الدين أو الحياة خاصة عندما يتعلق الأمر بالمقدسات الدينية.. ما السبب برأيك؟ وكيف يمكن التغلب على الحساسية الرافضة لإعمال العقل في الأديان؟
* سيد القمني: هذا صحيح فعلًا، وهو ما جعلني أمتنع عن الكلام يأسًا من الإصلاح. لقد غصنا مئات الخطوات في عمق البداوة منذ عهد الملك فاروق. نعتذر لصاحب النِعم الملك فاروق؛ فنحن في كوارث منذ أن انتقلت مقاليد الحكم للضباط في مصر. نحن نتكلم عن مجتمع تم تدمير عقله. ليس لدينا حلّ سوى في أتاتورك مصري أو رئيس دكتاتور مثل بورقيبة الذي ترك بلده تونس أوروبية متحضرة تتحدّث كلها الفلسفة. ركبت مع السواق في تونس وكان يحدثني عن روسو وفولتير ووجدته أفضل معرفة منّي لأنه قد قرأهم بلغتهم.
ظل ذلك الحلم بأتاتورك مصري يراودني إلى أن جاءت جماعة الإخوان إلى الحكم، وعندما جاء السيسي توقعت أن يكون تحقيقًا للحلم لكنني فوجئت به قد عيّن نفسه واليًا على ولاية إسـلامية.
كنت من المؤيدين للرئيس المصري السيسي طلبًا للخروج من ظلام الحكم الديني، واعتقدت وقتها أنه الحل الوحيد للخروج من ثنائية الحكم الديني والصراعات الأهلية، لكنني أقرّ بخطأي وقدمت اعتذاراتي وأعيد تقديمها؛ لقد كنت قاصر الرؤية في ذلك الوقت وخشيت أن تقع مصر في حرب أهلية فطلبت لها الأمان، أقدم اعتذاراتي لشعب مصر الجاهل نتيجة التعمية.. أنت شعب عبقري لو استخدمت عقلك، كتبت تاريخا جميلا ومواقف رائعة. وأدعو العرب لأن يستخدموا عقولهم ولا يستسلموا للكهنة سواء المسيحيين أو المسلمين، الذين لا يقدّمون شيئا يستحقون عليه الأموال الطائلة التي يحصلون عليها، ثم يتهمونني بخيانة الوطن لاعتراضي على سيطرتهم على عقل البشرية.
حيلة العاجز
الجديد: أظهرت الكثير من الرفض في كتاباتك لما أطلق عليه “الإعجاز العلمي في القرآن”، وهو مبحث انتشر في الأديان والمعتقدات الأخرى كالمسيحية والهندوسية، في الوقت الذي آمن فيه البعض بأنه مبحث يُقرّب بين الواقع العلمي الراهن وبين المعتقد الديني الراسخ.. ما سبب رفضك القاطع لمثل هذه المباحث؟
* سيد القمني: الإعجاز حيلة العاجز. الحيلة صاحبة العاجز غير القادر على العمل. المعجزة الحقيقية هي تلك التي تحدث على البرّ الآخر من الأطلنطي، نحن في العالم العربي نعيش في الأساطير ذاتها منذ آلاف السنوات، وفكرة التوفيق بين الواقع العلمي والمعتقد الديني ليست سوى استجلاب للرزق. أدعو المروّجين لمثل هذه الإعجازات أن يأتوا من المقدس باكتشاف علمي جديد لم يأت به العلم، وإلا فما يحدث ليس سوى تعطيل للعقل وحجب له عن التعلم، فهو يجعل الفرد غير راغب في التعلم لأن لديه كل العلم في كتاب واحد مقدس. فكيف سيكون ذلك الفرد الذي لا يعرف ولا يقرأ سوى كتاب واحد؟
إن كانت مهمة شيخ الأزهر هي الهداية فأنا أطلب منه أن يواجهني ويهديني أمام الناس في أيّ قناة فضائية، وأن يدير المناقشة محاور موضوعي، أو أن يكفّ عن تكفيري ويصمت
عار على الثقافة
الجديد: هل مات المثقف العربي حتى لم يعد له من تأثير حقيقي في مسارات المجتمع؟ أم أنه ما زال حيًا ولا بد أن نفتش عن وجوده من آثار أخرى له؟ ولو كان موجودا حقًا.. ما الدور الذي يتعين على المثقف العربي أن يقوم به في الوقت الراهن؟ وما هي أدواته في التغيير؟
* سيد القمني: ليس لدينا سوى المثقف الذي نعقد عليه الآمال، المثقف ليس بمفهوم مواقع التواصل الاجتماعي ولكن بمعناه الفلسفي. المثقف بالمعنى الفلسفي لا بد أن يعرف آخر ما وصل إليه العلم في الكيمياء والفيزياء الكميّة والأرضية، وأن يكون مُطّلعًا على الجغرافيا والتاريخ وغير ذلك من العلوم، ولديه منهج علمي صارم. إن لم يكن كل هذا متحققًا فيه فهو ليس بمثقف، هؤلاء الذين يدعون أنفسهم مثقفين عار على الثقافة وعلى رأسهم حلمي النمنم وزير الثقافة في مصر.
