«داعش» يستهدف ممتلكات الضباط في العريش/مفتي مصر السابق: القرضاوي مخرف باع دينه بدنياه/«جمعة»: مكافحة الإرهاب تتطلب مواجهة فكرية جماعية من المجتمع/الجيش يقتل تكفيرياً ويصيب آخرين
الأحد 17/ديسمبر/2017 - 09:41 ص
طباعة
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف المحلية والعربية بخصوص جماعات الاسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات عربيًا وعالميًا بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) صباح اليوم الأحد الموافق 17-12-2017
القدس في وجدان الأزهر الشريف (ملف)
2010 أعلن شيخ الأزهر رفضه زيارة القدس فى ظل الاحتلال الإسرائيلى
2013 طالب قادة القمة الإسلامية باتخاذ موقف موحد تجاه القضية الفلسطينية
2015 طالب الفصائل الفلسطينية بضرورة تحقيق المصالحة الوطنية
8 ديسمبر ٢٠١٧ أعلن أحمد الطيب شيخ الأزهر رفضه لقاء مايك بينس نائب الرئيس الأمريكي
مما لا يخفى على أحد أن جهود الأزهر الشريف فى دعم قضية فلسطين والقدس الشريف، بدأت منذ هبّة البراق فى عام 1348هـ/ 1929م، وبرز دور الأزهر بعد إعلان قيام ما يسمى بـ«دولة إسرائيل» فى عام 1948م؛ حيث عقد الأزهر الشريف العديد من الفاعليات والمؤتمرات الإسلامية داخليا وخارجيا، وجاء قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بإعلانه القدس عاصمة للكيان الصهيونى المحتل، ليفجر موجة غضب عارمة فى العالمين العربى والإسلامي، على المستويين الشعبى والرسمي، وهو الذى رافقه رد فورى من الأزهر الشريف وشيخه فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب ليحرك مشاعر عموم علماء الأمة فى شتى بقاع العالم تجاه نصرة القدس.
انتفاضة «الطيب»: «الأقصى» حرم إسلامى مسيحى مقدس
وثيقة تثبت عروبة المدينة قبل ظهور العبرية بـ 100 عام
لم يقف شيخ الأزهر طويلًا أمام الإعلان الأمريكى باعتبار القدس عاصمة للاحتلال الصهيونى حتى بادر بالكشف عن وثيقة تثبت أن القدس حرم إسلامى مسيحى مقدس، بين من خلالها أن عروبة القدس تضرب فى أعماق التاريخ لأكثر من ستين قرنًا، بناها العرب اليبوسيون فى الألف الرابعة قبل الميلاد، وقبل عصر أبى الأنبياء إبراهيم بواحد وعشرين قرنا، وقبل ظهور اليهودية التى هى شريعة موسى بسبعة وعشرين قرنا».
وأشارت الوثيقة إلى «أن شريعة موسى وتوراته ظهرت بمصر، الناطقة باللغة الهيروغليفية قبل دخول بنى إسرائيل غزاة إلى أرض كنعان، وقبل تبلور اللغة العبرية بأكثر من ١٠٠ عام، ومن ثم فلا علاقة لليهودية ولا العبرانية بالقدس ولا بفلسطين، مبينة أن الوجود العبرانى فى مدينة القدس لم يتعد ٤١٥ عامًا بعد ذلك، على عهد داود وسليمان، فى القرن العاشر قبل الميلاد، فى ظهور طارئ وعابر حدث بعد أن تأسست القدس العربية ومضى عليه ثلاثون قرنًا من التاريخ».
وأكدت أن احتكار القدس وتهويدها فى الهجمة المعاصرة، يمثل خرقًا للاتفاقيات والقوانين والأعراف الدولية التى تحرم وتجرم أى تغيير لطبيعة الأرض والسكان والهوية فى الأراضى المحتلة، ومن ثم فإن تهويد القدس فاقد للشرعية القانونية، فضلًا عن مخاصمته لحقائق التاريخ التى تعلن عروبة القدس منذ بناهها العرب اليبوسيون قبل أكثر من ستين قرنًا من الزمان، مشددة أن الأزهر الشريف إذ يرفض هذه المشروعات، يحذر الكيان الصهيونى والقوى التى تدعمه من التداعيات التى تهدد سلام المنطقة بل سلام العالم كله، ويذكر الكيان الصهيونى بأن الصليبيين قد احتلوا مناطق أوسع مما تحتله الصهيونية، ووقعت القدس فى الأسر الصليبى مدة تزيد على ضعف السنوات التى وقعت فيها فى قبضة الصهيونية الباغية، ومع ذلك مضت سنة التاريخ التى لا تتخلف إلى طى صفحة الاحتلال وإزالة آثار عدوان المعتدين على الحقوق والمقدسات.
وجاء إعلان شيخ الأزهر رفضه لقاء مايك بينس، نائب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، مؤكدًا أنه لن يجلس مع مزيفى التاريخ، متسائلًا: كيف لى أن أجلس مع من منحوا ما لا يملكون لمن لا يستحقون؟، مشددًا على ضرورة تراجع الرئيس الأمريكى فورًا عن هذا القرار الباطل شرعًا وقانونًا. قرارات أخرى اتخذها «الطيب» لخدمة القضية الفلسطينية وذلك بإعلانه انعقاد مؤتمر الأزهر وحكماء المسلمين، فى ١٨ من يناير المقبل، إلى جانب إعلانه عن مقرر دراسى يتحدث عنها فى مناهج الأزهر بكافة مراحله التعليمية، موجهًا المؤسسات الدينية فى الأوقاف والإفتاء إلى توحيد الجهود من خطب وخلافه للإعلان عن موقف موحد للعالم العربى والإسلامى من تلك القضية ورفض ما يقرره الأمريكان بشأن جزء منها.
موقف «الإمام الأكبر» يوحّد الفصائل الفلسطينية
«عباس» يشيد برفض «شيخ الأزهر» لقاء نائب «ترامب» و«هنية»: الأزهر الحارس الأمين على ثوابت الأمة
بعث الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن، ببرقية شكر وتقدير للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لرفضه مقابلة مايك بينس نائب الرئيس الأمريكى فى أعقاب قرار نقل السفارة للقدس، قائلا:
سيدى فضيلة الإمام «حفظكم الله ورعاكم»... موقف مشرف يسطر بماء الذهب لكم... جعلكم الله نصرة للمسلمين. بينما أشاد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة حماس بموقف الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر فى رفض قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها وتأكيدهم على إسلامية القدس وعدم مقابلة نائبه، وأوضح الأزهر دائما ما عبّر عن نبض الأمة عبر التاريخ، فهو الحارس الأمين على ثوابت الأمة وفى مقدمتها القدس وفلسطين مشيدا بموقف مصر وأزهرها. كما تلقى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، برقيات تأييد وشكر من رؤساء فروع المنظمة العالمية لخريجى الأزهر، دعما لموقفه بشأن القدس. وأرسل الاتحاد العام للفنانين العرب، رسالة عبر فيها عن تقديره لمواقف الأزهر الشريف الأخيرة تجاه القرار الأمريكى باعتبار مدينة القدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيونى، ونقل السفارة الأمريكية لها.
وقال مسعد فودة، نقيب المهن السينمائية، ورئيس الاتحاد العام للفنانين العرب، فى رسالته إلى فضيلة الإمام الأكبر: «إن قراركم فى مواجهة قرار الشيطان باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيونى، قرار نبيل يحمل فى طياته معانى إنسانية وإيمانية، مضيفًا أن فضيلة الإمام الأكبر بهذه المواقف إنما يرسخ قيم العدالة الإنسانية، ويدافع عن مقدسات الأمة الإسلامية.
