بعد مقتل كاهن أثناء الصلاة.. واقع المسيحيين في إندونيسيا

الخميس 08/مارس/2018 - 03:59 م
طباعة بعد مقتل كاهن أثناء
 
مازالت أثار الحادثة البشعة التى وقعت في كنيسة القديسة ليدونيا باندونيسيا تترك بصماته علي المجتمع الكنسي والمسيحي هناك حيث هاجم شخص متطرف الكنيسة حاملا  سيفه الذي يبلغ طوله نحو المتر وقتل الكاهن واصاب 4 اخرين 
فقد شهدت إندونيسيا حلقة جديدة من الرّعب والاضطهاد الذي بات يشكّل خطرًا على مسيحيي البلاد خصوصًا مع اقتراب فترة الانتخابات.
وهي فترة عادة ما يتم فيها تغذية النعرات الدّينية بهدف استمالة أكبر عدد ممكن من الأصوات.
لكن لعل ما حدث مؤخرا  كان أكثر الحوادث رعبًا. فبينما كانت كنيسة القديسة ليدوينا تعجّ بالمؤمنين الذين أتوا إلى الكنيسة للمشاركة في صلاة القداس  دخل رجل المكان وفي يده سيف يبلغ طوله المتر.
كان يريد احداث مجزرة… أمام هول المشهد عمّت حالة من الهلع والفوضى حيث سارع الكاهن لإيقاف القاتل إلّا أن الأخير استغل الفرصة وضرب الكاهن بسيفه. ملطّخًا بدمائه سقط الكاهن أرضًا. نحو 4 أشخاص لقوا نصيب الكاهن حيث أصيبوا جميعًا بجروح قبل أن يصل عناصر من الشّرطة ويوقفوا حامل السّيف.
وقد تم التعريف بالمهاجم على أنه متطرف يعيش على مقربة من الكنيسة. وكان قد أعرب في وقت سابق عن اهتمامه بالسفر إلى سوريا  حيث ظهرت عليه علامات التطرف.
وفي بيانها قالت جمعية الأبواب المفتوحة المعنية برصد عمليات الاضطهاد التي قد تطال المسيحيين من حول العالم قالت إن مسيحيي اندونيسيا تعرضوا لموجة من الهجمات في الاسابيع الاخيرة وهم يطلبون المزيد من المساعدة.
وتعهد الرئيس جوكو ويدودو بدعم الحرية الدينية قائلًا:” إن دستورنا يضمن الحرية الدينية ولذلك لن نعطي أي فرصة لمروجي التعصب والذين ينشرونه في بلادنا. لقد امرت السلطات باتخاذ اجراءات حازمة وان الدولة ستحافظ على الدستور”.
وحذرت جمعية الأبواب المفتوحة من ازدياد الوضع تدهورا مع اقتراب الانتخابات المحلية.و من قيام المتطرفين بحملة ارهابية فى الدولة الاسيوية الامر الذى ادى الى استهداف عنيف لمعتنقي المسيحيين.
وختم البيان قائلا: “إن القادة الراديكاليين في تيارات الاسلام السياسي قادرون على حشد مئات الالاف من المتظاهرين فى الشوارع فى احتجاجات جماهيرية ضد المسيحيين. هذا وتواجه الكنائس التي تعنى باستقبال المسلمين الذين قرروا اعتناق المسيحية معارضة من الجماعات الإسلامية المتطرفة. ”   
ووفقًا لتعداد السكان تُشّكل المسيحية في أندونسيا حوالي 10% أي ان عدد المسيحيين حوالي 21,160,000 مليون نسمة. وتعترف حكومة إندونيسيا رسميًا بطائفتين  وهما البروتستانتية و الكاثوليكية.حيث يشكل البروتستانت حوالي 70% من مجمل مسيحيي أندونيسيا، ويشكل الكاثوليك 30% من مجمل مسيحيين أندونسيا. جدير بالذكر أنّ أندونيسيا تحوي على واحدة من أكبر التجمعات المسيحية في العالم الإسلامي. وفي الآونة الأخيرة أزداد معدل نمو المسيحية وانتشارها بشكل خاص بين الأقلية الصينية خاصًة من المتعلمين. وعلى الرغم من أنَّ نسبة المسيحيين تبلغ 10% من مجموع سكان إندونيسيا، لكن تأثيرهم الاقتصادي ملحوظ ومشاركتهم السياسية آخذة في التزايد على خلفية تجارب سابقة لأحزاب مسيحية اندمجت ضمن أحزاب قومية كبيرة منذ عقود، وقد صُرح لحزبين مسيحيين بالنشاط السياسي وهما حزب "السلام والإزهار" وحزب "حب الديمقراطية "للمشاركة في الانتخابات التشريعية. ويعد المسيحيين المجموعة الدينيَّة الأكثر تعلمًا في إندونيسيا حيث وفقًا لدراسة قامت بها مركز بيوالامريكي  للأبحاث عام 2016 تحت اسم الدين والتعليم حول العالم حوالي 15% من المسيحيين في إندونيسيا حاصلين على تعليم عال ومن حملة الشهادات الجامعيَّة، بالمقارنة مع 12% من البوذيين وحوالي 9% من الهندوس وحوالي 7% من المُسلمين في إندونيسيا
ويعود تاريخ أول وجود لكنائس المسيحية في البلاد إلى القرن الثاني عشر حيث تشير السجلات إلى تأسيس كنيسة في مدينة باروس، على الساحل الغربي لسومطرة الشمالية، وهو مركز تجاري معروف كان يتردد عليه التجار الهنود، وبالتالي ارتبطت الكنيسة مع مسيحيون القديس مار توما. ووصلت أول بعثة كاثوليكيَّة إلى إندونيسيا في القرن الرابع عشر، بقيادة الراهب الفرنسيسكاني الإيطالي ماتيوسي.

شارك