في الوقت الحالي لا يوجد مثقفون بالغنى والكفاية التي يمكن من خلالها تعزيز المساحة العقلية التي دمرها الفكر الغيبي على المستوى المسيحي والإسلامي. المواطن يعيش داخل الغيب. وعلى المثقف أن يكون معلّمًا بحق، ولكنّي أعتقد أن كل مثقفي العالم لن يقدروا على شيء بعدما تدمر كل شيء من علم وفن وتعليم؛ فمثلًا.. التعليم في مصر لا يخرج سوى السفلة والقتلة والمجرمين وقلة اعتمدوا على جهودهم الذاتية أما المعلم المصري فهو لا يصلح لأي شيء.
التفوق على الذات
الجديد: حصلت على جائزة الدولة التقديرية في العام 2009 وتبعتها دعوات عدة لسحبها منك.. كيف نظرت إلى تلك الدعوات؟ وهل من أسماء تعتقد بأحقيتها في التقدير من قبل الدولة في الوقت الراهن لما قدمته من جهود فكرية؟
*سيد القمني: عندما حصلت على الجائزة رفعت دعوى قضائية ضدي من قبل 18 محاميًا لسحب الجائزة بتهمة أنني كافر، وليس لأنني قدمت عملًا لا يستحق. وفوجئت بوكيل النيابة يوجه لي تهمة مخالفتي للشريعة في مطالبتي المساواة في الميراث بين الذكر والأنثى، فقلت له ما تقوله خيانة لقسمك الدستوري بأن تحترم القانون والدستور، الذي ينص في إحدى مواده على المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات، كما أنك لست مندوبًا للأزهر، وحُكِم ببطلان الدعوى.
أما الحديث عن الأسماء الراهنة التي تستحق التقدير، فأيّ ثقافة تلك في هذا الزمن؟ لم أجد شيئًا يبهرني منذ وفاة نصر حامد أبو زيد وخليل عبدالكريم وغيرهم.. سيد القمني الذي هاجموه طوال حياتهم لم يقدم إنجازا إلا وتفوّق على نفسه فيما يليه من أبحاث.
 (العرب اللندنية)

السيسي ينبه إلى دور الخطاب الديني

السيسي ينبه إلى دور
دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس إلى «صياغة جديدة للشخصية المصرية»، منبهاً إلى دور الخطاب الديني الذي يجب ألا يتعارض مع ما يتم تقديمه من معرفة وتعليم، فيما أكد مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام أن الإسلام سبق المواثيق الدولية الحديثة في إقراره حقوقَ الإنسان.
وكان السيسي افتتح صباح أمس المؤتمر الدوري للشباب، بمشاركة المئات من شاب المحافظات والجامعات والأحزاب السياسية، في حضور كبار أركان الدولة، واستهل السيسي أعمال المؤتمر بتوجيه التحية والتقدير لشهداء مصر الذين ضحوا بحياتهم في سبيل مصر، وطلب من الحضور الوقوف دقيقة حداداً على أرواحهم، قبل أن يستمع إلى تقرير حول ما تم تنفيذه من توصيات المؤتمر الوطني الأول للشباب الذي عقد في شرم الشيخ الشهر الماضي، وأطلق مجموعة من الشباب مبادرة دولية لدعم ترشيح مشيرة خطاب لمنصب مدير عام اليونيسكو، كما كرَّم السيسي منى السيد صاحبة صورة جر عربة البضائع في محافظة الإسكندرية الساحلية، ومنحها جائزة الإبداع السنوي في شكل استثنائي. وكانت منى السيد التي عرفت إعلامياً بـ «فتاة العربة» حضرت أولى جلسات المؤتمر وظهرت إلى جوار السيسي طوال الجزء الأول من الجلسات.
وخلال مداخلته في جلسة نقاش خصصت لتطوير التعليم في مصر أكد السيسي أن قضية تطوير التعليم «من أهم القضايا»، داعياً إلى «إعادة صياغة الشخصية المصرية وليس فقط الاهتمام بتقديم التعليم، نريد صياغة إنسان عبر محاور عدة منها التعليم، إضافة إلى الخطاب الموجه إليه عبر المسجد والكنيسة، هل سيكون هناك تكامل أم سنقدم تعليماً في المدرسة، يختلف عن الذي يتلقاه من المؤسسات الدينية؟ كما أن الخطاب الإعلامي يجب أن يكون منسجماً... لا يجب اختزال الأمر في العلم والمعرفة فقط».
