نيويورك تايمز: حلم دولة "داعش" الذي لا يموت/ لوفيجارو: تجدًّد اشتعال الصراع فى الشرق الأوسط/ فايننشيال تايمز:قدرة طهران على صياغة سياسةٍ أمنيةٍ لمنطقة الخليج فى فترة ما بعد داعش
السبت 27/يناير/2018 - 02:38 م
طباعة
تقدم بوابة الحركات الإسلامية كل ما هو جديد يومًا بيوم وذلك من خلال تناول الصحف العالمية اليومية، وكل ما يخص الإسلام السياسي فيها اليوم السبت 27/1/2018
نيويورك تايمز: حلم دولة "داعش" الذي لا يموت
لقد كان أمرًا حتميًا أن يخبرنى محامٍ شاب من تونس، أن المحاولات الأولى لدولةٍ إسلاميةٍ حديثةٍ سوف تتخبط.
حيث قال:" إن الشباب المسلمين نشأوا فى ظل نماذج القومية، والعنصرية الأوروبية، ودول الشرطة القاسية. حيث حملوا هذه السلوكيات الموروثة إلى "الخلافة" التى شكلتها الدولة الإسلامية (تنظيم دعش)، وهو المكان الذى كان من المُفترض أن يتحرى العدالة، وينبذ التمييز، بل تعمد الانغماس فى العنف وأسس لنفسه مستعمرةً صغيرةً جديدةً، حيث نصّب البريطانيون من أصلٍ باكستانى أنفسهم حكامًا على السوريين المحليين، ونصب السعوديون أنفسهم حكامًا على الجميع.
وأضاف: إن الأمر سيستغرق جيلًا أو جيلين للتغلب على هذه الميول وتفكيك ما حدث بسبب الخطأ، لكنَّه ظل متمسكًا بالفكرة، ويرجع ذلك - بشكلٍ جزئى- إلى أن البديل الذى يعيش فيه حاليًا هو أسوأ من ذلك. وأضاف قائلًا: إنه "عندما تصبح الشرطة هى الدولة نفسها، فإنه أمر مرعب حقًا".
فمنذ 7 سنوات، عندما اندلع "الربيع العربى" عبر المنطقة، كان هناك أمل حقيقى فى أن تقوم الدول العربية من تونس إلى البحرين بإعادة تشكيل نفسها استجابةً لدعوات شعوبها للمطالبة بحكمٍ لائق، والحد الأدنى من مستوى المعيشة الكريمة وسيادة القانون. إلا أن الأنظمة القديمة أثبتت قدرتها على المرونة والصمود. ولم تكن المحصلة النهائية سوى دولٍ منهارة، وصراعاتٍ لا نهائية، أو حتى قمع أكثر شدة. إن هذا الواقع المرير، المُتمثل فى عدم قابلية إصلاح وتحقق الدولة القومية العربية، التى لا تحظى بشعبيةٍ إلى الأبد، لكنها تخضع دائمًا لحماية الغرب- ظل جزءًا من نداء وجاذبية"الدولة الإسلامية" وما زال قائمًا حتى اليوم.
لقد أعلن العالم هزيمة دولة "الخلافة"، التى نصبت نفسها، والتى تم تقليص قدرتها على السيطرة على مساحاتٍ كبيرة ومكتظةٍ بالسكان فى العراق وسوريا إلى جيبٍ صغير فى الصحراء.
وتقريبًا، لا توجد أية مناقشةٍ تكون قد نظرت فى تأثير الدولة الإسلامية على حلم تكوين وطن إسلامى سبق خلافة المسلحين. فإذا كان هناك من شىءٍ يُقال، فهو أن الحلم تم تنشيطه وإحياؤه، من خلال هذه التجربة الفاشلة للحكم الإسلامى، بين كلٍ من الشباب والمهنيين الغاضبين، الذين يشعرون بالغربة والناشطين فى العالم العربى، وسيمتد لجيلين على الأقل بين المسلمين الأوروبيين، والطبقة المتوسطة، والمهمشين على حدٍ سواء، الذين يشعرون بشكلٍ مُتزايد بأنهم مغتربون داخل مجتمعاتهم التى ولدوا فيها.
لقد انتشرت كلمة "خلافة" فى المناقشات الغربية التى سادت عام 2014، عندما أعلن "أبو بكر البغدادى" "زعيم تنظيم داعش"، "أرض الله"، داعيًا المسلمين فى كل مكانٍ، قائلًا:"هلموا، أيها المسلمون، إلى ولايتكم" مُذكِّرًا إياهم بأن فكرة الأمة لم تكن لها صلة بالإسلام، وأن سوريا ليست للسوريين،" وأن الأرض ملك لله. ففى الغرب، اختلط المعنى القديم لكلمة "خلافة"، مع العنف المُستخدم من الدولة الإسلامية، وهو انعكاس لرؤية "البغدادى" المروعة.
لم تكن الفكرة القديمة كذلك؛ حيث كانت الفكرة لها جاذبية لدى البعض أكثر من العديد من الناس فى الغرب ،الذين أراد الكثيرون فى الغرب الاعتراف بها. واليوم، قد يكون لها أكثر من ذلك بكثير. فقد شهدت الفترة الفاصلة اعتناقًا واسع النطاق لهوية إسلاميةٍ جماعيةٍ وعالميةٍ، وسياسيةٍ بشكلٍ صريح، ولقد دفعت بالشباب المسلمين إلى اعتبار أنفسهم مجتمعًا متكاملًا يوفر لهم وطنًا يقدم لهم حلولًا للظروف الصعبة.
