في تضارب حول مكان اختفائه.. الصحراء "موطئ قدم" جديد لـ"البغدادي"

السبت 11/مارس/2017 - 11:25 ص
طباعة في تضارب حول مكان
 
في الوقت الذي ذكرت فيه بوابة الحركات الإسلامية عن هروب أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الإرهابي إلي مكان مجهول، ذكر القيادي بـ"الحشد الشعبي" جواد الطليباوي، القوات الأمريكية بمساعدة زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي على الهروب من الساحل الأيمن لمدينة الموصل، فيما كشف عن وجود معلومات استخبارية تفيد بتنقل البغدادي بين منطقتين في جنوب المدينة.
في تضارب حول مكان
يأتي ذلك في ظل الخسائر التي يتكبدها التنظيم يوما بعد الأخر، وكان أخرها ألقاء البغدادي لإحدي الخطب تحت شعار "خطبة الوداع"، وكأنه يخطط لحراك جديد يبني علي أساسه عملياته الإرهابية المقبلة.
وذكرت بوابة الحركات أن التنظيم الإرهابي "داعش" بدأ يتراجع ويعترف بهزيمته وسط حالة الحرب التي تشنها القوات العراقية علي التنظيم الإرهابي، وكشف مصدر محلي في محافظة "نينوى" العراقية عن توجيه زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي، أبو بكر البغدادي، خطابا لأنصاره دعاهم فيه للتخفي والفرار إلى المناطق الجبلية.
واليوم الأربعاء 9 مارس 2017 قال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية إن زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي فر من الموصل وفوّض على الأرجح القيادة التكتيكية للمعركة إلى قادة محليين، موضحًا أن البغدادي، الذي أعلن "الخلافة" في ظهوره العلني الوحيد في يوليو 2014، فر من المعقل السابق للتنظيم قبل فترة وجيزة من محاصرة القوات العراقية لمدينة الموصل خلال العملية العسكرية لاستعادة السيطرة عليها.
وقال المتحدث باسم التحالف الأمريكي ضد "داعش" في وقت سابق، جون دوريان: لن نتردد في القضاء على البغدادي إذا ما استطعنا كشف مكان اختبائه، مؤكدا "عدم امتلاك معلومات عن موقع البغدادي".
وفي وقت سابق توقع مراقبون أن زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي ترك معركة الموصل لقادة العمليات وأتباعه المخلصين، واختبأ الآن في الصحراء، حيث يتركز اهتمامه على بقائه على قيد الحياة، وأنه من المستحيل التأكد من مكان اختباء البغدادي الذي نصب نفسه خليفة على المسلمين من المسجد الكبير في الموصل، بعد أن اجتاح مقاتلوه شمال العراق عام 2014.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون قد رجحت، أن يكون زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي قد غادر الموصل، وأشارت إلى أنه يختفي في الصحراء ويمتنع عن الظهور في معاقل المسلحين.
وبحسب وكالة رويترز فإن مصادر مخابرات أمريكية عراقية قالت إن غياب أي بيانات رسمية من قيادة التنظيم وفقدان السيطرة على مناطق بمدينة الموصل يوحي بأنه هجر المدينة التي تعد أكبر مركز سكاني خضع لسيطرة التنظيم.
وقال الطليباوي في تصريحات صحافية إن المعلومات تؤكد أن القوات الأمريكية ساعدت البغدادي على الهروب من الجانب الأيمن للموصل إلى ناحية القيروان، مضيفًا أن استخباراتنا أكدت تنقل البغدادي بين ناحية القيروان وقضاء الحضر 80 كم جنوب الموصل.
ومنذ يونيو 2014 عندما كان التنظيم الإرهابي في ذروته، قبل الحملة التي شنها التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضده، فقد الجهاديون 65% من الأراضي التي كانوا يستولون عليها في شمال سوريا والمناطق الواسعة التي سيطروا عليها في العراق، بحسب مسؤول الدفاع الأميركي.
في تضارب حول مكان
ويري محللون أن التنظيم الإرهابي يدرس مرحلة ما بعد خسارته التي تبدو محققة لمعاقله في مدينتي الموصل العراقية والرقة السورية، وفيما توقع مسؤولون أن هذا لا يعني أنهم تخلوا عن رؤيتهم بشأن الخلافة، مشيرين إلي أن التنظيم المتطرف يأمل بالاحتفاظ بأجزاء من شرق سوريا وغرب العراق. وأضاف "إنهم لا يزالون يعتقدون أنهم يستطيعون الصمود، ولا يزالون يخططون لمواصلة العمل كدولة وهمية تتركز في وادي الفرات".
وتشن القوات العراقية الفترة الحالية حرب شرسة علي التنظيم الإرهابي، خسرته الكثير من عتاده وعناصره، حيث استعادت القوات العراقية المدعومة بتغطية جوية من التحالف، السيطرة على الجانب الشرقي من المدينة، وتحقق تقدما تدريجيا باتجاه الجانب الغربي في قتال دامٍ
وأكد المسؤول أن التنظيم يدرك أن أيامه أصبحت معدودة في الموصل، ورغم أنه أمضى عامين في بناء دفاعاته في الرقة، فإنه يعلم أنه سيخسرها كذلك، مضيفًا أنه منطقياً فإن احد هؤلاء القادة (من التنظيم) سينظر إلى الوضع وسيقول من وجهة نظر عسكرية أنه لن يكون بامكانهم الصمود أكثر، فيما قال أن الرقة "قد لا تكون المعركة الأخيرة ضد داعش .. فلا يزال للتنظيم وجود في باقي أنحاء وادي نهر الفرات ويجب التعامل معه، مؤكدًا أن لا يزال في العراق وسوريا نحو 15 ألفا من مقاتلي داعش من بينهم نحو 2500 في الموصل وبلدة تلعفر المجاورة، ونحو أربعة آلاف في الرقة.
كانت وكالة "سبوتنيك" الروسية، ألمحت في تقرير لها أن "البغدادي" أقر بهزيمة التنظيم في المعارك الأخيرة، ووجه خطابه الذي أسماه "خطبة الوداع"، إلى المقربين منه ووزعها على الخطباء؛ لشرح ما يمر به التنظيم.
وتطرق الخطيب في حديثه عن الهزائم التي يمنى بها التنظيم في نينوى وباقي المناطق، حيث تضمنت الخطبة أيضا تعليمات لعناصر التنظيم بأن يفجروا أنفسهم عند محاصرتهم من قبل القوات العراقية.
قال المصدر: "إن قادة ما يسمى "مجلس شورى المجاهدين" هربوا جميعهم من نينوى وتلعفر باتجاه الأراضي السورية"، مشيرا إلى أن القادة البارزين المقربين من البغدادي يتحركون على الشريط الحدودي بين العراق وسوريا.
وشهد مصير البغدادي المرحلة الماضية حالة من الغموض ما بين مقتله تارة واختفائه تارة أخري، لكن لا تتوافر معلومات موثقة حول ذلك حتي الآن.

شارك