ودعا السيسي إلى «الاستفادة مما يحصل في محيطنا، هناك دول تشهد الآن فوضى كان مستوى تعليم شعبها جيداً ولم يكن لديهم أمية، لكن لم يستطيعوا صياغة شخصية تحمي بلادهم من الخراب والدمار، وهنا نصبح أمام تجربة فاشلة للتعليم... ماذا ينفع التعليم في وطن ضائع؟ لدينا تحديات كبيرة جداً. ورأى أن عدم الوعي «من الممكن أن يكون هو المؤامرة»، مشيراً إلى ضرورة إيلاء تنمية السلوك والأخلاق الاهتمام اللازم.
وتطرق السيسي خلال المداخلة إلى تجارب عدد من الدول المتقدمة في مجال التعليم، والخطوات التي يتم اتخاذها من أجل الارتقاء بمنظومة التعليم الأساسي والعالي في مصر، وكذلك رعاية المتفوقين وإتاحة الفرص المناسبة لهم، مشيراً إلى حرص الدولة على مواءمة الأولويات التنموية وتحسين منظومة التعليم على رغم ما يتطلبه ذلك من موارد مالية كبيرة.
في موازاة ذلك، أكد مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام أن الإسلام «سبق المواثيق الدولية الحديثة في إقراره حقوقَ الإنسان»، موضحاً أن حقوق الإنسان في الإسلام «أكثر عمقاً وأشد إلزاماً من المواثيق الدولية، بخاصة أن المواثيق الدولية اعتبرتها مجرد توصيات أو أحكام أدبية، أما في الإسلام فهي فريضة تتمتع بضمانات جزائية حيث إن للسلطة العامة حق الإجبار على تنفيذ هذه الفريضة».
 (الحياة اللندنية)
تثبيت حكم بإعدام
"الأزهر يشعل شمعة الرسول والسلفيون يطفؤونها".. 4 حجج سلفية لتحريم الاحتفال بمولد النبى أبرزها الخلاف حول موعده وعلاقة الشيعة بتأسيسه.. وأزهريون يفندون الفتاوى: لا نص يحرم وترك الفعل ليس دليلا على المنع
لا يمر عام إلا ونجد أنفسنا أمام الخلاف نفسه، وحالة الجدل والفتاوى الغريبة والمستهجنة من قطاعات واسعة من المواطنين والمتخصصين ورجال الدين، فما بين الحلال والحرام، والمقبول والمرفوض، لا يتوقف السلفيون على ميزان كل الأمور، حتى ما يكتسب منها قيمة روحية وحضورًا إنسانيًّا مبهجًا ضمن قاموس احتفالات المصريين وعاداتهم، وأبرز مناطق الخلاف السنوية الدائمة، الحديث عن الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، الذى يشهد هذا العام جدلاً وخلافًا كبيرين بين السلفيين بآرائهم وفتاواهم المتشدّدة، والأزهريين باعتدالهم ورؤيتهم الوسطية للأمور، وبينما يعتمد السلفيون فى تحريمهم للاحتفال بالمولد المبوى على 4 أسانيد أساسية، يعتمد الأزهر على أسانيد أخرى تدحض تحريم السلفيين لتلك الاحتفالات.
أسانيد السلفيين فى تحريم المولد النبوى
فى سياق الحديث عن تحريم السلفيين للاحتفال بالمولد النبوى الشريف، اعتمد ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، فى تحريمه لاحتفالات المولد النبوى، على أن الاحتفال أحد المحدثات التى لم تتم فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة، لذلك وصف الاحتفال بـ"البدعة"، مرجعًا اعتباره احتفالات المولد النبوى بدعة إلى أن مظاهر الاحتفال ظهرت أثناء الدولة الفاطمية، وأن دواوين الإسلام كلها تخلو من الاحتفال بميلاد النبى.
فى السياق ذاته تأتى فتوى الشيخ أبو إسحاق الحوينى، الداعية السلفى، بتحريم الاحتفال بالمولد النبوى الرشيف، مستشهدًا فيها بحديث النبى صلى الله عليه وسلم الذى يقول فيه: "عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة"، ويستشهد "الحوينى" بفتوى بعض الدعاة السلفيين والوهابيين، وعلى رأسهم المفتى السعودى "ابن باز"، الذى قال إنه طالما لم يحدث الاحتفال فى عهد الرسول أو الصحابة فإنه بدعة محرمة لا يجوز الاحتفال بها.
