الديلي تلجراف: ذئاب منفردة في المملكة المتحدة/ الباييس: قتال داخل الجمهورية الإسلامية/ لوموند: الخطر الداخلي في إيران/ دير شبيجل: إحباط مخططات "إرهابية" في الاردن
الثلاثاء 09/يناير/2018 - 05:44 م
طباعة
تقدم بوابة الحركات الإسلامية كل ما هو جديد يومًا بيوم وذلك من خلال تناول الصحف العالمية اليومية، وكل ما يخص الإسلام السياسي فيها اليوم الثلاثاء 9/1/2018.
بي بي سي :أخطر فرنسية داعشية في قبضة المقاتلين الأكراد
ألقت قوات سوريا الديمقراطية قبل أيام القبض على إميلي كونيغ، أشهر الجهاديات الفرنسيات وأبرز شخصيات تنظيم "الدولة الاسلامية" الدعائية لتجنيد الفرنسيين والفرنسيات لصالح التنظيم.
وكونيغ تعد من أوائل الفرنسيات اللواتي غادرن بلادهن والتحقن بالتنظيم، تاركة لأمها مهمة تربية طفليها من زواجها الأول.
وأكدت والدة إميلي أن ابنتها اتصلت بها عبر الهاتف وأخبرتها أنها معتقلة في معسكر تابع للمقاتلين الأكراد في سوريا وأنه "تم استجوابها وتعذيبها"، وطالبت السلطات الفرنسية بالتدخل "لإعادتها" إلى فرنسا.
لكن قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل مقاتلو "وحدات حماية الشعب" الكردية عمودها الفقري نفت تعرض كونيغ للتعذيب، وقالت إن كونيغ وأطفالها الثلاثة يقيمون حاليا في أحد المعسكرات في بلدة "الهول" شرقي سوريا.
ونشر موقع هذه القوات تصريحات لكونيغ، يوم 8 يناير/كانون الثاني الجاري، قالت فيه إن القوات الكردية قامت باستجوابها لمدة ساعتين فقط وهذا كل ما في الأمر.
وكان مسؤول فرنسي رفيع يعمل في مجال التصدي للارهاب قد وصف كونيع عام 2015 بأنها "عضو مهم في أوساط الجهاديين ونشطة جدا على وسائل التواصل الاجتماعي ونعرفها جيدا".
وكونيغ، البالغة من العمر 33 عاما، هي أصغر أبناء ضابط شرطة فرنسي تحولت إلى الاسلام عندما كان زوجها الأول، من أصول جزائرية، سجينا بقضية لها علاقة بتجارة المخدرات.
ووصفت كونيغ النقاب الذي بدأت ترتديه وهي في السابعة عشرة من العمر، بأنه مثل جلدها، وتعلمت اللغة العربية إلى حد ما وغيرت اسمها إلى "سمراء".
تعرفت كونيغ على جماعة اسلامية محلية متطرفة تحمل اسم "فرسان العز" ولفتت الأنظار إليها عام 2010 خلال الاحتجاجات التي شهدتها البلاد ضد حظر النقاب في فرنسا.
ونفذ أعضاء من هذه الجماعة عمليات إرهابية في فرنسا أبرزهم ياسين صالحي الذي ذبح، أواسط 2015، رئيسه في العمل وعلق رأسه على سياج محطة الوقود التي كان يعمل فيها محاطا بأعلام "الدولة الاسلامية".
وشوهدت كونيغ عام 2010 وهي توزع منشورات تدعو إلى "الجهاد" قرب أحد المساجد في لوريان وهي منقبة، كما كانت تقود مظاهرات الاسلاميين في العاصمة باريس.
وعندما تم استدعاؤها إلى المحكمة عام 2012 رفضت نزع نقابها ودخلت في مشاجرة مع عناصر أمن المحكمة وقامت بتصوير الحادث ونشرته على موقع اليوتيوب.
