رئيس حزب "تواصل".. محمد ولد سيّدي زعيم إخوان موريتانيا الجديد
الأحد 14/يناير/2018 - 06:05 م
طباعة
انتخب حزب التجمع الوطني للإصلاح و التنمية " تواصل" الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمون في موريتانيا، زعيما جديدا للحزب خلفا للرئيس السابق محمد جميل منصور.
زعيما لإخوان موريتانيا
و انتخب الجمعية العامة لحزب " تواصل" 900 شخصا، 24 ديمسبر 2017، محمد محمود ولد سيّدي ليكون زعيما جديدا لإخوان مورتانيا، خلفا للرئيس حزب التجمع الوطني للاصلاح و التنمية محمد جميل منصور.
و حصل محمد محمود ولد سيّدي على 613 صوتا يليه الشيخاني ولد بيبه بـ 78 صوتا، فيما حصل محمد غلام ولد الحاج الشيخ على 60 ، و الحسن ولد محمد على 14 صوتا.
ويعتبر حزب "تواصل" حالياً أكبر أحزاب المعارضة في البرلمان الموريتاني (16 مقعداً) بعد انتخابات العام 2014 التي قاطعتها باقي أحزاب المعارضة. ويتولى الكثير من البلديات أهمها بلدية عرفات في نواكشوط.
للمزيد عن حزب تواصل اضغط هنا
حياته:
يعتبر محمد محمود ولد سيّدي أحد رموز والمؤسسين لحزب الإخوان في موريتانيا، من موالد 2 مايو عام 1965 بمدينة "كيفه" التابعة لولاية لعصابة تبعد كيفة 600 كلم شرق العاصمة الموريتانية نواكشوط.
وينحدر محمد محمود ولد سيّدي من أسرة تعد من أركان طريقة تصوف منتشرة جداً في وسط موريتانيا هي "الغظفية" (نسبة إلى الشيخ محمد الأغظف الداودي). ومنها يتحدر أيضاً قائد الجيش الموريتاني الحالي الجنرال محمد ولد محمد أحمد.
درس خلال المرحلة الابتدائية "1971-1977" بالمدرسة رقم 2 بكيفه والاعدادية (شعبة مزدوجة: عربي – فرنسي) 1978-1981، ثم التحق بثانوية العيون"1981-1982"، ثم مدرسة الثانوية العامة في الآداب العصرية من الثانوية العربية بالعاصمة نواكشوط 1982-1983.
كما حصل علي إجازة (متريز) من المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية، (شعبة القضاء) 1983-1987، ثم دبلوم الدراسات المعمقة D .E.A في الفقه وأصوله (جامعة محمد الخامس بالرباط) ودبلوم الدراسات العليا (ماجستير) في الفقه وأصوله. (جامعة محمد الخامس بالرباط) ودبلوم الدراسات العليا في الفقه وأصوله وأصول الدين. (دار الحديث الحسنية بالرباط) 1988-1992.
الخبرة المهنية:
عمل أستاذ مادة أصول الفقه بالمعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية في الفترة من 1993-2003، وكذلك أستاذ متعاون بالمدرسة العليا للتعليم، (نواكشوط)، وأستاذ متعاون بمعهد العلوم الإسلامية والعربية (نواكشوط) التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الفترة من 1993-2001.
وكما شغل ولد سيدي منصب الأمين العام المساعد للنقابة الوطنية للتعليم العالي وعضو المكتب التنفيذي لنقابة التعليم العالي أيام سيطرة الإسلاميين عليها، ورئيس مجلس إدارة جريدة "الراية" التي صادرها النظام الموريتاني السابق، والمدير الناشر للسراج سابقا.
وولد سيدي هو أستاذ جامعي ويتحدث ثلاث لغات " العربية والفرنسية والإنجليزية"، كما عمل وزيرا سابقا في عهد الرئيس السابق سيدي ولد الشيخ عبد الله.