ضمن أسانيد السلفيين أيضًا، يعتمد الشيخ محمود لطفى عامر، الداعية السلفى، على أن الإسلام لم يذكر عيدًا للمسلمين سوى عيدى الفطر والأضحى، معتمدًا على تفسير النصوص فى القرآن والسنة، بعدما علق على تحريمه الاحتفال بالقول إن الأعياد من شعائر الإسلام، ولا شعيرة إلا بنص، ومن ثمّ لا عيد ولا احتفال باسم الإسلام إلا فى عيدين اثنين لا ثالث لهما، هما عيد الفطر وعيد الأضحى، وأى عيد باسم الدين غير الفطر والأضحى من البدع المنكرة.
الداعية السلفى سامح عبد الحميد، أثار أيضًا مسألة التحريم بقوله إن هناك خلافًا فى الأصل حول موعد ميلاد الرسول صلى الله  عليه وسلم، وهناك كثير من كتب السيرة النبوية تشهد اختلافًا حول ميلاد الرسول، متابعًا: "سنجد أن كتَّاب السيرة يختلفون حول ميلاده صلى الله عليه وسلم، إلى أقوال هى كما يلى: يوم الاثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول، وثامن ربيع الأول، وعاشر ربيع الأول، وثانى عشر ربيع الأول، وقال الزبير بن بكار ولد فى رمضان".
الأزهر يرد على أسانيد السلفيين وفتاواهم المتشددة
على الجانب المقابل، وفى إطار رد الأزهر على آراء السلفيين وفتاواهم المتشددة، يرد الشيخ أحمد البهى، الداعية الأزهرى، على أسانيد السلفيين فى تحريم المولد النبوى، قائلا: "البدعة فى الإسلام قسمها علماء كثيرون، وعلى رأسهم الإمام الشافعى رحمه الله، إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة، ووجعلها بعضهم خمسة أقسام: واجبة ومستحبة وجائزة ومكروهة وحرام، فقبل أن نصف الأمر بالبدعة لا بدّ من تحديد أى أنواع البدع هو؟ فنحن نحتفل ونقول إنه بدعة حسنة، ومجرد الاحتجاج بأن الرسول عليه الصلاة والسلام وصحابته لم يقوموا بسنِّ مثل هذا الاحتفال، ولهذا فهو مخالف للشرع، قول باطل ولا يقول به أحدٌ من العلماء، فعند الأصوليين: ترك الفعل ليس دليلاً على المنع، وذكر الأصوليون والحكم  يدل عليه قرآن أو سنة أو إجماع أو قياس، والترك ليس واحدًا منها، فلا يكون هذا دليلاً".
وأضاف "البهى" فى ردّه: "الترك كان لعدم وجود المقتضى، لعدم حاجة الصحابة لمناسبات تذكرهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان يعيش فى أرواحهم وأمام أنظارهم فى حياته وبعد انتقاله، وادِّعاء أن العبيديين هم أول من أحدثوا عمل الموالد، هو ادِّعاء ساذج، فهذه مسألة تاريخية بحتة وعليها خلاف أصلا، فلا يُعقل الاستدلال بها، ومع افتراض صحة هذا الادِّعاء فليس هذا مبرّرًا للمنع أو التحريم، لأننا ننظر إلى جوهر ومضمون المسألة لا إلى تفاصيلها، ونقبل الخير من أى أحد ما دام لا يتعارض مع كتاب أو سنة أو إجماع، بل إن الأعجب من ذلك أن أبا هريرة رضى الله عنه قد أخبر النبى صلى الله عليه وسلم، كما جاء فى صحيح البخارى، أن الشيطان لما تعرَّض له فى بيته قال له: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسى من أولها حتى تختم {الله لا إله إلا هو الحى القيوم} وقال: لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: (أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة؟) . قال: لا، قال: (ذاك شيطان)".
واستطرد الداعية السلفى أحمد البهى: "تعلم الناس هذه الفائدة وواظبوا عليها ولم يعبأوا بأن الشيطان هو الذى دلهم على هذا، وهذا دليلٌ وأصلٌ فى تفنيد هذا الادِّعاء الواهى من السلفيين، وأوهى مما سبق أن يستدل أحد على تحريم الاحتفال بمولد الرسول بقوله إن الأعياد فى الإسلام عيدان فقط، هذا الكلام كان من النبى صلى الله عليه وسلم ليخبر الصحابة أن الله قد استبدل أعياد الجاهلية بعيدين فى الإسلام هما الفطر والأضحى، ولكن ما قولهم فى اتفاق الناس على أن يوم الجمعة عيد أسبوعى للمسلمين؟ ثم ما القول لو أطلق الناس على أيام احتفالاتهم مسميات أخرى غير مسمى العيد؟ مع العلم أننا لا نطلق على ذكرى المولد مسمى العيد، فالناس لم يتعودوا هذا المصطلح، وقد جاءت مقولات كثيرة عن العلماء والمؤرخين، دلَّت على أن جماهير المسلمين من العلماء والعوام كانوا يحتفون ويحتفلون بذكرى ميلاد الحبيب صلى الله عليه وسلم".