وتابع رئيس الاتحاد العام للفنانين العرب، إنكم تواجهون الطاغية الشيطان المغتصب، بصلابة المقاتل، وبعزيمة الرجال الذين يصنعون التاريخ، ويردون المنكر بكل قوة وعزم ولايخشون فى الحق لومة لائم، يقفون مع المستضعفين، مستحبين الدنيا على الآخرة. وأضاف فودة فى رسالته، إنك يا فضيلة الإمام بمواقفك الشجاعة ورفضك استقبال نائب الشيطان، أصبحت أيقونة إنسانية، فى زمن عز فى الرجال، نساندكم وندعم خطواتكم التى تسير بنفحات ربانية للدفاع عن مقدسات الأمة.
..وسياسيون: قراراته رد عملى على مزايدات المتطرفين
مؤسسة الأزهر تجهز لمؤتمر عالمى لنصرة القدس
بعد مواقفه الثابتة والراسخة من قضية «القدس» لقيت مؤسسة الأزهر تأييدا عالميا من قبل أوساط سياسية وشعبية داخليا وخارجيا خاصة بعد رفض شيخ الأزهر أحمد الطيب استقباله نائب الرئيس الأمريكى مايك بينس، فى إطار جولته إلى منطقة الشرق الأوسط والتى ستشمل القاهرة فى ٢٠ ديسمبر الجاري.
حيث أوضح الدكتور محمد البشارى الأمين العام للمؤتمر الإسلامى الأوروبى بأن تحركات الأزهر الشريف وشيخه تجاه قضية «القدس» جاءت للخروج من النمط التقليدى إلى النمط الدينى السياسي، على رغبة فى توسيع هامش الحركة فى بعض الأزمات، واستثمار الرصيد التاريخى الذى لا يزال يحظى به «الأزهر الشريف» فى جميع دول العالم وهو دور يبدو أن القاهرة بدأت تلتفت إليه مؤخرا لمواجهة تمدد نفوذ إيران وبعض الجماعات المتطرفة، وكلاهما استفاد من غياب المؤسسات الدينية المعتدلة وعمل على سد الفراغ بطريقته التى كبّدت مجتمعات خسائر باهظة.
وأضاف «البشارى» فى تصريح خاص لـ«البوابة» بأن قرار شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بأنه لا يمكن أن يجلس مع من يزيّفون التاريخ ويسلبون حقوق الشعوب ويعتدون على مقدساتهم قرار صائب وحكيم عمق من فلسفة ومكانة الأزهر عالميا. وتابع «البشارى» بأن تحركات الأزهر الخارجية ذات الطابع السياسى من شأنها قطع الطريق على محاولات التيار الإسلامى المتاجرة مرة أخرى بالقضية الفلسطينية بذريعة تحرير القدس وهى وسيلة تقليدية للترويج لأفكار جماعات متطرفة.
واختتم «البشارى» تصريحاته بأنه منذ اندلاع أزمة القدس خرج مسئولون وكوادر إسلامية فى دول عدة ونددوا وشجبوا الموقف الأمريكى وهاجموا ما اعتبروه موقفا سلبيا لبعض القادة العرب.
بينما قال الدكتور على أحمد الصيفى، رئيس مراكز الدعوة بأمريكا، إن قيادات الأزهر تستغل الرصيد الكبير الذى يتمتع به الأزهريون فى أوساط الإسلاميين السنة داخل العديد من بلدان العالم وتحركاتهم للتأكيد على هواية القدس العربية.
وأوضح «الصيفى» فى تصريح خاص لـ«البوابة» أن الأزهر ينظر إلى قضية القدس باعتبارها تهديدا مباشرا يمس الثوابت الدينية، مستدلًا على كلامه بأنه فى ٢٠ نوفمبر الماضى أصدر الأزهر وثيقة بعنوان «وثيقة الأزهر عن القدس الشريف» تضمنت تفنيدا تاريخيا للمغالطات الأمريكية بشأن القدس وأشارت الوثيقة إلى أن القدس ليست فقط مجرد أرض محتلة وإنما هى حرم إسلامى مسيحى مقدس.. وقضيتها ليست فقط قضية وطنية فلسطينية أو قضية قومية عربية بل هى فوق كل ذلك قضية عقيدة إسلامية.
وتابع رئيس مراكز الدعوة بأمريكا إلى أن موقف الأزهر من قضية القدس تضمن وجود فتوى شرعية إلى الفلسطينيين بمشروعية الانتفاضة ضد القوات الإسرائيلية وهو ما كان يعد أمرا مرفوضا من قبل بعض الفقهاء الإسلاميين وبالتالى فإن موقفه لم يكن سياسيا فقط بل يعبّر عن موقف دينى داعم للقضية الفلسطينية.
وبحسب تصريحات بعض من المصادر السياسية لـ«البوابة» فإن موقف الأزهر له دلالة رمزية تعبر عن موقف الحكومة المصرية بعد أن اتخذت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية موقفا مشابها للأزهر ورفضت أيضا استقبال نائب الرئيس الأمريكي. ويجهّز الأزهر حاليا بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين لعقد مؤتمر عالمى لنصرة القدس خلال الشهر المقبل، لبحث اتخاذ خطوات عملية لدعم الهوّية العربية والفلسطينية للمدينة المقدسة.
زهرة المدائن فى المقررات الدراسية.. وعلماء: تذكير بالقضية
عمران: قرار متأخر هدفه استعادة الوعى بالقضية.. منصور: يحافظ على هوية مقدساتنا
قال الدكتور عبدالحليم منصور، وكيل كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر الدقهلية، إن مقترح هيئة كبار العلماء بوضع القضية الفلسطينية فى المقررات الدراسية والتربوية من خلال كافة المؤسسات العلمية والتعليمية ووزارات الأوقاف ودور الإفتاء فى البلدان العربية والإسلامية، تم الإعلان عنه فى توقيت مناسب، مبينًا أن هذا التوقيت يتم التمييع فى القضية الفلسطينية.
وأوضح منصور فى تصريحات لـ«البوابة»، الحفاظ على هوية القدس من الضياع فى وقت يتم العمل فيه على طمس هوية المقدسات الدينية، أحد أهم المتطلبات الحالية لمنع تنفيذ المخططات التى تحاك ضدها ومحاولة تهويدها بصورة أو بأخرى فى وقت نجد شبابا لا يعرف عن القدس ومكانتها فى الإسلام وجذورها العربية شيئًا.
وشدد وكيل الشريعة والقانون، أن القرار يصب فى حماية تاريخ الأمة العربية والإسلامية، ومن هنا يجب على كل الحكومات الاستجابة لهذا المقترح، حماية لتاريخ الأمة من الضياع، وحماية لقضية القدس من أن تتماهى من عقول الأبناء عقب تعاقب الأجيال، مؤكدًا أن هذا المقرر يجب تدريسه فى كل المؤسسات الفاعلة والهامة فى الدول.
بينما اعتبره الباحث فى شأن الحركات الإسلامية، منتصر عمران، قرارًا متأخرًا، خاصة وأن مقترح هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف بشأن اعتماد مقرر عن القضية الفلسطينية وفى القلب منها القدس والأقصى فى كافة المؤسسات العلمية والتعليمية ووزارات الأوقاف ودور الإفتاء فى البلدان العربية الاهتمام بقضية القدس وكذلك فى خطب الجمعة والبرامج الثقافية والإعلامية، هدفه استعادة الوعى بهذه القضية الهامة والمصيرية. وقال عمران فى تصريحات لـ«البوابة»، وإن كان القرار قد تأخر، إلا أنه جاء فى وقت نجد فيه محاولات لإشعال جذوة القضية الفلسطينية فى قلوب الشعوب العربية والإسلامية، بعد ما اتخذته الإدارة الأمريكية بشأن هوية تلك الجزء العربى الأصيل، مشددًا على قرار كبار العلماء بأنه لا بد أن يتم العمل به على الفور دون تأخير أو مماطلة حتى يعلم البسطاء من الشعوب الإسلامية والأجيال القادمة مكانة القضية الفلسطينية فى الأمة العربية والإسلامية وحتى لا يتم الطمس على هذه القضية وتحويلها إلى قضية خلاف سياسى بين كيان مغتصب وشعب له على هذه الأرض آلاف السنين.
