ردود فعل واسعة في شتى أنحاء العالم تدين تفجير الكنيستين في مصر وتشاطر الأقباط حزنهم

الإثنين 10/أبريل/2017 - 12:57 م
طباعة ردود فعل واسعة في
 
حيث أعلنت الحكومة الألمانية عن أسفها وتعاطفها بعد التفجيرين اللذين استهدفا كنيسة طنطا والاسكندرية (الأحد 9 أبريل 2017) ، فقد أعرب الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن تضامن ألمانيا مع أقباط مصر، الذين أصبحت كنيستان لهم هدفا لهجوم إرهابي وجاء في بيان للرئاسة الألمانية "فيما كانوا كانوا يصلون ويحتفلون بسلام تعرضوا للقتل" وأعرب الرئيس الألماني تضامنه وتعازيه "لأهالي الضحايا".
وقال وزير الداخلية توماس دي ميزير في برلين: "يغضبني بصفة خاصة أن يصيب مثل هذا العمل أشخاصا خلال ممارسة شعائرهم الدينية خلال صلاة أحد السعف". وتابع قائلا: "خالص تعاطفي مع الضحايا وذويهم ، و سخطي الشديد تجاه الجناة". ودعا وزير الداخلية الألمانية للتعاون في مكافحة الإرهاب عبر حدود الدول والقارات.
وجاء في بيان صادر عن وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل، أن مسيحيين أصبحوا هدفا مجددا لعمل وحشي، مشددا على ضرورة استيضاح خلفيات الهجوم وتقديم الجناة للعدالة. وأضاف البيان: "ليس مسموحا أن تتحقق حسابات الجناة التي تهدف لدق إسفين في التعايش السلمي لمواطنين من طوائف مختلفة".
كما أدان فولكر كادور، رئيس الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي بزعامة ميركل الهجومين وقال "أُعرب عن تعاطفنا وتضامنا مع المسيحيين الأقباط"، لافتا إلى أن اختيار الجناة لأحد السعف، بداية أسبوع الآلام، كتوقيت لتنفيذ الهجوم، يزيد الصدمة تجاه هذا العمل الجبان. 
وأدان البابا تواضروس الثاني، بطريرك الأقباط الأرثوذكس، الهجومين وأكد أن "هذه الأعمال الآثمة لن تنال من وحدة هذا الشعب وتماسكه، فالمصريون في خندق واحد في مواجهة هذا الإرهاب الأسود حتى القضاء عليه". 
كما أدان البابا فرانسيس الهجومين وأعرب عن تعازيه لأسر الضحايا الأقباط في مصر. ووصف البابا فرانسيس ما حدث في مصر الأحد بأنه "محاولة للنيل من وحدة البلاد وإثارة الانقسامات فيها." 
وأقام البابا فرانسيس، الذي من المقرر أن يزور القاهرة في 28 و29 من إبريل/ نيسان الجاري، صلاة تجنيز أهداها لأرواح الضحايا. 
كما أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانتها بقوة لتفجير الكنيستين المصريتين. وجددت الخارجية القطرية، في بيان لها صدر عقب وقوع الحادثين، تأكيدها على "موقف دولة قطر الثابت من رفض العنف والإرهاب مهما كانت الدوافع والأسباب."
ووصف فوزي برهوم، المتحدث باسم حركة حماس في قطاع غزة، التفجيرين بأنهما "جريمة"، متمنيا أن "تنعم مصر وشعبها بالأمن والاستقرار". وأدانت ألمانيا الهجومين، مطالبة بالكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة. وأعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند تضامنه مع مصر في مصابها بعد الهجوم على الأقباط في يوم عيد السعف. وقال هولاند إن "فرنسا تعلن وقوفها إلى جانب السلطات المصرية بكل ما أوتيت من قوة في محاربة الإرهاب." 