عضو "البحوث الإسلامية": عدم وجود نص على الاحتفال لا يعنى أنه حرام
بدوره، قال الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن عدم وجود نص على احتفال المولد النبوى لا يعنى أنه حرام، موضّحًا أن الاعتماد على النصوص فقط يؤدى إلى أخطاء، وفى الوقت ذاته لا يوجد فى الحديث أو القرآن ما يحرم الاحتفال.
وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية ردًّا على دعوات تحريم الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، إن احتفالات مولد النبى لا تتخللها مشاهد تتنافى مع الإسلام، وهو ما لا يدعو لتحريمها.
 (اليوم السابع)

«نجل المعزول» يُقبل يد «بديع» فى جلسة «فض رابعة»

«نجل المعزول» يُقبل
قررت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة فى معهد أمناء الشرطة بطرة، برئاسة المستشار حسن فريد، تأجيل نظر جلسة محاكمة المتهمين فى القضية المعروفة إعلاميًا بـ«فض اعتصام رابعة»، المتهم فيها ٧٣٩ متهمًا من أعضاء ومؤيدى جماعة الإخوان، والمصور الصحفى محمود شوكان، إلى جلسة ٢٧ ديسمبر الجارى، لاستكمال فض الأحراز، مع حبس المتهم أسامة مرسى، وتسليم الأحراز إلى مصلحة الأدلة الجنائية.
وأثناء دخول المتهمين فى سيارة الترحيلات إلى مقر المحاكمة بمعهد الأمناء، صاح عدد منهم بهتافات معادية للجيش، كما هتفوا بمجرد دخولهم قفص الاتهام الزجاجى: «الله أكبر، ومرسى مرسى إوعى يجيلك مرسى، وهى لله هى لله راجع مرسى بإذن الله، وثوار أحرار هنكمل المشوار». ومع صعود هيئة المحكمة للمنصة، طالب «فريد» المتهمين، الذين ظلوا يرددون الهتافات، بالهدوء، فلم يستجيبوا، ما دفع رئيس المحكمة إلى تهديدهم بالحبس، فالتزموا الهدوء لدقائق، ثم عادوا إلى ترديد الهتافات المعادية للدولة مرة أخرى.
وأكد ممثل النيابة العامة أنه ورد محضر ضبط المتهم أسامة محمد مرسى، وأن قوات الأمن ضبطت معه حقيبة بها بعض المضبوطات، وهى عبارة عن: مبلغ مالى، ٦٥ ألف جنيه، و٢٠٠٠ دولار، و٢٠٠ درهم إماراتى، و٢ IPAD وجهاز MP٤، ومطبوعات خاصة بجماعة الإخوان معادية للدولة.
واستخرجت هيئة المحكمة المتهم أسامة مرسى، وتلا ممثل النيابة العامة أمر إحالة المتهمين أمامه، فأنكر المتهم الاتهامات الموجهة إليه، وقال إنه يحتاج إلى توضيح الأحداث، مؤكدا أنه منذ تم اعتقاله لا يعرف أى شىء عن الدعوى سوى من وسائل الإعلام.
وأضاف المتهم: «تلقيت عدة رسائل، منها مكالمة على تليفونى الخاص، من لواء شرطة، وقال لى إن قرار ضبطى واحضارى صدر، وإذا هدأت فسوف يتغاضون عنى، أما لو أثرت المشاكل فهيجيبونى، ولأنى مش على راسى بطحة، فضلت أن أمارس عملى، حتى تم القبض علىَّ، يوم الخميس، من منزلى، وتم تقديمى إلى نيابة شمال القاهرة بالعباسية، ووقَّعت على إخطارى بالاتهام فى القضية، عقب انتظارى مدة طويلة بالطرقات، وأنا أُحمِّل هذه الهيئة مسؤولية معاملتى بطريقة لائقة، وعدم إهانتى، وأريد نسخة من أوراق القضية، وأنا منذ ٣ سنوات لم أفرح بأنهم يحرسوننى، ولست حزينا الآن، لأنهم يتشفون بى، وأنا لم أتناول طعاما منذ ٤٨ ساعة، وعائلتى ٥٠ رجلا، من أبناء وآباء، تنتهى أسماؤنا بـ(مرسى)، وإذا ذهبت نفوسنا واحدا تلو الآخر، فلن نعطى الشرعية لهذا النظام، ولن يستطيع هو ولا ١٠ أنظمة مثله إثناءنا عن الحق».