وشدد علينا أن نعلم الأجيال الناشئة أنه صراع دينى ممتد حتى يتم النصر للمسلمين على هذه الأرض المباركة، كى يتم لها ما نريد من تحرر على يد قائد مسلم يكون تربى على أن تراب فلسطين مقدس وأن هذا موعود رسولنا الكريم حيث قال: «لن تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقول الشجر والحجر يا مسلم يا عبدالله هذا يهودى ورائى تعال فاقتله إلا شجر الغرقد فإنه من شجر اليهود ولأنهم يعرفون ذلك من ديننا فإنهم بدأوا يزرعون شجر الغرقد بكثافة ولكن لن يحميهم ذلك عندما يوجد القائد الربانى والجنود البواسل وبإذن سيكون من شعب مصر لأنهم خير أجناد الأرض.
بينما أكد محمد مأمون ليلة، المدرس المساعد بالأزهر، أن قرار هيئة كبار العلماء بتشكيل لجنة لصياغة مقرر عن القضية الفلسطينية، يدرس فى كل مراحل التعليم الأزهري، قرار رائع جد، ويدل على اهتمام واسع من الإمام بالمقدسات الإسلامية، وقد ضرب - حفظه الله - موقفا رائعا فى أزمة القدس الأخيرة، كما يدل على فاعلية الهيئة ومكانتها الكبيرة.
واقترح ليلة، أن يشمل هذا المنهج جميع المقدسات الإسلامية، ويؤكد فى ثناياه على إخوة المسلمين، ووجوب اعتصامهم بحبل الله تعالى، وأن يدرس مرة واحدة فى السنة الأولى من المرحلة الإعدادية، ومرة أخرى بتوسع فى المرحلة الأولى من الثانوية، أو يجعل كتابا يدرس على المرحلة الإعدادية بسنواتها الثلاث، وكتابا آخر أوسع مادة فى المرحلة الثانوية بسنواتها الثلاث، أو يكون كتابا ضخما، وتوجه المشيخة كل معلم وأستاذ جامعى بأن يأخذ من محاضرته عشر دقائق فى بدايتها وبشكل دائم على مرّ العام؛ للحديث عن قضية فلسطين والقضايا الإسلامية، ولا يشترط أن يعقد فيه امتحان، ولو ضُم إليه ملخص لسيرة سيدى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لكان خيرًا.
وطالب المدرس المساعد بالأزهر، بأن يدرس أيضا على وزارة التربية والتعليم كذلك، وتكون سنة متبعة، وطريقة مرضية، وتكون خطوة رائقة من المشيخة لغرس الوعى فى أذهان الشعب المصرى والوافدين.
إخوان المغرب.. بداية النهاية (ملف)
هل سينجح «العثمانى» فى فرض أفكاره على الإخوان أم سيبقى التأثير الأصولى هو الأقوى والحاضر؟
يعد حزب العدالة والتنمية الحزب الإخوانى الوحيد بل والمحسوب على تيار الإسلام السياسى بشكل عام الذى ما زال يقود حكومة فى دولة عربية منذ 2011، ففى تونس تراجع فيها فرع الإخوان بقيادة راشد الغنوشى، المعروف بزعيم حركة النهضة، كما أن الجزائر التى سبقت المنطقة بعشرين سنة فى إفساح المجال أمام الإسلاميين، فشلت فى الانتخابات الأخيرة.
وفى مصر تم سقوطهم بثورة شعبية جارفة فى 30 يونيو 2013، وبعد خسارة الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية المغربى، عبد الإله ابن كيران، معركة الولاية الثالثة، بعد قضائه ولايتين متتاليتين دامتا 8 سنوات، وانتخاب سعد الدين العثمانى أمينا عاما جديدا لحزب العدالة والتنمية، أدخل فرع جماعة «الإخوان» فى بلاد المغرب إلى منعطف جديد ومختلف، قد يؤدى إلى تغييرات هائلة بالداخل المغربى بسقوط سلمى لإخوان المغرب.
زيارة الدوحة.. سر عزل «بن كيران» من الحزب وإقالته من الحكومة
القرار جاء بعد حالة من السخط سادت الدوائر السياسية بالمغرب
عزل «بن كيران» القيادى بالتنظيم الدولى للإخوان، من الحكومة فى مارس الماضى بقرار من الملك محمد السادس، ومن أمانة الحزب فى ديسمبر الجارى، له أسبابه ودوافعه، خاصة أنه فشل فى تحقيق إنجازات حقيقية تضمن له بقاءه داخل الحزب، الذى يعانى كثيرًا من الاحتقان والصراعات والتناحر، نتيجة الفشل المتتالى للتنظيم الدولى للإخوان، الذى انكشفت مخططاته الشيطانية.
بداية سقوط بن كيران من رئاسة الحكومة المغربية جاءت بقرار من الملك المغربى، فى مارس الماضى بعد فشله فى تشكيل الحكومة منذ انتخابات أكتوبر ٢٠١٦، ليدخل الذراع السياسية للتنظيم الدولى للإخوان بالمغرب، مرحلة سوداوية جديدة، حيث أربك القصر الملكى حسابات الحزب حينذاك، بعد أيام قليلة من زيارة ابن كيران للعاصمة القطرية الدوحة لحضور اجتماع مع قادة التنظيم الدولى لجماعة الإخوان، والتى تزامنت مع وجود عدد من قيادات التنظيم، وفى مقدمتهم راشد الغنوشى زعيم حركة النهضة التونسية.
وأثارت زيارة بن كيران الذى ترأس الحكومة المغربية فى انتخابات ٢٠١١ و٢٠١٦، للدوحة علامات استفهام حولها لأسباب عدة، أولها أن الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، منذ أن كلفه ملك المغرب محمد السادس فى أكتوبر ٢٠١٦ بتشكيل الحكومة لم يغادر الرباط لأى زيارة خارجية إلا للضرورة القصوى، حيث قام بزيارة وحيدة لدولة موريتانيا لاحتواء أزمة دبلوماسية كادت تقع بين البلدين، كما أن الزيارة جاءت لحضور مؤتمر التكنولوجيات والاتصالات بقَطَر، وهى فعالية لا ترتقى إلى الحضور على مستوى رئيس الحكومة بنفسه.
وجاء قرار الملك بعد حالة من السخط سادت الدوائر السياسية المغربية من الزيارة التى أجراها ابن كيران للدوحة، خاصة أن الغالب من الخبراء والمراقبين أكدوا أن الحزب الأصولى ومريديه وأجنحته الدعوية وأذرعه الإعلامية تغلب ولاءها للتنظيم الدولى للإخوان على حساب ثوابت البلاد ومقدساته، واعتبر المراقبون أن زيارة ابن كيران للدوحة فى مارس الماضى كانت لجوءا إلى معقل الإخوان فى الوطن العربى، للبحث عن حلول ودعم خارجى له فى مواجهة الأزمة وعدم خسارة مركز ثقل آخر للتنظيم فى شمال أفريقيا، بعد أن خسروا مصر وتم تحجيمهم فى تونس، وأشاروا إلى أن التنظيم الدولى للاخوان كان يتدخل فى تشكيل الحكومة بالمغرب، مما لوح بخطر التدخل الأجنبى فى الشأن الداخلى.
«لادين فى السياسة».. شعار «العثمانى» لإنقاذ الجماعة
يعتبر اختيار سعد الدين العثمانى لرئاسة الأمانة العامة للحزب الحاكم بالمغرب الشهر الجارى، محاولة للإبعاد عما تعانيه جماعة «الإخوان» الإرهابية على المستويين العالمى والخاص، وحفاظًا على تمثليها الحالى فى المؤسسات الحكومية والسياسية داخل المملكة المغربية، عبر ذراعيها السياسية والدعوية، نظرًا لكون العثمانى من الداعين بشكل فردى داخل التنظيم الإخوانى لإجراء مراجعات فكرية شاملة لعقيدة ومبادئ الجماعة المحظورة فى العديد من الدول العربية والإسلامية، لمجاراة العصر ولحماية التنظيم من الهلاك الذى تعرض له فى مصر وتونس ودول الخليج العربى.