بعد حظر السلطات جماعة "فرسان العز" عام 2012 أنشأت كونيغ العديد من الصفحات التي تدعو إلى "الجهاد" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
عقب ذلك سافرت كونيغ الى سوريا بينما بدأت أجهزة الأمن الفرنسية بالتركيز على نشاطها بعد أن نجحت في تجنيد عدد من الشبان في مدينة "نيم" جنوبي فرنسا للقتال في سوريا. ومثل غيرها من النساء اللواتي انضممن إلى تنظيم "الدولة الاسلامية" لم يسمح لكونيغ بالقتال في المعارك لكنها ظهرت في أفلام التنظيم الدعائية، وخاطبت في أحدها ولديها اللذين تركتهما في رعاية أمها بقولها "لا تنسيا أنكما مسلمان ولن يتوقف الجهاد ما دام هناك أعداء يجب القضاء عليهم".
كما ظهرت في مقطع فيديو أخر عام 2013 وهي تتدرب على استعمال مسدس.
وقامت السلطات الفرنسية بالحجز على ممتلكات كونيغ عام 2012 عقب مغادرتها فرنسا متوجهة إلى سوريا للانضمام إلى زوجها الذي كان يقاتل هناك وتعرفت عليه عبر الإنترنت .
وأدرجت الامم المتحدة كونيغ عام 2014 في قائمة الأشخاص ذوي الأنشطة الإرهابية بسبب "المشاركة في تمويل أعمال أو أنشطة يقوم بها" تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المدرج باسم تنظيم القاعدة في العراق".
وقالت الأمم المتحدة أن كونيغ "سافرت عائدة إلى فرنسا في آب/أغسطس 2013، وعادت بعد ذلك إلى سوريا في 7 تشرين الثاني/نوفمبر 2013 ومكثت فيها منذ ذلك الحين.
وكثيرا ما تتصل من سوريا مع معارفها في فرنسا لتشجعهم على ارتكاب أعمال عنف ضد أهداف محددة (المؤسسات الفرنسية وزوجات العسكريين الفرنسيين) على أراضي فرنسا".
الديلي تلجراف: ذئاب منفردة في المملكة المتحدة
تابعة الصحيفة خبر إدانة شخصين في بريطانيا بالتآمر للقيام بهجمات بقنابل أو مواد كيماوية خلال أعياد الميلاد في بريطانيا عام 2016، وتقول الصحيفة إن منير حسين محمد، وهو سوداني بعمر 36 عاما، وصديقته رويدا الحسن قد أدينا الليلة الماضية بالتآمر لإرتكاب مجزرة "مدمرة" خلال أعياد الميلاد باستخدام قنبلة بتوجيه وايحاء من تنظيم الدولة الإسلامية، وإنهما يواجهان حكما بالسجن لسنوات.
وتضيف أن محمدا قد أرسل رسائل إلى قيادي في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق أو سوريا، كان يعمل على تجنيد متطوعين للقيام بهجمات "كذئاب منفردة" في أوروبا عبر موقع فيسبوك.
وقد حَمّل محمد منشورات إرهابية كما سعى مع صديقته لصنع قنابل ومواد سامة، وبحث عن كيفية استخراج مادة الريسين السامة بينما كان يعمل في نوبة عمل تستمر 12 ساعة في مصنع للأغذية، حسبما كُشف في المحكمة.
وقد جَند محمد رويدا، لصيدلانية البالغة من العمر 33 عاما، لاستغلال خبرتها بالمواد الكيماوية بعد أن تعرف عليها في موقع للتعارف، يدعى سنغل مسلم دوت كوم.
وتشير الصحيفة إلى أنه ضبطت بحوزة محمد عند اعتقاله في 2016 مكونات متفجرات تصنع منزليا، فضلا عن تعليمات عن كيفية صنعها ومفجرات تعمل على الهاتف النقال ومادة الريسين السامة.
