تركيا تصعد ضد الأسد في عفرين.. وتوقعات بردود فعل عنيفة
السبت 03/مارس/2018 - 01:27 م
طباعة
الأوضاع في الشمال السوري تتجه نحو المزيد من التعقيد بعدما وجهت القوات التركية أول ضربة عسكرية لقوات الأسد، فجر أمس الجمعة في قرية جما شمال غرب عفرين، حيث كانوا يتمركزون فيها إلى جانب وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 17 شخصاً.
خطورة التطورات الأخير في الشمال السوري تتلخص في ردود الفعل المتوقعة من الأسد وروسيا وإيران بعد الهجمات التركية الأخيرة، إذ من المتوقع أن تكون ردات الفعل عنيفة تتناسب مع الجرأة التركية.
وتعاني القوات التركية منذ أطلق الجيش عملية "غصن الزيتون" العسكرية في منطقة عفرين في الشمال السوري، من الأسلحة المتطورة التي بحوزة الأكراد، وتشير التقارير إلى أن أميركا والنظام السوري وروسيا أبرز الممولين لميليشيا الاكراد، نكاية في الأتراك.
واتفق الأكراد والأسد في وقت سابق على تسليم "وحدات حماية الشعب" منطقة عفرين لقوات الأسد، وظهر التناغم والتنسيق بينهما حينما كان الجيش السوري يسمح للأكراد بالمرور من مناطق تقع تحت سيطرته، وأعلنت تركيا أنها لن تسمح باختباء الميليشيا الكردية تحت قوات الأسد.
ويزعم أردوغان أن قوات "غصن الزيتون"، تستهدف حماية الأمن القومي التركي من الأكراد، في حين ترى حكومة دمشق إن القوات التركية قوات غازية، يستوجب قتالها وردها.
وبحسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، فإن "القتلى 14 عنصراً على الأقل من القوات التابعة للنظام، التي دخلت عفرين في 20 فبراير بطلب من وحدات حماية الشعب، بالإضافة إلى ثلاثة مقاتلين أكراد".
وأكد المتحدث باسم الوحدات الكردية في عفرين بروسك حسكة، في بيان، "استهدف الطيران الحربي التركي نقطتين لتمركز الوحدات الشعبية التابعة للجيش السوري في قرية جما"، مشيراً إلى سقوط قتلى وجرحى من دون أن يحدد حصيلة.
في المقابل، أعلن الجيش التركي مقتل ثمانية من جنوده وإصابة 13 آخرين في معارك عفرين، لترتفع حصيلة خسائر القوات التركية منذ بدء العملية إلى 41 قتيلاً.
وخلال حفل تخرج بجامعة الدفاع الوطني، أكد وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي أمس مقتل 41 جندياً تركياً و116 عنصراً من فصائل الجيش السوري الحر منذ انطلاق عملية "غصن الزيتون"، بالإضافة إلى القضاء على 2295 "إرهابياً"، وتحرير مساحة 615 كيلومتراً، مشدداً على أنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في الحرب ضد "الإرهاب".
اللافت أن الأوضاع في إدلب تتجه صوب التصعيد هي الآخرى، ففي إنذار لتصاعد التوتر في المنطقة الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في إدلب ومناطق من حلب، استردت "هيئة تحرير الشام" بقيادة جبهة "النصرة سابقاً" أمس الأول مناطق خسرتها لمصلحة "جبهة تحرير سورية" المشكلة حديثاً من حركة "أحرار الشام" ذات النفوذ الواسع، وجماعة "نور الدين الزنكي"، قرب المنطقة الاستراتيجية على حدود تركيا.
وأفاد القيادي باسم حج مصطفى، بأن "تحرير الشام" شنت هجمات مضادة لاستعادة قرية كفر لوسين قرب الحدود، وتقدمت في بلدات أخرى منها معرة مصرين، ونقلت الكثير من مقاتليها إلى عدد من المواقع على الحدود التركية وعززت مواقعهم هناك.