وفى أوروبا، كان هذا واضحًا فى كل مكان، حيث تتسبب العنصرية الهيكلية بشكلٍ غير طبيعى فى بطالة وسجن المسلمين، وتزداد الحكومات فى وضع علاماتٍ خارجيةٍ على بطاقات تحقيق الهوية للمسلمين، وحظر الحجاب، والدفع بقضايا المسلمين مثل مؤسسات العمل الخيرى بفلسطين وسوريا تحت مراقبة جهات مكافحة الإرهاب. وبالنسبة للكثيرين، فإن هذا الاستبعاد والإقصاء يوفر مناخًا لدولةٍ إسلاميةٍ مثاليةٍ فى المستقبل مع وجود نداءٍ روحانى وملموس، وهو المكان الذى يمكن فيه الوصول إلى الوظائف، والفرص، ولا يحتاج الاندماج مع العلمانية.
وفى جميع أنحاء الشرق الأوسط، فإن الشباب المسلمين ينتمون إلى جيلٍ يعيش فى بلدانٍ جردت مفهوم المواطنة ذاتها، حيث لا يوجد عمل، ولا تستطيع الغالبية منهم الزواج قبل سن الأربعين، وتُرهِب الشرطة الشباب للحصول على الرشاوى، وعندما يحاولون طلب بعض الإنصاف فى أنشطةٍ قائمةٍ على أسسٍ إسلاميةٍ، يعاقبهم أمن الدولة.
ولا عجب فى أن الكثيرين من الشباب يُصنفون على أنهم مواطنون مسلمون، أكثر من تصنيفهم على أساس البلد الذى يحملون جواز سفره.
ويُصنف أنصار "الدولة الإسلامية" فى دولةٍ ما بعد تنظيم "داعش" بين نشطاء تحملوا المشاق نتيجة الطريق المسدود الذى خلَّفته انتفاضات "الربيع العربى"إلى جماعة الحنين إلى الخلافة على "تويتر"، الذين ينقسمون هم أنفسهم فيما بينهم إلى إسلاميين مخلصين وأهل الماضى والتاريخ، الذين يفتقدون النعمة والأمن،اللذين يعتقدون أنهم سينعمون بهما فى ظل الخلافة.
ويقول أحد مستخدمى موقع "تويتر"، ويدعى "دمشقى" @dimashqee ، على سبيل المثال، يحث على إقامة "دولةٍ مستنيرةٍ وأخلاقيةٍ" من شأنها أن توفر للمسلمين "الوئام الاجتماعى" ويقول إنه: "كيان يخلق ثقافة عالية على أساس اللغة العربية، وجيش أموى جديد رائد يبهر العقول".
وآخرون، مثل "Gieamingazor @"، ينظرون للأمام بطريقةٍ عمليةٍ إلى كيفية فعل الأشياء بشكلٍ مختلف فى المستقبل. ويلاحظ أن تجربة "الدولة الإسلامية" قد أوضحت أنه "لا يمكن إعلان دولةٍ وسط ضباب الحرب وعدم اليقين". وطالب السيد "بغدادى" الملايين بالهجرة إلى "دولٍ"، لكنه لم يقدم لهم الأمن أو الوظائف.
وفى المرة القادمة، سيحتاج أى زعيمٍ يُفترض أن يعلن إقامة دولةٍ مستقلةٍ إلى السيطرة على الأراضى والصناعة ومنشآت البحث العلمى؛ وسيكون فى حاجةٍ إلى سياسة اقتصادية، ولديه القدرة على القيام بالتجارة، والسيطرة على شبكات الكهرباء. لقد كانت خلافة البغدادى "عار"، لكنها "تشعل فينا إحساسًا متجددًا بالأمل والشوق.
كما أظهرت أن أية دولة إسلامية قابلة للتنفيذ تتطلب تولى دولة قائمة. وأضاف قائلًا:"إنه ربما، فقط من الممكن، أن يكون هناك مسلم مُلهم فى مكان ما".
والتقيتُ بسيدةٍ من تونس مقيمة فى مخيم للاجئين خارج "الرقة" فى الصيف الماضى، حيث فرت مع أطفالها واعتقلتهم قوات الدفاع السورية فى وقتٍ لاحقٍ، وقالت:"إذا كان تنظيم داعش حقيقيًا، لم أكن لأتركه، وكنت أفضل أن أموت هناك أكثر من تركه". وأضافت قائلةً:"لقد اتضح أن التنظيم عبارة عن عصابة من رجال متعصبين متطرفين يهدفون إلى جمع السيارات والنساء".
وأرادت السيدة أن تعود لوطنها، لكن معظم نساء تنظيم "داعش" المحتجزات بجوارها لم يقمن بذلك، وأردن أن يعشن فى تركيا، حيث يشعرن أنها أقرب نموذجٍ للدولة الإسلامية فى يومنا هذا.
ويتحد مثقفو الخلافة لإحياء تنظيم "الدولة الإسلامية"، لكن على الجانب الآخر، فإن توقعاتهم للمستقبل تختلف اختلافًا كبيرًا على نطاقٍ واسع. هل من الممكن أن يصبح مجتمع مسلم مثالى دولةً تقليديةً، لكن تحكمها الشريعة؟
هل سيكون اتحادًا لبلداتٍ ذات أغلبية مسلمة تحت راية الإسلام، وهى كتلة إسلامية برلمانية مثل الاتحاد الأوروبى؟ وهل ستكون الخلافة فى شكلها الكلاسيكى والتاريخى، نوعًا من الامبراطورية باسم "الله" مع الالتزام الحديث بالخدمات المصرفية الإسلامية؟ أم ستكون طائفية؟ لا توجد ملامح بارزة حتى الآن لما سيشكل كل هذه الطموحات المبدئية. لكن المشاعر موجودة، كالحقيقة التى لا مفر منها، حيث إنها جزء من المشاهد الحديثة فى العالم الإسلامى، مثل الأئمة المشهورين، وحجاب من ماركة نايكي "Nike ".