وعقب انتهاء المتهم من الحديث للهيئة، أشار إلى شقيقه «عبدالله» الموجود بالقاعة، وقبَّل يد المتهم محمد بديع، مرشد الجماعة، بمجرد دخوله قفص الاتهام الزجاجى.
وسمحت هيئة المحكمة بمشاهدة بعض مقاطع الفيديو من أحراز القضية، وكانت إحدى الأسطوانات تحتوى على فيديوهات لتجمهر مجموعة من الأشخاص، وهناك مبنى محترق، ليعترض أعضاء هيئة الدفاع على عرض الأحراز، مؤكدين أنه لا علاقة لها بالقضية، كما عرضت المحكمة فيديو لمظاهرة، لم تظهر منها أى تفاصيل بسبب الظلام، وصورا لحريق بمبنى، وتظهر به سيارات إطفاء، وفيديو لمظاهرة بمنطقة غير واضحة، لتستبعد المحكمة الأسطوانة رقم ٢٢.
كما عرضت المحكمة مقطع فيديو لبعض الاستعراضات العسكرية للجماعة، ليؤكد عضو الدفاع عن المتهمين أن المقطع لا علاقة له بالقضية، وعرضت المحكمة فيديو تسجيليا لتاريخ الاغتيالات التى قامت بها جماعة الإخوان، وأكد محامى المتهمين أن المقطع مجهول المصدر، ولا يمكن التعويل عليه، لأنه لا علاقة له بالقضية، وفيديوهات أخرى رأت المحكمة أنه لا علاقة لها بالدعوى، ليرفع المستشار حسن فريد الجلسة للاستراحة، وتسمح المحكمة للمحامين بزيارة المتهمين بالقفص الزجاجى أثناء الاستراحة.
وعقب عودة الجلسة للانعقاد، لفت عضو الدفاع عن المتهمين إلى أن المتهم أسامة مرسى قام بتوكيل المحامين محمد طوسون وأسامة الحلو وخالد بدوى، مؤكدا أن المتهم، محمود فؤاد، ينزف دمًا، والمتهم، رضا محمد صيام، تم إطلاق خرطوش عليه، أثناء وجوده بمحبسه، واستخرجت المحكمة المتهم، الذى أكد أنه- قبل الجلسة السابقة- تم اقتحام الزنزانة بسبب وجود اللواء حسن السوهاجى، مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون، لعمل تفتيش، وأنهم كانوا يُخرجون المتهمين من الزنازين، وضربوا قنابل غاز وخرطوش وقنابل حارقة، وكان معه بالزنزانة ٢٠ شخصا، وتم ضربه على رأسه، وطالب عضو الدفاع بعرضه على الطب الشرعى لبيان تاريخ الواقعة وطريقة حدوثها، وتحريك الدعوى الجنائية ضد مأمور السجن ومساعد الوزير.
 (المصري اليوم)

مصر تدافع مجددا عن علاقتها بالسعودية وتنفي التقارب مع إيران

مصر تدافع مجددا عن
وزير الخارجية المصري يؤكد أنه لا تقارب مع طهران ولا وجود لعلاقات دبلوماسية بين مصر وإيران.
جدد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، تأكيده على متانة علاقات بلاده مع المملكة العربية السعودية، فيما نفى وجود تقارب للقاهرة مع طهران إلا عبر مؤتمرات متعددة الأطراف.
وجاء ذلك في كلمة للوزير المصري، خلال الجلسة العامة الثانية لحوار المنامة المنعقد بمملكة البحرين، والتي حملت عنوان “القوى الإقليمية واستقرار الشرق الأوسط”.
وأضاف شكري “أثيرت ضجة في الإعلام مؤخرا حول العلاقات المصرية السعودية، حاولت إبعادها عن كونها علاقات متميزة متأصلة تجمع بين البلدين”.
وتابع في ذات السياق أن “أهمية مصر والسعودية في المنطقة تجعل أيّ تنوع في الآراء عرضة للتصعيد في الصحافة ويأخذ بعدا أكبر مما هو عليه”.
وشدد على ضرورة “عدم المبالغة وأخذ كل ما يقال باعتباره صحيحا، فالأمن القومي العربي يعتمد على الترابط والتفاهم الموجود بين الرياض والقاهرة”.