وتضيف أن المحكمة اُبلغت أن محمدا قد أجرى اتصالات مع شخص يدعى أبو بكر الكردي يشتبه في أنه قيادي يعمل لتجنيد أشخاص لحساب تنظيم الدولة الإسلامية، ويعتقد أنه في العراق أو سوريا، وكان يستخدم موقع فيسبوك لاكتشاف متطوعين محتملين للقيام بهجمات بأسلوب الذئاب المنفردة.
وتقول صحيفة الغارديان في تغطيتها للموضوع نفسه إن محمدا تعهد بالولاء والطاعة للكردي، عارضا المشاركة "في عمل جديد في بريطانيا" وهو ما يعني القيام بعمل إرهابي، بحسب ما أُبلغت هيئة المحلفين.
وتضيف الصحيفة أن المحكمة قد أُبلغت أن الحسن، وهي مطلقة وأم لطفلين، نصحت محمدا بالمواد الكيماوية التي يشتريها لصنع القنبلة، وأن محمدا حصل في نوفمبر/ تشرين الثاني على شريط فيديو يتضمن معلومات عن كيفية صنع مادة الريسين السامة.
دويتشه فيله : تقارير تكشف استدعاء ألمانيا للسفير الإيراني في برلين بسبب التجسس
كشفت تقارير إعلامية استدعاء الخارجية الألمانية للسفير الإيراني في برلين مطلع الشهر الماضي، وذلك على خلفية قضية تجسس. وحذرت الخارجية الألمانية من تداعيات مثل هذه الأنشطة على العلاقات الثنائية بين البلدين.
فادت تقارير إخبارية محلية بأن وزارة الخارجية الألمانية استدعت السفير الإيراني علي مجيدي في الثاني والعشرين من كانون الأول / ديسمبر الماضي، احتجاجا على تصرفات سيد مصطفى ه.، المدان من قبل القضاء الألماني بالتجسس على سياسي ألماني لصالح إيران.
وصدر الحكم بحق الأخير في آذار/ مارس من العام الماضي من قبل محكمة مختصة في برلين، التي أكدت تورطه في عملية التجسس على السياسي الألماني راينهولد روبي، العضو في الحزب الاشتراكي الديمقراطي والرئيس السابق للجمعية الألمانية الإسرائيلية.
وورد في تفاصيل الحكم أن سيد مصطفى ه. المولود في باكستان، كان يعمل لحساب لواء القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، لتنفيذ "مهام خارجية"، من بينها التجسس على حياة السياسي الألماني روبي وتصوير على وجه الخصوص حركة تنقله من منزله إلى مكتب عمله والتقاط صور عن ذلك.
ودفع هذا الأمر بالسياسي روبي إلى توجيه الاتهام إلى طهران بالتآمر لقتله، مطالبا الحكومة الألمانية بعد إدانة العميل بالحصول على تفسير من إيران، وفقا لمحطات إعلامية ألمانية من بينها محطة (في دي ار) وصحيفة (زوددويتشه تسايتونغ).
وذكرت التقارير أن الخارجية الألمانية أوضحت لمجيدي خلال اللقاء أن "أي انتهاكات من هذا النوع غير مقبولة على الإطلاق وسيكون لها تبعات سلبية على العلاقات الثنائية بين ألمانيا وإيران".
الباييس: قتال داخل الجمهورية الإسلامية
نعيش فى عالمٍ نجد فيه كل المعلومات متاحة على الإنترنت ونعتقد بسذاجة أننا نفهم ما يحدث فى أى مكان على سطح هذا الكوكب. وهذا ليس صحيحًا، فالأحداث التى حصلت فى الأسبوع الأخير فى إيران – من احتجاجات فى الشوارع فى أكثر من 20 مدينة - تحولت بعد ذلك إلى احتجاجات ضد الجمهورية الإسلامية وضد رجال الدين والحرس الثورى، ليتم الإعلان من قبل النظام عن انتهاء الفتنة .
