في تحليل لفيديو "حماة الشريعة".. باحث: الارهاب في انحسار بفعل العمليات العسكرية
الإثنين 12/فبراير/2018 - 11:50 ص
طباعة
راي الباحث في الحركات الإسلامية ، مصطفي زهران، ان فيديو "داعش" الأخير " حماة الشريعة" يكشف عن تراجع التنظيم في سيناء وارتباط "داعش" بجماعة الإخوان ، وقوة الضربات التي يتلقاها التنظيم علي القوات المسلحة .
وقال زهران "يعد الفيلم الأخير لـ "ولاية سيناء" أحد الأذرع الولاياتية التابعة لتنظيم "داعش "والمعنون بـ "حماة الشريعة " من حيث توقيت الإصدار من جهة والجودة التقنية من جهة أخرى - فى وقت يعانى التنظيم خلاله من انحسار جغرافي وتضييق أمنى من " المركز" الى "الأطراف" داخليا وخارجيا في الإقليم - من أهم وأقوى الإصدارت بل وباكورتها في العام الميلادى الجديد 2018 م ".
واضاف أن الفكرة الرئيسة التى يحملها المقطع التسجيلي المصور ترتكز على ان الحاكمية لله تعالى في امور البلاد والعباد واسقطاتها على الداخل المصري "" إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ "ومايقتضى من الإقرار التام والخالص بالتسليم به طوعا ،إذ ان طريق الشرك لايأتى بـ "التوحيد" كما ورد بالمقطع التسجيلي المصور ،لذا فمن اوجب الإيمان بتلك القضية ولترسيخها في الواقع المعاش و لابد من الرفض التام لكافة الأشكال التى تناقض هذه الغاية ،والتى يقف على رأسها في هذه اللحظة "الإنتخابات " كألية ديمقراطية تراها هذه التنظيمات المتشددة - خاصة "ولاية سيناء" -ألية كافرة يجب اسئصال شافتها ،ومع اقتراب الإنتخابات الرئاسية المصرية في شهر مارس القادم2018 يتجلى بوضوح السبب الرئيس لتوقيت الإصدار وخروجه في هذا الوقت على وجه التحديد ،وانطلاقا من هذا التصور تتفرع أسباب اخرى ونتائج هامة حملتها رسائل هذا الإصدار نجملها على النحو التالى :
(1)- هدف الإصدار إلى إظهار كافة التيارات الإسلامية وتمثلاتهما الحزبية خاصة السلفية منها تحديدا حزب النور السلفى ورموز الدعوة السلفية السكندرية فضلا عن جماعة الإخوان المسلمين وذلك عبر محطات سياسية متعاقبة منذ ثورة الـ 25 من يناير وحتى اللحظة ، على كونهم أحد احد شركاء الأليات الكافرة –حسب وصفهم ،من إنتخابات وصفت بالديمقراطية وماشابه والتى تعد معارضة صريحة ومجابهة مباشرة لحكم الله في أرضه ، مايعنى بطبيعة الحال ردتهم وكفرهم . فيما حاول التنظيم على برهنة ذلك من خلال إظهار مآلاتهم التى أضحوا عليها في الوقت الراهن ، من انتفاء لوجودهم وتراجعم السياسي والمجتمعى مع وجود كافة رموزهم وقياداتهم إما داخل السجون أو في المنافى . مااعتبره التنظيم عقابا إلهيا على ردتهم وقبولهم بأحد أدوات مجابهة الله ومعارضة مبدأ "الحاكمية لله " من خلال القبول والتسليم بـ "الديمقراطية الكافرة "حسب وصفهم".
بالتوازى مع ذلك سعى التنظيم نحو التاكيد على ان "الأهواء والمصالح الذاتية والحزبية "هى الأساس الذى انطلقت منه تلك التصورات لدى تلك التيارات والاحزاب الاسلامية ، و ليس انطلاقا من الدين واولوياته الفقهية والعملياتية ،وفي المحصلة سعى التنظيم نحو كسب نقاط على حساب خصومة من الإسلاميين على وجه الدقة قبل أن ينتقل الى مساحة اخرى من معركته التى طرحها داخل الإصدار،وذلك عبر تقديم نفسه " المرجع الأوحد للحالة الإسلامية " في اللحظة الراهنة ي الداخل المصري بعد ما قام بأشبه بتعرية التيارات الإسلامية الأخرى الموازية له .
(2)أبرز التنظيم من خلال مقاطع مصورة تحذيرات الرئيس المصري للتنظيم في سيناء ، فيما تكررت كلمته "بكل العنف "أكثر من مرة داخل الإصدار ، مصاحبة لمشاهد لمنازل وديار دمرت في الداخل السيناوى نتيجة للعمليات العسكرية للجيش المصري القائمة منذ سنوات ،حاول التنظيم توظيف تلك المشاهدات المرئية في التأكيد على ان سيناء ضحية لتلك العمليات بعد ان جردها من اهدافها الرئيسة وهى القضاء على التنظيم هناك .
