البطريرك 76 أثناسيوس الثالث.. ومحاولة لإصلاح الكنيسة
الخميس 13/يوليو/2017 - 02:40 م
طباعة
( 1250 - 1261 م.)
كان شماسًا وسيم قسًا باسم بولس ولقب بـ"ولد القس مكارم بن كليل"، وكان مركز رئاسته بكنيسة المعلقة
عندما جلس على الكرسي بذل كل ما في وسعه لإصلاح الكنيسة وإصلاح ما أفسده سلفه البابا كيرلس بن لقلق، فضغط على الأساقفة الذين ارتقوا لتلك الوظيفة الكهنوتية بواسطة السيمونية ( دفع فلوس مقابل الرسامة )-الأسلوب الذي تميز به البابا كيرلس بن لقلق- فعاملهم بقساوة عظيمة، فكان ذلك سببًا في أن ترك كثير من الأساقفة الأقباط الإيمان الأرثوذكسي.
وتقول سيرة حياته انه القس بولس بن كليل أرشي بابا كنيسة المعلقة قمصا في يوم الأحد 5 بابة 967 ش. (2/10/1250 م.) في كنيسة المعلقة بمصر بمجد وحفاوة تفوقان الوصف.. وبعد ترقيته إلى درجة الإيغومانوسية في مصر، بارَحها (تركها) مع الأساقفة وكبار الإكليروس والأراخنة إلى ثغر الإسكندرية لإتمام الرسامة، ثم أكملوا تكريسه بطريركًا في كنيسة الستوتير (المخلص).
وقد كان موجود بالثغر وقت رسامة البابا أثناسيوس الثالث الوزير شرف الدين أبي سعيد هبة الله بن صاعد النايزي، فاجتمع به البابا للسلام عليه، فأحسن استقباله وتحدثا طويلًا.. وقبل مبارحة الثغر الإسكندري قام البابا بتكريس عدة هياكل ورسامة عدد من الكهنة، ثم سافر قاصدًا أديرة وادي النطرون كما جرت به عادة البطاركة أسلافه عند رسامتهم.
وفي سنة 973 ش. (1257 م.) عزم البابا أثناسيوس الثالث على طبخ الميرون في دير أبي مقار، فحضر معه لتأدية هذا العمل المقدس الآباء الأساقفة: الأنبا يوأنس أسقف سمنود - أنبا غريغوريوس أسقف المحلة - أنبا ميخائيل أسقف البرمون - الأنبا يوساب صاحب التاريخ أسقف فوه ومنوف العليا - أنبا ابرآم أسقف نستروة - أنبا بطرس أسقف سنجار - أنبا يؤانس أسقف لقانة - أنبا مرقس أسقف دفري - أنبا يوأنس ابن الخازن أسقف أبو تيج - أنبا يوساب أسقف أخميم - أنبا بطرس أسقف الفيوم - أنبا يوانس ابن الراهبة أسقف البهنسا.
كما جاهد في مدة رئاسته على الكرسي المرقسي في توطيد أركان السلام في البيعة المقدسة ومحاربة آثار السمونيه، ولكن الشيطان لم يترك الأمة القبطية وبيعتها تهنأ بالطمأنينة والراحة حتى أثار عليها رجال الحكم. ففي أيامه أخذ الوزير الأسعد شرف الدين هبة الله بن صاعد النايزي القبطي الأصل الجوالي من النصارى مضاعفة! كما أثار عوام (العامة) دمشق فخربوا كنيسة السيدة مريم العذراء بعد إحراقها ونهب ما فيها (عن كتاب المقريزي ج4 ص402).
وقد قتل جماعة من النصارى بدمشق ونهب دورهم وخربت سنة 976 ش. (1259 م.) بعد موقعة عين جالوت وهزيمة المغول. فلما دخل السلطان الملك المظفر قطز إلى دمشق قرر على النصارى بها مائة وخمسين ألف درهم جمعوها من بينهم وحملوها إليه بسفارة الأمير الفارسي فارس الدين أقطاي المستعرب أتابك المعسكر، وكان للقبط فيها جالية كبيرة وبيع (كنائس).