وبينما نستعرض ما حدث فى المدن التى سيطر عليها تنظيم "داعش"، ونتكهن بالمستقبل، يجدر التذكير بأن خلافة الدولة الإسلامية وُلدت من رحم الحرب الأهلية فى سوريا، ولكن أسهم فى وجودها أيضًا الآلاف من المسلمين من جميع أنحاء العالم- وليس فقط العالم العربى، ولكن أوروبا، والولايات المتحدة، وأندونيسيا، وروسيا- الذين يركبون الطائرات، تاركين أوطانهم وراءهم، سعيًا لتحقيق حلم الوطن المسلم.
إن النقاش بشأن ما بعد "الدولة الإسلامية" يهدف إلى الأمن، لكنه يتجاهل بشكلٍ أساسى حقيقة أن ما زعمت "الدولة الإسلامية" تقديمه - وهو فكرة "الخلافة"، ما زال فى عقول المسلمين، حتى لو تآمرت قوى كثيرة لإبعاد تلك المشاعر عن المشهد والرأى العام.
إن الغالبية الذين طال انتظارهم لدولةٍ إسلاميةٍ ليسوا من الجهاديين، ولا يؤيدون قتل المدنيين.
ولكن وجهات النظر هذه محظورة من النقاش على الملأ فى جميع أنحاء الشرق الأوسط؛ حيث إن هذه الأفكار غير مسموح بها فى المجتمع المدنى أو فى المنابر الإعلامية الرئيسة. ومن المرجح أن تشاهد شخصًا محافظًا ساخرًا على شاشة التليفزيون، (مثل أحد الشخصيات المصرية، الذى نادى مؤخرًا بأن اغتصاب النساء اللاتى يرتدين "الجينز" الضيق واجب وطنى، فضلًا عن المحامى المتعصب فى تونس).
إن السؤال الذى أثار الجماهير الغربية، وهو بما أن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) يكسب أرضًا له، كيف كان الإسلام منه. ولربما كان الاستفسار الأفضل هو ما السبب وراء ادعاء تنظيم "داعش"أنه مثَّل كيانًا أو جهةً جاذبة تروق لكثيرين.
وبينما نحن نكافح من أجل صياغة تساؤلاتٍ أفضل، ونتطلع للأمام، يتعين علينا أن نفكر فى سبب تفكك فكرة "الوطن الإسلامى"، وهى فكرة قديمة لم يكن لها أبدًا فى الذاكرة الحية، مثل هذه الأعماق تحتها.
دويتشه فيله:هل حاول إسلاميون تنفيذ سطو مسلح في ألمانيا لصالح "داعش"؟
فتحت السلطات الألمانية التحقيق في قضية تتعلق بتخطيط إسلامويين لسرقة أموال في مدينة ماغدبورغ الألمانية بغرض تمويل تنظيم "داعش" الإرهابي. ويُعتقد أن المشتبه بهم كانوا يخططون لجريمة خطيرة.
أصدر قاض ألماني أمراً بالقبض على أحد سوريين أربعة اعتقلوا يوم أمس الخميس خلال عملية أمنية على أحد الطرق السريعة بالقرب من مدينة موغلن في ولاية سكسونيا، بينما لا يزال اثنان من المشتبه بهم محتجزين على ذمة التحقيق بتهمة التخطيط لعملية سطو مسلح في مدينة ماغدبورغ بهدف تمويل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وقال متحدث باسم النائب العام لموقع صحيفة "بيلد" الألمانية: "سيتم التحقيق في ما إذا كانت هناك علاقة بين سرقة الأموال وتمويل داعش". كما يُعتقد أن المتهمين كانوا يعدون لجريمة خطيرة. وقد حصل المحققون على أدلة تؤكد ذلك خلال عمليات مداهمة لشقق متعددة.
وحسب الصحيفة الألمانية، فإن قيادة وحدة العمليات الخاصة للشرطة الألمانية "إس كيه إي" في ولاية سكسونيا اعتقلت في عملية مطاردة ساخنة على طريق سريع قريب من لايبزيغ أربعة سوريين مشتبه بهم. كما كشف موقع "فوكوس أونلاين" عن اعتقال شخص خامس أيضاً، ولكن لم يتم الكشف عن هويته بعد.
وكان رجال أمن مسلحين قد أوقفوا السيارة في حوالي الساعة الواحدة بعد الظهر بالقرب من مدينة موغلن واعتقلوا المشتبه فيهم. وأطلق سراح اثنين منهم الجمعة لعدم كفاية الأدلة.
فايننشيال تايمز: تركيا تُداهم المدينة الكردية المُحاصرة فى سوريا
يقول الرئيس التركى "رجب طيب أردوغان":"إن هذا الهجوم لمنع الميليشيات من تكوين ممرٍ إرهابى على الحدود".
شنت القوات التركية غزوًا أرضيًا على مدينة "عفرين" الكردية المُحاصرة شمال غرب سوريا، مما يُجبر أنقرة على الدخول فى جبهةٍ جديدةٍ صعبةٍ، وستكبدها الكثير من الخسائر فى الأرواح، فى الحرب الأهلية المُستمرة منذ 7 سنوات.
ونقلت وسائل الإعلام التركية، يوم الأحد الحادى والعشرين من يناير الجارى، عن رئيس الوزراء التركى، "بن على يلدريم"، تصريحه بأن هناك خطةً جاريةً مكونةً من 4 مراحل لإنشاء منطقةٍ آمنةٍ على عمق 30 كيلومتر فى الأراضى السورية. وأضاف قائلًا "إن وحداتنا عبرت عفرين وبدأت عملية الهجوم البرية".
