لقاء بين موسكو والفاتيكان بعد عام من مقابلة فرنسيس وكيريل يناقش " وحدة المسيحيين "

الأربعاء 08/فبراير/2017 - 01:54 م
طباعة لقاء بين موسكو والفاتيكان
 
يقام الاحد القادم 12 فبراير  مؤتمر دوليّ  بين الفاتيكان وموسكو وذلك في ذكري اللقاء  التاريخي الذي جمع البابا فرنسيس بالبطريرك الروسي كيريل في هافانا، وذلك في جامعة فريبور في سويسرا. ومن المقرر ان يجمع هذا المؤتمر، بناء على الكاردينال كيرت كوخ رئيس المجلس الفاتيكاني  لتعزيز وحدة المسيحيين، والمتروبوليت هيلاريون رئيس قسم العلاقات الكنسيّة الخارجيّة في بطريركية موسكو.
ويحمل  المؤتمر عنوان “بعد سنة، الرهانات والآفاق” لمرور عام  على لقاء رأسَي الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية الروسيّة للمرّة الأولى في كوبا.
من ناحية أخرى، سيناقش الكاردينال والمتروبوليت “مساعي التقارب بين الكنيستين في الحوار والتعاون”، بحسب ما أعلنه بيان صدر عن مؤتمر الأساقفة السويسريين على أن يُجري الكاردينال كوخ والمتروبوليت والمونسنيور شارل موريرو (رئيس مؤتمر الأساقفة السويسريين) والمتروبوليت جيريمي (متروبوليت سويسرا) من البطريركية المسكونية، مؤتمراً صحافيّاً إثر انتهاء اللقاء.
تجدر الإشارة إلى أنّ البيان الذي صدر عن مؤتمر الأساقفة المذكور أورد جملة: “إنّ مؤتمر الأساقفة السويسريين يعتبر اللقاء بين المتروبوليت هيلاريون والكاردينال كوخ مرحلة نحو الهدف المنشود، أي الوحدة الكنسيّة”.
وكان البابا فرنسيس وبطريرك موسكو وعموم روسيا للارثوذكس كيريل قد التقيا فى كوبا فى مستهل لقائهما التاريخى وهو الاول منذ قرابة الف سنة بين رأس الكنيسة الكاثوليكية وبطريرك أكبر الكنائس الأرثوذكسية منذ الإنفصال بين الكنيستين الشرقية والغربية فى 1054.
بعد التحية تحدث البابا والبطريرك لبضع دقائق مبتسمين امام عدسات المصورين فى قاعة بمطار خوسيه مارتى فى هافانا.
وقال البابا فرنسيس "التقينا اخيرا، نحن اخوة. واضح انها ارادة الله". وقال البطريرك كيريل "الامور اوضح الآن".
ثم اختليا برفقة المترجمين والمسؤولين الذين اعدوا للقاء وسط تكتم تام.
وسيكرس اللقاء الثنائى قبل قيام البابا بزيارة تستغرق خمسة ايام الى المكسيك التقارب بين روما والكنيسة الروسية التى يتبعها اكثر من 130 مليون ارثوذكسى من اصل 250 مليونا.
وكان فى استقبال البابا (79 عاما) لدى نزوله من طائرته فى مطار خوسيه مارتى فى هافانا الرئيس الكوبى راوول كاسترو (84 عاما).
ومن المتوقع ان يستمر اللقاء ساعتين مع البطريرك كيريل الذى وصل الى هافانا الخميس، على ان يتم التوقيع فى ختامه على اعلان مشترك يتطرق الى الاضطهاد الذى يتعرض له الارثوذكس والكاثوليك فى الشرق الاوسط، ويدعو الى الدفاع عن القيم المسيحية فى العالم.
وقال البابا للصحافيين على الطائرة "انها رحلة حافلة رغب بها اخى كيريل وأنا والمكسيكيون".
واللقاء الذى كان الفاتيكان يحاول عقده منذ عشرات السنين، بقى طى الكتمان حتى اللحظة الاخيرة، لان الاعتراضات كانت كثيرة فى اطار البطريركية.
