التفجيرات الإرهابية تسيطر على مناقشات "موارنة لبنان"
الخميس 05/يناير/2017 - 03:01 م
طباعة
تفجير الكنيسة البطرسية في القاهرة، والتفجير في الكرك بالأردن والتفجيرات المتكرّرة في العراق، وشاحنة برلين وهجوم اسطنبول سيطرت هذه الأحداث على اجتماع المطارنة الموارنة الشهري في بكركي بلبنان برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة الآباء العامين للرهبانيات المارونية، وقد تدارسوا شئونًا كنسية ووطنية. ونقلاً عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية، صدر في ختام الاجتماع بيان جاء فيه:
"آلم الآباء، كما كلّ اللبنانيين، أن يبدأ العام الجديد 2017 مغموسًا بدم ضحايا بريئة من بينهم ثلاثة لبنانيّين سقطوا في اعتداء اسطنبول الإرهابي في الساعة الأولى من السنة الجديدة. وهم يصلّون لراحة نفوسهم وعزاء أهلهم. وآلمهم أيضًا أن إصابة عدد كبير من الجرحى، ويلتمسون لهم الشفاء العاجل. وإنّهم يثنون على ما قامت به الدولة اللبنانية من جهود ومساعدات، وعلى تضامن اللبنانيين في مواجهة هذه الكارثة.
يدين الآباء بشدّة كلّ التفجيرات والتعديات الإرهابية التي حصلت في المدّة الأخيرة في عدّة بلدان من المنطقة وسواها، ولا سيما تفجير الكنيسة البطرسية في القاهرة، والتفجير في الكرك، والتفجيرات المتكرّرة في العراق، وشاحنة برلين، إلخ. ويناشدون جميع المسئولين أن يضافروا جهودهم للقضاء على الإرهاب بكلّ أشكاله، ويغلّبوا منطق المحبة والمصالحة، ونشر السلام المبني على "الحقيقة والعدالة والحرية والمحبة"، ويستجيبوا لدعوة البابا فرنسيس في رسالته الأخيرة ليوم السلام العالمي، باعتماد "اللاعنف أسلوبًا للسياسة من أجل السلام".
يهنّئ الآباء الحكومة اللبنانية الجديدة التي تشكّلت ونالت ثقة المجلس النيابي في غضون أيام قليلة، ويتمنّون لها التوفيق في معالجة الأمور الملحّة المنتظرة منها، ولا سيّما إقرار قانون جديد وعادل للانتخابات يؤمِّن التمثيل الصحيح لجميع أطياف المجتمع اللبناني، وإجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري، وتعزيز النهوض الاقتصادي والمالي، والعمل الجدّي على محاربة الفساد في مؤسسات الدولة وفي المجتمع، وعلى إيقاف الهدر والتعدّي على المال العام، ومعالجة شئون المواطنين وتأمين الخدمات العامة الأساسية لهم، ولا سيّما الفقراء منهم وأصحاب الدّخل المحدود.
يعرب الآباء للجيش اللبناني وكلّ المؤسّسات الأمنية، عن تقديرهم الكبير لكلّ ما بذلوه ويبذلونه من تضحيات وجهود للحفاظ على سيادة الوطن وأمن المواطنين، ولا سيّما في فترة الأعياد المباركة، ويسألون الله الرحمة لشهدائهم، والشفاء للجرحى، والحرية للعسكريّين الأسرى. ويطالبون المسئولين في الدولة مضاعفة إمكانية الدعم اللازم لهذه المؤسّسات كي تتمكّن من متابعة مهامها الوطنية.
يرى الآباء بارقة أمل في قرار بعض الدول المعنيّة مباشرة بالحرب في سوريا، اعتمادَ وقف إطلاق النار، بعد نهاية معركة حلب. ويرون في موافقة مجلس الأمن على هذا القرار، دعوةً للعمل الجدّي على إنهاء الحرب في هذه البلاد وسائر بلدان منطقتنا المشرقية المعذّبة. لقد آن الأوان كي يقتنع الجميع بأنّ "السلام هو الخطّ الوحيد والحقيقي للترقّي البشري"، على حدّ قول الطوباوي البابا بولس السادس في رسالته لليوم العالمي الأول للسلام، سنة 1968.
مع بدايات السنة الجديدة، يعرب الآباء عن أحرّ تهانيهم وتمنياتهم لأبنائهم وإخوانهم في لبنان والمشرق وبلدان الانتشار. ويدعون الجميع مع قداسة البابا فرنسيس إلى اعتماد اللاعنف كوسيلة فعّالة لبناء السلام، "وأن تكون المحبة واللاعنف مرشدَينا في طرق معاملتنا بعضنا لبعض، سواء أكان في العلاقات بين الأشخاص، أم في العلاقات بين المجتمعات، أم في العلاقات بين الدول" وليكن مثالنا في كلّ شيء السيّد المسيح الذي "شقّ طريق اللّاعنف وسار عليه حتى النهاية، حتى الصليب، الذي به حقّق السلام ونقض العداوة" (را أفس 2/14-16)".