وصرَّح مسئولون أتراك بأن الغزو البرى تم تنفيذه بالتعاون مع متمردين بالجيش السورى الحر بدعمٍ تركى.
وأفاد مسئولون أكراد ومقيمون فى مدينة عفرين بأن هناك اشتباكاتٍ عنيفةً على جبهاتٍ عدة بطول الحدود التركية السورية، مع نيران المدفعية والضربات الجوية.
وبدأ الهجوم، الذى يُطلق عليه اسم "عملية غصن الزيتون"، مساء السبت العشرين من يناير الجارى بموجةٍ من القصف الجوى من قِبل الطائرات التركية، في تحدِ دعوة الولايات المتحدة لضبط النفس.
وجاء ذلك بعد أسبوعٍ من تهديدات الرئيس التركى"رجب طيب أردوغان" بغزو المنطقة لمنع الميليشيات الكردية من تشكيل ما وصفه بأنه "ممر إرهابى" على طول الحدود التركية.
ومن المُرجح أن يؤدى فتح جبهةٍ جديدةٍ من الحرب الأهلية السورية إلى تفاقم العلاقات التركية المتوترة مع الولايات المتحدة، التى تدعم بعض فصائل ميليشيات وحدات حماية الشعب الكردية شرق سوريا، فضلًا عن تعقيد الحرب المُتشابكة والمتعددة الأطراف التى نشبت بالفعل فى سوريا.
وتعتبر أنقرة أن وحدات حماية الشعب الكردية امتدادًا لحزب العمال الكردستانى، الذى يقود تمردًا ضد تركيا منذ أكثر من 3 عقود. لكن واشنطن تقول بأنهم منفصلون عن حزب العمال. فى حين أن الولايات المتحدة تقول إنها لا علاقة لها بالقوة التركية فى "عفرين"، فقد قامت بتسليح وتدريب القوات المدعومة من وحدات حماية الشعب كشريك رئيس فى الحرب ضد داعش شرق سوريا.
وكان يُنظر لوحدات حماية الشعب فى السابق على أنها مُقربة من روسيا، التى كانت لها قاعدة فى المنطقة.
وانسحبت روسيا من عفرين قبل الهجوم، مما أعطى تركيا ضوءًا أخضر للتحرك ضد القوات الكردية التى تسيطر على المنطقة. وقالت موسكو، إن تراجع نحو 300 شرطى عسكرى كان تدبيرًا لضمان سلامة الجنود الروس.
وقال السيد "يلديريم" إن المرحلة الأولى من العملية التركية فى عفرين تهدف إلى إنشاء منطقةٍ آمنةٍ على الحدود التركية بين مدينتى "إعزاز"، و"عفرين". وصرح الجيش التركى بأن الغارات الجوية استهدفت نحو 153 هدفًا حتى الآن، بما فى ذلك الملاجئ التى تستخدمها الميليشيات الكردية.
وقال مسئولون أكراد وساكنو "عفرين" إن القوات الكردية قد تمكنت إلى حدٍ بعيدٍ من وقف أحد الهجمات البرية التركية".
وصرح المرصد السورى لحقوق الإنسان، وهو منظمة لمراقبة أوضاع حقوق الإنسان فى جميع أنحاء سوريا، ومقرها المملكة المتحدة، ولها أنشطة عبر شبكات التواصل الاجتماعى، بأن القوات التركية قد سيطرت على قرية "شينكال" شمال عفرين، ومازالت تلك الاشتباكات مستمرة.
وقال "ريوموسى"، صحفى بمدينة عفرين:"هناك اشتباكات شرسة تحدث فى كل مكان، وأى شىءٍ مباح الآن. وهناك حشد للقوات التركية بطول الحدود، وتتلاحم الاشتباكات فى جبهاتٍ متعددةٍ، مع استمرار الضربات الجوية والمدفعية".
ووفقًا لما ورد عن وكالة أنباء الأناضول الرسمية فى تركيا، إنه تم إطلاق 4 صواريخ على مدينة "كيليس" الحدودية التركية يوم الإثنين، الثانى والعشرين من يناير، أسفرت عن تدمير منزلين، ولم تقع أية إصابات".
ويتوقع خبراء إقليميون بأنه ربما تنجح تركيا وحلفاؤها فى السيطرة على أجزاءٍ من قرى مدينة عفرين، لكنهم ربما يتورطون فى معركةٍ طويلةٍ تسبب المزيد من الخسائر فى الأرواح إذا استمرت أنقرة فى السيطرة على المدينة بأكملها.
ويمكن أن تكون التضاريس الجبلية الوعرة أكثر صعوبةً من مدينة الباب، التى كانت تركيا قد حررتها من سيطرة تنظيم داعش فى معركةٍ صعبةٍ، دامت 4 شهور فى العام الماضى.
إن وحدات حماية الشعب الكردية، التى تضم المقاتلين الذين تم تدريبهم من قِبل أعضاء حزب العمال الكردستانى، أو كانوا أعضاءً سابقين، ولديهم خبرة قتالية عالية.
ويُعد الهجوم على مدينة عفرين مخاطرةً لخلق تبعات داخل تركيا، حيث العمليات العسكرية ضد حزب العمال الكردستانى، التى استمرت عقب انهيار عملية وقف إطلاق النيران مع الجماعة فى يوليو عام 2015.