ولم يقف الامر عند هذا الحد بل ظهر في المقطع التسجيلي المصور جنود ـلـ "ولاية سيناء " يقومون بمواجهة الجيش المصري ويفسر التنظيم ذلك على انه للحول دون هدم المنازل والديار ،وذلك بهدف كسب الحاضنة الشعبية المجتمعية للمجتمع السيناوى خاصة بعد تداعيات حادث الروضة الأخير وحجم الإستنفار السيناوى تجاه التنظيم المتشدد ، ،ورسالته واضحة بكونه يمثل قوة حماية للداخل السيناوى وليس شريكا فيما يحدث من مشاهد مأساوية في المحيط المجتمعى والحياة المعيشية هناك .
(3)كان المشهد الأبرز الذى حمله الإصدار والذى من المتوقع ان يثير جدلا واسعا حوله ،هو الإعلان المباشر عن مقتل احد أفراد التنظيم وهو الشاب " عمر إبراهيم الديب" ،اذ كان من الممكن ان يمر المشهد طبيعيا شانه في ذلك شان بقية المنتمين للتنظيم المتشدد لولا أن والد الشاب الداعشى أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وقدم الإصدار ملخصا موجزا لسيرة القتيل الداعشى أو الإخوانى السابق مزيلا بحديث له يتوعد ما اسماهم بـ " المرتدين" و"الكفار" و"الأحزاب". مشددا على البيعة لدولة الخلافة وأبويكر البغدادى ،وذلك قبيل وفاته في احدى العمليات لولاية سيناء وكلت له ورفاقه في القاهرة، مايؤكد على ان الولاية تتقاسم المفارز الأمنية التابعة للدولة الإسلامية (مصر)العمليات خارج سيناء ، مايعنى انها قد تخضع لوحدات عمل مشتركة ولقاءات بينية لاتقف عند أسوار سيناء واطرافها ، وهدف التنظيم من خلال إبراز دور الديب القتالى مع التنظيم - التأكيد على ردته على فهم وطبيعة التكوين الإخوانى الذى تربي عليه بحكم انتمائه الإيدلوجى السابق والعائلى أيضا لجماعه الإخوان المسلمين ،مع التشديد على رفضه لما أطلق عليه في الإصدار "السلمية المقيته " - توظيف وتعبئة وحشد فئات أخرى من الإسلاميين خاصة داخل هذا البعد الجيلي من الناقمين والباحثين عن الثأر او من لديهم ارباك فكرى حول جدوى العمل السلمى،هذا من جهة .
ومن جهة أخرى برهن على أن العمليات الأمنية والعسكرية الأخيرة خلال العام الفائت قضت على أعداد كبير من التنظيم وهو في حالة عوز للدفع بوجوه جديدة في معركته القائمة مع الدولة والسلطة المصريتين خاصة مع التراجع والإنحسار الجغرافي للتنظيم في معاقلة الرئيسة وانعكاسات ذلك عليه .
وفي النهاية :حذر التنظيم الشعب المصري من الإقتراب من أماكن الإقتراع والمشاركة في العملية الإنتخابية القادمة لبحث منصب رئيس الجمهورية ،ودعا الى استهداف ما اسماهم برموز الكفر من خلال كلمة القيادى الداعشي بالولاية "أبومحمد المصري" بنبرة حادة كلها تهديد ووعيد ، مايعنى اننا قد نتوقع عدد من العمليات الإرهابية المستقبلية تزامنا مع تلك الإنتخابات ،وهو مايعكس ان التنظيم حتى اللحظة يظل اعلاميا والياتيا قائما في المشهد المصري ويخوض معركة إعلامية قوية ومفتوحة إذ انه لم يبدأ بالعملية العسكرية الأضخم في مصر منذ عقود في سيناء والحدود الغربية لمواجهة التنظيمات المتشدده وانما جعلها مشهد النهاية دون تعقيب منه لأمران :
اولهما :ليترك المعركة مفتوحة بينهما ، وومشددا على انها بدات إحدى أهم فصوله في اللحظة التى توجهت خلالها تلك القوات العسكرية المصرية الضخمة إلى سيناء،مع ابراز دور تشويقي للمشاهد بأن لهذا الإصدار نسخة أخرى تبدأ من حيث انتهى ، ستتناول كيف واجه التنظيم هذه القوى العسكرية والأمنية الهائلة .
ثانيهما :تحيلنا الى فرضية أن التجهيز لهذه المادة الإعلامية ربما كان منذ قترة طويلة و قبيل البدء في العملية العسكرية،وحين الانتهاء منه اأعلن عن تلك الحملة . ورغب التنظيم على ان يقدم نفسه ملما ومستوعبا لحجم التحولات والمتغيرات التى تدور من حوله خاصة في الداخل السيناوى ، مادفعه الى التأكيد على انه حاضرا في المتن لا في الهامش ويراقب المشهد من حوله ومستعدا له نوعا ما ويأتى ذلك ضمن المعركة الإعلامية القائمة بين التنظيم والدولة المصرية ..