"الضغوط الأوروبية على موسكو" و"سياسات ترامب الجديدة" و"تقسيم ليبيا" فى الصحف الأجنبية
الإثنين 10/أبريل/2017 - 10:07 م
طباعة
ركزت عناوين الصحف الأجنبية اليوم على الضغوط الأمريكية والأوروبية على موسكو من اجل رفع دعمها عن دمشق، والمشاركة فى عملية تنحية الرئيس السوري بشار الأسد، فى ضوء تصاعد الغضب العالمى نتيجة ما حدث فى أدلب، إلى جانب الحديث عن سياسات ترامب تجاه الأسد بعد الضربات الأمريكية الأخيرة، مع الاهتمام بمخطط أمريكي لتقسيم ليبيا تم رفضه أوروبيا.
"السبع" يحذرون دمشق
من جانبها كشفت صحيفة الاندبندنت أن وزراء خارجية دول مجموعة السبع ينتون توجيه رسالة "واضحة ومنسقة" إلى روسيا بشأن موقفها الداعم للنظام السوري فيما تحاول واشنطن تكثيف الضغوط على دمشق التي اتهمتها بشن هجوم كيميائي على بلدة تسيطر عليها فصائل معارضة.
بينما أعلن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون قبل اجتماعه مع نظرائه بمجموعة الدول السبع أن شخصيات عسكرية سورية وروسية قد يتم استهدافها بجولة جديدة من العقوبات الدولية. وأكد جونسون "علينا أن نوضح لبوتين أن زمن دعم الأسد ولى"، محذرا من أن الرئيس الروسي "يلحق ضررا بروسيا" بدعمه الرئيس السوري.
وحدد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون نبرة الاجتماع بوصفه نظام الرئيس السوري بشار الأسد بـ"السام" معتبرا أن "الوقت حان للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليواجه حقيقة الطاغية الذي يقوم بدعمه".
كان جونسون ألغى زيارة مقررة إلى موسكو "لاستكمال الاتصالات مع الولايات المتحدة وسواها" قبيل زيارة تيلرسون إلى روسيا وأضاف وزير الخارجية البريطاني أن العقوبات قد تستهدف "الشخصيات التي تورطت في تنسيق الجهود العسكرية السورية وبالتالي تلوثت أيديها بالسلوك المروع للنظام السوري".
فى حين طالب وزير الخارجية الألماني زيجمار جابريل، ببذل جهود جديدة من أجل التوصل إلى حل سلمي للحرب الأهلية في سورية. وفي إشارة إلى الهجوم الذي شنته قوات النظام السوري مؤخرا على معارضين والذي يشتبه أنه هجوم كيماوي، وإلى الضربة الانتقامية الأمريكية التي أعقبت الهجوم، وطالب نائب المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، اليوم الاثنين، بمنع أي تصعيد عسكري جديد.
أضاف جابريل:" أعتقد أنه ينبغي علينا أن نتبنى موقفا مشتركا، وعلينا أن نبذل كل شيء في المفاوضات من أجل إخراج الروس من زاوية تأييد الرئيس السوري بشار الأسد".
بينما نوه رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إنه سيدرس فرض عقوبات أشد على روسيا وسط الأزمة السورية مضيفا أنه لا يمكن أن يكون للرئيس السوري بشار الأسد دور في مستقبل سوريا.
قال ترودو إن الحلفاء الدوليين يجب أن يتحركوا باتجاه تحقيق السلام والاستقرار في سوريا بدون الأسد وشدد كذلك موقف كندا من روسيا التي تدعمه. كان ترودو يتحدث بعد أيام من توجيه ضربات صاروخية أمريكية على قاعدة جوية سورية ردا على ما تقول الولايات المتحدة إنه هجوم بسلاح كيماوي نفذته قوات الأسد.
كما أبدت دول جنوب أوروبا فرنسا وايطاليا واسبانيا والبرتغال واليونان ومالطا وقبرص في مدريد "تفهمها" للضربة الأميركية في سوريا بعد الهجوم الكيميائي الذي استهدف بلدة خان شيخون في شمال غرب البلاد في الرابع من ابريل.
قالت الدول في بيان مشترك ان "الضربة التي وجهتها الولايات المتحدة على قاعدة الشعيرات الجوية في سوريا كانت تنطوي على نية يمكن تفهمها بمنع وردع انتشار واستخدام أسلحة كيميائية مماثلة وانحصرت بهذا الهدف".
أولويات ترامب
بينما اهتمت صحيفة ديلي تلجراف بالحديث عن موقف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من الأوضاع في سوريا، وما يمكن أن يفعله بعد الهجوم على قاعدة الشعيرات الجوية.
نوهت الصحيفة إلى أن ترامب غير ملتزم تماما بإعادة الاستقرار إلى سوريا، على الرغم من الضربة الأخيرة التي وجهها لنظام الرئيس، بشار الأسد، وكان لها صدى في الولايات المتحدة وفي العالم كله، والتأكيد على أن الرئيس الأمريكي له ثلاث أولويات في المنطقة، وليس من بين هذه الأولويات إسقاط بشار الأسد من الحكم، على الرغم مما يثار بشأن تغير موقف ترامب من النظام السوري.