ويتزامن مع ذلك صدور كتاب حديث للعثمانى، تحت عنوان «التصرفات النبوية السياسية.. دراسة أصولية لتصرفات الرسول بالإمامة»، الذى توصل فيه إلى نتيجة أن السياسة بالنسبة للمسلم تدخل ضمن الاجتهاد البشرى، وليس ملزما بالبحث فى كل قضية جديدة عن تأصيلها فى النصوص الإسلامية، ويعتقد العثمانى أنه لا يمكن الحديث عن نظام سياسى، بقوله: «السياسة بالنسبة للمسلم تدخل ضمن منطقة الاجتهاد البشرى».
كما يؤمن «العثمانى» بحسب كتابه، أن الالتزام بسنة النبى لا يكفى فيه التمسك الحرفى بنصوصها، بل لا بد من تفهم المقامات التى تصدر عنها تلك التصرفات وأخذ سياقاتها وظروفها ومقاصدها بعين الاعتبار، وهذه ليست المرة الأولى التى يتطرق فيها زعيم إخوان المغرب الجديد إلى مثل تلك القضايا التى تتعلق بالسياسة والدين، فقد سبق أن كتب مثلًا عن «جهود المالكية فى تصنيف التصرفات النبوية»، و«المشاركة السياسية فى فقه ابن تيمية»، وبحث بعنوان «رأى فى العلمانية والإسلام» وغيرها، ورغم اجتهادات العثمانى إلا أنها بحسب الخبراء تتم بشكل فردى وشخصى منه، ولا تمثل السواد الأعظم من باقى أعضاء ومناصرى التنظيم، ليبقى السؤال الأخير هل سينجح العثمانى فى فرض أفكاره على إخوان المغرب أم سيبقى تأثير ابن كيران الأصولى هو الأقوى والحاضر.
وفى أول اجتماع عقدته الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية مساء الخميس ١٤ ديسمبر الجارى، بعد المؤتمر الوطنى الثامن، تحت رئاسة العثمانى، أكدت ضرورة العمل للمستقبل بحشد كل كفاءات وطاقات الحزب، وقرر العثمانى تكليف لجنة بإعداد مشروع منهجية لتدبير الحوار الوطنى، وتعزيز التواصل الداخلى والتأطير الخارجى، كما أشاد الحزب بدور الملك فى تعزيز مكانة المغرب فى إفريقيا، وغيرها من القرارات.
الباحث المغربى أكد أن الحركات الجهادية مرت بالتجربة الإخوانية
منتصر حمادة: التنظيم فى المغرب غير موثوق به
«داعش» يمر بمرحلة انكماش الآن... واجتهادات «العثمانى» حالة خاصة فى المشروع الإخوانى
أفكار سيد قطب والمودودى وسعيد حوى والقرضاوى تسيطر على التنظيم بالمغرب
أداء أغلب المؤسسات الدينية فى المنطقة ضعيف فى مواجهة الفكر المتطرف
حملت الأيام الماضية تغييرات جديدة داخل المملكة المغربية بسقوط عبدالإله ابن كيران فى انتخابات رئاسة الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، الذى يعتبر أحد أفرع التنظيم الدولى للإخوان، واختيار الدكتور سعد الدين العثمانى، رئيس الحكومة الحالى أمينًا عامًا للحزب، وللوقوف على طبيعة المشهد الجديد فى المغرب، أجرينا هذا الحوار مع الباحث المغربى منتصر حمادة، المتخصص فى شئون الحركات الإسلامية بمركز المغرب الأقصى للدراسات والأبحاث.. وإلى نص الحوار.
■ كيف تقيم أداء «الإخوان» فى الحكومة؟.. وما توقعاتك لمستقبل حزب الإخوان فى بلادكم فى ظل الأوضاع الجديدة؟
- مصير الإسلاميين فى المغرب وتونس، مرتبط بعدة عوامل، منها ما هو مرتبط بالمشروع الإسلامى الحركى (طبيعة التنظيم، وزنه فى مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدنى، طبيعة مراجعاته، نقاط قواه، ونقاط ضعفه)، ومنها ما هو مرتبط بأداء الدولة نفسها، وأداء باقى الفاعلين السياسيين والحزبيين.
ما هو مؤكد فى الحالة المغربية، أن الإسلاميين المعترف بهم رسميًا، يوجدون فى موقف سياسى حرج، بمقتضى تراجع شعبيتهم من جهة، وبروز خلافات تنظيمية، وظهور حالات فساد إدارى ومالى وأخلاقى، إضافة إلى صدور ما يُشبه تصدعات تنظيمية، ولكن فى المقابل، نعاين أن حضور نفس الإسلاميين، لا زال نوعيًا فى أغلب مؤسسات الدولة، ما فى المؤسسات الدينية، بل فى المؤسسات التعليمية، ومن باب تحصيل حاصل الحضور الكبير فى عمل المنظمات الأهلية.
هذا عن تنظيم واحد فقط، معترف به رسميًا (ونواته حركة «التوحيد والإصلاح» الإخوانية)، إضافة إلى وجود تنظيم آخر، غير معترف به رسميًا، ويتعلق الأمر بجماعة «العدل والإحسان» المحظورة، التى لا تحتفظ بأى علاقات تنظيمية مع ما يُصطلح عليه بالتنظيم الدولى للإخوان.
■ هل تعتقد أن رئيس الحكومة بعد انتخابه أمينًا عامًا للحزب خلفًا لـ«ابن كيران» بصفته من أنصار المراجعات الفكرية سينجح فى بسط أفكاره وشعاره «لا دين فى السياسة» على إخوان المغرب؟
- لـ«إخوان المغرب» تنظيمان أساسيان: الأول معترف به وهو الذى يقود بوابته السياسية - الحزبية، الحكومة المغربية منذ اندلاع أحداث «الربيع العربى»، وهو تنظيم متعاطف مع المشروع الإخوانى فى المنطقة، بدليل حضور أعضاء هذا التيار فى لقاءات ما يُصطلح عليه إعلاميًا بالتنظيم الدولى للإخوان، وهؤلاء قاموا بمراجعات بخصوص الابتعاد عن العنف، ولكنهم لم يراجعوا موضوع فك الارتباط مع مشاريع إخوان الخارج، بينما التيار الثانى، غير معترف به، وتقوده جماعة العدل والإحسان، وغير مرتبط تنظيميًا بإخوان الخارج، بخلاف حركة التوحيد والإصلاح وذراعها السياسية حزب العدالة والتنمية الحاكم.
اجتهادات العثمانى تبقى نوعية وحالة خاصة وفريدة فى المشروع الإخوانى، ولكنها اجتهاد غير معمول به لدى السواد الأعظم داخل التنظيم، لأن الغلبة لتأثيرات الأدبيات السابقة، كأدبيات سيد قطب والمودودى وسعيد حوى والقرضاوى وما إلى ذلك.
■ تبرز بين الفينة والأخرى قضايا سيادية تعيد طرح نفس السؤال على الإخوان فى الحزب والحكومة والمؤسسة الدعوية فى كل البلاد، وهو: الوطن أم الجماعة؟.. وفى الغالب يختارون الجماعة.. فى رأيك هل إخوان المغرب يختارون الجماعة قبل الوطن؟
- تنظيم الإخوان فى المغرب تعرض نسبيًا لضغوطات الدولة، لأنه لا يمكن الثقة فى مشروع يعمل مع الخارج، أو يتعاطف مع قضايا الجماعة فى الخارج، وفيما يخص الشارع المغربى منهم، وأنه بالكاد أصاب الشعب وعيًا ما، ولو أنه متواضع، لكنه يكفى جزءا كبيرا من الجانب السياسى، لأن الأداء الحكومى متواضع جدًا، خاصة مع غياب الكفاءات فى التنظيم، بينما الوعى بالبعد الدينى للمشروع لا يزال متواضعًا فى الشارع، بسبب الأمية من جهة، وبسبب اشتغال المشروع على منظمات المجتمع المدنى واختراق كل ما هو قابل للاختراق.
