الأطفال الدواعش.. قنابل "موقوتة" ستنفجر قريبًا في وجه العراقيين والسوريين

الثلاثاء 20/ديسمبر/2016 - 11:45 ص
طباعة الأطفال الدواعش..
 
كشفت الاعترافات التي أقر بها الطفل الانتحاري الداعشي محمد أحمد البالغ من العمر 15عامًا الذي أرسلته داعش إلى كركوك في شهر أغسطس عام 2016 وهو يرتدي حزاماً ناسفاً، ولكن تم القبض عليه- عن أن التنظيم الدموي يستغل الأطفال في أعماله الإرهابية، وأنهم سيتحولون إلى قنابل "موقوتة" ستنفجر قريبًا في وجه العراقيين والسوريين؛ حيث كشف خلال استجوابه عن تفاصيل قصته مع مسلحي تنظيم داعش، قائلًا: "لقد كنا حوالي 60 طفلاً، وكنا نتلقى تعليمنا من داعش الذي كان يحدثنا يومياً عن الجنة وجمالها، وقالوا لنا إننا إذا مُتنا فسنذهب إلى الجنة، كما كانوا يجبروننا على مشاهدة مقاطع فيديو مرعبة".
الأطفال الدواعش..
 وتابع: "كانوا يعلموننا على كيفية استخدام الأسلحة والمتفجرات، ومن ثم أرسلونا إلى الحويجة حيث كان 4 رجال كبار يحدثوننا عن الجنة، وكانوا يكررون هذه الكلمة في كل يوم ولحظة، كما كانوا يعرضون علينا مشاهد فيديو لقطع رءوس البشر وأنه شَعَرَ بالندم لانضمامه إلى داعش عندما كان في معسكر التدريب بالحويجة ولم يكن يرغب في تنفيذ عملية انتحارية، ولكنهم أرسلوه بالقوة إلى كركوك".
وحول تنفيذ عملية انتحارية في كركوك، أردف محمد بالقول: "عندما وصلت إلى مكان العملية أصبحت متردداً، فحين شاهدت الشباب وهم يلعبون كرة القدم في الملعب، أدركت أنني أقوم بعمل خاطئ، فلم أفجر نفسي وعُدتُ إلى الشخص الذي أرسلني، إلا أنه أرسلني مرةً ثانية وقال لي: إذهب فهذا أمرٌ من (أبو سلام)، وقد حاولت أن أهرب من خلف الملعب، ولكن الشرطة ألقت القبض علي".
 هذه الاعترافات تكشف عن أن الكثير من الأطفال لا زالوا يتلقون التدريبات في معسكرات تنظيم داعش لتنفيذ عمليات انتحارية وهم ضحايا للتنظيم الدموي الذي يستغلهم لتحقيق أهدافه، فبعد أن سيطر التنظيم على مساحات واسعة من الأراضي العراقية والسورية في عام 2014 فرض تفسيره المتشدد للشريعة، وبدأ يقيم أطر عمل أساسية للدولة مثل فرض الضرائب وتنظيم النشاطات. غير أن هذا المشروع بدأ يتهاوى في مواجهة حملة عسكرية لسحقه سيكون لها نتائج غير متوقعة على الفارين من قبضة رجاله.
الأطفال الدواعش..
وقد تم تسجيل المواليد لدى السلطات في المناطق التي تخضع لسيطرة التنظيم غير أن هذه السلطات ليس لها أي صلاحية خارج تلك المناطق الآخذة في الانكماش- أو أنهم لم يسجلوا على الإطلاق ويعني هذا انضمام مئات وربما آلاف الأطفال دون سن الثانية والنصف إلى الأطفال الذين أصبحو «بدون» في أنحاء مختلفة من الشرق الأوسط أي أنهم يفتقرون إلى الاعتراف الرسمي بهم كمواطنين في أي دولة وترى الأمم المتحدة أن الأطفال «البدون» مهددون بأن تفوتهم فرصة التمتع بحقوقهم الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية، ومن المرجح أن يواجهوا صعوبات عندما يكبرون في الحصول على وظيفة، كما أنهم معرضون للاستغلال، وأن يصبحوا سلعة في تجارة الرقيق.
وتنذر الحرب الدائرة في سوريا منذ أكثر من خمس سنوات والتي كانت سبباً في نزوح عشرة ملايين شخص عن ديارهم، بوجود عدد أكبر من الأطفال الذين ولدوا في مناطق خارج سيطرة الحكومة السورية، أو في مخيمات للاجئين خارج الحدود، ومن هذه النماذج الطفلة سارة التي ولدت في الوقت الذي اقتحم مقاتلو «داعش» العراق في عام 2014. أما شقيقها الصغير علي فقد ولد بعدها بعامين قبل أيام من هروب أسرتهما إلى مخيم ديباغة من قريتها الواقعة جنوب الموصل آخر المعاقل الكبرى للتنظيم الذي تقاتل القوات العراقية الآن لاستعادة السيطرة عليه، وقال والد الطفلين واسمه محمد إنه لم يسجلهما لدى «داعش». وأضاف: «إذا جئت لهم بطفل فسيصدرون شهادة ميلاد تحمل اسم دولتهم».