وتعد إيران بلدًا استراتيجيًا يقع فى قلب المنطقة الأكثر اضطرابًا فى العالم، مع احتياطاتٍ ضخمة من البترول والغاز، ومع عدد سكانٍ يبلغ 81 مليون نسمة، هناك نحو 60% منهم أقل من سن الثلاثين، يحكمها رجال دين ملتحون كانوا قد اتفقوا مع المجتمع الدولى على وقف برنامجها النووى .
واليوم لدينا أسئلة أكثر. أليس ما يحدث ما هو إلا لعبة شد الحبل بين الإصلاحيين والمحافظين داخل النظام ؟ أم أنها ثورة مضادة للثورة الإسلامية التى قام بها الخمينى منذ 39 عامًا ؟
على ما يبدو، إن المتظاهرين من الجيل الثالث للثورة الذين ينتمون إلى الطبقة العاملة التى تعانى من البطالة المتزايدة، لا يبدو أن لهم قيادة سياسية واضحة، فقد كانت الطبقة المتوسطة هى المنظمة لثورة 2009 والتى أطلقت عليها اسم الحركة الخضراء .
وكان الرئيس روحانى آنذاك قد وجه خطابًا إلى الشارع، ندد فيه بالميزانيات الضخمة المبالغ فيها المخصصة للمؤسسات الدينية والعسكرية مثل الحرس الثورى، وتحويل الأموال إلى الخارج للتدخلات فى سوريا ولبنان، فقد حذر روحانى أنه لا أحد فوق القانون .
وكان روحانى قد طبق سياسة التقشف، حيث ارتفعت المساعدات السنوية المقدمة لإيران، فنسبة 55% من السكان تحت خط الفقر .
ولم تبلغ التوقعات بزيادة فرص العمل وتحقيق تنميةٍ اقتصاديةٍ بشكل أكبر المستوى المأمول نتيجة استمرار روحانى فى الحكم لفترة ثانية والاتفاق النووى مع الغرب وإعادة تأسيس صناعة النفط، ورغم أن مؤشر السوق يبدو جيدًا، إلا أن هذا لم يتم ترجمته إلى تحسنٍ فى حياة الناس، فعلى سبيل المثال، ارتفعت أسعار البيض بنسبة 50% بعد أنفلونزا الطيور .
واللافتات المرفوعة فى الشوارع تحمل عنوانين "الموت لروحانى"، "يسقط خامنئى"، "يسقط النظام الإسلامى" .
وكانت الأحداث التى شهدتها إيران قد تصاعدت بشكلٍ غريب، لتوجه أصابع الشكوك كونها أعمالاً قتالية بين نخب النظام التى يسيطر عليها الإصلاحيون، ففكرة أن الحرس الثورى الإيرانى، الذى يعد بمثابة دولة اقتصادية وعسكرية داخل الدولة، وأنه هو من أراد أن يرسل رسالة تحذير إلى روحانى، هى فكرة جذابة، غير أن شيئًا ما يحدث فى إيران لكنه لا يشبه ما حدث فى مصر
لوموند: الخطر الداخلي في إيران
رغم أن إيران تشهد فى الوقت الحالي فرحة انتصارها فى سوريا ونجاحها فى فرض نفوذها على العراق، والاستيلاء على جزء من السلطة فى ليبيا، فإنها لا تسيطر على الوضع الداخلى. فقد بدأت المظاهرات الاحتجاجية تجتاح الشوارع فى طهران، وغيرها من المدن. وسواء كان هذا الانفجار مؤقتًا أو دائمًا، فإنه سيهز أرجاء المنطقة.