ط■ ما رأيك فى الأوضاع الأخيرة التى يتعرض لها تنظيم داعش؟
- تنظيم داعش يمر من مرحلة انكماش وتراجع بمقتضى التطورات التى تمر منها المنطقة، فى الشرق الأوسط على الخصوص، وهى تطورات مؤثرة بشكل مباشر فى تقدمه أو تراجعه. لا ننسى أن صعود نجمه، تم بمساعدة العديد من الفاعلين الأمنيين، وتمت تغذية صعود الأسهم عبر الإعلام والدين والدراسات والقرارات السياسية والأمنية، وتكفى العودة إلى مسار أغلب الجهاديين الذين شدوا الرحال من العالم بأسره، بما فى ذلك من أستراليا، عددهم حوالى ١٥٠ «داعشيًا» فى غضون ٢٠١٥، لكى نأخذ فكرة عن حجم التسهيلات التى صاحبت التحاق هؤلاء بسوريا والعراق، فى حقبة زمنية، كان نظام بشار الأسد مستهدفًا، قبل تدخل روسيا لإعادة التوازن للوضع فى سوريا، وتمهد فى مرحلة ثانية إلى إعادة النظر فى حجم التنظيم.
■ وهل لديكم «روشتة» لعلاج هذه الظاهرة المأساوية؟
- هناك بالتأكيد ما يُشبه «روشتة» لتفكيك الظاهرة، وتتطلب استحضار مُجمل أسبابها: الدينية والسياسية والإعلامية والثقافية والتعليمية والاجتماعية، ولا يتطلب الأمر سوى شجاعة صناع القرار، وفتح عدة ورش إصلاحية، كما نُعاين فى الحالة المغربية مثلًا، والتى ما زالت فى بداية المشوار، رغم أن مشروع إعادة هيكلة الحقل الدينى انطلق منذ ربيع ٢٠٠٤، ولكن مع أننا اليوم فى نهاية ٢٠١٧ فلا زلنا فى بداية المشوار، لأن المغرب على غرار أغلب دول المنطقة يعرض لما نصطلح عليه بـ«غسيل دماغ دينى حقيقى» خلال العقود الأخيرة، بسبب تعرضه لرياح أنماط من التديّن الإسلامى الحركى، السلفى الوهابى تارة، أو الإخوانى أو الشيعى تارة أخرى، ومواجهة هذه الأنماط شبه الشاذة من التديّن، مقارنة مع تديّن شعوب المنطقة، لن يتم بين ليلة وضحاها.
ولكن، مما يزيد من صعوبة مواجهة الظاهرة، وهذا ما خلصنا إليه فى كتاب بعنوان: «فى نقد تنظيم القاعدة: مساهمة فى دحض أطروحات الحركات الإسلامية الجهادية»، أنه على فرط أننا حسمنا فى الأسباب الذاتية «المحلية والإقليمية، السياسية والدينية وغيرها»، هناك أسباب خارجية لا طاقة لنا بها، ونخص بالذكر السياسات الغربية فى التعامل مع بعض قضايا الساحة، ويكفى تأمل تعامل الشارع العربى مع القرار الأخير للرئيس الأمريكى دونالد ترامب بخصوص القدس الشريف، وهذا غيض من فيض.
(البوابة نيوز)
«داعش» يستهدف ممتلكات الضباط في العريش
فجرت عناصر إرهابية مسلحة يُرجح أنها تنتمي إلى تنظيم «داعش» الإرهابي منزلاً في مدينة العريش يملكه ضابط في الشرطة كان قُتل في هجوم العام الماضي، في وقت أرجأت محكمة جنايات القاهرة محاكمة المرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين»، المصنفة «إرهابية»، محمد بديع و738 آخرين في قضية فض اعتصام ميدان رابعة العدوية لاستكمال سماع الشهود.
وقال شهود عيان في العريش إن مسلحين مجهولين فجَروا مبنى خلف مدرسة «عائشة أم المؤمنين»، في أحد الشوارع الرئيسية في المدينة. وأكد سكان في المنطقة أن البناية كانت خالية من السكان وقت تفجيرها ولم تحدث أي إصابات بين قاطني البنايات المحيطة بها، فيما انتشرت قوات الأمن والدفاع المدني في محيط الانفجار بعد أن تم تمشيط المنطقة خشية أن تكون عبوات أخرى قد زُرِعَت لاستهداف المدنيين.
وأفيد بأن البناية يملكها ضابط في الشرطة كان قُتل العام الماضي، وأن أسرته هجرت مدينة العريش، خشية استهدافها، وأن مسلحين زرعوا عبوات ناسفة في محيطها وخلف جدرانها، وتم تفجيرها من بعد.
وكانت عناصر إرهابية دمرت الأسبوع الماضي منزل ضابط متقاعد في شارع العشرين في مدينة العريش، بالطريقة نفسها، ما يشير إلى أن تلك العناصر وضعت ضمن أهدافها «الرخوة» ممتلكات الضباط في العريش، بعدما أحيطت «الأهداف الصلبة» من منشآت ومكامن ومؤسسات أمنية وعسكرية وحكومية بأطواق أمنية يصعب اختراقها.
ويعكس استهداف منازل الضباط المتقاعدين رغبة في الانتقام منهم وذويهم، ومحاولة من الجماعات المتطرفة لإثبات الوجود في وقت تسود فيه حالة من الهدوء جميع مدن شمال سيناء عقب تكليف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الشهر الماضي قادة الجيش، بالقضاء على الإرهاب في سيناء خلال مدة أقصاها ثلاثة أشهر عقب الهجوم الأخير على مسجد الروضة في بئر العبد الذي قُتل فيه أكثر من 305 مصلين.
من جهة أخرى، قررت محكمة جنايات القاهرة أمس إرجاء محاكمة بديع و738 متهماً من جماعة «الإخوان» في قضية «فض اعتصام ميدان رابعة العدوية»، إلى 23 كانون الأول (ديسمبر) الجاري لاستكمال سماع الشهود. واستمعت المحكمة إلى عامل في مدرسة في محيط ميدان «رابعة العدوية»، قال إن المعتصمين اقتحموا المدرسة بالقوة وتم إتلاف وتدمير كل محتوياتها بعد أن أقاموا خياماً داخل المدرسة كي يستخدموها للمبيت فيها.
وأسندت النيابة إلى المتهمين اتهامات عدة تضمنت تدبير تجمهر مسلح والاشتراك فيه في ميدان رابعة العدوية وقطع الطرق، وتقييد حرية الناس في التنقل، والقتل العمد مع سبق الإصرار للمواطنين وقوات الشرطة المكلفة فض تجمهرهم، والشروع في القتل العمد، وتعمد تعطيل سير وسائل النقل.
(الحياة اللندنية)
مفتي مصر السابق: القرضاوي مخرف باع دينه بدنياه
أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، أن أمير قطر تميم بن حمد، وشيخ الفتنة يوسف القرضاوي، يقفان خلف خراب وتدمير سوريا والعراق وليبيا.
ووصف مفتي مصر السابق القرضاوي بأنه «رجل مخرف باع دينه بدنياه»، كما وصف عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي ب«العيال»، وقال إنهم لم يصوبوا طلقة واحدة تجاه «إسرائيل» رغم كونها دولة احتلال.