وتوصف العلاقات المصرية السعودية بالجيدة، وظهر دعم المملكة، إلى جانب دول خليجية أخرى بشكل كبير للقاهرة عقب إطاحة ثورة 30 يونيو 2013 بحكم جماعة الإخوان المسلمين، حيث قدمت تلك الدول لمصر مساعدات مالية وتسهيلات اقتصادية بمليارات الدولارات.
غير أن الآونة الأخيرة حملت بوادر برود في علاقة البلدين عقب تصويت القاهرة في مجلس الأمن الدولي منتصف أكتوبر الماضي لصالح مشروع قرار روسي متعلق بمدينة حلب السورية، وكانت السعودية تعارضه بشدة.
وردا على سؤال بشأن العلاقة مع إيران، قال وزير الخارجية المصري “لا تقارب مع طهران، فلا توجد علاقات دبلوماسية بيننا”.
واستطرد “لدينا نقاشات مستمرة مع إيران في مؤتمرات متعددة الأطراف باعتبارنا أعضاء في منظمتي التعاون الإسلامي ودول عدم الانحياز”.
وتابع “نستغل دائما هذه المؤتمرات للتأكيد على حماية الأمن العربي والقومي، ورفض أيّ نوع من التدخل في شؤون الدول، ومصر ثابتة على حماية أمنها القومي وأمن الدول العربية”.
وجاءت تصريحات شكري أيضا في غمرة حديث عن “مشاركة” مصرية في قوات لحفظ السلام على الأراضي السورية، لم تصدر عن القاهرة أيّ تأكيدات رسمية بشأنها، خصوصا وأن مصدر “الخبر” إيراني، حيث نقلته وكالة تسنيم الإيرانية عن مصدر عسكري سوري غير محدّد.
أهمية كل من مصر والسعودية في المنطقة تجعل أي تنوع أو اختلاف في المواقف والآراء عرضة للتصعيد في الصحافة وإعطائه بعدا أكبر مما هو عليه واقعا
ونسبت ذات الوكالة للمصدر الذي وصفته بـ”رفيع المستوى” القول “يجب أن نتوقف عند التحولات العميقة في الموقف المصري تجاه سوريا، فعندما تصر القاهرة على وحدة سوريا، وعلى أنها ستدعم الجيش السوري في محاربة الإرهاب، فهذا تحول كبير في الموقف المصري”.
غير أن دوائر سياسية سارعت إلى التحذير من التعامل مع هذا الخبر مرجّحة أنه ملفّق بهدف توسيع شرخ الخلاف بين القاهرة والرياض، وهو ما بدا سامح شكري على وعي به حين دافع في المنامة عن علاقة بلاده بالسعودية مقلّلا من حجم الخلافات بينهما.
ولفتت ذات الدوائر إلى أنّه حين يتعلّق الأمر بوحدة الأراضي السورية والحفاظ على سلامة الدولة هناك فلا خلاف أبدا بين القاهرة والرياض، إذ لم تنقطع الأخيرة منذ بداية الأزمة في سوريا على التشديد على وجوب حماية البلد من التفكك ومن فشل الدولة.
وفي سياق ذي صلة قالت مصادر دبلوماسية إنّ مصر ليست مستعدة لأن تتورط في حرب خارج حدودها.
وأكد مصطفى عبدالعزيز السفير المصري الأسبق في سوريا، لـ”العرب”، أن هناك ثوابت للسياسة الخارجية المصرية، وهي عدم التورط في أيّ اضطرابات عسكرية يكون أطرافها من الأمة العربية، وأن هدف مصر في سوريا، الحفاظ على المؤسسات، وإعادة الإعمار، والاحـتفاظ بسـوريا مـوحدة.
واعتبر السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري سابقا، أن الهدف من تلك التقارير الإعلامية، ضرب العلاقات الخليجية المصرية، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام التي تتبنى هذا النوع من الطرح، في الغالب “وسائل إيرانية أو تابعة لحزب الله، وكلاهما معروفة توجهاته من الأزمة السورية”.
وأشار إلى أن الأزمة في سوريا ستكون نقطة التقاء مصري سعودي، بدلا من قضية خلاف، مستدلا بالهدوء الذي يسود الخطاب السياسي للبلدين تجاه بعضهما البعض ما قطع الطريق على محاولات توتير العلاقات بينهما.
