بعد خسائره في الموصل.. "ديالي" موطأ "داعش" القادم
الخميس 19/يناير/2017 - 05:37 م
طباعة
في الوقت الذي يواجه فيه التنظيم الإرهابي "داعش" خسائر كبيرة في الموصل، بعد مواصلة الجيش العراقي دك معاقلة في كافة أنحاء المناطق التابعة للموصل ثاني أكبر المدن العراقية الذي استولي عليها التنظيم منذ يونيو 2014، يجاهد الأخير من أجل فتح جبهات جديدة في محافظة "ديالي" العراقية.
ويسعي التنظيم الإرهابي إلي تعويض خسائرة بشتي الطرق، وتخفيف الضغط على عناصره هناك، ساعيا لاتخاذ ديالي موطئًا له.
يأتي ذلك بعد نحو عامين من الاستقرار الأمني النسبي في محافظة ديالى، شرقي العراق، ليعود تنظيم داعش مجددًا لشن هجمات بها على مواقع للجيش والشرطة أوقعت قتلى وجرحى خلال الأيام الماضية.
وكان داعش قد سيطر في 2014 على مناطق واسعة في محافظة ديالى شرقي البلاد، ونفذت قوات من الجيش العراقي مدعومة بالتحالف الدولي عمليات عسكرية واسعة تمكنت من خلالها من تحرير جميع المناطق.
وفي مطلع عام 2015، أعلن عن تحرير محافظة ديالى بالكامل من سيطرة داعش بعد معارك متواصلة استمرت أكثر من عام ضد التنظيم.
ووفق خبراء عسكريون فقد توافرت معلومات استخباراتية لدى القوات الأمنية العراقية تشير إلى أن مسلحي داعش سيصعدون من هجماتهم على المواقع العسكرية والمناطق المدنية بديالى، تزامنا مع استعدادات عسكرية تجرى لاقتحام قضاء الحويجة جنوبي محافظة كركوك شمال، بحسب الخبراء.
وكان هاجم التنظيم، منذ عدة أيام، حاجزا أمنيا لمقاتلين سُنة بناحية العظيم شمالي ديالى وقتل 6 منهم، فيما قتل 18 شخصا بينهم عناصر في الجيش والشرطة والحشد الشعبي "فصائل شيعية تقاتل بجانب الحكومة" بهجمات منفصلة استهدفت حواجز أمنية في المحافظة.
وتتميز محافظة ديالى بحدود ذات طبيعة زراعية وجغرافية معقدة مع محافظتي صلاح الدين وكركوك، ولا تزال المناطق المشتركة بين المحافظات الثلاث تشهد تحركات لمسلحي تنظيم داعش، بحسب مسؤولين أمنيين.
محمد الحمداني، عضو مجلس محافظة ديالى، قال إن المنطقة الفاصلة بين محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك جبلية وواسعة وتنظيم داعش يمكنه التحرك فيها، مضيفًا أن الأخير حاول من خلال الخلايا النائمة في مناطق جبال حمرين وحاوي العظيم والمناطق المحاذية لمحافظتي صلاح الدين وكركوك، تفعيل عناصره والقيام بهجمات إرهابية، وبالأخص بسبب المعارك الجارية ضده في الموصل شمال.
الحمداني، أكد أن القوات الأمنية تفرض حاليا إجراءات أمنية مشددة خصوصا في السيطرات الأمنية (نقاط التفتيش) على الطرق الرئيسة التي يستغلها داعش الإرهابي لإرسال سياراته المفخخة إلى المناطق المستقرة.
وقال متابعون بمحافظة ديالى، إن العمليات العسكرية التي نفذتها القوات الأمنية سابقا في مناطق شمالي محافظة ديالى وتحديدا في سلسلة جبال حمرين لم تكن مدروسة بشكل جيد، مشيرين إلي أن القوات العراقية شنت هجمات سريعة في مناطق سلسلة جبال حمرين وهي منطقة جبلية معقدة التضاريس، لكن تنظيم داعش الذي سيطر عليها لأكثر من عام تمكن من إيجاد مخابئ ومنافذ يمكنه التحرك فيها بعيدا عن رصده من قبل القوات الأمنية والطائرات العسكرية.
ولفت إلى أن المنطقة بحاجة إلى عملية عسكرية واسعة وتثبيت نقاط أمنية للجيش والشرطة العراقية في تلك المناطق، وهذا غير ممكن في المرحلة الحالية كون العديد من الوحدات العسكرية التابعة للفرقة الخامسة من الجيش العراقي في ديالى تقاتل حاليا في الموصل.
وطالبت محافظة ديالى، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بإعادة قوات الجيش التي تتولى القتال ضد تنظيم داعش خارج حدود المحافظة على خلفية الخروقات الأمنية.
وتتولى فصائل من الحشد الشعبي الانتشار بالقرب من سلسلة جبال حمرين لمنع الهجمات التي يشنها مقاتلي تنظيم داعش.
وتعمل محافظة ديالي علي منع حركة مسلحي تنظيم داعش بواسطة السيارات المفخخة إلى مركز المحافظة، حيث تنظيم يستغل التنظيم الليل لحركة عناصره وسياراته المفخخة لمنع رصده من قبل النقاط الأمنية التابعة للحشد ضمن منطقة سلسلة جبال حمرين، لذلك نحتاج إلى أسلحة نوعية ومعدات عسكرية لمراقبة حركة الإرهابيين أثناء الليل.
ويذكر أن تنظيم داعش خسر مواقعه في القسم الشرقي من الموصل بعد سيطرة القوات العراقية على أجزاء من جامعة المدينة وعلى مناطق جديدة بالضفة الشرقية لنهر دجلة، ويرد التنظيم بتفجيرات في ديالي منذ بداية يناير الجاري.
ووفق ما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية فقد تقدمت القوات العراقية لتستعيد أكثر من 80% من مدينة الموصل، لتكبد تنظيم داعش خسائر فادحة، وتجعله يسارع لتعويض ما فقده في مناطق أخري، ما قد يؤدي إلي اتخاذه لمحافظة ديالي موطأ جديدًا له.