وقال جمعة، في حوار عبر فضائية «سي بي سي» المصرية، أمس السبت، عن القرضاوي «هذا الرجل المخرف الذي باع دينه بدنياه، والعياذ بالله، وفتن الناس، وظن بعضهم أن عنده علماً، وهو ليس لديه علم، وإنما لديه معلومات، لكونه تربى على الكتب، وليس على أيدي المشايخ».
وأضاف جمعة، إن القرضاوي يتحدث في فيديوهات له عبر موقع «يوتيوب» يعترف فيها بأنه وراء أحداث ليبيا وسوريا والعراق واليمن، حتى صارت هذه الدول «خرابة»، والحمد لله أن نجى الله مصر وأبناءها من هذا البلاء ومن هؤلاء الأوباش، وهذا اعتراف منه هو وأمير قطر، أنهما خلف كل خارجي، وهذا الذي لا يمكن أن يوصف بغير أنه فسادد في الأرض، وكل ذلك لأنهم غاب عنهم قول الله «بسم الله الرحمن الرحيم» التي تُطَمْئِن البال وتريح الحال.
(الخليج الإماراتية)
باحث: مطالبة الجماعة الإسلامية بدخول معترك الانتخابات الرئاسية حماقة
قال محمد جاد الزغبي، الباحث في شئون التيارات الإسلامية، إن مطالبة أحد قيادات الجماعة الإسلامية حزب "البناء والتنمية" بدخول معترك الانتخابات الرئاسية بعمل تحالفات توافقية «حماقة سياسية»؛ لأن التيار الإسلامي ككل بما فيه الجماعة يواجه رفضا شعبيا.
وأكد الزغبي في تصريح لـ«فيتو» أن جرائم قيادات الجماعة الإسلامية الهاربون للخارج ودورهم في دعم الإخوان وتشجيع العنف والإرهاب أفقد الثقة الكاملة في التيار الإسلامي حتى وإن حاولوا سرًا تأييد مرشح فإن هذا سيضره ولن يفيده.
وتابع: لا أرجح أن تقدم الجماعة الإسلامية على دخول معترك الانتخابات الرئاسية.
باحث: الجماعة الإسلامية لم تعد رقما صعبا في المعادلة السياسية
قال أحمد بان، الباحث في شئون التيارات الإسلامية: إن الجماعة الإسلامية لم تعد رقما صعبا في المعادلة السياسية، كما كانت من قبل، حتى في الأماكن التي كانت تتمتع فيها بشعبية كبيرة.
وأضاف "بان" في تصريح لـ «فيتو»، أن مطالبة أحد قادة الجماعة الإسلامية لحزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية بدخول ميدان الانتخابات الرئاسية وعمل تحالفات توافقية ربما لاعتقاده بان هذه الخطوة ليس بهدف المنافسة وإنما الاعتقاد بأنها أحد أشكال الاحتماء السياسي من أي محاولات التضييق على الجماعة.
(فيتو)
الجيش يقتل تكفيرياً ويصيب آخرين
تمكنت قوات الجيش الثانى الميدانى، مدعومة بعناصر من الشرطة المدنية، فى شمال سيناء، أمس، من قتل عنصر تكفيرى، وإصابة ٢ آخرين، والقبض على ثالث، وعدد من المشتبه بهم، وتدمير عدة أوكار إرهابية، خلال حملة أمنية موسعة نفذتها فى عدد من مناطق مكافحة النشاط الإرهابى بشمال سيناء.
وقالت مصادر أمنية إن القوات شنت حملة أمنية موسعة بمحيط مدن العريش والشيخ زويد ورفح، فى إطار حملات القضاء على الإرهاب وتطهير سيناء من البؤر الإجرامية والعناصر التكفيرية والمسلحة.
وأسفرت الحملة عن مقتل العنصر التكفيرى وإصابة اثنين آخرين من المتورطين فى هجمات إرهابية ضد قوات الجيش والشرطة، وضبط أحد العناصر التكفيرية وبحوزته مبالغ مالية خاصة بالكفالات التى يتم دفعها للعناصر التكفيرية المقبوض عليها. واستشهد مجند من قوات الأمن إثر سقوطه من أعلى مدرعة، خلال حملة أمنية، جنوب الشيخ زويد، وتم نقل جثمانه لمستشفى العريش.
وقالت مصادر أمنية إن المجند محمد عزت محمد، ٢٢ سنة، استشهد عقب سقوطه من أعلى مدرعة خلال حملة مداهمات جنوب الشيخ زويد.
«جمعة»: مكافحة الإرهاب تتطلب مواجهة فكرية جماعية من المجتمع
قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن مواجهة الإرهاب تتطلب تكاتفا من جميع الجهات الثقافية والدينية والسياسية، ومواجهة فكرية جماعية.
وأضاف «جمعة» خلال كلمته باحتفالية مؤسسة «دار الهلال»، بمناسبة مرور ١٢٥ عاما على تأسيسها، أمس، أن المساجد لها دور فى تجديد الخطاب الدينى ونشر الفكر المستنير، ومراكز الشباب تعمل على تنوير عقول الشباب، فالمسؤولية مشتركة بين الجميع.
وتابع أن الجميع سيتعاون من أجل مواجهة الظلام حتى ينجلى وتعود لمصر ريادتها كما كانت فى كل الجوانب التثقيفية، فالمسؤولية تتجاوز حدود مصر إلى المنطقة والعالم بأسره، مشدداً على المسؤولية التضامنية المشتركة للتنوير وللتصدى للإرهاب من كل الأجهزة المعنية، باعتبار ذلك مسؤولية ثقافية ودينية وتعليمية واجتماعية تتطلب تعاون الجميع للتصدى للفكر المتطرف، وهو ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى فى لقائه مع علماء الأوقاف فى احتفال مصر بالمولد النبوى الشريف.
وأشار الوزير إلى أهمية التنوير والثقافة لإجلاء الحقائق وتوعية المجتمع، خاصة الشباب، وحمايته من الفكر المتطرف، مؤكدا ريادة مصر فى المجالات الثقافية ورسالتها التنويرية للعالم من خلال المنهج الوسطى المعتدل الذى يرفض الغلو ويدعو للحوار، وشدد على قدرة مصر والدول العربية والإسلامية على اجتياز الظروف التى مرت بها مؤخرا بشأن القدس الشريف، لافتاً إلى أن تلك الظروف ستكون بداية انطلاقة جديدة ونهضة شاملة ومرحلة بناء للأمة بتكاتف أبنائها والتنسيق بين جميع مؤسساتها الثقافية والدينية والتعليمية. وشدد جمعة على أن المثقف الحقيقى لا يمكن أن يباع أو يشترى، وأوضح أن هناك دخلاء على المهن سواء بالخطاب الدينى أو السياسى أو الإعلامى أو الثقافى بقصد التربح والمتاجرة، ومن ثم صار واجبا على كل مهنة أن تميز بنقد فاحص بين أبنائها الحقيقيين، وأن تنفى عنها الدخلاء وغير المؤهلين.
وقال الدكتور أسامة الأزهرى، المستشار الدينى لرئيس الجمهورية، إن قضية تجديد الخطاب الدينى ملحة وعاجلة، والإجراءات فيها مازالت متأخرة، ويأتى على رأسها ٤ محاور، هى إطفاء نيران الفكر المتطرف، وإطفاء نيران التطرف اللادينى الذى يصل إلى الإلحاد، وإعادة بناء شخصية الإنسان المصرى، وإعادة بناء الحضارة.
ووجه الكاتب الصحفى كرم جبر، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، كلمة لمؤسسة «دار الهلال» فى الاحتفالية، مؤكدًا دور مؤسسة «دار الهلال» الكبير فى نشر التنوير والثقاقة ومقاومة الإرهاب، مشيرا إلى أنه لا بديل عن مواجهة الفكر المتطرف إلا بعودة الصحافة القومية إلى دورها وريادتها، وهو ما بدأ يتحقق.