لوفيجارو: تجدًّد اشتعال الصراع فى الشرق الأوسط
ما كادت الحرب ضد داعش فى سوريا والعراق تنتهى حتى اشتعلت جبهة جديدة. فمنذ بداية الصراع فى المشرق العربى، تتواجه القوى الإقليمية فى "حرب نفوذٍ"، على حساب الشعب السورى، مدافعةً قبل كل شىءٍ عن مصالحها الخاصة. فالسعودية السُنِّية، وإيران الشيعية تتصارعان على زعامة الشرق الأوسط. واستغلت روسيا الصراع للعودة كقوةٍ ذات تأثيرٍ على الساحة الدولية. وترغب تركيا ،قبل أى شىءٍ، فى الحد من نفوذ الأكراد، ليس حزب العمال الكردستانى فحسب، وإنما "وحدات حماية الشعب"، التى تقوى جيوب الحزب فى شمال سوريا أيضًا.
وقد يؤدى الهجوم البرى للجيش التركى على منطقة "عفرين" الكردية إلى اشتعال الصراع مجددًا، كما أنه قد يسفر عن تحولٍ فى مُجريات الحرب الدائرة فى سوريا. ويُعلق دبلوماسى فرنسى قائلًا: "قبل الآن، كان لدينا حرب أهلية بين النظام والمعارضة، وحرب أكبر ضد داعش. أما الآن، نحن بصدد تحولٍ لهذا الصراع، حيث سيبرز دور الأطراف القديمة –إيران، والسعودية، وحزب الله، وإسرائيل، وتركيا،والأكراد- بصورةٍ أكثر حدة". ويرى هذا الدبلوماسى أن كل شىءٍ سيعتمد على المدة الزمنية لهذا التدخُّل العسكرى، والأهداف من ورائه، فيتابع قائلًا: "إما أن تكتفى تركيا بالضغط على الأكراد من أجل منعهم من استغلال تفوقهم فى الربط ما بين قواتهم فى المنطقة، أو أنها ترغب فى الذهاب لأبعد من ذلك، فتُجرى عملية تمشيطٍ للمنطقة بأكملها".ولم تنتظر فرنسا معرفة الإجابة حتى تدعو أنقرة لضبط النفس. ودعت، فى مواجهة ذلك التصعيد العسكرى فى سوريا، لاجتماعٍ عاجلٍ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
كما يؤدى التدخل العسكرى التركى لانقلابٍ فى المسارات الدبلوماسية، إذ يمثل تهديدًا مباشرًا للتحالف بين أنقرة وواشنطن، حليفى الناتو. والواقع أن العلاقات التركية الأمريكية تشهد أزمةً خطيرةً منذ عدة شهور. فلم يعجب الإدارة الأمريكية أن تشترى أنقرة من روسيا صواريخ "إس400"، وهو نظام مضاد للصواريخ غير متوائمٍ مع النظام الخاص بالناتو،بل لقد اعتزم بعض أعضاء مجلس الشيوخ طلب التصويت على فرض عقوباتٍ ضد أنقرة. أما بالنسبة للرئيس أردوغان، فينتقد بشدة الدعم الذى تقدمه واشنطن للأكراد فى سوريا. وقد كانت تهديداته قبل الآن مجرد "حبر على ورق". إلا أن قرار الولايات المتحدة بنشر قوةٍ قوامها 30 ألف جندى على الحدود الشمالية الشرقية السورية، قد وضع حدًا لسياسة ضبط النفس التركية. فالرئيس التركى، الذى يبدو أنه حصل على الضوء الأخضر من روسيا، يسعى الآن لتدمير مَن يعتبرهم قوةً إرهابيةً.
فهل سيصمد التحالف بين شريكى الناتو، اللذين حاربا جنبًا إلى جنبٍ ضد الاتحاد السوفيتى أثناء الحرب الباردة، أمام هذه الأزمة؟ فلطالما اعتقدت واشنطن أن تركيا المُتمردة داخل الحلف أفضل من تركيا المُعادية خارجه. إلا أن أحدًا لا يتوقع أن تتخلى الولايات المتحدة عن حلفائها الأكراد فى سوريا. فقد كانوا فى الخطوط الأولى فى الحرب ضد داعش، علاوةً على أن التحالف العسكرى لايزال فى حاجةٍ إليهم لإعادة الاستقرار للمنطقة بعد هزيمة الجهاديين.
فايننشيال تايمز:قدرة طهران على صياغة سياسةٍ أمنيةٍ لمنطقة الخليج فى فترة ما بعد داعش
لم تُبشر هزيمة تنظيم الدولة (داعش) بعودة الاستقرار إلى أجزاءٍ كبيرةٍ من المنطقة فحسب، بل أنها تؤجج أيضًا صراعًا وتوترًا جديدًا بما فى ذلك تضافر الجهود لإحياء الهيستريا التى طالما شوشت على حقيقة السياسة الخارجية لإيران.
لقد أظهر داعش كل شىءٍ سيئٍ، بل وأشر ما فى البشر. ومع ذلك، فقد أظهر أيضًا فرصةً للتعاون والمشاركة فى التصدى لتهديدٍ وجودى. ويمكن لعلاقات التعاون، التى تم تشكيلها فى هذه الحرب أن تتقدم فى عصر جديدٍ. فنحن بحاجةٍ إلى مقارباتٍ جديدةٍ، ومصطلحاتٍ جديدةٍ للتعبير عن العالم الذى هو فى طور الانتقال إلى فترة ما بعد النظام العالمى،الذى يهيمن عليه الغرب. وها هما فكرتان لصياغة النموذج الناشئ فى غرب آسيا: فكرة المنطقة القوية، والشبكة الأمنية التى تشارك فيها البلدان الصغيرة والكبيرة – وحتى من البلدان التى بينها عداوات تاريخية – فى تحقيق الاستقرار.