لقد ظلت إيران تعمل بالفكر القديم، الذى أثار الجدل، ويتلخص فى أن تكون هى "المركز"، ثم تأتي "بقية الدول". حيث احتلت إيران، بعد سنوات الحرب التى اجتاحت الشرق الأوسط، مركز القوة، وضعف نفوذ الحلفاء العرب فى بغداد ودمشق وبيروت. وقد منح هذا الوضع للثيوقراطية الإيرانية وضع القوة الإقليمية الراجحة. لكن هذا الوضع الذى اكتسبته كلفها الكثير فى الداخل. فقد بلغت الاستثمارات "الخارجية" لإيران ـ السياسية والعسكرية والاقتصادية ـ مئات
والآن بعد أن ضعف هذا النظام، فهل سيظل قادرًا على مساندة نظام بشار الأسد فى دمشق لفترة طويلة أم سيستمر فى تمويل الأحزاب الصديقة والميليشيات المسلحة فى بغداد وحماية حزب الله فى بيروت التى تكلفه الكثير؟ لقد طرح المتظاهرون أنفسهم هذه التساؤلات، لكن بمعنى آخر، أشاروا بأصابع الاتهام إلى تورط الجمهورية الإسلامية فى الدول العربية. كما اعترف الرئيس، حسن روحانى نفسه، بأن تأزم الوضع الداخلى كان نتاجًا للسياسة الخارجية. فقد علق قائلاً: "بعيدًا عن نظامنا السياسى ومصالحنا الدولية، أصبح استقرار دولتنا واستقرار المنطقة على المحك".
اختار المتظاهرون ما يريدون. فهم يريدون إعطاء الأولوية للاهتمام بهم. فقد جابوا البلاد، حيث انتشروا بالمئات والآلاف دون أية مساندة سياسية أو أى تنظيم، ونددوا بالبطالة ـ 30% من الشباب بدون عمل ـ وبزيادة الضرائب على الكثير من المنتجات الغذائية وعلى البنزين، واعترضوا على الظلم والفساد. وهجموا على البنوك والمنشآت العامة والمراكز الدينية ومقرات ميليشيات السلطة. لذا وجد "النظام"، الذى يتولى الحكم منذ أربعين عامًا، نفسه فى مواجهة هذا التحدى. وكانت الصدامات مع القوات النظامية دامية فى بعض الحالات، حيث سقط نحو عشرين قتيلاً.
وإذا استثنينا تركيا، فإن إيران ثانى أكثر دول المنطقة ثراءً، بعد المملكة العربية السعودية، لكن علينا أن نضع فى الاعتبار أن عدد سكانها 80 مليون نسمة، أى ضعف عدد السكان فى السعودية، نصفهم من الشباب تحت 30عامًا. لكن اقتصادها متجمد، حيث يتركز بنسبة كبيرة فى أيدى الدولة أو المؤسسات أو المجموعات الاقتصادية ذات الصلة بالنظام، ويعتمد على عائد البترول والغاز. والاستثمارات الخارجية قليلة، لأن "المتشددين" فى النظام يرفضونها ولا يشجعونها بسبب الكراهية المطلقة للولايات المتحدة ودونالد ترامب فى إيران.
وهناك آلية معقدة للتعايش بين السلطات والمعارضة، أسفرت عن نوعٍ من التعايش بين فصائل المعارضة، لكنها تعطى حق القرار الأخير "للمرشد". وتشبه الجمهورية الإسلامية الآلية المحظورة. فروحانى ليست له حرية الإصلاح، و"المتشددون" يعارضون الانفتاح السياسى والاقتصادى للدولة. كما أشار المتظاهرون إلى المصداقية الإدارية للرئيس ضمن مآخذهم على النظام. كما أدانوا أيضًا مصداقية "المرشد"، على خامنئى، وذلك لأن القاعدة الشعبية هى التى خرجت للتظاهر ـ فقد كان المتظاهرون من الموظفين والعمال والطبقة المتوسطة والصغيرة.
ومن بين الشعارات التى نادى بها المتظاهرون: "اتركوا سوريا تدبر أمورها، افعلوا أى شىء من أجلنا"، "ولا غزة ولا لبنان، حياتنا لإيران"، "الموت لحزب الله"، "اهتموا بنا وليس بفلسطين". فالإيرانيون لديهم مطالب أمنية مشروعة. ويتعين أن يدرك النظام أن التنظيم السنى المتطرف، الذى أطلق عليه خطأً الدولة الإسلامية، يهدد إيران أيضًا. ويتعين محاربته خارج حدود البلاد، لكن إلى أى مدى ستتورط إيران فى هذه المعركة؟ وهل ستفرض وصاية دائمة على جزء من العالم العربى؟.