وقال البابا فى مقابلة جرت قبل فترة قصيرة ان "روسيا يمكن ان تعطى كثيرا" للسلام فى العالم، وتحدث عن "تباينات" فى تحليل ثورات "الربيع العربي".
والعلاقات الوثيقة بين البطريركية والكرملين، تعطى اللقاء ايضا ابعادا استراتيجية. وقال الخبير الفاتيكانى ماركو بوليتى على مدونته "نرى طرفا ثالثا فى الخلفية".
واعتبر ماركو بوليتى انه "سيكون من السذاجة الاعتقاد ان المرونة المفاجئة للبطريرك ليست متصلة بوضع روسيا فى هذه اللحظة الجيوسياسية"، مشيرا الى الدور الذى تنوى موسكو الاضطلاع به مع واشنطن "فى سبيل تثبيت الوضع السورى وفى درء الارهاب الجهادي".
ونفى المتحدث باسم البطريركية الكسندر فولكوف هذه التحليلات "مؤكدا بنسبة مئة فى المئة ان لا علاقة للقاء بالسياسة". واعرب عن امله "فى آفاق جديدة للتعاون المتبادل" بين الارثوذكسية الروسية والكاثوليكية، لكنه لم يتحدث مع ذلك عن مرحلة نحو "الوحدة" بين الكنيستين. 
وبسبب الارتياب حيال كنيسة كاثوليكية تعتبر مرتدة، والازمة الاوكرانية التى شارك فيها روم كاثوليك الى جانب كييف ضد الموالين لروسيا، تتزايد الاحقاد ضد روما حتى لو ان الكرسى الرسولى تجنب ادانة سياسة بوتين فى اوكرانيا.
- مرافعة ضد العنف -وبعد لقائه مع البطريرك كيريل فى كوبا، سيصل البابا فرنسيس فى الساعة 19،30 بالتوقيت المحلى الى مكسيكو، حيث سيستقبله مئات الاف الاشخاص على امتداد المسافة التى تبلغ 18 كيلومترا بين المطار والسفارة البابوية.
وخلال الزيارة التى تستمر خمسة ايام، سيسعى ملايين الاشخاص فى ثانى اكبر بلد كاثوليكى (حوالى 100 مليون) الى رؤيته خلال تنقلاته الكثيرة بالسيارة البابوية، وسط تدابير امنية يؤمنها 13 الفا و250 شرطيا.
وسيكون العنف المتعدد الاشكال كالتمرد الذى اسفر الخميس عن 52 قتيلا على الاقل فى سجن بمونتيرى (شمال شرق) والفساد ومصير المهاجرين الذين يعبرون المكسيك متوجهين الى الولايات المتحدة، ابرز مواضيع الرحلة.
وتفيد احصاءات نقلتها منظمات غير انسانية الى البابا فى كانون الاول/ديسمبر، ان ثمانين الف شخص قد قتلوا و26 الفا آخرين يعتبرون مفقودين فى اعمال العنف فى المكسيك منذ 2006.
وهذه الرحلة هى الثانية عشرة الى الخارج التى يقوم بها البابا الارجنتيني، والسابعة يقوم بها حبر اعظم الى المكسيك، بعد الزيارات الخمس للبابا يوحنا بولس الثاني، الذى يعتبر بطلا وطنيا حقيقيا، وزيارة البابا بنديكتوس السادس عشر فى 2012.
وقد اراد البابا فرنسيس الذى لا يسمح لاحد بأن يحدد له الاماكن التى يزورها، ان يزور خلال هذه الرحلة بعضا من اعنف المناطق فى اميركا اللاتينية والعالم: من شياباس على حدود غواتيمالا، الى ثيوداد خواريس على ابواب تكساس.
ولدى وصوله الى حدود البلاد الجنوبية والشمالية التى يدخل منها المهاجرون وينطلقون الى الولايات المتحدة، سيتحدث البابا مجددا عن استقبال هؤلاء الاشخاص المعدمين الذين غالبا ما يتعرضون للخطف والقتل ويرغمون على دفع فديات او الانخراط فى صفوف العصابات.
وفى خضم الانتخابات التمهيدية الاميركية، وفيما يستخدم بعض المرشحين لغة تنطوى على الكراهية للاجانب، سيسعى البابا ايضا إلى اسماع صوته شمال ريو غراندى.

شارك