ويقوم موضوع أو هدف المنطقة القوية – بوصفه نقيضًا للسعى إلى الهيمنة واستبعاد لاعبين آخرين – على إقرار الحاجة إلى احترام مصالح كل الأطراف المعنية. وأى محاولةٍ للتسلط من قِبل بلدٍ ما لا تكون غير مناسبةٍ فقط، بل إنها مستحيلة من الإساس؛ لأن أولئك الذين يصرون على اتباع هذا المسار يتسببون فى إحداث عدم الاستقرار. ولعل سباق التسلح فى منطقتنا هو مثال على هذه النوعية من التنافس الهدام؛ وذلك لأن تحويل الموارد الحيوية إلى خزائن مُصنعى الأسلحة لم يُسهم فى تحقيق السلم والأمن. فقد ساعدت النزعة العسكرية على إزكاء النزعة أو الروح المغامرة الكارثية ليس إلا.
كما أن أغلب النماذج المفيدة فى تشكيل التحالفات قد عفا عليها الزمن. وبالنظر إلى عالمنا المترابط، فقد باتت فكرة الأمن الجماعى الآن فى حكم الميتة، ولاسيما فى منطقة الخليج؛ وذلك لسببٍ واحدٍ رئيسى،وهو أنها تفترض وجود المصالح المشتركة.
ويُعد عمل شبكةٍ أمنيةٍ ابتكارًا إيرانيًا لمعالجة القضايا التى تمتد من اختلاف المصالح إلى قوة وحجم هذا التباين أو الاختلاف. ومعاييرها بسيطة لكنها فعالة، وذلك أنه بدلًا من محاولة تجاهل تصارع المصالح، فإنها تقبل الاختلافات. وبالمثل، فإنها تقوم على الشمول، وتعمل بوصفها حائط صد ضد ظهور هيمنةٍ أو حكم الإقلية بين الدول الكبيرة، وتسمح للدول الصغيرة بالمشاركة. وقواعد هذا النظام الجديد بسيطة وواضحة، وهى المعايير المشتركة، والأهم فى ذلك هى أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة مثل المساواة فى السيادة بين الدول والبعد عن التهديد، أو استخدام القوة والحل السلمى للصراعات واحترام وحدة وسلامة أراضى الدول، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، واحترام حق تقرير المصير داخل الدول.
إن فكرة الشبكة الأمنية ليست مثاليةً، بل إنها الطريقة الواقعية الوحيدة للخروج من دائرة الاعتماد على القوى الخارجية والأحلاف الإقصائية، والتوهم بأن الأمن يمكن شراؤه بأموال النفط، أو التملق والمجاملات. ويمكن للمرء أن يتوقع من البلدان الأخرى – ولاسيما جيراننا الأوروبيين – أن ينظروا إلى ذلك من منظور مصالحهم الخاصة، ويشجعوا الحلفاء فى منطقتنا على تبنى هذه السياسة.
وبغية الانتقال من الاضطراب إلى الاستقرار، يتعين علينا- أولًا وقبل كل شىء-أن نلجأ إلى الحوار وإجراءات بناء الثقة الأخرى. فعلى كل المستويات، فإننا نواجه عجزًا فى الحوار فى غرب آسيا، ومظاهر ذلك واضحة بين الحكام والمحكومين وبين الحكومات وبين الشعوب. ويجب أن يهدف الحوار إلى توضيح أن لكلٍ منا مخاوف وتطلعات وآمال متماثلة. ويمكن لهذا الحوار، بل ويجب أن يحل محل التصريحات والخطب البلاغية والدعاية. كما يتعين أن يقترن الحوار بإجراءات بناء الثقة مثل: الترويج للسياحة، وفرق العمل المشتركة فى القضايا الممتدة من الأمان النووى إلى التلوث إلى إدارة الكوارث، إضافةً إلى الزيارات العسكرية المشتركة،والإخطار المسبق بالمناورات العسكرية، وإجراءات الشفافية فى التسليح، وتقليص الإنفاق العسكرى، وكل ذلك يؤدى فى النهاية إلى التوصل إلى ميثاقٍ بعدم العدوان.
وكخطوةٍ أولى، تقترح الجهورية الإسلامية إقامة منتدى إقليمى للحوار فى الخليج. كما تبقى دعوتنا القديمة للحوار مفتوحةً، ونتطلع إلى اليوم الذى يقبل فيها جيراننا ذلك، وسوف يشجع حلفاؤهم – فى أوروبا وأماكن أخرى فى الغرب – ذلك.
دويتشه فيله:تداعيات "غصن الزيتون" تصل لمساجد ألمانيا
تحدثت تقارير إعلامية عن إقامة صلوات في مساجد ألمانيا من أجل الدعاء بالنصر للجيش التركي في حربه ضد الأكراد شمال سوريا. اتهامات كبيرة نفاها اتحاد "ديتيب"، لكنها أعادت الجدل حول تأثير حكومة أنقرة على مسلمي ألمانيا.
يبدو أن تداعيات العملية العسكرية التركية ضد الميليشيات الكردية في مدينة عفرين بشمالي سوريا مستمرة في تركيا والمنطقة، بل وحتى في ألمانيا أيضاً. وساهمت في ذلك أيضاً التقارير التي تحدثت عن استخدام مدرعات مصنوعة في ألمانيا في هذه العملية العسكرية. وتحركت المشاعر بشكل خاص حين كُشف عن أن أئمة من مساجد تابعة لاتحاد "ديتيب" التركي الإسلامي قد دعوا إلى إقامة الصلاة والدعاء من أجل نجاح الهجوم العسكري التركي على الأكراد في عفرين. وتحدثت عدة وسائل إعلام عن ذلك، مستندة إلى مصادر عدة، على سبيل المثال ذكر موقع "شبيغل أون لاين" أنه يمكن قراءة ذلك في بعض المنشورات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لبعض رجال الدين المسلمين، حيث كتب أحد الأئمة من ولاية بادن فورتمبيرغ: سنصلي من أجل الدعاء بـ "النصر لجيشنا البطل وجنودنا الأبطال".