كما سبق ان تقلد منصب وزير التعليم العالي كممثل لحزب تواصل في حكومة ولد الوقف في عهد الرئيس الموريتاني السابق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، كما تولى رئاسة حملة الحزب في الانتخابات الرئاسية الموريتانية 2009، وانتخب في 2013 عضوا بالجمعية الوطنية (البرلمان) حيث كان ترتيبه الثاني في قائمة المترشحين من حزب "تواصل" عبر اللائحة الوطنية.
في الإخوان:
يعد أحد القيادات الدعوية والثقافية البارزة في التيار الإسلامي بموريتانيا، وأحد موقعي بيان التيار: "اليهود قوم بهت" وهو أول ظهور إعلامي للإسلاميين في حقبة نهاية التسعينات، كما كان المدير الناشر لجريدة الراية أول وسيلة إعلام ناجحة محسوبة على الإسلاميين في موريتانيا.
نشأ ولد سيدي صوفيا، والتحق بتنظيم الجماعة الإخوان المسلمين خلال نهاية الثمانيات وبداية التسعينات، وعمل برفقة زملائه سرا، لأن النظام كان يرفض الإعتراف بوجودهم كتنظيم سياسي.
أطلق برفقه رئيس حزب تواصل السابق محمد جميل ولد منصور عام 1997 أول مشروع إعلامي لإسلاميي موريتانيا وسموه "الراية"، وذلك عقب قرار مغادرتهم العمل السري والتوجه نحو العمل السياسي العلني.
تعرض للمضايقات وكان مطلوبًا للأمن الموريتاني في عهد الرئيس الموريتاني الأسبق معاوية ولد سيد أحمد ولد طائع حيث أقام في بروكسل لاجئا سياسيا.
وبرز ولد سيدي كأحد قيادات حزب "تواصل" في السنوات العشر الأخيرة ، واختير ممثلا لحزب تواصل وزيرا للتعليم العالي في حكومة الرئيس الموريتاني الاسبق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله الثانية، وقد شارك ولد سيدي ورفاقه في الانتخابات لأول مرة بعد الانقلاب لكن تحت لواء "مبادرة الإصلاحيين الوسطيين" بسبب رفض النظام التصريح لهم بإنشاء حزب سياسي معترف به.
كما أدار ولد سيدي منتصف عام 2009 حملة المرشح للانتخابات الرئاسية محمد جميل منصور.
انتخب ولد سيدي يوم 24 ديسمبر 2017 رئيسا جديدا للحزب خلفا لصديقه محمد جميل ولد منصور الذي تولى قيادة التنظيم منذ ترخيصه في 2007.
، ويشترك مع القيادي الإخواني في حزب تواصل شيخاني ولد بيب في إدارة كل منهما جمعية أهلية حيث تولى ولد سييدي الأمين العام لجمعية المستقبل وتولى ولد بيب إدارة جمعية الحكمة.
خطاب التنصيب:
ويقول محللون إن رئيس الحزب الجديد لن يبتعد عن خطه السياسي الحالي، حيث يعرف بإنه مفتح ويميل الي التصالح.
وفي أول تصريح له بعد انتخابه حدد محمد محمود ولد سيدي، الملامح السياسية المستقبلية لحزب تواصل، في خطاب استلام للرئاسة "اخوان موريتانيا"
قال إن أبرز هذه التوجهات، تعزيز المرجعية الإسلامية "ويترتب على ذلك السعي عمليا، بعد أن تقرر ذلك دستوريا لجعل الإسلام بثوابته وأحكامه، القاعدة المؤسسة للقوانين والحياة العامة، وترسيخ القيم والثقافة الإسلامية والتمكين للدعوة ومؤسساتها باعتبار ذلك صمام أمان المجتمع وضمان وحدته وتماسكه".
أما التوجه الثاني للحزب فهو الانتماء للوطن، مشددا على أن الوطن عند حزبه فوق كل اعتبار.
