بمشاركة "المارينز".. استئناف معركة "الموصل" بعد توقفها لأكثر من أسبوع

السبت 24/ديسمبر/2016 - 03:14 م
طباعة بمشاركة المارينز..
 
بعد توقفها نحو أسبوع،  استأنفت القوات المسلحة العراقية، اليوم السبت 24 ديسمبر 2016، العمليات العسكرية من المحور الشمالي لمدينة موصل (شمال)، بمساندة برية وجوية مباشرة وواسعة من قبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وفق ما أفادت به مصادر عسكرية.

بمشاركة المارينز..
وجاءت عملية الاستئناف، حيث أعادت القوات العراقية ترتيب صفوفها، لشن الهجوم على المدينة من جميع الأطراف، واقتصر الهجوم قبل ذلك على الجبهة الشرقة بقيادة قوات "مكافحة الإرهاب" تابعة للجيش التي دربها الجيش الأمريكي، لكن تقدمها تباطأ كثيرا في الأسابيع الأخيرة نتيجة مقاومة مسلحي "داعش" وهجماتهم المضادة التي أنهكت القوات العراقية.
ويعول العراق والتحالف على فتح جميع جبهات قتال في مختلف الجهات، لتشتيت مقاومة "داعش" وإضعاف قدرته على شن هجمات مضادة.
وقبل أن تتقدم القوات العراقية ومن خلفها مباشرة القوات الأمريكية شمالي المدينة، شنّت طائرات التحالف غارات على تجمعات لمسلحي التنظيم في الأحياء القريبة.
كانت ذكرت مصادر عراقية الأسبوع الماضي، بتوقف المعارك في جبهات الموصل المختلفة حتى إشعار آخر، حيث أعلن قائد الشرطة الاتحادية، رائد جودت، تحرك الفرقة الخامسة إلى الجبهة الشرقية في المدينة لمساندة قوات جهاز مكافحة الإرهاب في المرحلة الثانية من معركة الموصل والتي لم تبدأ بعد.
وكانت حدة القتال تراجعت خلال الأيام الماضية في المناطق المحاذية لنهر دجلة شرق الموصل، بسبب سوء الأحوال الجوية.
وانطلقت معركة تحرير الموصل في 17 أكتوبر الماضي، بدعم جوي من التحالف الدولي، وتوقفت قبل 7 أيام، في إطار استعداد الجيش العراقي لاستكمال المرحلة الثانية من تحرير أحياء شرقي دجلة.
ووفق مصادر عراقية فقد نزح أكثر من 500 مدني الأسبوع الماضي، نقلتهم شاحنات عسكرية وحافلات خصصتها الحكومة العراقية لنقل النازحين من مناطق القتال إلى مخيمات النزوح شرق الموصل.
في حين سجلت مشافي إقليم كردستان، استقبال أعداد جديدة من الجرحى المدنيين والعسكريين جراء سقوط مقذوفات الهاون مصدرها تنظيم داعش، استهدف الأحياء المحررة شرق المدينة.
وقد أجبر التنظيم الإرهابي "داعش"، سكان الأحياء القريبة من القوات العراقية، والتي لم تقتحم من قبل جهاز مكافحة الإرهاب على النزوح باتجاه قلب مدينة الموصل، لضمان عدم نزوح تلك العائلات باتجاه المناطق التي يتم استعادتها من التنظيم.
وقال المقدم الركن في الفرقة السادسة عشرة، يونس إحسان المعلمي، إن "المئات من القوات الأمريكية الخاصة (المارينز) وصلوا إلى الضفة الشرقية لدجلة من الطرف الشمالي مصطحبين معهم عجلات قتالية وآليات ثقيلة، وسط تحليق مكثف لطائرات الأباتشي الهجومية"، مضيفًا أن "المدفعية الثقيلة للقوات الأميركية باشرت بمعالجة الأهداف المسلحة للتنظيم (الثابتة والمتحركة) في مناطق بعويزة والسكر والصديق والحدباء والكندي، شمالي الموصل، بمساحة 30 كيلومترا مربعا".
وأشار المعلمي، أن "اللواء 76 الفرقة 16 واللواء 71 الفرقة 15 بالتعاون مع قوات حرس نينوى، بدأوا بالتقدم البري نحو الأحياء السكنية شمالي المدينة والالتقاء مع القوات المسلحة العراقية الأخرى التي تقاتل في بقية الجبهات عند ضاف النهر".

بمشاركة المارينز..
المقدم في اللواء 71 الفرقة 15، حمدون المعماري، قال إن "طائرات حربية قصفت فجر اليوم، بنحو 7 صواريخ تجمعات قتالية لعناصر التنظيم في مناطق المهندسين والشرطة والأندلس والزراعي عندما كانوا يستعدون لشن هجمات على مواقع القوات العراقية - الأمريكية في منطقة الشلالات، شمالي المدينة، مضيفًا أن القصف أسفر عن مقتل 17 مسلحا وإصابة نحو 6 آخرين، كحصيلة أولية للغارات الجوية، وإجبار الآخرين على التراجع وعدم تنفيذ هجماتهم المسلحة".
ورأى المعماري، أن "مشاركة القوات الأمريكية بعمليات برية وجوية سوف يساعد في القضاء على التنظيم بنحو عاجل، لما تمتلكه هذه القوات من إمكانيات قتالية كبيرة جدا ومميزة في الوقت ذاته"، على حد تعبيره.
في سياق متصل، قال ضابط أمريكي إن القوات الأمريكية التي تساعد القوات العراقية في الموصل تقوم بعملية اندماج مكثف مع القوات العراقية، وتقوم القوات العراقية حاليا بإعادة تنظيم صفوفها لمواصلة التقدم في الموصل.
ووفق تقارير، فقد انتشر أكثر من خمسة آلاف جندي أمريكي في العراق في إطار تحالف دولي يقدم المشورة للقوات المحلية في محاولة استعادة السيطرة على ثلث المناطق الذي سيطر عليها المتشددون في 2014. 
وكان مستشارو التحالف يتركزون في البداية في المقرات رفيعة المستوى في بغداد لكنهم انتشروا على مدى العامين المنصرمين إلى عدة مواقع للبقاء بالقرب من القوات المتقدمة.
وعلي الصعيد الميداني، اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة بين مجموعة مسلحة مجهولة الهوية، وعناصر "داعش"، في الجانب الغربي لضفة النهر، بالتزامن مع العمليات العسكرية ضد التنظيم في المحور الشمالي.
وقالت مصادر أمنية إنه "في تمام الساعة الثالثة صباحا بالتوقيت المحلي، شنّ نحو 15 شخصا هجوما على مواقع هامة للتنظيم في منطقة الدندان جنوبي الموصل، واشتبكوا معهم لنحو 10 دقائق مستخدمين في ذلك أسلحة خفيفة قبل أن ينسحبوا إلى جهة مجهولة"، مؤكدة علي أن التنظيم فرض طوقا أمنيا مشددا على المنطقة وإقامة نقاط تفتيش عند مداخلها ومخارجها في محاولة منه للوصول إلى منفذي العملية والجهة التي تقف ورائهم وتساندهم". 
ويري محللون أن الموصل سيشهد ازدياد هكذا عمليات ضد التنظيم مع اشتداد معارك التحرير واستمرار القوات بالتوغل نحو أهدافها".

شارك