ضبط شحنة طائرات تجسس للحوثيين.. واليونيسيف تحذر من كارثة انسانية في اليمن
الإثنين 12/ديسمبر/2016 - 07:08 م
طباعة

تصاعدت الاعمال القتالية في عدة مدن يمنية، في وقت استطاع الجيش اليمني ضبط شحنة "طائرات تجسس" من ايران في طريقها إلى الحوثيين، فيما أكد نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر على تمسك الحكومة اليمنية، بالمرجعيات الثلاث ، فيما أعلنت منظمة اليونيسيف عن معاناة 2.2 مليون طفل يمني من سوء التغذية الحاد وهم بحاجة إلى العناية العاجلة.
الوضع الميداني:

وعلي صعيد الوضع الميداني، شنت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، اليوم الاثنين غارة جوية على ميدان السبعين جنوب العاصمة صنعاء.
وذكر شهود عيان لـ«المصدر أونلاين»، إن انفجارا عنيفاً نجم عن الغارة الجوية، في الوقت الذي كان العشرات من الشبان ينفذون حملة لتنظيف العاصمة.
وقالت مصادر محلية إن 13 غارة جوية استهدفت جبل النهدين ودار الرئاسة ومنصة السبعين جنوب صنعاء، ومقر ألوية الصواريخ في جبل عطان وجبل ظفار في منطقة بني مطر غرب صنعاء.
وشوهدت ألسنة اللهب وأعمدة الدخان تتصاعد من على المواقع المستهدفة، دون أن تتضح على الفور الخسائر التي خلفها القصف.
وكانت المقاتلات الحربية قد شنت أكثر من عشر غارات على مواقع في العاصمة صنعاء فجر اليوم، بعد نحو شهرين من الهدوء وتوقف الضربات الجوية.
كما قُتل 6 من مسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، اليوم الاثنين، في معارك ضد المقاومة الشعبية بمديرية الزاهر في محافظة البيضاء (وسط اليمن).
وقال مصدر ميداني لـ«المصدر أونلاين»، إن 3 من الحوثيين أُسروا في ذات المعارك، وضحا أن المعارك دارت في منطقة كساد، بعد هجوم للحوثيين، أسفر عن سيطرتهم لأحد الجبال، ومقتل عنصرين من المقاومة وإصابة 3 آخرين بجروح متفاوتة. وبموازاة المعارك، قصفت مقاتلات التحالف مواقع بالجبل للحوثيين.
كما قُتل خمسة من مسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، اليوم الاثنين، في معارك ضد المقاومة الشعبية والقوات الحكومية شرقي مدينة تعز (جنوب غرب اليمن).
وقال مصدر ميداني لـ«المصدر أونلاين»، إن القوات الحكومية أحبطت هجوماً للحوثيين جوار مستشفى الكندي في حي الكمب، كما درات مواجهات بالقرب من مدرسة محمد علي عثمان جنوب معسكر التشريفات، مضيفا ان اثنين من عناصر القوات الحكومية قُتلا خلال المعارك.
وعلى صعيد متصل، قصف الحوثيون الأحياء السكنية في منطقة بئر باشا غربي المدينة، وأدى ذلك إلى إصابة الطفل وائل الصغير (8 أعوام) جراء سقوط قذيفة في حي الدار. من جهتها، تمكنت مدفعية القوات الحكومية من إحراق عربة (طقم) للحوثيين في شارع الخمسين عند تقاطع 24 شمال غرب المدينة.
فيما كشف مسؤول عسكري يمني يوم الاحد، أن الشرطة العسكرية في محافظة مأرب، شرق اليمن، ضبطت شاحنة تجارية تحمل طائرات تجسس، في طريقها إلى الحوثيين، في العاصمة صنعاء.
وقال العقيد ناصر طريق قائد الشرطة العسكرية في المحافظة إن “الشاحنة حملت قطع غيار للمولدات الكهربائية والسيارات تعود لعدد من التجار، وفي الأسفل أخفيت قطع طائرات التجسس”، موضحاً أن “الشاحنة تم ضبطها في نقطة الميل، التابعة للشرطة العسكرية”.
وتابع: “ما تزال الشاحنة محجوزة، وتم تشكيل لجنة عسكرية من الاستخبارات العسكرية وقيادة المنطقة العسكرية الثالثة والبحث الجنائي، ورُفع تقرير لرئاسة هيئة الأركان بشأن حمولة الشاحنة”.
وبحسب المسؤول العسكري فإن الطائرات “تجسسية” وتعمل على رصد الأهداف العسكرية.
وسبق أن ضبطت السلطات العسكرية في مأرب، العديد من شاحنات النقل التي تحمل أسلحة ومعدات حربية في طريقها إلى الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
الوضع الامني:

وعلي صعيد الوضع الامني، قال رئيس التوجيه المعنوي في القوات المسلحة اليمنية محسن خصروف، اليوم الاثنين، إن السلطات العسكرية ألقت القبض على خلية كانت تستهدف زراعة عبوات ناسفة ومتفجرات في محافظة مارب (شرق العاصمة صنعاء).
وذكر خصروف في تصريحات لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، إن الخلية كانت تستهدف القصر الجمهوري والقوات الحكومية اثناء تجمعهم لاستلام المرتبات.
وأشار إلى أن الحراسة الأمنية للقصر الجمهوري في المدينة، ألقت القبض على أفراد الخلية حين تسللوا إلى بوابة المقر الرئاسي.
من جهة، قال مصدر عسكري إن أفراد الخلية كانوا أربعة، ويقيمون في فندق قبالة القصر الجمهوري.
فيما قالت الشرطة اليمنية في مدينة عدن، جنوب البلاد، إنها ضبطت، اليوم الاثنين، سيارة مفخخة كانت معدة للتفجير، بعد يومين فقط من تفجير انتحاري استهدف تجمعا لعناصر في الجيش، وأسفر عن مقتل العشرات في المدينة.
وأوضح بيان صادر عن شرطة عدن، أن “الوحدة الأمنية الخاصة بمكافحة الإرهاب التابعة لإدارة أمن المحافظة تمكنت، اليوم، من ضبط سيارة مفخخة في الشارع الخلفي لمنطقة المعلا في مدينة عدن، بعد معلومات مؤكدة أدلى بها مواطنون لإدارة الأمن”.
ولفت البيان إلى أن هذه المعلومات “قادت إلى ضبط السيارة المفخخة التي تحتوي على كميات كبيرة من المتفجرات، من بينها ألغام أرضية وعبوات ناسفة”.
و يعد تنظيم داعش الذي يقف خلف كل العمليات “الإرهابية” في عدن، ظاهرياَ أن مليشيات الحوثي الشيعية من ألد خصومه، إلا أنه لم يقم البتة باستهدافهم، ويبدوان كأنهما يتقاسمان ذات المشروع ويسعيان لتحقيق الهدف نفسه، حيث أن التنظيم لم ينشط في عدن إلا في غضون 3 أشهر من خروج الحوثيين منها، بينما لم يكن له أي حضور في ظل سيطرة الحوثيين على أجزاء من المدينة والمحافظات الجنوبية الأخرى.
ويستبعد مراقبون سياسيون اعتمادا على الوقائع السابقة في حديث لـ”إرم نيوز” حقيقة أي تواجد لتنظيم داعش المعروف عالميًا في عدن، مؤكدين أن هذه الجماعة التي تظهر باسم “داعش” ماهي إلى خلية من خلايا المخلوع صالح، الذي يعمد دائمًا إلى استخدام جماعات متطرفة متى دعت حاجته لاستخدامها.
ويقول الأكاديمي والباحث السياسي الدكتور حسين بن عيدان”دون أدنى شك في مثل هذه الحوادث وعلمتنا تجارب وتاريخ أحداث مشابهة، أن البحث عن المستفيد هو أول خطوة للمحققين”.
وأوضح بن عيدان في حديث خاص لـ”إرم نيوز” “لم يعد خافيًا على أحد ارتباط كل الجماعات التكفيرية في المنطقة بمنظومة المخلوع، وهذا أمر ليس استرسالًا وإنما حقائق يعرفها رجل الشارع البسيط”، وتابع قائلا “أضيف لها الدور الحوثي يد ايران في المنطقة التي رعت داعش تحت سمع و نظر دول كبرى لتحقيق أهداف دنيئة تهدف للنيل من استقرار المنطقة و أمنها و تحقيق الحلم الفارسي في الهيمنة”.
المسار التفاوضي:

وعلي صعيد المسار التفاوضي، كد نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر على تمسك الحكومة اليمنية، بالمرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216.
جاء ذلك خلال لقائه اليوم القائم بأعمال السفير الأمريكي لدى بلادنا ويتشار رايلي ونائب مدير القسم السياسي كارن برونسون، طبقاً لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ).
وقال الأحمر «المرجعيات توافق عليها اليمنيون وهي مرجعيات يتمسك بها اليمنيون جميعاً بكل أطيافهم وقواهم السياسية وتكتلاتهم الحزبية باعتبارها المخرج الوحيد والآمن للبلاد والكفيل بنزع فتيل الحرب».
وأضاف «الإنقلابيون انقلبوا على هذه الخطوات بعد الموافقة عليها ويتخذون خطوات انفرادية همجية تنم عن تجاهلهم لمصلحة الوطن والمواطن اليمني الذي يتجرع ويلات الانقلاب يوماً بعد آخر».
وأشار محسن إلى التزامات الحكومة نحو مواطنيها وسعيها الحثيث لتبني مشاكلهم وهمومهم وصرف رواتب موظفي الدولة، بما يخفف من المعاناة التي تسبب بها الانقلاب.
وقال القائم بأعمال السفير الأمريكي، ان الحكومة الأمريكية لا تعترف بالخطوات الانفرادية للانقلابيين والتي كان آخرها تشكيل ما أسموها بحكومة الإنقاذ.
وأضاف «امريكا تعترف وتتعامل فقط مع شرعية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، والحكومة الشرعية».
فيما بدأت الأمم المتحدة بإجراء ترتيبات أمنية خاصة بتقييم مدينة عدن العاصمة المؤقتة للسلطة الرسمية اليمنية، بهدف تحديد إمكانية انتقال مقار منظماتها العاملة في اليمن، من صنعاء الواقعة تحت نفوذ الانقلابين إلى عدن.
ورحب وزير الإدارة المحلية اليمني، عبدالرقيب فتح، في تصريح بثته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، بالخطوة التي شرع في تنفيذها الجهاز الأمني الخاص بمنظّمات الأمم المتحدة العاملة في اليمن.
وكان الوزير فتح، والذي يشغل رئيس اللجنة العليا للإغاثة في اليمن، قد دعا في تصريحات سابقة منظمات الأمم المتحدة لنقل مكاتبها إلى العاصمة المؤقتة عدن والخروج من الإقامة الجبرية المفروضة عليها في صنعاء، كي تستطيع العمل والتنسيق مع اللجنة العليا للإغاثة في تقديم الخدمات الإغاثية للشعب اليمني.
وتشكل الخطوة الأممية ضربة جديدة لجماعة الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وتعزز من مكانة حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي التي نقلت قبل أشهر قليلة البنك المركزي من صنعاء إلى عدن، وتستقر حاليا في العاصمة المؤقتة.
الوضع الانساني:

وعلي صعيد الوضع الانساني، أعلنت منظمة اليونيسيف اليوم الاثنين، عن معاناة 2.2 مليون طفل يمني من سوء التغذية الحاد وهم بحاجة إلى العناية العاجلة، وقالت إن هذه كارثة لم يشهد لها العالم مثيلاً من قبل.
وقالت إن 462 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، وهي زيادة كبيرة تصل إلى 200% مقارنة بعام 2014، كما يعاني 1.7 مليون طفل من سوء التغذية الحاد المتوسط، وإن أعلى معدلات سوء التغذية الحاد تظهر بين أطفال محافظات الحديدة وصعدة وتعز وحجة ولحج.
وأشارت المنظمة إلى أن محافظة صعدة تعاني أعلى معدلات التقزم بين الأطفال على مستوى العالم، إذ يعاني 8 أطفال من أصل 10 في المحافظة، من سوء التغذية المزمن.
وذكرت «يموت في اليمن على الأقل طفل واحد كل عشر دقائق بسبب أمراض يمكن الوقاية منها، مثل الإسهال وسوء التغذية والتهاب الجهاز التنفسي».
وقالت القائمة بأعمال ممثل اليونيسف في اليمن ميريتشل ريلانو، إن «معدلات سوء التغذية في اليمن هي الأعلى والأكثر تصاعداً من أي وقت مضى، وصحة أطفال البلد الأفقر في الشرق الأوسط لم تشهد مطلقاً مثل هذه الأرقام الكارثية التي نشهدها اليوم».
وتابعت «أفقدَنا العنف والنزاع مكاسب كبيرة تَمكّن اليمن من تحقيقها خلال العقد الماضي في مجال الصحة وتغذية الأطفال، فقد انتشرت الأوبئة مثل الكوليرا والحصبة، ونظراً لتوفر عدد قليل من المرافق الصحية العاملة زاد تفشي هذه الأمراض ليشكل عبئاً كبيراً على الأطفال».
وحثت ريلانو أطراف النزاع في اليمن إلى توفير سبل الوصول غير المشروط إلى الأطفال المحتاجين في مختلف أنحاء البلاد كي تتمكن المنظمة الدولية، من تزويدهم بالإمدادات الغذائية وعلاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية ودعم الخدمات الصحية.
المشهد اليمني:
يتصاعد في اليمن قلق بالغ من احتمال أن يدفع انسداد أفق الحل السياسي وغياب الحسم العسكري المجتمع الدولي إلى الاعتراف بــ"سلطتين" في اليمن، إحداهما هي الحكومة الشرعية في العاصمة المؤقتة عدن ومدن الجنوب والشرق، والأخرى هي حكومة "الإنقاذ الوطني" في العاصمة صنعاء ومناطق الشمال والغربن وهو ما يعني عمليا تقسيم اليمن الي دوليتن.