وقال الدكتور عبدالمنعم سعيد، رئيس مجلس إدارة «المصرى اليوم»، إن التنوير كلمة مرتبطة بمفهوم العقل، مشيرًا إلى أن هناك إشكالية فى علاقة الدين بالدولة، وعلاقة المدنية بالمجتمع.
وبدأت الاحتفالية بدعوة خالد ناجح، رئيس تحرير مجلة «الهلال»، للوقوف دقيقة حدادا على شهداء الوطن، مستعرضا مسيرة جورجى زيدان، مؤسس دار الهلال، فى الصحافة والأدب، إلى أن قام بتأسيس دار الهلال.
(المصري اليوم)
«داعش» يهاجم «الحشد» عند الحدود السورية
غداة إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي المباشرة بتطبيق قرار حصر السلاح بيد الدولة، بعد دعوة أطلقها المرجع الشيعي علي السيستاني في هذا الخصوص، نفذت القوات العراقية عملية أمنية كبرى متعددة المحور لتطهير منطقة مطيبيجة الحدودية بين ديالى وصلاح الدين، في حين هاجم تنظيم «داعش» قوات «الحشد الشعبي» عند الحدود مع سورية.
وأعرب العبادي أمس،»عن شكره وتقديره واعتزازه بـ «مواقف المرجعية الدينية المدافعة عن العراق ووحدة شعبه وأمنه وسلامته ومستقبله في مرحلة ما بعد الانتصار». وأكد أن «الحكومة ماضية في رعاية عائلات الشهداء والجرحى الذين صنعوا النصر، وإعادة والنازحين إلى المناطق المحررة، إضافة إلى حصر السلاح بيد الدولة الذي بدأ تطبيقه، وتحقيق السلم المجتمعي والتصدي للجذور والخلفيات الفكرية والسلوكية للإرهاب وإزالة آثاره، ومحاربة الفساد المستشري والتصدي له بأشكاله كافة».
ورحب رئيس الوزراء العراقي بـــ «دعوة المرجعية الدينية إلى عدم استغلال المتطوعين والمقاتلين في الحشد الشعبي سياسياً، ما يؤكد أهمية إبعاد المؤسسات الأمنية عن الانخراط في العمل السياسي»، وأشار إلى أن «الحكومة تعمل على تنظيم الحشد وفق السياقات القانونية للدولة ورعاية المقاتلين الشجعان».
ميدانياً، أفاد بيان لهيئة «الحشد» أمس، بأن قواته أحبطت مساء أول من أمس هجوماً عنيفاً لتنظيم «داعش» على الحدود العراقيةـــــ السورية.
وفي ديالى، أعلن قائد عمليات دجلة مزهر العزاوي «بدء عملية عسكرية كبرى متعددة المحور، لتطهير منطقة مطيبيجة الحدودية بين ديالى وصلاح الدين من خلايا داعش». وقال إن «العملية ستشمل تطهير مناطق أخرى محيطة بمطيبيجة وتابعة لها، أبرزها الميتة والبوجنعان وحاوي العظيم وأم تليل».
موسكو تتهم واشنطن بإنشاء فصيل من بقايا «داعش»
اتّهم «المركز الروسي للمصالحة في سورية» التابع لوزارة الدفاع الروسية، التحالف الدولي بالعمل على إنشاء فصائل عسكرية معارضة جديدة قرب مخيّم للاجئين في محافظة الحسكة. وأفاد «المركز» في بيان أمس، بأن مدربين أميركيين عسكريين من قوات العمليات الخاصة يقودون عمليات تدريب لمجموعات من المسلّحين المنشقين، بهدف إنشاء «الجيش السوري الجديد».
واستند المركز في اتهاماته إلى أقوال نازحين عادوا إلى مناطقهم المحررة من تنظيم «داعش»، أفادوا بأن العسكريين الأميركيين أبلغوا الوحدات بأنها ستُنقل إلى جنوب سورية لمحاربة القوات النظامية. وأضاف البيان أن التحالف استخدم مخيم اللاجئين في محافظة الحسكة «لأكثر من نصف عام قاعدةً لتدريب المسلحين الذين يتدفقون إلى هناك من مناطق مختلفة من سورية». كما نقل البيان عن «شهود» قولهم أن حوالى 750 مسلحاً يتمركزون في القاعدة المذكورة، بينهم 400 من تنظيم «داعش»، أُخرجوا من الرقة في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. واتّهم «المركز» التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بأنه «يواصل تعاونه مع بقايا الإرهابيين في سورية».
(الحياة اللندنية)
«الإخوان» حاضنة الفكر المتطرف بدعم من نظام الحمدين
أجمع مشاركون في اليوم الثاني والأخير للمؤتمر الدولي حول الإسلام السياسي في أوروبا، على أن تنظيم الإخوان الإرهابي وباقي جماعات الإسلام السياسي تعتبر الحاضنة الأولى للفكر المتطرف في أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط، مشيراً في هذا الصدد إلى الدور القطري الداعم لجميع المنظومات الإرهابية في هذه المناطق تمويلاً وترويجاً.
وشددوا، وفق ما نقل موقع «بوابة العين»، على ضرورة إنقاذ النصوص الدينية من التأويل الخاطئ الذي تقوم به جماعات الإسلام السياسي، لتحقيق مصالحها الضيقة ما يضر بالدين الإسلامي والمسلمين في أوروبا.
ومن جهته أكد الدكتور محمد المعزوز، أستاذ باحث في الأنثروبولوجيا السياسية بجامعة محمد الخامس بالمغرب، أن تنظيم الإخوان وغيره من منظومات الإسلام السياسي تعتبر الحاضنة الفكرية الأولى للتطرف، مؤكداً أن المنطقة بحاجة إلى موجة فكرية جديدة لمقاربة موضوع الإسلام السياسي، بما يوازي سرعة التحولات في عالم اليوم.
وفي الإطار نفسه، أوضح ماسيمو كامبانيني، أستاذ باحث في الإسلام والإسلام السياسي بجامعة ترنت تغو الإيطالية، أن الأزمة تكمن في استغلال جماعات الإسلام السياسي لأوضاع المسلمين في أوروبا خاصة فيما يتعلق بتحقيق مقتضيات المواطنة ما يجعلها تغرس في أذهانهم الأفكار المتطرفة عبر إقامة مجتمعات لغوية داخل الغرب، تفرز عدة تحديات اليوم وفي المستقبل.
وشدد الباحث في قضايا الإصلاح الديني بجامعة تونس، محمد الحداد، على ضرورة التعاطي مع الظاهرة بوصفها تحديا أكبر مما نعانيه اليوم في موضوع التطرف، كونها المهد الرئيسي للإرهابيين، مؤكداً أن الإسلام السياسي ظاهرة معقدة، ولمناقشتها لا بد من أخذ قضايا الراهن الأوروبي في الاعتبار.
وكانت فعاليات المؤتمر قد انطلقت، أول أمس الجمعة، بمبادرة من معهد غرناطة للبحوث والدراسات العليا، وجامعة بادوفا، وجامعة بيومنتي أورينتالي، ومؤسسة «مؤمنون بلا حدود» للدراسات والأبحاث، إضافة إلى مؤسسة تشيني، والمركز الجامعي للثقافة والقانون والأديان.
وناقشت جلسات اليوم الأول المساهمة النظرية الجماعية في قراءة واقع المسلمين في أوروبا، وواقع تيار الإسلام السياسي الأكثر حضوراً وقوة في الساحة الأوروبية، وتأثيره على المجال الإسلامي بالقارة، فضلا عن مقاربة موضوع «الإسلام الأوروبي».
وتناولت فعاليات المؤتمر واقع الإسلام والمسلمين في أوروبا، وتاريخ تشكيل تيار إسلامي حركي موحد فيها، وجدلية التوظيف «توظيف الغرب للإسلاميين».
