فرنسا.. هدف «القاعدة» في إفريقيا بتحريض من الظواهري
الأربعاء 07/مارس/2018 - 07:47 م
طباعة
نشرت مؤسسة السحاب – التابعة لتنظيم القاعدة – رسالة صوتية جديدة لأيمن الظواهري، زعيم التنظيم، بعنوان: "فرنسا قد عادت يا أحفاد الأسود"، حرض فيها أهل دول المغرب العربي للانتفاض ضد حكام دولهم، مطالبًا إياهم بالتصدي للقوات الفرنسية الموجودة على أراضيهم، واصفًا إياهم بالغزاة الكفرة.
وقال الظواهري: " لقد كنتم درعًا حصينًا لأمتكم ضد الغزاة والمعتدين، وفي العصر الحديث سطرت صفحات من نور في سجل التاريخ في مقاومة الفرنسيين والإيطاليين والأسبان والإنجليز، حتى اضطر الغازي الكافر لأن يرحل، ويخلف وراءه أعوانه، الذين هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، وكنت تأملين من حكامك أن يحكموك بشريعة الإسلام، وينشروا فيك العدل، ويبسطوا الشورى، وينصروا المظلوم، ويقمعوا الفاسدين، ولكن أعوان الغازي الكافر ساروا فيك أسوأ سيرة، ونهجوا معك أشنع منهج، فنشروا الانحرافات العقدية والسلوكية، ومنعوا الشريعة وحاربوها، واستباحوا أموالك وثرواتك، وسلطوا عليك الطغاة والفاسدين واللصوص".
ثم انتقل حديث الظواهري في رسالته الصوتية، التي تمتد لقرابة سبع دقائق، عن ثورات الربيع العربي وكيف أنها كانت أملًا للشعوب المنتفضة من التخلص من سطوة الحكام، ولكنها للآسف كانت مخدوعة، مضيفًا: "وسبق ثورات الشعوب وتزامن معها انتفاضة جهادية شجاعة، عمت مغرب الإسلام من قمم الأطلس وسواحل تونس حتى سهول الساحل والصحراء وبلاد السودان المسلم، فتحالف ضدها الكفران الدولي والمحلي، فشنوا عليها الحملات، وهي صامدة تدفع وتدافع، واضطر الغزاة الكفار للعودة بأنفسهم مرةً أخرى".
ثم ينتهي الظواهري بمطالبة الشعوب في بلاد المغرب الإسلامي بالانتفاض ضد القوات الفرنسية والحكام المتواجدة على أراضيهم لأنهم عادوا من أجل احتلال بلدانهم مرة أخرى، قائلًا: "فيا أحفاد الليوث، هؤلاء من قاتلهم آباؤكم وقتلوهم وطردوهم، ها قد عادوا ليقتلوا إخوانكم المسلمين ويطردوهم، ويذكروكم أنكم ما زلتم تحت احتلالهم وقهرهم".
وكانت القوات الفرنسية قد استهدفت منتصف فبراير 2018، جماعة "أنصار الدين" بعملية جوية وبرية في شمال شرق مالي، مما أدى إلى مقتل 10 أفراد على الأقل من بينهم أحد المقربين من إياد آغ غالي زعيم الجماعة.
وتعد جماعة "أنصار الدين" أحد الجماعات المتحالفة مع تنظيم "القاعدة"، ويمتد نفوذها في شمال مالي منذ سنوات.
لم تأتِ رسالة الظواهري باستهداف فرنسا وقواتها عبثية من فراغ، إذ تقود فرنسا منذ 2012، بجهود دولية لتطهير منطقة وسط وغرب أفريقيا من الجماعات الإرهابية، خاصة بعد سيطرة جماعة أنصار الدين على شمال مالي في مارس /أبريل 2012، الجماعة المرتبطة بتنظيم "القاعدة"، وتم طرد الأخيرة منها بفضل تدخل عسكري دولي بدأ في يناير 2013 بقيادة فرنسا.
في يونيو 2015 وقعت الحكومة المالية اتفاق سلام مع جماعات مسلحة غير جهادية، ولكن لا تزال مناطق في البلاد خارج سيطرة القوات المالية والأجنبية التي تستهدفها هجمات "أنصار الدين"، رغم توقيع الاتفاق الذي تأخر تطبيقه، ومنذ 2015 توسعت الهجمات الإرهابية لتشمل وسط وجنوب مالي والدول المجاورة، لا سيما بوركينا فاسو والنيجر.
ومع تدهور الوضع عند حدود الدول الثلاث، أعادت مجموعة دول الساحل الخمس العام 2017 بدعم من فرنسا، تفعيل مشروعها لتشكيل قوة مشتركة ضد الجهاديين كانت قد أطلقته في نوفمبر 2015، وتضم هذه المجموعة إضافة إلى مالي كلا من موريتانيا والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو.