ما زال وضع اللاجئين الهاربين من واقعهم القاسي إلى المستقبل المجهول يكشف عن وجع حقيقي في الذاكرة الإنسانية، من خلال رصد أرقام عديدة وبيانات تؤكد أن هناك الكثير من الغرقى الذين لم يتم إحصاؤهم، إلى جانب ذلك ذكرت المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، أن عددًا قياسيًا بلغ 5000 مهاجر يعتقد أنهم غرقوا في البحر المتوسط هذا العام بعد انقلاب قاربين، الخميس الماضي ومخاوف من وفاة نحو 100 شخص كانوا على متنهما. وأضافت أن قاربين‭‭ ‬‬مكتظين بالركاب انقلبا في مضيق صقلية بين إيطاليا وليبيا.‬‬

وقال وليام سبيندلر المتحدث باسم مفوضية اللاجئين: "هذا أسوأ إجمالي سنوي لأعداد الوفيات على الإطلاق". وأوضح إن 2016 أصبح أكثر الأعوام فتكًا باللاجئين الذين يحاولون عبور المتوسط إلى أوروبا. وأن العام الجاري شهد غرق ما معدله 14 لاجئًا في البحر المتوسط يوميًا، وهو أعلى معدل يومي لموت اللاجئين في البحر المتوسط.

ووفقًا للأمم المتحدة وصل 358 ألف لاجئ إلى أوروبا عبر المتوسط خلال العام الحالي، وكان ذلك العدد العام الماضي حوالي مليون، كما غرق في البحر المتوسط 3771 لاجئًا خلال العام الماضي. وناشدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين الدول فتح المزيد من مسارات الهجرة الشرعية أمام اللاجئين.

وفي أبريل 2016 لقي نحو 400 لاجئ حتفهم، خلال غرق عدة قوارب في البحر الأبيض المتوسط، أثناء محاولتهم الوصول إلى السواحل الأوروبية، إنطلاقاً من الشواطئ المصرية، في أكبر حصيلة غرق منذ بداية العام الجاري.

ونقلت شبكة الـ" BBC " البريطانية عن مصادر مصرية بأن أكثر من 400 "مهاجر" غير شرعي غرقوا في البحر الأبيض المتوسط أثناء محاولتهم الوصول إلى السواحل الأوروبية.

وأوضحت المصادر أن أغلب الغرقى هم مواطنون "صوماليون" توجهوا من مصر إلى سواحل إيطالية على متن 4 قوارب قديمة انقلبت قبال الشاطئ الإفريقي ما أدى إلى غرقهم، في حين ذكرت تقارير إعلامية أن 4 مراكب انطلقت من الصومال وإثيوبيا وإيريتريا، وكانت في طريقها لإيطاليا.

وفي السياق، أكد السفير الصومالي في بريطانيا سقوط أكثر من 400 مهاجر في البحر المتوسط، كانوا في طريقهم إلى أوروبا، وفقاً لما نشرته صحيفة اندبندنت البريطانية.

في هذه الأثناء، قال الرئيس الإيطالي "سيرجيو ماتاريلا" إن المئات لقوا حتفهم فيما يبدو في مأساة جديدة تقع للمهاجرين في البحر المتوسط.

بدوره، أكد وزير الخارجية الإيطالي "باولو جنتيلوني" تقارير عن وفاة الكثير من اللاجئين في المياه الإقليمية المصرية، مشيراً إلى هذه المأساة "تضيف سبب قوي آخر لكي تلزم أوروبا نفسها بعدم بناء أسوار"، وفق وكالة رويترز.

وأعلنت منظمة الهجرة الدولية سابقا أن نحو 3700 لاجئ قد غرقوا في البحر الأبيض المتوسط عام 2015 أثناء محاولاتهم الوصول إلى سواحل أوروبا للبحث عن حياة أفضل، بينما رجحت المنظمة وصول مليون مهاجر غير شرعي إلى القارة العجوز العام الجاري 2016، مؤكدة أن نحو 100 ألف مهاجر قد وصلوا أوروبا عبر البحر المتوسط منذ بداية يناير الماضي.