أشارت الصحيفة إلى أن ما يريده ترامب هو حماية إسرائيل، وتحجيم النفوذ الإيراني والقضاء على المجموعات الإرهابية، مثل تنظيم الدولة الإسلامية، وإن كان إبعاد الأسد من الحكم ارتفع في سلم الأولويات، فإنه لا يزال بعيدا رأس القائمة.
أكدت الصحفية إن الولايات المتحدة أسقطت أكثر من 26 ألف قنبلة العام الماضي، منها 12 ألف في سوريا والعراق على مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية، ولم تقض عليه تماما، وألقت 13 ألف قنبلة في أفغانستان ، مئات القنابل في ليبيا ، وبعض العشرات في الصومال واليمن وباكستان، أما عملية ترامب ضد الحكومة السورية الأسبوع الماضي، فكانت إلقاء 59 صاورخا من نوع توماهوك.
شددت على أن الأسد برهن على أنه مستعد لارتكاب أي جريمة للبقاء في السلطة، قبل هجومه الكيماوي، إذا كان يستهدف المستشفيات بالقنابل العنقودية، ويحصار البلدات، ويختطف قوافل المساعدات، وقد ضيع الغرب فرصة إسقاطه في عام 2013، واليوم أصبح إبعاده عن السلطة مكلفا ويتطلب التزاما أكبر مما أظهره ترامب.
موسكو و دعم الأسد
بينما اهتمت صحيفة التايمز بالحديث عن توجيه إدارة الرئيس ترامب رسالة واضحة للكرملين بشأن الأوضاع في سوريا، والاشارة إلى أن وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تليرسون، سيذكر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بالتزمات موسكو منذ أربعة أعوام بأن تشرف على التخلص من الأسلحة الكيماوية التي بحوزة سوريا، عقب الهجوم الوحشي على غوطة دمشق، والذي قتل فيه أكثر من ألف مدني.
أكدت أن الهجوم بغاز السارين الذي قتل فيه نحو 90 شخصا في إدلب الأسبوع الماضي يبين أن الروس أخلفوا وعدهم، إما بسبب انعدام الكفاءة أو من أجل السماح للأسد بالاحتفاظ بما يكفي من المخزون للقضاء على أعدائه. وإذا لم تتوقف روسيا عن انتهاك القانون الدولي فإن صواريخ توماهوك الأمريكية قد تنطلق في أي وقت من الأوقات، موضحة أن تليرسون لن يطالب بتنحي الأسد، لأن واشنطن أوضحت أنها لا تمانع بأن يبقى الأسد في الحكم لحين تشكيل حكومة انتقالية متفق عليها، ولكنها في تغير موقفها الأخير بينت لدمشق وموسكو بأنها ليست ساذجة.
ركزت على أن على الكرملين التخلي عن الأحلام التي راودته خلال الحملة الانتخابية بأن ترامب يعطيه الضوء الأخضر باقتراف الوحشية في الشرق الأوسط.
تقسيم ليبيا
فى حين اهتمت صحيفة الجادريان بالكشف عن خريطة لتقسيم ليبيا إلى ثلاث دول، والاشارة إلى أن مسؤولا كبيرا في البيت الأبيض، مكلف بالسياسة الخارجية اقترح خطة لتقسيم ليبيا، ورسم خريطة بذلك في اجتماع مع دبلوماسي أوروبي، حيث يتعلق الأمر بمساعد الرئيس دونالد ترامب، سيباستيان جوركا، الذي يُنتقد لعلاقاته السابقة بالمين المتطرف في المجر، المقترح يتعلق بتقسيم ليبيا قبل أسابيع من تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وأكدت الصحيفة أن الدبلوماسي الأوروبي رد على جوركا بأن التقسيم هو أسوأ حل يمكن تصوره في ليبيا.
أشارت إلى أن جوركا يسعى الآن للحصول على منصب مبعوث ترامب الخاص إلى ليبيا، بينما لا يزال البيت الأبيض لم يلق بالا لما يجري في البلد، ولم يقرر ما إذا كان سيعين مبعوثا للرئيس، والتأكيد على أنه يتبنى السياسات المتشددة، الداعية إلى "القضاء على الإسلام المتطرف"، ويرى جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية تسعى إلى التسلل في الولايات المتحدة.
ونوهت الصحيفة إلى مفاجأة خريطة التقسيم التي رسمها عن مستقبل ليبيا، واعتمد فيها على الولايات العثمانية القديمة التي كانت في البلاد، وهي برقة في الشرق وطرابلس في الغرب وفزان في الجنوب.
نقلت الصحيفة عن خبير الشؤون الليبية، ماتيا تاولدو، قوله "إذا كان كل ما تعرفه عن ليبيا هو أنها كانت مقسمة إلى ثلاث ولايات، فهذا دليل على أنك لا تعرف شيئا".
نوهت الصحيفة إلى أن أحد المنافسين لجوركا على منصب ليبيا هو فيليب إسكرافاج، ضابط المخابرات السابق، والذي عمل في ليبيا لأكثر من 10 أعوام، ويبدو أنه الأوفر حظا للحصول على منصب المبعوث الخاص، ويعتقد أن إسكرافاج قدم مقترحا لحل الأزمة في ليبيا، يعتمد على عشرات المليارات من الدولارات من الدعم الغربي للبلاد.