تساؤلات حول جدية ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران؟

السبت 14/أكتوبر/2017 - 10:25 م
طباعة تساؤلات حول جدية
 
حالة من الترقب تسود الأوساط العالمية، إذ تتصاعد نذر المواجهة بين طهران وواشنطن، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب استراتيجية جديدة مع إيران، هدد خلالها بإلغاء الاتفاق النووي في أي لحظة، فضلاً عن فرض عقوبات جديدة على قوات الحرس الثوري الإيراني. 
ويؤكد مراقبون إن الإدارة الأمريكية ومؤسسات دعم اتخاذ القرار لن تسمح لترامب الانسحاب من الاتفاق النووي، وتقول تقارير رسمية إن التصريحات العنترية التي يدلي بها ترامب لن تكون محل نقاش وأنها لطالما خرجت دون دراية بالتفاصيل الدقيقة لبواطن الامور. 

تساؤلات حول جدية
ويبدو ان ترامب يحاول الضغط نفسياً على طهران لتحقيق مكاسب أكثر لحلفائه خاصة السعودية، لكن الشواهد تؤكد عدم جدية ترامب في الانسحاب من الاتفاق، وأن أقصى ما يمكن إجراؤه هو فرض عقوبات على مضد على قوات الحرس الثوري.
وإيران لاعب أساسي في المنطقة وتتحكم في العديد من دواخل البلدان العربية خاصة سورية والعراق ولبنان واليمن، وأن أميركا تتواصل مع طهران بشأن مصير تلك البلاد، وأن انسحاب ترامب من الاتفاق، سيعقد الأمور أكثر، ويدفع طهران إلى المضي قدماً في تخصيب اليورانيم المخصب.   

تساؤلات حول جدية
وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، قال إنه لم يشهد أي أعمال استفزازية من إيران، مضيفاً أن الوضع العسكري الأميركي لا يزال دون تغيير حتى الآن، ورجح ماتيس، وقوع أعمال استفزازية أخرى من الإيرانيين لكننا لم نشهد ذلك حتى الآن، وفي ظل سجل الإيرانيين المزعزع للاستقرار من لبنان إلى سورية ومن اليمن إلى أفغانستان، نتابع ذلك بالطبع. الآن لن نغير وضعنا العسكري.
في المقابل، علق الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس على إعلان ترامب، معتبراً إن إفشال المفاوضات والتوافقات الدولية لا يتسم بالذكاء، مشدداً على ضرورة حل الأزمات العالمية عبر الحوار.
وقال روحاني خلال تسلمه، أوراق اعتماد السفير السويسري الجديد: "نعيش اليوم في مرحلة حساسة ومهمة بسبب أن الاتفاق النووي قد وفر مزيداً من الهدوء لهذه المنطقة والعالم"، مضيفاً: "أنشطة إيران النووية كانت سلمية وستظل سلمية للأبد، وستظل ملتزمة بالاتفاق النووي طالما بقي الطرف المقابل ملتزم به".

تساؤلات حول جدية
أما رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني، فقد قال خلال زيارة إلى موسكو، إن الإجراءات الأميركية أحادية الجانب حول الاتفاق النووي أغضبت الجميع، فيما أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن المزاعم والتهديدات والشتائم لن تخيف الشعب الإيراني أبداً، معتبراً أن خطاب ترامب حيال إيران يشبه خطابات السعودية والإمارات والبحرين، بحسب قوله.
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية أصدرت مساء أمس الأول، رداً مفصلاً على إعلان ترامب، يتضمن 3 محاور رئيسية، أولاً رفض إعادة التفاوض على الاتفاق النووي وربطه بأي مسائل إقليمية، ثانياً رفض أي عقوبات على الحرس الثوري والتهديد برد قوي في حال تم إقرارها، وثالثاً رفض أي تفاوض حول البرنامج الباليستي الصاروخي.

تساؤلات حول جدية
من ناحية أخرى، رأى قائد فيلق "أمير المؤمنين (ع)" التابع للحرس الثوري العميد صادق حسيني، أن أميركا تشن حرباً نفسية واسعة ضد إيران بدعم من إسرائيل وبعض الدول العربية للمساس بوحدة إيران وسيادتها الوطنية، وأن المسؤولين الأميركيين بإطلاقهم كلاماً فارغاً مثل وصم إيران والحرس الثوري بالإرهاب يحاولون إضعاف القوة والروح المعنوية للنظام والشعب بينما الشعب والمسؤولون والقوات المسلحة يحبطون أحابيل الأعداء في ظل التضامن والتلاحم واتباع التوجيهات والأوامر الذكية لقائد الثورة الإسلامية.
كان ترامب الذي وصف الحكم الإيراني بأنه "نظام متطرف" الكونجرس الأميركي 60 يوماً لاتخاذ قرار بشأن إعادة فرض عقوبات اقتصادية على إيران بعدما تم رفعها عام 2016 إثر الاتفاق الذي أبرم بمشاركة الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي.

تساؤلات حول جدية
وأعلن أنه سيستشير حلفاء الولايات المتحدة بشأن كيفية تعديل الاتفاق للحيلولة دون حصول طهران على أسلحة نووية.
واعتبر وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري، أن اعلان ترامب يخلق أزمة دولية، ويعرض للخطر المصالح القومية الأمنية، ومصالح حلفاء واشنطن. ووصف كيري أحد اللاعبين الأساسيين في التوصل للاتفاق، القرار بـ"التخلي المتهور عن الحقائق من جانب الرئيس، لمصلحة الغرور والأنانية والأيديولوجية".
وأعلن الوزير السابق، أنه لا يدرك سبب رفض الرئيس الأميركي الاعتراف بأن طهران ملتزمة بالاتفاق، في حين تؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وحلفاء الولايات المتحدة، وأعضاء في إدارة ترامب أنها تلتزم.

تساؤلات حول جدية
وقال كيري: "لكن أياً كانت الأسباب، يبقى الواقع يتلخص في أن الرئيس ومن خلال انتهاك استقرار الاتفاقية، سيضعف موقفنا، وسيبعدنا عن الحلفاء، وسيعزز موقف المتشددين الإيرانيين، وسيزيد من تعقيد حل الأزمة مع كوريا الشمالية، ويجعلنا نقترب من الصراع العسكري".

شارك