يذكر أن أوروبا لم تكن بمنأى عن الأيادي القطرية التي طالت جميع المنظومات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط والعالم دعماً وتمويلاً وترويجاً، فمع كل تفجير إرهابي في باريس أو مدريد أو لندن وغيرها من عواصم القارة الأوروبية، كانت جمعيات الإسلام السياسي المتدثرة بالعمل الخيري والمدارس الدينية الممولة من تنظيم الحمدين الحاكم في الدوحة، تبرز كأولى المحطات التي تلقى فيها الإرهابي منفذ العملية تعليمه أو مصدر رزقه. ومعروف أن الدوحة موّلت ما لا يقل عن 242 جمعية إخوانية في فرنسا، لتسيطر على اتحاد المنظمات الإسلامية «لواف»، كما تؤكد الإحصاءات كذلك أن النظام القطري ضخ 257 ألف يورو حسب سجلات بنكية، لتمويل الجماعات الإرهابية داخل الأراضي الهولندية تحت ستار المدارس الدينية والجمعيات الخيرية.
(الاتحاد الإماراتية)
الإخوان يتجمعون غربا تجنبا للمواجهة مع السعودية
مؤتمر إخواني واسع في ضيافة حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية الموريتاني .
نواكشوط - يمثل المؤتمر الذي يعقده حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) الإخواني الموريتاني فرصة لجماعات إخوانية مشرقية ومغربية للالتقاء في ضوء صعوبة الاجتماع في المشرق العربي، وتجنبا لمواجهة السعودية التي نجحت في تضييق الخناق عليها وبناء جبهة واسعة لمحاصرة أنشطتها وتمركزها.
يأتي هذا فيما يعتقد متخصصون بالحركات الإسلامية أن المؤتمر الذي يعقد الجمعة القادم سيمثل غطاء لاجتماع إخواني واسع يتولى دراسة خيار مهادنة الدولة وتطويق الخسائر التي لحقت بالأحزاب والتنظيمات الإخوانية عقب ركوب موجة الربيع العربي للقفز إلى السلطة في بلدان مثل تونس ومصر.
وأشار هؤلاء المتخصصون إلى أن الإخوان اختاروا اللقاء في أقصى غرب العالم العربي لأنه كان من الصعب عليهم أن يتجمعوا في أي بلد بالمشرق بما في ذلك قطر أو تركيا خوفا من تركيز الأضواء عليهم، وافتضاح خطة التجميع، ما يمثل إحراجا لمستضيفهم.
ومن الواضح أن هناك انزياحا إخوانيا نحو موريتانيا ودول غرب أفريقيا في سياق البعد عن الأضواء، لكنهم قد لا يهنأون في هذه المنطقة البعيدة في ضوء الرغبة التي تبديها السعودية للعب دور فعال في مواجهة التيارات المتشددة غرب أفريقيا سواء عبر دعم قوة جي5 التي تتزعمها فرنسا، أو عبر تركيز حضور سعودي قوي لصد حركة استقطاب متعددة الأوجه يقودها الإخوان وإيران وجماعة بوكو حرام.
وكشفت مصادر مقربة من حزب تواصل الإخواني، الذي يرأسه محمد جميل ولد منصور، عن تأكيد حضور قيادات إخوانية للمؤتمر الذي يستمر على مدى ثلاثة أيام، ومن بين هذه الأسماء رئيس الحكومة المغربية السابق عبدالإله بن كيران، ومسؤول العلاقات الخارجية في حركة المقاومة الإسلامية حماس أسامة حمدان، ونائب رئيس حركة النهضة في تونس عبدالفتاح مورو، وحمد صوان من ليبيا، والأمين العام لاتحاد علماء أفريقيا الشيخ سعيد سيلا، بالإضافة إلى قيادات إخوانية من الجزائر والكويت ومالي والسنغال، في انتظار تأكيد حضور قيادات أخرى.
ويعتقد مراقبون سياسيون أن لعبة التمركز البعيد في أقصى غرب العالم العربي تعكس اعترافا إخوانيا بأنهم خسروا دول الخليج، الساحة الرئيسية التي كانت تؤمن لهم حرية الحركة وسهولة التمويل والاستقطاب، وأنهم يبحثون عن ساحة جديدة قد توفر لهم حرية الاجتماع، خاصة أن الأضواء مسلطة عليهم بشكل كبير في أوروبا والولايات المتحدة، حيث يتوقع تصنيفهم كمجموعات إرهابية في واشنطن، والتضييق على شبكاتهم المالية والدعوية ومؤسسات الاستقطاب الشبابي في عواصم أوروبية مختلفة.
ويميل المراقبون إلى أن اللقاءات، التي ستتم على هامش مؤتمر الحزب الموريتاني، سيتم التركيز فيها على اتخاذ توصيات تحث على التهدئة وتجنب الصدام مع المحيط الإقليمي والدولي، خاصة مع السعودية ذات النفوذ القوي عربيا.
ويقدر هؤلاء أن أبرز هذه التوصيات ستركز على مطالبة مختلف الأحزاب الإخوانية بمهادنة الدولة الوطنية في المنطقة، والسعي لنيل رضا القوى المدنية والليبرالية الماسكة بالحكم، والتشجيع على التمسك بالمشاركة في أي انتخابات محلية، وعدم السعي للفوز فيها، وأن يكون الهدف منها البحث عن غطاء يحول دون تنفيذ خيار الاستئصال الذي تنادي به أحزاب وقوى إقليمية على الشاكلة المصرية.
وتجد هذه الأحزاب نفسها مجبرة على سلوك خيار مهادنة الدولة والمجتمع وتبني قيمه، حتى لو كانت تتناقض مع رؤيتها الدينية.
ولا شك أنها ستستفيد من نجاح براغماتية إخوان المغرب (حزب العدالة والتنمية)، وإخوان تونس (حركة النهضة) الذين قبلوا بالاندماج في الحياة السياسية، وأعلنوا القطيعة مع هويتهم الإخوانية، ويسعون ليتحولوا إلى أحزاب وطنية محلية.
لكن أحزابا وشخصيات معارضة للتوجه الإخواني دأبت على تأكيد أن التنازلات التي أقدم عليها حزب سعدالدين العثماني في المغرب، وحزب راشد الغنوشي في تونس، لا تعبر عن تحولات فكرية أو سياسية، بقدر ما تعكس خيار التقية التي تعتمدها الجماعات الإخوانية في وقت الأزمات وحالات الضعف التي تحل بها، وأن انتظامها في التجربة الديمقراطية هدفه التقاط الأنفاس والابتعاد عن الأضواء لإعادة ترتيب البيت الداخلي والتهيؤ لمواجهة قادمة.
ويحذر خصوم الإسلاميين من أن التجربة أثبتت أن الجماعات الإخوانية، التي تضطر إلى الانكماش وتجبر على مهادنة الدولة، تشرع في التسرب السري للمؤسسات الرسمية والجمعيات والمنظمات المختلفة عن طريق أعضاء وأنصار غير معروفين، وبناء نواتات حزبية ومالية وإعلامية للمستقبل، مثلما حدث في مصر في فترتي حكم أنور السادات وحسني مبارك، ليتفاجأ المصريون بإمبراطورية مالية واقتصادية لجماعة الإخوان.
وتثير مشاركة حركة النهضة في حكومة الوحدة الوطنية بتونس مع حزب نداء تونس الليبرالي نقدا واسعا في صفوف القوى المدنية باعتبارها توفر غطاء سياسيا وقانونيا لإخوان تونس للتسرب إلى مؤسسات الدولة، خاصة اعتماد الحكومة لعناصر إسلامية في مسؤوليات محلية في محاولة لاسترضاء الحركة، ما يتيح لها توسيع دائرة الاستقطاب عموديا في أعلى الدولة وأفقيا داخل المحافظات والمحليات خاصة مع ضعف حضور الأحزاب الأخرى وتأثيرها في تلك المحافظات باستثناء حليفها نداء تونس.
(العرب اللندنية)