 (العرب اللندنية)

تأجيل محاكمة بديع و738 متهماً آخرين بفض اعتصام رابعة

تأجيل محاكمة بديع
قررت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة في معهد أمناء الشرطة بطرة، برئاسة المستشار حسن فريد، تأجيل جلسة محاكمة بديع و738 متهما آخرين في القضية المعروفة إعلاميا بـ"فض اعتصام رابعة العدوية" إلى 27 ديسمبر لاستكمال فض الأحراز وإرسال اللاب توب والهواتف المضبوطة مع المتهم أسامة مرسي لمصلحة الأدلة الجنائية وإيداع المبالغ المضبوطة خزينة المحكمة.
أسندت النيابة إلى المتهمين اتهامات عديدة، من بينها "تدبير تجمهر مسلح والاشتراك فيه بميدان رابعة العدوية، وقطع الطرق، وتقييد حرية الناس في التنقل، والقتل العمد مع سبق الإصرار للمواطنين وقوات الشرطة المكلفة بفض تجمهرهم، والشروع في القتل العمد، وتعمد تعطيل سير وسائل النقل".
 (العربية نت)
تثبيت حكم بإعدام
فى زيارته الأولى لليونان.. البابا تواضروس يمهد الطريق لحوار مع الكنيسة اليونانية بعد ربع قرن من الخلافات.. البابا لرئيس أساقفة أثينا: التشابه بيننا أكبر من الخلافات و"أيرونوموس": حضورك بداية لوحدتنا
فى زيارته الأولى لليونان، مهد البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الطريق أمام حوار بين الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية والكنيسة الأرثوذكسية القبطية بعد خلافات عقائدية و"حرومات" امتدت نحو ربع قرن.
وحظى البابا تواضروس باستقبال حافل فى اليونان على المستوى الكنسى والرسمى، بداية من استقباله فى المطار على باب طائرته بوفد يضم كبار المسئولين فى الدولة والكنيسة وصولًا إلى اجتماعه مع الرئيس اليونانى أول أمس الجمعة وزيارته لوزير الخارجية ورئيس الوزراء، ثم استقباله فى مقر المجمع المقدس للكنيسة اليونانية من قبل البطريرك ايرنوموس رئيس أساقفة الكنيسة اليونانية وكبار رجال الكنيسة هناك.
والبابا تواضروس عبر عن أمله أمام المجمع المقدس اليونانى فى  تحقيق الوحدة الكنسية بين الكنائس الأرثوذكسية من خلال الحوار الذى يجب أن يستمر ويتواصل فى محبة المسيح حتى ننسى خلافات الماضى اللغوية والسياسية والاجتماعية، ويكون الصوت المسيحى الارثوذكسي واحدا فى هذا العالم المضطرب والذى تواجه فيه مشكلات العنف والإرهاب وضياع المبادئ والقيم سواء فى منطقة الشرق الأوسط أو حوض البحر الابيض المتوسط.
ودعا البابا للتعاون مع الكنيسة اليونانية، قائلًا هنا أود أن أطرح التعاون المتبادل بين كنيستنا فى مجالات الثقافة والتعليم عن طريق تبادل المنح ووسائل المعايدة، مضيفا: أننا نتطلع إلى يوم الوحدة والذى تحطم فيه كل العوائق من أجل الشركة الكنسية عن طريق الحوار اللاهوتى بواسطة الروح القدس لكى تنزع كل فرقه وابتعاد وخصام الماضى لهذا نحتاج أن نشرح لشعوبنا أى اتفاق لاهوتى مشترك نصل إليه من اجل هذا الهدف.
الأمر الذى لاقى قبولًا لدى البطريرك اليونانى الذى اعتبر زيارة البابا مدخلًا للوحدة الكنيسة، وغلق أبواب الخلافات بين الكنائس الأرثوذكسية وبعضها.
ويستعد البابا تواضروس لصلاة العشية بكنيسة العذراء والقديس مارمرقس باليونان، اليوم السبت على أن يدشن الكنيسة غدًا الأحد فى صلوات القداس الإلهى بحضور السفير المصرى فى اليونان وشخصيات سياسية وكنسية.
الجدير بالذكر أن الكنيسة القبطية والكنيسة اليونانية بينهما خلافات تاريخية تعود إلى مجمع خلقدونية حول العديد من القضايا اللاهوتية بينها طبيعة السيد المسيح، بالإضافة إلى قضية صكوك الغفران وكذلك عصمة البابا حيث تؤمن الكنيسة اليونانية أن البابا ليس معصومًا من الخطأ على عكس الكنيسة القبطية المصرية بالإضافة إلى إيمانها بأن المسيح له طبيعتان بشرية وإلهية وهو عكس إيمان الكنيسة القبطية التى تعتقد بالطبيعة الواحدة للمسيح (اللاهوت والناسوت)، والعديد من القضايا اللاهوتية الأخرى المختلف عليها.
 (اليوم السابع)

شارك