الأطفال الدواعش..
وسجل بعض الآباء مواليدهم لدى التنظيم الذي أصدر لهم شهادات ميلاد تحمل شعارهم باللونين الأسود والأبيض وعبارة لا إله إلا الله، وعرض فراق البالغ من العمر 22 سنة وهو من منطقة الموصل وثيقة خفيفة وردية اللون أصدرها «داعش» عندما ولد ابنه ياسر ابن الثمانية أشهر. وتشبه الوثيقة إلى حد كبير وثائق الميلاد العراقية وقال مهدي الوائلي، المدير العام لدائرة الجنسية إن آباء الأطفال الذين ليس ليهم شهادات ميلاد سيتمكنون من الذهاب إلى مكاتب وزارة الصحة لترتيب تسجيل مواليدهم ومع ذلك لم يتم إعادة الخدمات الحكومية المحلية حتى الآن في بعض المناطق في شمال العراق بعد مرور أشهر على استردادها، ويقول آباء آخرون سراً إنهم حصلوا على وثائق «داعش» لأطفالهم لكنهم مزقوها عندما طردت القوات العراقية المسلحين؛ وذلك خشية أن يتعرضوا لأعمال انتقامية لما يمكن اعتباره تعاوناً مع التنظيم.
وتحدث عراقي يدعى علي ولد له أول أطفاله داخل الموصل الأسبوع الماضي وهو يحمل طفلته أمل ابنة التسعة عشر شهراً التي ولدت بعيب خلقي في الدماغ منعها من تعلم المشي. وقال إنه حصل على شهادة ميلاد للطفلة من جار له يعمل في المستشفى المحلي، لكنه رفض السماح للتنظيم بتوثيقها بخاتمه الرسمي، وأضاف: وقال لي الطبيب، لا تدع أحداً يعلم بأمر الشهادة وإلا سيذبحوننا نحن الاثنين وقال أب لخمسة أولاد عمره 41 سنة قدم نفسه باسم أبو سعود إنه قرر عدم تسجيل ابنه في قرية جنوب الموصل كانت خاضعة في ذلك الحين لسيطرة التنظيم، وأضاف خارج خيمته في ديباغة: سأذهب مع أولادي الآخرين إلى دائرة الإقامة لتسجيلهم بالصورة والختم.. فهذا يثبت ما إذا كان طفلي أم طفلك أم طفله. لكن في الوقت الحالي ليست لديه بطاقة هوية.
الأطفال الدواعش..
كما كشفت صحيفة "اي بي سي" الإسبانية، في 25 أبريل 2016، عن انتهاك جديد يرتكبه تنظيم داعش، بحق الأطفال، إذ يعمل التنظيم على ترسيخ قيم التطرف والإرهاب في أطفال سوريا، من خلال كتب يعتمدها في التدريس حيث عثرت السلطات السورية، على كتب كان داعش يعتمدها في تعليم "قواعد التطرف" لأطفال مدينة تدمر، التي استعادها الجيش السوري، الشهر الماضي، عقب سيطرة التنظيم عليها واحتوت الكتب على نصوص تدعو للالتحاق بصفوف التنظيم، في الوقت الذي عرف فيه التنظيم بالاهتمام بإعداد برامج وتدريبات تعليمية تشجع على الانضمام للتنظيم.
ويشار إلى أن صحيفة "الجارديان"، قد ذكرت في وقت سابق، أن هناك وثيقة تتضمن 24 صفحة توضح خطط تنظيم داعش لتطوير دولتهم، من خلال إنشاء معسكرات لتدريب الأطفال على السعي للخلافة، وأسمهم "أشبال الخلافة"، وأنه بعد تدريب الأطفال شفهيًّا على قواعد القتال والإرهاب، يدفعوهم للتطبيق العملي من خلال مشاركتهم في تنفيذ عمليات الإعدام وأن الأطفال المتخرجين لا تتجاوز أعمارهم الـ 14 عامًا، وتم تدريبهم على العمليات الانتحارية وقيادتهم للسيارات المفخخة، التي تعد من أكثر أساليب التنظيم شراسة أثناء هجومه على المدن والحقول النفطية.
الأطفال الدواعش..
 مما سبق نستطيع التأكيد على أن تنظيم داعش الدموي سوف يستمر في استغلال الأطفال في أعماله الإرهابية، وأنهم سيتحولون مع مرور الوقت إلى قنابل "موقوتة" تنفجر في وجه العراقيين والسوريين، وهو ما يعني مزيدًا من الدماء ومزيدًا من القتل. 

شارك