من جانبه رفض اتحاد "ديتيب" التركي الإسلامي، الذي يقال بأن له صلة وثيقة مع إدارة الشؤون التركية الدينية، وهي أعلى السلطات التركية، بشكل قاطع هذه الادعاءات. وقال الاتحاد، الذي يتخذ من مدينة كولونيا مقراً له، في بيان له الجمعة، إنه لم تكن هناك دعوة بشكل مركزي مطلقاً، وإن القرار حول خطب الصلوات تتخذه فروع الاتحاد لكافة الطوائف الدينية بنفسها.
لكن الاتحاد لم ينأى بنفسه عن هذه الادعاءات، الأمر الذي لم يفاجأ المحامية سيران أتيش، التي ترى أن استخدام عبارة أنه "لم يأمر بذلك بشكل مركزي" تعد بمثابة "إدعاء بحت للدفاع عن النفس". ويقول عضو سابق في مؤتمر الإسلام الألماني في مقابلة له مع DW: "إن مجرد قيام رئيس تركيا من خلال إدارة الشؤون التركية الدينية بإضفاء صبغة دينية على هذه الحرب، أي باستخدام المسجد، هو برأيي فضيحة".
على النقيض من ذاك قال السياسي التركي مصطفى ينيروغلو في مقابلة له مع إذاعة دويتشلاند فونك: "لم تُقم الصلاة من أجل الحرب، وإنما من أجل سلامة الجنود الأتراك وحلفائهم ومن أجل أمن البلاد، وهذا على الأرجح الشيء من البديهيات".
ويشيرعضو حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، بالنظر إلى تجربته الشخصية في ألمانيا، إلى أنه يتم في الكنائس المسيحية أيضاً الصلاة من أجل "الحماية ومن أجل الجنود الألمان الذين قتلوا". وترى سيران أتيش العضوة المساهمة في تأسيس أحد المساجد الليبرالية ببرلين، أن مثل هذه المقارنات هي مقارنات تفتقر إلى التدبر، موضحة: "الموضوع له دلالة مختلفة، حين يتورط الناس كمؤمنين في حرب تم الإعداد استراتيحياً لها لمدة طويلة، تحجب الشؤون الداخلية".
خلال لقائه بـ DW روج بيرند غيدوان باوكنيشت، أستاذ دين إسلامي من ولاية شمال الراين وستفاليا، لضرورة أن يتمتع النقاش بالموضوعية، معتبراً أنه يتسم بـ"الهستيرية" إلى حد ما. ولا يتصور باوكنيشت أن تكون الدعوة إلى الصلاة من أجل الحرب قد تمت بناءً على أمر من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. غير أن العضو السابق في مؤتمر الإسلام الألماني يستدرك ذلك ويقول إنه من المرجح بشكل كبير أن تكون هذه الدعوات للحرب قد تمت في بعض مساجد الاتحاد.
ويقول باوكنيشت: "أدين هذا، ولكن في الوقت نفسه أدعوا إلى التفكير لبضع لحظات في مشاعر العديد من المواطنين الأتراك"، ويضيف: "وقع في السنوات الأخيرة في الحقيقة عدد لا يحصى من الهجمات من قبل تنظيم داعش وحزب العمال الكردستاني على الأراضي التركية.
ويعلل باوكنيشت ذلك قائلاً: "يشعر العديد من الناس بالتهديد، ولهذا السبب يُنظر إلى مسألة الدفاع عن حدود البلاد بنظرة مختلفة تماماً". ويرى أن المسؤولية تقع على عاتق الجمعيات الإسلامية في ألمانيا وأن ااتحاد "ديتيب" التركي الإسلامي يمكنه استعادة الثقة المفقودة فيه، عندما يتحرر بشكل علني وبمصداقية عن إدارة الشؤون التركية الدينية "ديانات"، مطالباً بالقول: "يجب أن يُهتم في ألمانيا بالمسلمين الألمان، وبهم فقط".
ولكن الواقع يبدو مختلفاً تماماً، فمنذ محاولة الانقلاب في تركيا في تموز/ يوليو 2016، توصلت السلطات الألمانية مراراً إلى محاولات تركيا للتأثير على المشهد الديني الإسلامي في ألمانيا. وفي رد لوزارة الداخلية الاتحادية على طلب من حزب اليسار في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، قالت الوزارة إن الحكومة في أنقرة تحاول التأثير على منظمات ذات صلة بالحكومة وجماعات ضغط وحتى على طوائف دينية.
وجرت أيضاً من قبل مناقشات حول التأثير السياسي على المسلمين، وذلك قبل الاستفتاء الدستوري المثير للجدل، والذي حصل من خلاله الرئيس التركي على صلاحيات أكبر بكثير في جهاز الدولة. ونتيجة لذلك يُفترض أن يكون أئمة قد تجسسوا على خصوم أردوغان من حركة "غولن".
وقد أظهر استفسار وجهته DW لمعاهد اللاهوت الإسلامي المختلفة في الجامعات الألمانية، أن الممثلين هناك ترددوا في إعطاء تصريحات حول الجدل بشأن الصلاة والدعاء من أجل الحرب. وأحد الأسباب المحتملة وراء هذا التردد يمكن ان يكمن في أنه يوجد هناك أيضاً ممثلون من اتحاد "ديتيب" التركي الإسلامي في المجالس الاستشارية للعديد من البرامج الدراسية.
