صحف أجنبية: بوتين هو اللاعب الأوحد فى الشأن الروسي.. وانتقادات لجرائم الفصائل المسلحة
الثلاثاء 27/فبراير/2018 - 09:09 م
طباعة
تتجه الأنظار إلى العاصمة الروسية موسكو لمعرفة الخطوات القادمة بشأن الأزمة السورية، حيث يتحكم "الكرملين" فى خلخلة الأزمة المستمرة منذ سبع سنوات، فى ضوء اشتداد المعارك المسلحة بين الجيش السوري والفصائل المسلحة فى الغوطة الشرقية، وغموض الموقف بشأن ما انتهت إليه العملية العسكرية التركية فى عفرين، وسط انشغال واشنطن بقضايا داخلية، تمنعها من الدخول العلنى فى الأزمة السورية.
ومنذ أن أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإعلان "هدنة إنسانية" يومية اعتبارا من الثلاثاء في الغوطة الشرقية بسوريا، آخر معاقل فصائل المعارضة قرب دمشق، والمستهدفة بغارات يشنها النظام السوري، والاتصالات لا تنقطع بين موسكو ومختلف العواصم الغربية للتعرف على تداعيات الموقف، وكيفية التوصل إلى حلول مناسبة لوضع حد لنزيف الدماء، وهو ما برز من الاتصالات التى يجريها الرئيس الروسي بوتين مع كل من الرئيس التركى رجب طيب اردوغان والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، بينما لا تتوفر معلومات بخصوص مدى مناقشة الملف السوري مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأوضاع في سوريا مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والتأكيد على أن الملف السوري تم بحثه في سياق تطورات الأوضاع في الغوطة الشرقية وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى كافة المناطق في سوريا، وارتياح الزعماء الثلاثة لتبني مجلس الأمن الدولي القرار 2401 حول الهدنة في سوريا، نتيجة "لعمل مشترك بناء"، مشددين على أهمية مواصلة الجهود لتطبيق القرار "على أكمل وجه وفي أسرع وقت ممكن".
ويأتى الموقف الروسي بعدما اعتمد مجلس الأمن مساء السبت الماضي قرارا يدعو إلى وقف إطلاق النار لمدة شهر في سوريا فيما قتل نحو 550 مدنيا خلال ثمانية أيام من الضربات التي يشنها النظام السوري على الغوطة الشرقية.
وهذه التطورات كانت محل اهتمام الصحف الغربية، ويري مراقبون أن بوتين ايتدخل بقوة فى الأزمة السورية، وهو الفاعل الرئيسي، وهو ما ظهر من خلال أمر جنوده بالالتزام بوقف النار، وسط تقارير موثوقة تفيد أن مقاتلات روسية تنفذ أيضا هجمات على بوتقة المتمردين بالقرب من دمشق.
ويري محللون أن هذا الموقف يأتى قبل الانتخابات الرئاسية الروسية في الـ 18 من مارسالمقبل، حيث يريد بوتين على ما يبدو البرهنة على تحقيق نجاحات عسكرية في سوريا، خاصة وأن وقف إطلاق النار هذا ليس إلا مناورة تكتيكية، بل مثيرة للاشمئزاز وهازئة. خمس ساعات لا للعنف ـ وبعدها يصبح المجال مفتوحا لإطلاق النار".
وفى هذا الإطار رصدت صحيفة "برلينر تسايتونج" الألمانية أن الفصائل المسلحة السورية لها دور سلبي فى تصعيد الأوضاع فى الغوطة الشرقية، نتيجة الممارسات الوحشية التى تقوم بها، مشيرة إلى أنه استوطن منذ عام 2013 في الغوطة الشرقية عدد من الارهابيين تحت مسمي المعراضة المسلحة، وهم من يطلقون باستمرار قذائف على العاصمة ونشروا باعتداءات بالقنابل الإرهاب والموت بين السكان المدنيين في دمشق، وطوال شهورمضت قطعوا الماء الصالح للشرب عن المواطنين السوريين فى جريمة لا تغتفر.
نوهت الصحيفة إلى أن هؤلاء المسلحين لا يعرفون سوء لغة العنف والسلاح، مثل نظرائهم المقاتلين فى شرق حلب أو الموصل، فهم يأخذون السكان المدنيين كرهائن، ويستغلونهم كدروع بشرية.
واللافت للنظر أن الصحيفة انتقدت موقف السياسيين الألمان عن الخروقات التى تقوم بها الجماعات المسلحة ، والإشارة إلى صمتهم غير المبرر في ظل الربيع العربي الوهمي منذ 2011 الذى تمر به منطقة الشرق الأوسط.
عقاب الأسد:
روسيا تدافع عن مصالحها
فى حين كشفت صحيفة التايمزعن تهديد بريطانى للأساد فى حال استخدام الهجوم بالأسلحة الكيماوية مرة أخري ، حيث هدد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون بتنفيذ غارات ضد الجيش السوري فى حال ثبت أنها استخدمت أسلحة كيمياوية ضد المدنيين مرة أخرى، معربا عن أمله في ألا يقف الغرب ساكنا في حال وقوع هجوم كيماوي، وتأييده لتنفيذ غارات محدودة إذ ظهرت "أدلة لا تقبل الجدل" بشأن تورط الحكومة السورية بهذا الأمر
نوهت الصحيفة على أن وزير الخارجية البريطانى يشعر بالأسف لأن برلمان بلاده صوت ضد القيام بإجراء عسكري في عام 2013 عقب تنفيذ هجوم بغاز السارين في الغوطة الشرقية، مؤكدا بقوله أمام مجلس العموم البريطاني "إذا وقع هجوم آخر ألا يقف الغرب ساكنا".
وكشفت الصحيفة النقاب بأنه لا توجد رغبة دولية كبيرة في تنفيذ عمل عسكري مستمر ضد قوات الجيش السوري، كما حدث من قبل فى ابريل الماضي.
إلا أن الصحيفة لم تشير إلى الأخطاء والانتهاكات التى وقعت فيها الفصائل المسلحة فى سوريا، واتخاذ المدنيين دورعا بشرية فى معركتها مع الجيش السوري.
دمشق فى قبضة بوتين:
اهتمام بدور بوتين
وفى نفس الاتجاه، ركزت صحيفة "هاندلسبلات" الألمانية على أنه فى ظل التغيرات التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط، يبدو أنه لا أحد يقرر مصير سوريا إلا فلاديمير بوتين، حيث أنه في يد الرئيس الروسي مصير الأسد الذي كان سينهار منذ مدة لولا سلاح الجو الروسي والفصائل الشيعية التي تتحكم فيها إيران،ومن يريد السلام لسوريا يجب عليه كسب موسكو.
نوهت الصحيفة على أن مسئولية تدهور هذا الوضع يتحمله الغرب، من خلال صمته المدوي تجاه الأسد وعدم صرامته في التحرك، مع الوضع فى الاعتبار سياسة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بوجه خاص عمل على إبعاد الولايات المتحدة الأمريكية من الشرق الأوسط. هو وحلفاؤه في الناتو، وعندما كان الأسد يقف على عتبة الهزيمة، سارع بوتين لتقديم المساعدة له".