وأضاف:"نعني بالانتماء للوطني التشبث بموريتانيا و الذب عن حماها والمحافظة على وحدة أهلها وتقديم مصلحتها على ما سواها والعمل على رقي اقتصادها وتنميتها، وحماية حوزتها الترابية والمحافظة على استقرارها وتعزيز استقلالها ومكانتها في العالم والجوار من حولها".
أما التوجه الثالث فيتعلق بتحقيق الديمقراطية، مؤكدا أن حزبه يعتبر الديمقراطية أفضل النظم البشرية المعاصرة وأنجعها في تحقيق الحرية والتداول السلمي على السلطة وهي التطبيق العملي لمبدإ الشورى في المجال السياسي.
وأوضح أن المحور الرابع لتوجهات الحزب يتعلق بالحرية، لافتا إلى أن موقف حزبه من الاسترقاق مؤسس على "رؤية إسلامية أصيلة وعلى ماضي الاسترقاق في هذه البلاد الذي خالف الشرع في مصادره و ممارساته، وهو ما يفرض محاربة كل أشكاله ومعالجة آثاره بأرفق الوسائل وأيسر الطرق".
وأشار إلى أن المشاركة السياسية تدخل ضمن توجهات الحزب الكبرى في المرحلة القادمة، لافتا إلى أن المشاركة السياسية هي بالنسبة لهم "خيار يراهن على التراكم وعلى تنمية الوعي بالحقوق والنضال من أجلها باعتبار ذلك البوابة الفعلية للتغيير والعمل السياسي الجاد".
وأوضح أن من بين توجهات حزبه الكبرى أيضا دعم وحدة الأمة والدفاع عن قضاياها.
وأعلن رئيس حزب "تواصل" في خطابه السياسي "استمرار الحزب في الخط المعارض لسياسات النظام واعتماده أسلوب النضال السلمي الجاد والمسؤول الذي يعطي الأولوية في هذه المرحلة لتحقيق الديمقراطية وإقامة العدل وتعزيز اللحمة الوطنية بين مختلف مكونات الشعب".
واعتبر الدكتور محمد محمود سيدي "أن موريتانيا خصوصا بعد الاستفتاء الأحادي الذي رسَّخ الانقسام بين الطبقة السياسية وكرس الاستقطاب بين أطياف المجتمع، بحاجة اليوم إلى تغليب منطق التوافق وتجاوز أساليب الأحادية والإقصاء للخروج من هذه الأزمة وتفادي ما قد ينجر عنها من تداعيات ".
يذكر أن الإخوان المسلمين المؤسسة على فكر حسن البنا وسيد قطب، دخلت إلى موريتانيا منتصف سبعينيات القرن الماضي بأيدي طلاب درسوا في مصر وفي العربية السعودية والتزم تنظيم الإخوان في موريتانيا العمل السري منذ 1975 إلى 1991 حيث خرج نشطاؤه للعلن مع بدء دخول نظام الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع في تعددية سياسية وخروجه من النظام العسكري. وحاول الإخوان عام 1994، تأسيس حزب سياسي سموه "حزب الأمة" غير أن نظام العقيد ولد الطايع وقف دون ذلك فاضطر الإخوان لممارسة العمل السياسي من داخل الأحزاب المعترف بها، ثم أسسوا عام 2001 ولكن لم تدم التجربة طويلا.
وجددت الجماعة مساعي الحصول على الاعتراف بحزبها بعد سقوط نظام ولد الطايع في عام 2005، غير أن المجلس العسكري الذي حكم بعده رفض ذلك. وحصلت الجماعة عام 2007 في ظل حكم الرئيس الأسبق سيدي ولد الشيخ عبد الله على الاعتراف السياسي بحزبها حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية.
وحقق حزب الاخوان حضورا اعلاميا في الساحة الموريتانية بالاضافة الي عددا من مقاعد البرلمان الموريتاني.