يعتبر السياسي التركي من حزب العدالة والتنمية الحاكم، مصطفى ينيروغلو أن النقاش في ألمانيا يشهد تضليلاً تاماً. ويرى أنه بدلاً من توجيه أصابع الاتهام إلى اتحاد "ديتيب" التركي الإسلامي، وجب وقف الاعتداءات المتزايدة على المساجد.
إذ وقعت هذا الأسبوع هجمات على مساجد في مدنتي ميندن ولايبتزغ، حيث تم تلطيخ الجدران بالألوان وتحطيم النوافذ. كما شهدت المطارات مؤخراً أيضاً صدامات بين المتظاهرين الأكراد والمسافرين الأتراك. وفي هذا السياق يقول السياسي التركي: "هنا يجب على المرء الانفعال، لأن العديد من مؤيدي حزب العمال الكردستاني يهاجمون المساجد ويضايقون المسلمين الأتراك بشكل دائم في الشوارع الألمانية دون أن يزعج هذا الرأي العام".
من جهة أخرى تصف المحامية سيران مثل هذه التصريحات بأنها تعبر عن "موقف أحادي" و"موقف الضحية"، إذ كانت هناك هجمات على مؤسسات اللاجئين وعلى الأجانب والمهاجرين، بحسب الناشطة النسوية ذات الأصول الكردية.
وتقول سيران: "كل هذا موجود في الحقيقة، لكن السيد ينيروغلو يحبذ التغاضي عن الكراهية التي تشعلها المساجد التابعة اتحاد "ديتيب" التركي الإسلامي والتي لا تعزز بالضرورة سياسة الاندماج".
وتدعو سيران إلى إعادة التفكير قائلة: "مبدئياً اعتبر ذلك فضيحة، فالسياسة الألمانية لا تزال تقبل ديتيب بشكل كامل كشريك في التعاون والحوار".
وتضيف أنه قد أصبح واضحاً للجميع أن تركيا تمول اتحاد "ديتيب" التركي الإسلامي، وأن السيد أردوغان يؤثر بشكل مباشر على سياسة الاتحاد المحافظة. وتقول المشاركة في تأسيس مسجد ابن رشد-غوته في برلين: "إن خداع السياسة الألمانية لنفسها لم يعد مقبولاً لدى الرأي العام".
وتقول ويليامز إن هناك خلافا مستفحلا بين تركيا من جانب وحليفيها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) الولايات المتحدة وألمانيا بسبب التوغل التركي في عفرين شمال سوريا ضد الميليشيات الكردية التي تدعمها واشنطن.
وتضيف ويليامز أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طالب نظيره التركي رجب طيب أردوغان بوقف العملية العسكرية شمال سوريا، بينما رد أردوغان بمطالبة واشنطن بوقف الدعم العسكري والاستخباراتي للميليشيات الكردية التي تصفها تركيا بـ"الإرهابية".
وتوضح ويليامز أن المكالمة جاءت بعد 4 أيام من بدء عملية (غصن الزيتون) التركية ضد وحدات حماية الشعب الكردية ، وهي الميليشيات التي تقاتل بالوكالة عن الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة.
لكن تركيا تعتبرها ذراعا لحزب العمال الكردستاني، المصنف كتنظيم "إرهابي" من تركيا والولايات المتحدة على حد سواء.
وتضيف أنه في المكالمة طالب ترامب تركيا بمراعاة وجود المدنيين وتخفيف حدة العمليات العسكرية، لكن مصادر تركية أكدت أن أردوغان لم يوافق على هذه الطلبات.
الجارديان: هجوم عفرين متوقع بعكس نتيجته
تقول الصحيفة إن مقتل المدنيين ونزوح الآلاف هربا من العملية العسكرية التركية التي تشنها على مدينة عفرين شمال سوريا - التي يسيطر عليها الأكراد - يعتبر مرحلة جديدة وغير مرحب بها في السنة السابعة من الحرب الدائرة في سوريا.
وأضافت الصحيفة أن المفاجأة الوحيدة هي اسم هذه العملية التي أطلق عليها اسم "عملية غصن الزيتون".
وأردفت أن الولايات المتحدة احتاجت إلى الأكراد إلى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في الوقت الذي لم تظهر تركيا أي اهتمام بمحاربتهم حتى وقت متأخر، موضحة أن الأكراد كان لديهم أمل بأن تكلل مساهمتهم في دحر التنظيم في تأسيس اقليم يديروا أمره بأنفسهم في دولة سورية فيدرالية.
ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إعلان أمريكا عن سعيها لتشكيل قوة عسكرية في سوريا قوامها 30 ألف عنصر من قوات سوريا الديمقراطية لتشكيل "قوة حدودية"، بأنه سيكون " جيش إرهابي"، بحسب الغارديان.
وأوضحت الصحيفة أن " تصريحات وزير الخارجية الأمريكي بأن القوات الأمريكية باقية في سوريا إلى وقت غير محدود، ودوره الفعال في توفير مساعدات عسكرية للأكراد، سرعت في اتخاذ قرار العملية التركية على عفرين".
وتابعت الصحيفة بالقول إن أردوغان وصف الرئيس السوري بشار الأسد بأنه "إرهابي وقاتل جماعي ولا يمكن التوصل معه إلى أي مستقبل في سوريا".
ورأت الصحيفة أنه بالرغم من موقف أردوغان من الأسد إلا أن تركيا وإيران يدعمان رؤية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن سوريا التي أعلنها الشهر الجاري، موضحة أن علاقة أردوغان ببوتين تحسنت هذا العام بعدما تدهورت في عام 2016 بسبب إسقاط الأتراك لطائرة روسية.
وختمت بالقول إن "الرسائل المتناقضة التي ترسلها واشنطن تجعل الأمور أسوأ في سوريا ".