انضمام عمان إلى التحالف الإسلامي لـ"محاربة الإرهاب" يضع السلطنة في مواجهة إيران

الخميس 29/ديسمبر/2016 - 03:38 م
طباعة انضمام عمان إلى التحالف
 
قد يضع إعلان الرياض انضمام سلطنة عمان إلى التحالف العسكري الإسلامي لمكافحة الإرهاب الذي أنشأته السعودية قبل عام، لتصبح بذلك الدولة الواحدة والأربعين العضو في هذا التحالف والتي طالما اعتمدت على سياسة متوازنة بين السعودية وإيران وصفت بالمحايدة في المواجهة المستعرة بين إيران والسعودية- في مواجهة صريحة مع جمهورية الخميني الإسلامية.
انضمام عمان إلى التحالف
وكالة الأنباء السعودية الرسمية أكدت على الخبر شددت على أن ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تلقى يوم الأربعاء 29-12-2016م رسالة خطية من وزير شئون الدفاع في عمان "بدر بن سعيد البوسعيدي "حملت إعلان سلطنة عمان الانضمام إلى التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب"، لتكون الدولة الواحدة والأربعين التي تنضم للتحالف الإسلامي العسكري وهو وتعليقاً على قرار مسقط، وأن الأمير السعودي أعرب عن "تقديره للقيادة في سلطنة عمان على دعم جهود المملكة العربية السعودية في قيادة التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب".
عُمان التي طالما خالفت حلفاءها الخليجيين في مواجهة إيران برغم أن الخلافات نادراً ما ظهرت إلى العلن، حيث تخشى مسقط أن تهدد المواجهة الإقليمية الأوسع بين الرياض وطهران استقرار السلطنة وتسعى للعب دور الوسيط كما لعبت السلطنة في السنوات الأخيرة دور وساطة للإفراج عن رهائن غربيين محتجزين في اليمن، كما استضافت مفاوضات بين إيران والولايات المتحدة حول الملف النووي كما لا تشارك عمان في التحالف العربي الذي ينفذ بقيادة السعودية عمليات عسكرية في اليمن ضد المتمردين الحوثيين.
سلمان الأنصاري، المحلل
سلمان الأنصاري، المحلل السياسي ورئيس لجنة شئون العلاقات العامة السعودية - الأمريكية "سابراك"
سلمان الأنصاري، المحلل السياسي ورئيس لجنة شئون العلاقات العامة السعودية - الأمريكية "سابراك"، أكد أن قرار انضمام سلطنة عمان إلى دول التحالف الإسلامي قرار حكيم، وسيكون له إضافة استراتيجية كبيرة لدول التحالف. وهذا يثبت أن سلطنة عمان لمست حجم جدية وكفاءة السعودية في إدارة هذه الحرب ضد الإرهاب بصنوفه ومراجعه كافة وإن جهاز الاستخبارات العماني المعني بالشئون الخارجية المسمى بجهاز استخبارات المكتب السلطاني لديه كفاءة عالية، وتصاعدت بشكل كبير بعد عام 1990، وقد تضيف كثيرًا لدول التحالف، من خلال تنسيق الجهود، والتشارك في المعلومات، وتوحيد الرؤى والأدوات في مكافحة التطرف والإرهاب، سواء على الصعيد الأمني أو الاستخباراتي أو العسكري أو الفكري أو الإعلامي أو الرقمي أيضًا.
 وتابع: ولا يخفى أيضًا أن سلطنة عمان قامت بالعديد من المناورات العسكرية بالتضامن مع دول الخليج، وبالأخص السعودية، ولديها خبرة عسكرية تاريخية في المجال البحري؛ ولهذا قامت بالعديد من المناورات مع المملكة المتحدة التي تعتبر رائدة في مجالات الدفاع البحري. وبشكل عام انضمام سلطنة عمان لدول التحالف الإسلامي دليل على أن مسقط لديها رؤية عميقة في المسائل الأمنية والاستراتيجية، ولديها حرص كبير على وحدة الصف الخليجي أمام التحديات الهائلة التي تمر بها المنطقة وليس لدي شك بأن خطوة مسقط أقلقت طهران التي كانت تحاول بشتى الطرق أن تقنع السلطنة بشكل مباشر وغير مباشر بالابتعاد عن أشقائها وعمقها الاستراتيجي المتمثل في دول الخليج.. ودول الخليج بلا استثناء من الآن، وأكثر من أي وقت مضى، تعلم وتوقن بأن وحدتها هي مفتاح النجاح في الحفاظ على أمنها واستقرارها ومكتسباتها.
انضمام عمان إلى التحالف
فيما كشفت تقارير عن أن ما حدث يُظهر أن مسقط التي "عُرف عنها سابقاً تقاربها مع إيران" تعود "للإجماع الخليجي المضاد لإيران وأنه من المتوقع قيام بن سلمان بزيارة رسمية لسلطنة عمان في الأسابيع القادمة، تمهيداً لزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للسلطنة، والتي سيتم من خلالها إعادة فتح ملفات التعاون في الشئون العسكرية والأمنية والاقتصادية بما يخدم مصالح البلدين ودول الخليج.=-