لقد انتقدت المظاهرات هوية السلطة الإيرانية نفسها، فهى خليط متعدد، حتى الدائرة المحيطة بالرئيس روحانى، هناك جزء منها يرى أن الجمهورية الإسلامية أقوى بكثير من تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، وجزء آخر، يريد إما بمقتضى المصلحة أو الاقتناع، أن يظل مخلصًا للجانب الثورى فى النظام. ويوجد فى إيران مزيج من جنون الكراهية لأمريكا، والنداءات المطالبة بإزالة إسرائيل من الوجود، ومحاربة الأنظمة العربية الحليفة للشيطان الأعظم الأمريكى (وأولها المملكة السعودية).
فإلى متى سيظل فى إيران هذا الجموح "الثورى"، الذى يجسده الحرس الثورى الإيرانى، الذى يعتبر أيضًا إمبراطورية اقتصادية احتكارية؟ ولهذا فإن الانفتاح يمثل تهديدًا له، كما أنه فى الوقت نفسه الذراع المسلحة للتدخل الإيرانى فى العالم العربى. فهو يقوم بتمويل شن حروب صغيرة بالوكالة ضد آل سعود، أو يقوم بتمويل حماس فى فلسطين والعراق ولبنان، أى ما يقرب من 100 ألفٍ من الميليشيات المسلحة؟
لقد اشتعلت المظاهرات فى الوقت الذى كان يدور فيه الجدل حول ميزانية الدولة. فالحرس الثورى يريد "الاحتفاظ" بحصته فى الميزانية، التى تمنحه القوة العسكرية والاقتصادية وتمكنه من تمويل أهدافه فى الخارج. فالحرس الثورى هو من أشعل الحرب فى سوريا، ومن ثم فإنه ينوى الحصول على نصيبه فيها. وهناك من يعتقد أنهم يريدون الاستثمار فى إنشاء قواعد باهظة التكلفة فى هذه الدولة.
لقد نجحت الاحتجاجات الحالية فى تعرية جوانب القصور فى الجمهورية الإسلامية، وعجزها عن تجاوز خلافاتها. لكن يتعين الأخذ بكلام ترامب. الذى دعا مرارًا إلى تغيير النظام الإيرانى. إن نداءاته المتكررة بضرورة تغيير النظام فى طهران، ومساندته غير المشروطة للمملكة السعودية ولسياسة اليمين الإسرائيلى، كل ذلك أضفى الشرعية على الخطاب الثورى، وأضعف الرئيس روحانى، ولهذا فإن ما يقوله ترامب أصبح يصب فى مصلحة الحرس الثورى الإيرانى فى نهاية المطاف.
دير شبيجل: إحباط مخططات "إرهابية" في الاردن
ذكر مكتب المخابرات الأردنية امس عبر وكالة الأنباء الرسمية (بترا)، احباط "مخطط لتنظيم "الدولة الإسلامية" تضمن شن سلسلة هجمات في نوفمبر الماضي على منشآت أمنية ومراكز تجارية ورجال دين معتدلين".
وجاء في بيان للمخابرات الأردنية، أنه تمّ اعتقال 17 شخصا على خلفية عملية أمنية "أحبطت بعد عمليات متابعة استخبارية حثيثة ودقيقة مخططا إرهابيا وتخريبيا كبيرا وبجهد استباقي خططت له خلية إرهابية مؤيدة لتنظيم داعش.". وأضاف البيان أن المجموعة "خططت لتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية وبشكل متزامن بهدف زعزعة الأمن الوطني وإثارة الفوضى والرعب لدى المواطنين".