وفي مقال لدويتشه فيله تحت عنوان أقباط مصر أكبر أقلية مسيحية في الشرق تحت نيران الإرهابيين
نقرأ فيه" تأتي هذه الإعتداءات في توقيت حساس للغاية بالنسبة للمسيحيين الأقباط بمصر، اذ عبر كثيرون ممن أدلوا بتصرحيات أمام كنيستي مار جرجس في طانطا والمرقسية في الاسكندرية، عن أن شعورهم بالصدمة والحزن والخوف ينغص إحتفالاتهم بعيد الفصح. كما تأتي الإعتداءات على كنائس مصرية قبل ثلاثة أسابيع على زيارة من المقرر أن يقوم بها بابا الفاتيكان فرنسيس إلى مصر".
ويقارن المقال بين أوضاع الأقباط بأقليات مسيحية أخرى في الشرق وفي حوار مع   دويتشه فيله يقول الخبير الألماني ماركوس رود، حول مدى توفر الحماية للمسيحيين الأقباط من قبل السلطات المصرية، إن "حماية حقيقية بالكاد يمكن حاليا تحقيقها" موضحا أن وضع الأقباط في مصر يختلف عن باقي الأقليات المسيحية في الشرق، بحكم نسبتهم الكبيرة من عدد السكان، أي حوالي 10 في المائة، وأسلوب حياتهم اليومية وانتشارهم وسط فئات المجتمع المدني، وصعوبة تحديد ملامحهم من بين سكان البلد الآخرين. ماركوس رود الذي يدير مركز "الأبواب المفتوحة" الذي يهتم بشؤون المسيحيين في الشرق الأوسط، يعتقد أن نمط حياة الأقباط في مصر يجعل منع تعرضهم إلى إعتداءات أمرا "صعبا للغاية" لكنه أشار مع ذلك إلى ضرورة مضاعفة الإجراءات الأمنية حول الكنائس.
ويشير المقال الي استهدف العديد من الهجمات الدامية في الأعوام الأخيرة كنائس المسيحيين الشرقيين، وتبنى تنظيم  داعش الإرهابي عددا منها أحدثها التفجيرين الذين وقعا في كنيستي طنطا والاسكندرية.
و يذكر المقال وقائع اعتداء دام على كنيسة "سيدة النجاة" في 31 اكتوبر 2010 قرب منطقة التسوق الرئيسية في بغداد، أودى بحياة 44 مصليا معظمهم من النساء والأطفال، واثنين من الكهنة. والاعتداء الذي أعلن تنظيم القاعدة تبنيه، كان الأكثر دموية ضد المسيحيين منذ الاجتياح الاميركي عام 2003. وهو الاعتداء الذي أثار صدمة في المجتمع الدولي دافعا بالمسيحيين العراقيين إلى الهجرة فرارا من العنف في بلادهم. وفي 25 ديسمبر 2013، قتل 14 شخصا على الأقل في اعتداء بسيارة مفخخة استهدف كنيسة في بغداد، بعد انتهاء قداس عيد الميلاد.
ويذكر المقال تعرض  العديد من الكنائس فس سوريا  للتدمير أو لأضرار جسيمة في البلاد منذ بدء النزاع عام 2011. وفي  27 يونيو 2013، قتل أربعة أشخاص على الأقل في اعتداء انتحاري يضرب الحي المسيحي في البلدة القديمة في دمشق. وسبق أن استهدفت هذه المنطقة باعتداء في تشرين الأول/أكتوبر 2012 خلف عشرة قتلى على الأقل. وفي سبتمبر 2013، أدانت المعارضة السورية اعتداء للجهاديين ضد كنيسة البشارة في الرقة وتحويلها إلى قاعدة عسكرية. وتؤكد إحدى المنظمات غير الحكومية السورية، أن الجهاديين أحرقوا أيقونات وصلبانا في كنيستين في الشمال. وأثناء معارك استعادة حلب، تعرضت كاتدرائية الموارنة لأعمال عنف، وانهار سقفها تحت وابل من القذائف. وفي تدمر، بالإضافة إلى تخريب آثارها الرائعة، حوَّل تنظيم "الدولة الاسلامية" إحدى كنائس المدينة إلى مركز للتجنيد.

شارك