 يُذكر أن سلطنة عمان سبق وأعلنت في ديسمبر 2015م رفضها المشاركة في التحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب المعلن في السعودية والذي ضم السعودية المملكة الأردنية الهاشمية، دولة الإمارات العربية المتحدة، جمهورية باكستان الإسلامية، مملكة البحرين، جمهورية بنغلاديش الشعبية، جمهورية بنين، الجمهورية التركية، جمهورية تشاد، جمهورية توغو، الجمهورية التونسية، جمهورية جيبوتي، جمهورية السنغال، جمهورية السودان، جمهورية سيراليون، جمهورية الصومال، جمهورية الغابون، جمهورية غينيا، دولة فلسطين، جمهورية القمر الاتحادية الإسلامية، دولة قطر، كوت دي فوار، دولة الكويت، الجمهورية اللبنانية، دولة ليبيا، جمهورية المالديف، جمهورية مالي، مملكة اتحاد ماليزيا، جمهورية مصر العربية، المملكة المغربية، الجمهورية الإسلامية الموريتانية، جمهورية النيجر، جمهورية نيجيريا الاتحادية، الجمهورية اليمنية تحت دعوى حظر الدستور العماني المشاركة بتحالفات أجنبية. 
وقال وزير خارجية سلطنة عمان يوسف بن علوي وقتها: "إن قوات السلطان المسلحة في الدستور العماني محظورة المشاركة بتجمعات أمنية خارج مجلس التعاون الخليجي، وإن قرار حظر القوات موجود في الدستور العماني، وبالتالي لا يمكن لنا أن نتدخل في مثل هذه التجمعات الأمنية " كما انها في وقت سابق لم تعلن الدخول بالتحالف الخليجي تحت عملية عاصفة الحزم التي أعلنت في مارس 2015م لاستعادة الشرعية في اليمن .
الباحث العُماني الدكتور
الباحث العُماني الدكتور عبد الله الغيلاني
وقد اعتبر الباحث العُماني الدكتور عبد الله الغيلاني وقتها أن موقف بلاده يعبر عن محاولة لتقريب وجهات النظر بين أطراف النزاع في المناطق المتناحرة، وإن موقف سلطنة عمان امتداد لموقفها التقليدي عادةً، وهو دور الوسيط بين الفصائل والأطراف المتناحرة، وأن لعُمان موقفين؛ سياسياً واستراتيجياً مستقلين، وعليه فإن غياب المشترك الاستراتيجي مع دول التحالف، جعل عُمان تعتزل الانخراط في هذا التحالف الجديد كما اعتزلت الانخراط في تحالفات سابقة، ومنها التحالفان الدولي والعربي وأن هذا الاختلاف في المواقف السياسية عن باقي دول الخليج إزاء الأزمتين السورية واليمنية كان هو العامل الأساسي في أن تعتزل عُمان الانخراط في التحالفات الحالية، مشيداً في الوقت ذاته بالحضور السياسي لبلاده.
ودعا الغيلاني عُمان إلى ضرورة مراجعة مواقفها الحالية وخاصة موقفها تجاه أزمتي سوريا واليمن، وأن عُمان تخسر الحليف الخليجي تدريجياً، مستدلاً على أن عُمان واجهت أزمات اقتصادية ومالية في الأعوام الأخيرة فلم تجد العون من الحليف الخليجي بسبب مواقفها وسياساتها الأخيرة وإن "الأطر الاستراتيجية السابقة التي استهدفت الإرهاب اقتصرت على الإرهاب الناتج عن الكتلة السنية، إلا أن هناك فصائل أخرى تمارس العنف وتصنع الكوارث في اليمن وسوريا والعراق، لم تكن مدرجة ضمن قوائم الإرهاب تعريفاً على الأقل، وعليه فإن السعودية قد تكون منزعجة لعدم إدراجها ولذلك نشأ التحالف الإسلامي ليسهل تصنيف تلك الكيانات ككيانات إرهابية وأن التحالف الإسلامي هو امتداد لمواجهة المشروع الشيعي الإيراني في المنطقة، وعليه فإنه ربما تكون لهذا التحالف أبعاد سياسية غير الأبعاد الاستراتيجية والعسكرية على اعتبار أنه يمثل أداة من أدوات التصدي للمشروع الإيراني في المنطقة.
 مما سبق نستطيع التأكيد على أن إعلان الرياض انضمام سلطنة عمان إلى التحالف العسكري الإسلامي لمكافحة الإرهاب الذي أنشأته السعودية قبل عام، لتصبح بذلك الدولة الواحدة والأربعين العضو في هذا التحالف يضع السلطنة التي طالما اعتمدت على سياسة متوازنة بين السعودية وإيران وصفت بالمحايدة في المواجهة المستعرة بين إيران والسعودية، وهو الأمر الذي ربما يشكل إعلانًا صريحًا بالمواجهة مع جمهورية الخميني الإسلامية.

شارك